أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - مفسدو الحلم الجديد














المزيد.....

مفسدو الحلم الجديد


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1315 - 2005 / 9 / 12 - 05:52
المحور: كتابات ساخرة
    


القصة تبدأ غالبا هكذا: قبل سقوط النظام المبائد كنت أعرف فلاناً، وفلان هذا لم يتم تعليمه، لكنه صار في زمن مابعد السقوط من حملة شهادة الدكتوراه او الماجستير أو وضع حول رأسه أي رمز من الرموز التي تخلب ألباب الكثيرين، ولم يكتف بهذا التزوير الخطير، بل زور تاريخه الشخصي وتحول بين ليلة وضحاها الى مناضل خطير ضحى بالغالي والنفيس وتعرض للسجن وأوشكت رقبته ان تطير، لكنه استطاع، بفعل حنكته وعقله الجبار، ان ينجو من الموت ومن السجن، وليس هذا حسب، بل هو اسهم في تقويض النظام البائد عن طريق نضاله وعمله السري في الحزب الفلاني، وهذا الحزب – لكي تكون القصة واقعية – يجب ان يكون له هو الآخر تاريخ عريق، ولا يجد صاحبنا هنا ايضا أية صعوبة في العثور على التاريخ المطلوب، فان تعذر الأمر سيستعير جزءاً من تاريخ حزب عريق وجزءاً من تاريخ حزب آخر، فاذا به بين ليلة وضحاها صار زعيما لهذا الحزب وصار له من صغار اللصوص والتافهين وركاب الموجة عدد لابأس به، فلا تمر إلا أيام قلائل حتى تجد هذا الدكتور الزعيم وقد صدق الأكاذيب التي نسجها وانتفخ بها، ومن ثم راح يجني الثمر المتاح لأمثاله، فبدل البيت (المستأجر) صار لـه قصر فخم أو قصور فخمة في أنحاء متباعدة داخل الوطن الجريح، وبدلا من هواية المشي التي كانت تلازمه بسبب الفقر تراه الآن وقد امتلك مجموعة من السيارات الفارهة له ولأولاده وحين تسأل: كيف ومن أين؟ يقال لك: اصمت أيها الحسود فالرجل كان ثريا منذ ولد وهذه الثروات كانت مخبأة لظروف نضالية لن يعيها عقلك الصغير. وتصمت أنت، تصمت ليس خوفا، فأنت لا تملك ما تخاف عليه، لكن الغثيان يمنعك من التواصل مع مثل هذه الوضاعة.
قد يقول قائل أنني أتحدث عن شخص معين وأنني أخفي هذا الاسم خوفا من التعرض للمساءلة القانونية، لكن المصيبة أعمق من هذا بكثير، لأنها لا تخص شخصاً بعينه بقدر ما تخص جمعاً من المنتفعين الذين ركبوا موجة ما بعد السقوط فأساؤوا لنا (كأغلبية صابرة محتسبة) إساءة لن ينساها الشعب لهم. واذا ما تمت محاكمة الطاغية فمن العدل أن تلي هذه المحاكمة، محاكمة طغاة ما بعد السقوط، بأحكام مضاعفة لأنهم اغتالوا احلامنا بالحرية والديمقراطية، ولأنهم جعلوا المواطن البسيط يلعن الحرية والديمقراطية وهو بعد لم يجن ثمارها.
لذا أجد من الواجب على الحكومة الجديدة – اذا كانت تريد اصلاحا حقيقيا – أن تبادر باجتثاث هؤلاء من الدوائر والوزارات والمناصب الرسمية. لكي لا أكون متشائما جدا – بل أقل بقليل – أقول لكم أن المثال الذي ذكرته أعلاه، وهو ربما يخص شخصا ما، قيل لي إنه على الرغم من تسلمه منصباً رفيعاً في الحكومة المنصرمة، وعلى وفق ما أفادني به أحد المتسنمين - أفضلهم: بمعنى آخر كيف يصح لمزيف مزور أن يلعب دوره باتقان دون أن يكشف، وأن يتم الاستفسار عن حقيقة شهادته العلمية أو أي شهادة أخرى، اذا لم يكن بعض ممن يحيطون به هم من أشباهه؟!



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الجعفري ضع الخطة الأمنية جانبا
- شهداء تحت الطلب


المزيد.....




- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - مفسدو الحلم الجديد