أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سالم جبران - الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل تعيش أزمة قيادة غير مسبوقة















المزيد.....

الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل تعيش أزمة قيادة غير مسبوقة


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 09:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد تذمر دام شهوراً طويلة وتصريحات مفعمة بالتذمر من الأزمة الخانقة في لجنة المتابعة للجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل, أعلن المهندس شوقي خطيب, رئيس لجنة المتابعة استقالته من المنصب, مع أنه أعلن بقاءه رئيساً للجنة رؤساء السلطات المحلية.
وقالت صحيفة "حديث الناس" الصادرة في الناصرة إن الجماهير العربية "تعيش أزمة الانهيار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأخلاقي والتراجع في جميع المجالات".
ومع أن الأحزاب العربية هي الهيكل الأساسي للجنة المتابعة, فإن السيد عوض عبد الفتاح سكرتير حزب "التجمع الوطني الديمقراطي", قال في مقابلة في صحيفة "حديث الناس" بالحرف الواحد: "الأحزاب لا تشعر بانتماء للمتابعة في بنائها الهش".
يجب القول إنه مع الأزمة التنظيمية العميقة للجنة المتابعة وللأحزاب العربية, فإن حالة المواطنين العرب الفلسطينيين تزداد سوءأً, وهي تصرخ حاثّة الأحزاب على المسؤولية والتنظيم والتنسيق والعمل, لتخفيف الأزمة الخانقة إذا استعصى حلها كلياً.
الأقلية الفلسطينية تعيش حالة الغربة في وطنها, أكثر من 76 بالمائة من أراضيها صودرت, وخلال ستين سنة لم تقم في الوسط العربي صناعات, ولا حتّى صناعات خفيفة, كما لم تبادر الدولة إلى إقامة أية مدينة جديدة أو قرية جديدة, مما يعني تفاقم الاكتظاظ والكثافة السكانية في الوسط العربي ويسكن في الغرفة الواحدة, بالمعدل, في الناحية العربية, ثلاثة أضعاف اليهود الذين يسكنون في غرفة واحدة,
وتفتقر كل الناحية العربية (مليون وربع المليون من البشر) إلى أية منشآت صناعية أو اقتصادية, ولذلك فإن العرب تابعون, اقتصادياً ومعيشياً. تبعية كاملة للاقتصاد اليهودي.
وبينما نسبة البطالة في الناحية اليهودية هي أقل بقليل من 10 بالمائة, فإنها تصل في الناحية العربية إلى حوالي 25 بالمائة من قوة العمل العربية. ومعدل دخل العربي الذي يشتغل هو أقل من 60 بالمائة من معدل دخل اليهودي إذا كان يعمل نفس العمل الذي يقوم به العربي. وبالطبع فإن الوظائف العليا في الحكومة والاقتصاد والشركات هي "لليهود فقط", عملياً, إن لم تكن رسمياً.
كذلك يتسع الفقر في الوسط العربي, بشكل مذهل, مع أنه غير مفاجيء, فأكثر من 52 بالمائة من العرب يعيشون تحت "خط الفقر".
ويجب أن نشير هنا, أن حالة العرب الذين يعيشون كأقلية في المدن اليهودية: يافا (عروس فلسطين, يوماً!) حيفا, عكا, اللد, الرملة, بئر السبع, هي حالة بالغة, القسوة والصعوبة, حتى بالمقارنة مع الحالة العامة للعرب.
هذا الوضع من الطبيعي والمنطقي أن يقودا إلى نضال قومي واجتماعي, ومن الطبيعي أن يفرز قيادة مناضلة تدمج القومي بالاجتماعي وتشكل قوة منظمة للشعب وقوة ضاغطة على الحكومة ومؤسساتها.
والحقيقة أنه خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي, تصاعد باستمرار النضال القومي للعرب ووصل القمة في الإضراب الوطني العام ليوم الأرض (30 آذار 1976) الذي هزَّ إسرائيل وكانت له أصداء عالمية, وكانت له أصداء بالغة القوة في المناطق الفلسطينية المحتلة (الضفة والقطاع) وكذلك في العالم العربي.
إن السلطة الإسرائيلية عملت منذ ذلك الحين عملاً منظماً وشاملاً لضرب الوحدة الوطنية للجماهير العربية, وعملت بمنهجية لتفسيخ الصفوف على أساس طائفي وعائلي, وخلقت صراعات بين القيادات مما أضعف وشوَّه الانتماء القومي إلى حد بعيد.
أزمة قيادة- أزمة برنامج
استقالة المهندس شوقي خطيب لم تكن فاتحة الأزمة, بل خطوة كشفت عمق الأزمة في لجنة المتابعة التي هي تحصيل حاصل لأزمة الأحزاب العربية التي شهدت في العقد الأخير من ناحية شخصنة للقيادة, وتحويل الأحزاب إلى هوامش تابعة للقادة, وضحالة شديدة للقيادة, ونرجسية جعلت المنافسات بين قيادات الأحزاب تطغى على القضية الوطنية العامة, وجعلت التعاون الحقيقي الصادق والمسؤول, داخل لجنة المتابعة, وداخل البرلمان, هشّاً جداً بل أن كل المواطنين العرب, وكذلك مؤسسات الدولة تدرك تماماً عمق المنافسات والمشاحنات والعداوات, بين أعضاء الكنيست (البرلمان) ممثلي الأقلية الفلسطينية.
لقد عمل شوقي خطيب المستحيل لصياغة برنامج متفق عليه, يشترك الجميع في تنفيذه, للمصلحة العامة, ولكن النزوات الذاتية كانت أكبر بكثير من المصلحة العامة الوطنية, التي يتغنى بها الجميع, كلاماً, ولكنهم لا ينفذونها, فعلاً.
وهناك بلا شك صراعات حول استراتيجية لجنة المتابعة, فالبعض, مثل الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح (الجناح الشمالي) وحزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة عضو الكنيست عزمي بشارة, على خلاف عميق مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (الحزب الشيوعي) حول خط النضال وأهدافه. وبشكل عام هناك إهمال مروع للقضايا الحياتية والمطلبية للشعب, وكل أعضاء الكنيست وقادة الأحزاب مشغولون بالقضية الفلسطينية وما يُسمى "التواصل مع الدول العربية" أكثر بكثير من اهتمامهم بالهموم الحياتية الاقتصادية والاجتماعية والسكنية والتعليمية للشعب.
وهذا يُسَهِّل على الحكومة القيام بدعاية عنصرية منظمة ومنهجية ضد النواب العرب وعزلهم في الكنيست وعزلهم في الإعلام الإسرائيلي ونشر جو التحريض العنصري ضدهم.
وتكون الحصيلة أن أعضاء الكنيست العرب عاجزون إلى حد بعيد عن تحقيق إنجازات للشعب, وربما بسبب ذلك, وبسبب الإحباط, يرتفع أكثر صوتهم "القومي" ترتفع شعاراتهم ولكن شعبنا-ونقول بأسف- يسمع جعجعة ولا يرى طحناً.
الاتفاق على النهج العام
هو مسألة حاسمة
من هنا, نعتقد أن استقالة شوقي خطيب أعطت بُعداً أعمق للأزمة, ولكن الأزمة موجودة قبل الاستقالة, وهي أزمة برنامج, وأزمة تعامل وأزمة استراتيجية للنضال, وأزمة صياغة موقف متفق عليه للعلاقة مع المجتمع الإسرائيلي الذي نعيش فيه, وللعلاقة مع المجتمع الفلسطيني والعربي العام, الذي ننتمي إليه قومياً وتاريخياً.وما لم نفعل ذلك, وما لم نختر القيادات المسؤولة المحنكة الوطنية والاجتماعية القادرة على قيادة شعبنا, في ظروف صعبة ومعقدة, فلن تستعيد لجنة المتابعة مكانتها المحترمة, وسيظل "القادة" في واد, والشعب الغلبان في واد آخر.



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المثقف في نظر إدوارد سعيد
- ماركسية الحقبة الجديدة-ثورية,إنسانية,ديمقراطية
- أكبر من أزمة ثقافية
- كذب الظَّن ,لا إمام سوى العقل!
- إسرائيل بدأت تستعد للحرب القادمة
- وضع العرب الفلسطينيين في إسرائيل
- المعركة ضد الاستعمار الأمريكي والمعركة ضد الأصولية الدينية ا ...
- الشخصية الأولى في إسرائيل–علامة سؤال
- الحرب على لبنان دمرّت..حكومة أولمرت
- هل كانت الحرب لإعادة الجنود المخطوفين؟
- في دولة الأغنياء
- هل هناك استراتيجية عربية
- بعد الفشل في الحرب إنتخابات برلمانية مبكرة
- انتخابات الآن
- بعد توقف العدوان على لبنان بدأت الحرب الداخلية في إسرائيل
- الفرق بين القومية والجعجعة القومية
- تكاليف الحرب
- قبل أن تنتهي الحرب
- المؤرخ الإسرائيلي الدكتور توم سيغف
- أمة أقوى من الموت


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سالم جبران - الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل تعيش أزمة قيادة غير مسبوقة