أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سالم جبران - الفرق بين القومية والجعجعة القومية














المزيد.....

الفرق بين القومية والجعجعة القومية


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 06:57
المحور: الصحافة والاعلام
    


سمعت مُقَدِّم برامج في إحدى الفضائيات العربية يقوم بالدعاية لأحد برامجه القادمة وهو عن إسرائيل بعد حرب لبنان, فقال إنّ إسرائيل الآن في مهب الريح ولا مستقبل لها بعد انتصار حزب الله, وهي ظاهرة مؤقتة:
وهذا ذكرني بخطاب لمعلق "صوت العرب" أحمد سعيد, في اليوم الأول لحرب حزيران 1967. فقال مخاطباً النساء, في إسرائيل أن يُعْدِدْنَ التوابيت لكل أزواجهن الذين في ساحات القتال.
في أمثالنا الشعبية الفلسطينية, مَثَل يقول "فلان يطوش على شبر ماء". و"يطوش" بالعامية الفلسطينية, معناها "يعوم" أو "يطفو".
إسرائيل لم تُحقق ما أرادت أن تُحققه من حربها البربرية على لبنان. كان هدفها تدمير حزب الله كلياً, تدمير قوته القتالية وقتل مقاتليه. لقد فشلت حقاً في هذا, ولكن إسرائيل دمرت مناطق واسعة في لبنان, في جنوبه وشماله, دمرت عمارات ومساكن وجسوراً ودمرت المطار وفرضت حصاراً جوياً وبرياً على لبنان.
لا بأس أن نقول شيئاً آخر أقسى من السكين في القلب, وهو إنّ وزراء الخارجية العرب لم يدخلوا بيروت للاجتماع الطارىء, إلاّ بعد إذن من إسرائيل للسماح بدخول طائراتهم إلى المطار اللبناني!
هل كل هذا معناه أنّ إسرائيل "في مهب الريح" قاب قوسين أو أدنى عن الاضمحلال والانهيار والغياب الأبدي؟ أليس هذا التهريج الغوغائي الأحمق القائم على العنترية الفارغة والانقطاع الكامل عن الواقع كان سبباً رئيسياً في كل هزائم العرب في الحروب, منذ 1948 إلى الآن؟ لماذا تُطعمون شعوبنا جوزاً فارغاً؟ أليست الدعاية المتخلفة تقود في آخر الأمر إلى الإحباط الأسود, عند الاصتدام بالواقع؟
لا أنا لا أكتب من موقع التأييد للعدوان الإسرائيلي, ولكن من موقع رؤية أُمتنا العربية تفكر بما تقوله وتخطط لحاضرها ومستقبلها بالمنطق والواقعية مع التمسك بالحقوق الوطنية الكاملة بكل تأكيد. ولكن هذا يتحقق فعلاً عندما نتطور علميا وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وصناعياً وعسكرياً, من خلال التحالف مع العلم أولاً, ومن خلال احترام عقل المواطن, واحترام الشعب لا التعامل معه كقطيع غنم: عندما نرى شكل التصفيق والوقوف الدوري لخطابات سخيفة يلقيها دكتاتوريون سخيفون نبكي على أُمتنا. كنا نظن أن الجعحعة القومية قد أخْلَت الساحة للعقل والتخطيط والمنطق والتنظيم والتقدم بقوى ثابتة نحو التطور العصري.
إن الحالة اللبنانية بحاجة إلى نقاش عربي صريح وبصوتٍ عالٍ. كل الدول العربية التي تدافع عن وجود جيش حزب الله في لبنان عليها الإجابة عن السؤال لماذا لا تقيمون في بلادكم, بالإضافة إلى "الجيش النظامي" حامي النظام, جيشاً لتحرير الأراضي المحتلة؟ والحقيقة أنّ سورية فقط, هي التي ظهرت خلال الحرب وكأنها متحمسة أكثر من حزب الله: ونحن نسأل: لماذا لا تقيم سورية فصائل مقاومة وتسميها تبركاً "حزب الله" لتحرير الجولان؟ قبل أقل من شهر من حرب لبنان, حلّقت الطائرات الإسرائيلية فوق قصر الرئيس بشار الأسد في اللاذقية. لماذا لم تقم الطائرات السورية بإسقاط طائرة العدو الاستفزازية؟ لماذا لم تتدخل سورية في الحرب اللبنانية, حتّى عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية منطقة "المصنع" على الحدود اللبنانية –السورية, وقتلت عمالاً سوريين كثيرين.
إن تطاول بعض الأنظمة على الشعب اللبناني وقيادته المنتخبة ديمقراطياً, هو تطاول على حلم لبنان ببناء مجتمع ديمقراطي تعددي تشكل فيه المواطَنة المتساوية أساساً لبناء المجتمع اللبناني الحر. والافتراء بأن حكومة لبنان برئاسة السيد فؤاد السنيورة هي "صنيعة إسرائيلية" هو افتراء سخيف ومن المحزن إن من يقول هذا الافتراء. هو رئيس لدولة عربية شقيقة وعريقة.
إذا كانت محنة لبنان قد كشفت عجز النظام السياسي العربي, فإنها كشفت أيضاً, وبشكل أعنف, تجار الكلام "الثوري" الذين نظامهم هو مزيج من الفاشية والاقطاعية. إن أُمتنا العربية بحاجة إلى نهضة وطنية ديمقراطية تعيد السيادة الكاملة للشعب, وتُسْقط إلى الأبد, النظام العسكراتوري الفاسد, أساس البلاء لكل مآسي أُمتنا العربية, في العصر الحديث.



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكاليف الحرب
- قبل أن تنتهي الحرب
- المؤرخ الإسرائيلي الدكتور توم سيغف
- أمة أقوى من الموت
- الكارثةالإنسانية في لبنان كشفت الوجه الحقيقي الشع لإسرائيل
- تساؤلات رافضة للحرب القذرة
- الهزة الأرضية قادمة
- الإعلام الإسرائيلي
- حرب شاملة لا مناوشات على الحدود
- أولمرت زعيم بالصدفة
- الاكاديميون يهربون من اسرائيل
- المرتكزات الاستراتيجية للسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ...
- المؤرخ اليهودي البريطاني آفي شلاين: إسرائيل لم تكن ترغب يوما ...
- جرح قديم.. وجراح جديدة محتملة!


المزيد.....




- قضية مقتل فتاة لبنانية بفندق ببيروت والجاني غير لبناني اعتدى ...
- مصر.. تداول سرقة هاتف مراسل قناة أجنبية وسط تفاعل والداخلية ...
- نطق الشهادة.. آخر ما قاله الأمير بدر بن عبدالمحسن بمقابلة عل ...
- فشل العقوبات على روسيا يثير غضب وسائل الإعلام الألمانية
- موسكو تحذر من احتمال تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل
- -تهديد للديمقراطية بألمانيا-.. شولتس يعلق على الاعتداء على أ ...
- مصرع أكثر من 55 شخصا في جنوب البرازيل بسبب الأمطار الغزيرة ( ...
- سيناتور روسي يكشف سبب نزوح المرتزقة الأجانب عن القوات الأوكر ...
- ?? مباشر: الجيش الإسرائيلي يعلن قتل خمسة مسلحين فلسطينيين في ...
- مصر.. حكم بالسجن 3 سنوات على المتهمين في قضية -طالبة العريش- ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سالم جبران - الفرق بين القومية والجعجعة القومية