أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين التميمي - لجان مشبوهة














المزيد.....

لجان مشبوهة


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1479 - 2006 / 3 / 4 - 09:38
المحور: المجتمع المدني
    


لجان مشبوهة
هدفها إدامة الفساد الإداري
أنت مواطن متضرر من النظام البائد ، وبحاجة إلى فرصة عمل ، لذا يكون من الطبيعي جدا أن تستغل أي فرصة لاستعادة حقوقك المنتهكة ، ليس من اجل الحصول على وظيفة فحسب إنما لكي تستعيد توازنك النفسي والاجتماعي .. والمواطن بحاجة إلى هذا التوازن بعد أن أخلّ به النظام البائد حد مسخ الشخصية وجعلها تابع ذليل للذات الدكتاتورية والفكر الشمولي المقيت . لذا ليس من المعيب أن تعود إلى دائرتك إذا كنت قد فصلت منها سابقا ، ولكي تكون خطواتك متماشية ومتناسقة مع الخط العام أو التوجه الذي ابتدعه الساسة الأجلاء ، فعليك أن تضع نفسك تحت أي عنوان يناسبك من العناوين التي تم تسويقها في زمن ما بعد 9/4/2003 فمثلا هناك خانة لذوي المعدومين وخانة للسجناء السياسيين وأخرى لذوي السجناء السياسيين ، وربما أخرى للمرحلين وأخرى للمسفرين ، وأخرى ، وأخرى ... والقائمة تطول ، وإذا ما اكتشفت بأنك متضرر إلى ( حد اللعنة ) دون أن تكون هناك خانة تناسبك لأن الساسة الأجلاء وفي خضم مسؤولياتهم الخطيرة نسوا أو لم ينتبهوا إلى مثل هذه الحالة فعليك أن تجلس أنت وأمثالك في البيت وتستمر في متابعة الأخبار حتى تنتبه إليك جلطة ما فتريحك وتريح الساسة الجدد من وضعك الإنساني الشاذ أما إذا كنت أكثر ذكاء وحاولت ( تقريـم ( ثوب مأساتك كي يتماشى مع أي زي من الأزياء التي يقترحها زمن الحرية والديمقراطية ، فستكتشف التالي : عند مراجعتك لأي دائرة فتحت باب التعيين وعلى الملاك الدائم سيقال لك بان عدد الدرجات قليل جدا وأن المتقدمين لشغلها بالمئات ، ولأنك عاطل أبدي ستوافق على هذه المقامرة وستقدم كافة الوثائق المطلوبة ، وبعد أخذ ورد ومراجعات كثيرة سيقال لك بان موعد المقابلة سيكون في صباح اليوم الفلاني وحين تحضر أنت في الموعد المحدد بالساعة والدقيقة والثانية سيقال لك وبعد أن يقارب الدوام على الانتهاء بأن المقابلة تأجلت ، وعليك في هذه الحالة أن لا تظهر غضبك أو أي بادرة تكشف لهم انك منزعج ، فلربما هم يتصرفون بهذه الطريقة ليختبروا قدرتك على التحمل والانضباط ، وبعد عدة تأجيلات ومراجعات يقال لك تفضل إلى الداخل ( جاء الفرج !! ) فاللجنة مجتمعة الآن، وما عليك إلا أن تكون قد ذاكرت جيدا ووضعت في حسابك كل شاردة وواردة لأن اللجان عادة تضم أناس متخصصون في مجال عملهم ، وحين تجد نفسك في الداخل حيث يجلس ( الأخوة الأعداء ( تشعر بالغصة في حلقك ، فهذا مثلا هو فلان الذي تسبب في طردك من الوظيفة قبل عدة سنوات إثـر تقرير حزبي، وهذا عِـلاّن الذي انتفخ وظيفيا حتى صار معاونا للمدير ( البائد ) بأثر رجعي للتقارير والوشايات التي كتبها في زملائه ، ومع هذا تقول في سرك : هذا لا يعنيني ، فالزمن قد تغير ولن تكون هناك فرصة لمثل هؤلاء كي ينالوا منك ومن غيرك ..مرة أخرى ، لكن وبمجرد أن تجلس تنهال عليك الأسئلة : هل لديك معدوم سياسي ؟ وهل كنت سجينا سياسيا ؟ وما هو الضرر الذي لحق بك ، ومع من كنت تعمل؟ ولماذا ولم ومنذ متى و.. و. ولكنك رغم هذا لا تفـقد الأمل وتسترسل في الإجابة ، لكن هاجسا ما يلح عليك وأنت تـتـحـدث وتتساءل فـي سرك )مـن يُساءل مـن ؟ ومـن يُحاكم مـن ؟ ( وكيف يمكن أن أتحدث عن مظلمتي والجلاد أو شبيهه هو الذي يستمع إليّ الآن ، وبدلا من أن تأمل في الحصول على الوظيفة يصيبك القلق على سلامتك وعلى مصيرك بعد الذي قلته عن الماضي سيما وان ذائـقـتك الشعرية أبت إلا أن تستذكر أمامهم ) فيك الخصام وأنت الخصم والحكم ( والأغرب من ذلك كله ، أنّ يقال لك: المقابلة انتهت. دون أن يسألك أحد منهم أي سؤال في مجال تخصصك ، ودون أن تشعر بأن خطبتك العصماء لاقت أذنا صاغية بل على العكس من ذلك تشعر بأنك بددت مشاعرك وعرضت أو فرشت مظلمتك فوق أرض قذرة مريبة مليئة بالفقاقيع والدمامل التي لم تُستأصل بعد ، لذا عليك أن تطوي لسانك في حلقك مجددا.. تطويه ألف طوية وتقول له إياك أن تبوح ثانية حتى يُـرينا فيهم الله يوما.



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلونزا الفساد الاداري
- في التربية والتعليم
- يوم كأنه العراق .. يوم هو العراق
- مؤيد نعمة.. فنان الشعب .. لن نقول وداعا
- قطعة لحم ... بشرية
- لجان مشبوهة هدفها إدامة الفساد الإداري
- هل يعنيهم الدستور .. حقا !!
- أبو المعالي .. رجل قلّ نظيره
- أرض عراقية صالحة ل .. .زراعة أحلامنا
- الأحلام المزاحة
- فصام
- عراق من ؟ أو أبوة الدكتاتور القسرية وتأثيراتها في حاضرنا
- مفسدو الحلم الجديد
- أيها الجعفري ضع الخطة الأمنية جانبا
- شهداء تحت الطلب


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين التميمي - لجان مشبوهة