أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين التميمي - .. بين الايثار والاستئثار














المزيد.....

.. بين الايثار والاستئثار


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 10:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فلان يؤدي فروضه كاملة .. هو يصلي ويزكي أو يخمس ويصوم ويحج و .. لكن ماذا عن سلوكه اليومي . ماذا عن علاقته بباقي أبناء جلدته ؟ ماذا عن أخلاقه ؟ يقول الرسول الكريم : انما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق . ويقول احد الحكماء انما الأمم الأخلاق مابقيت .
ولعل أي مطلع أو دارس لاخلاق الكثير من الأمم يكتشف بأن جميع الحضارات والثقافات التي غيرت وجه التاريخ قد تبلورت وتكونت في ظل أجواء مشابهة لما دعى اليه الرسول الكريم ، ولعل اغرب وأكبر المعضلات التي يمكن ان تواجه دارس كهذا تكمن في حال تدرجه في البحث الى المقارنة بين الغرب والشرق ، فالشرق وعلى الرغم من كونه مهبط الرسالات ، والحاضن الشرعي للكثير من الحكماء الا انه ولبضع قرون خلت . قد أثبت بأنه أكثر الشعوب عداء للتطور والتقدم ، وهذا ليس من باب التحامل او الافتراء ، انما من باب وضع الاصبع على الجرح ، ووضع المشكلة أو المعضلة على طاولة التشريح .. ليس من اجل ايجاد حل ناجع لها ، فهذا جهد شاق يصعب علينا تبنيه انما من اجل محاولة ايجاد حل ضمن محاولات عدة ، تنطلق من هنا وهناك من اجل الوصول الى قراءة موضوعية وعقلانية لواقعنا المعاش (كشرقيين ) ومن ثم الانتقال الى المرحلة التالية وهي مرحلة العلاج ، فلا طب ولا دواء بغير تشخيص ، ولا عيب في ان يخطئ البعض وأن يصيب البعض الآخر ، مادامت الأغراض والنوايا تتصف بالنبل والجدية في التصدي لما نحن فيه الان من تخلف عن ركب الحضارة ، وأذكر هنا طيب الذكر جاليلو ذلك العالم الكبير الذي اطلق لمرقابه أو منظاره العنان كي يسري الى الكواكب مستنطقا اياها نظريته حول كروية الأرض ، ومثله فعل كوبرنكس وآخرون كي يقلبوا للكنيسيون وليس للكنيسة الحقة .. ظهر المجن وليظهروهم للبشرية عراة ، معزولة آفاقهم ورؤاهم عن الحقيقة وعن نور الشمس نور الحقيقة ، ولم تنفعهم المحاكم التفتيشية بكل جبروتها ، ولم ينفعهم (أي رجال الكنيسة) كل انواع الترهيب والترغيب للعلماء الأفذاذ الذين غيروا وجه التاريخ ، ووضعوا قاطرة التطور على خطها أو مسارها الحقيقي كي تنطلق وتنطلق معها آلاف مؤلفة بل ملايين من شعوب الأرض ، فاخترعوا القطار والسيارة والطائرة والكهرباء والتلفون والكثير من العلوم التي ترتع البشرية الآن في ظل نعيمها ، بينما كان مصير رجال الكهنوت الانزواء أو العودة الى الاماكن التي تخصهم ، ولعل الكثير منهم قد وعوا الدرس مبكرا فراحوا يعملون ضمن المساحة الحقيقية المخصصة لهم ، وهذه المساحة أعادت لهم احترام العامة من الناس ، فرجل الدين ووفقا للتجارب التي يحدثنا عنها التاريخ ، يكون أكثر اهمية وقدرة على الاقناع ونيل الاحترام حين يلتزم بما اوصاه اياه الخالق عز وجل ، ويعي مساحة تحركه ، ومساحة عمله ، بينما هو يستطيع ان يحقق مكاسب دنيوية أكبر عن طريق تدخله في السياسة وفي القوانين الوضعية لكن الحراك العام للتاريخ ، أو المتحول في التاريخ يجعل من الثابت (أي التعاليم المنزلة والمقدسة) في موضع حرج لأنها غالبا ما تتعارض مع هذا الحراك اذا ماطبقت بطريقة تعسفية والزامية لا تقبل المناقشة او الرأي الآخر بينما على العكس من ذلك نجد أن رجال الكنيست ومن خلال استيعابهم العقلاني لتجربتهم في القرن الخامس والسادس عشر – استطاعوا ان يعيدوا النظر بآليات عملهم ، فتحولوا من الاكراه الى الترغيب ، ومن القسر الى التحبب الى الآخر وعرض التجربة المسيحية بشكل أكثر انسانية واكثر اقناعا من لغة محاكم التفتيش ، وهذا أنتج مايسمى اليوم بالمسيحية الجديدة ، وهذه المسيحية تحولت الى ورقة ضغط وعامل موازنة انتج الكثير من الافكار والمدارس الدينية اللاحقة ، وكان آخرها ماصار الآن عليه كبار الساسة في أكبر دول العالم من حيث التأثير والقدرة على اتخاذ قرارات كونية . ولكي لا يصاب القارئ الشرقي بالدوار من هذه الالتفافة أو الدوران ، نقول : على رجل الدين الشرقي أن يعي الدرس جيدا ، فما خسرته الكنيسة في القرون الوسطى عادت الى جني أرباحه أو حصيلته في القرن الحادي والعشرين عن طريق تسنم رجال – لم يخطر للبشرية حين ازاحتهم في القرون الوسطى – ان يعودوا مجددا ولكن بافكار معاصرة ،ولسنا هنا في مجال محاكمة أو تقييم هذا الطرف أو ذاك ، انما اردنا ان نضرب مثلا للكثير من رجال الدين ممن تركوا المساجد ، وكافة مساحات اشتغالهم وتأثيرهم وتحولوا الى السياسة ، واستفادوا أو استثمروا تأثيرهم الديني من أجل جني مكاسب دنيوية ، بحجة أنهم يروجون للدين الاسلامي بعملهم هذا ، وأنهم يدخلون الناس تحت لواء هذا الدين زرافات زرافات .. لكن ماذا عن الغد ؟ ففي ظل العولمة وغزو الغرب لنا اعلاميا ، وبكافة الوسائط والسبل .. أقول في ظل هذا الغزو ثمة وعي آخر يترعرع وثمة أفكار وقيم تتشكل (في الخفاء غالبا) هذا الوعي وهذه الأفكار ستقوض الكثير من التأثيرات الشكلية لرجال الدين الذين تحولوا الى ساسة ، وتلونوا بألوان وبهرج السياسة والمناصب والمكاسب ، وستفرض في الغد القريب أسئلة مغايرة للسائد ، وهذه الاسئلة ستضع ساستنا الجدد في زاوية ضيقة وسيصعب عليهم ان يجيبوا أو يستجيبوا لعقول متنورة متفهمة متعلمة تعي الحراك التاريخي للحضارة والانسان وتعي ايضا حقوقها المسلوبة وفقا لمرجعيات باتت خارج التاريخ .
فهل سيعي هؤلاء دورهم الحقيقي ويعودوا الى جادة تأثيرهم الحقيقي فينا أم يواصلون محاولاتهم لشغل ذلك الحيز الذي سبق وان غادره رجال الكنيسة منذ أكثر من خمس قرون خلت



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا عن حقوق الناس؟
- !! مناصب تشريفية .. مناصب تشريبية
- لماذا لا يقرع ناقوس الخطر !!
- !! لزوم الشيء .. الشيء ولزومه
- بائع اللبن يطرد المحتل
- مايكرو ارهابي
- من المسؤول .. من البريء ؟
- تخريب غير منظور
- متى يطرق الوزير بابي ؟
- لماذا لا يزعل الشعب قليلا ؟
- ثلاثة قتلى - قصة قصيرة
- شيء من نار ..نص وقراءة
- لجان مشبوهة
- انفلونزا الفساد الاداري
- في التربية والتعليم
- يوم كأنه العراق .. يوم هو العراق
- مؤيد نعمة.. فنان الشعب .. لن نقول وداعا
- قطعة لحم ... بشرية
- لجان مشبوهة هدفها إدامة الفساد الإداري
- هل يعنيهم الدستور .. حقا !!


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين التميمي - .. بين الايثار والاستئثار