أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سالم جبران - المؤرخ اليهودي البريطاني آفي شلاين: إسرائيل لم تكن ترغب يوماً بالسلام.. والصراخ العربي الطائش ساعد إسرائيل















المزيد.....

المؤرخ اليهودي البريطاني آفي شلاين: إسرائيل لم تكن ترغب يوماً بالسلام.. والصراخ العربي الطائش ساعد إسرائيل


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1611 - 2006 / 7 / 14 - 06:32
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


زعماء عرب أرادوا تسوية مع إسرائيل ولكنها رفضت لأن السلام يوقف التوسع
في التسعينيات من القرن الماضي برزت في إسرائيل ظاهرة فكرية ثقافية جديدة هي ما سميت "المؤرخين الجدد".
أبرز هؤلاء المؤرخين: الدكتور ايلان فافه، الدكتور بيني موريس والدكتور اليهودي الإسرائيلي الذي يعيش في بريطانيا آفي شلاين.
المؤرخون الجدد بدأوا يبحثون التاريخ السياسي والاستيطاني والعسكري والدبلوماسي لإسرائيل، متحررين من كابوس المؤسسة العسكرية التي ليست عسكرية فقط بل سياسية وتاريخية شاملة، هدفها تبرير الاستيطان اليهودي والدفاع عنه وإعطاؤه الصفة الأخلاقية اعتماداً على الكارثة اليهودية في ألمانيا واعتماداً ما يعتبرونه تاريخ اليهود القديم.
بدأوا يطرحون الأسئلة الصعبة ويغوصون في أرشيفات الحكومات الإسرائيلية والأرشيف العسكري وخصوصاً أرشيف جيش الدفاع الإسرائيلي.
المؤرخون الجدد، على قلتهم عددياً، أثاروا هزة ورعباً في المؤسسة الحاكمة والنخبة الثقافية التابعة للمؤسسة، بما في ذلك كليات الجامعات.
المؤرخون الجدد طرحوا أسئلة صعبة، ذبحوا أبقاراً مقدسة، نشروا حقائق جديدة موثقة تشكك بل تكذب الزعم الرسمي للحكومة والمؤسسة العسكرية.
ومع أن الحملة ضد المؤرخين الجدد كانت قاسية إلى حد الشراسة، فقد تغلغل فكر المؤرخين الجدد في المثقفين، واليوم هناك تيار كامل يرفض الأكذوبة الرسمية بأن إسرائيل "دائماً أرادت السلام والعرب رفضوا" ويقبلون تلخيصات المؤرخين الجدد بأن إسرائيل لم ترغب بالسلام والاتفاق يوماً بل أقامت "الجدار الفولاذي" بينها وبين العرب، لتعميق القوة السياسية والاقتصادية والعلمية والعسكرية وضمان التفوق الكامل، قبل المباشرة في التفاوض مع العرب.


كتاب لائحة اتهام تاريخية

مؤخراً جاء الدكتور آفي شلاين إلى إسرائيل، وهو كثيراً ما يزور البلاد. وهذه المرة بمناسبة صدور كتابه" جدار الفولاذ..إسرائيل والعالم العربي" الذي ترجمه إلى العبرية يعقوب شاريت ابن القائد الصهيوني التاريخي ووزير الخارجية الأول في إسرائيل، موشيه شاريت.
حاول شلاين أن يتصل بعدد من دور النشر لكي تنشر الكتاب ولم يكن متزمتاً من الناحية المالية. وكل دور النشر رفضت رفضاً قاطعاً. وقام يعقوب شاريت بترجمة الكتاب دون أجرة لتسهيل نشر الكتاب. ويقال أن يعقوب شاريت سعيد بالكتاب لأنه يبرهن، اعتماداً على الوثائق، أن والده موشيه شاريت كان يختلف عن بن غوريون وغولدا مئير وديان والون، كان يريد فعلاً حوار العرب والاتفاق معهم ولذلك تحالفوا جميعاً ضده وعزلوه كلياً، ونهائياً.
يقول شلاين: القول إن اللاجئين الفلسطينيين تركوا وطنهم "عن طيب خاطر" هو قول كاذب، وكل الحقائق وكل الشهادات وكل الوثائق تؤكد العكس تماماً. هذه الكذبة الصهيونية نسفها المؤرخون الجدد " وشهد شاهد من أهله".
ويقول شلاين" إسرائيل حاولت إقناع العالم بأنها حمل وديع والعالم العربي هو ذئاب مفترسة إسرائيل تريد السلام والعرب لا يريدون السلام بل إبادة إسرائيل كأنما لا يكفي اليهود ما حل بهم في الكارثة اليهودية في أوروبا.
ويقول شلاين: الآن تؤكد الوثائق، الإسرائيلية أيضاً أن العالم العربي كان مستعداً بل مبادراً لعقد صلح مع إسرائيل.
حسني الزعيم الذي قاد انقلاباً عسكرياً في سوريا اتصل بإسرائيل لتحقيق سلام بين البلدين وتوطين مليون لاجئ فلسطيني في سوريا. وقد رفضت إسرائيل لأن حسني الزعيم أراد أن تمر الحدود بين سوريا وإسرائيل في وسط بحيرة طبريا.
الملك عبد الله، ملك الأردن، اتصل مراراً لتحقيق سلام مع إسرائيل، فرفضت لسبب أساسي وهو أنها لم تقبل أن تعطي شرعية قانونية لضم الضفة الغربية إلى الأردن وظلت تعتبر الضفة "جزءاً محتلاً من أرض إسرائيل" سيكون بالإمكان "تحريره" في المرحلة المناسبة!
النظام الملكي في مصر بقيادة الملك فاروق بادر ووسط دولاً غربية لتحقيق اتفاق سلام مع إسرائيل، فرفضت أولاً لأنها لا تعترف باحتلال مصر لقطاع غزة، وثانياً لأنه كانت مطامع إسرائيلية تقليدية باحتلال سيناء وصولاً إلى شرق قناة السويس.
النظام الجمهوري المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر أراد سلاماً مع إسرائيل، وعبد الناصر بعث رسالة إلى مؤسسة شاريت بواسطة طرف ثالث صديق للجانبين (سوفييتي)، ولكن إسرائيل رفضت العرض.
بن غوريون صرح أكثر من مرة، في حلقة أعوانه "شباب بن غوريون"، موشيه ديان، يغال ألون، شمعون بيرس، يغال يدين وآخرون، أن الحلم النموذجي هو " تحرير الضفة والقطاع، احتلال كل سيناء احتلال جنوب لبنان، وفرض إقامة "دولة مارونية" في النصف الشمالي من لبنان، وعندئذ تأخذ إسرائيل مكانة استراتيجية وعالمية، وتصبح حليفاً ذا وزن للغرب في تقرير أمور العالم العربي وآسيا وأفريقيا".
كانت نظرية بن غوريون أن إسرائيل "تريد السلام"، ولكن "في الوقت المناسب". بعد تحقيق إسرائيل لأهدافها الاستراتيجية الأساسية، وحتى ذلك الوقت، تقيم إسرائيل "جداراً فولاذياً" بينها وبين العالم العربي، تعمل على دفن القضية الفلسطينية نهائياً، تحقق أوسع هجرة يهودية ممكنة إلى إسرائيل، تتقدم اقتصادياً وعلمياً وعسكرياً، تقيم قوة عسكرية ضاربة أقوى من العالم العربي مجتمعاً".
وربما يكون مثيراً للاهتمام تأكيد شلاين أن اليهود في العراق عاشوا حياة جيدة وكانوا على علاقات مع العرب، المسلمين والمسيحيين، العرب والأكراد، وكانوا النخبة الاقتصادية والعلمية، ولم يكونوا متعصبين دينياً، ولم تتغلغل بينهم أفكار صهيونية. وقد تم ترحيل أكثرية يهودية دفعة واحدة إلى إسرائيل في أعقاب صفقة مالية سياسية بين إسرائيل ونظام نوري السعيد، ويقول شلاين أن مذبحة فرهود ضد اليهود في بغداد نظمها"عملاء" مدسوسون ويلمح إلى أن عملاء المؤسسة الإسرائيلية افتلعوا أعمالا تخيف اليهود وتدفعهم إلى الهجرة.
وقد كانت استراتيجية بن غوريون العاجلة هي جلب أكثرية اليهود في العالم العربي إلى إسرائيل لزيادة سكان إسرائيل اليهود، وتمت الصفقة بأن يهاجر اليهود من العراق إلى إسرائيل متنازلين عملياً عن أملاكهم الكثيرة ومشاغلهم ومتاجرهم وأموالهم.
من الصعب القول أن الدكتور آفي شلاين متحيز "ضد المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية، فكل كتابه (573 صفحة) يعتمد اعتماداً كلياً على وثائق وحقائق، وهو استعراض دقيق، تفصيلي أكثر مما هو كتاب عقائدي.
صحيح أن الكاتب، لمجرد كشف الحقائق وكشف الوثائق يفضح كل تاريخ ومسلك القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية، وبمجرد هذا الكشف فهو يأخذ موقفاً عقائدياً. ولكن الحقيقة أن شلاين هو مؤرخ فقط، ملتزم بكل صرامة بالحقائق والوثائق "يكشف التاريخ ولا يخترع التاريخ" كما قال عنه أحد النقاد الإسرائيليين.
هذا الكتاب يستحق أن يقرأه كل سياسي وكل مثقف في العالم العربي والعالم، لأنه ينسف أكذوبة مرعبة، ينسف نهجاً سياسياً واستراتيجياً رافق إسرائيل منذ تأسيسها إلى الآن، ينسف الكذبة الضخمة بأن العرب أرادوا "تصفية الكيان الصهيوني بينما إسرائيل كانت "تدافع عن النفس".
ولكن هذا الكتاب يكشف أمراً آخر مأساوياً وهو الدجل القومي للأنظمة العربية المرافق تماماً لعجز القومية الكامل.
إسرائيل استغلت طول الوقت الدعاية العربية "القومية"، استغلت الصراخ الحزبي الرسمي العربي، استغلالاً كاملاً أولاً لتغطية الأهداف الحقيقية الإسرائيلية، وثانياً لوضع العرب في موقع "المعتدي"، الذي يهدد بمأساة يهودية ثانية. والذي دفع ثمن كل ذلك خلال الستين سنة الماضية هو الشعب الفلسطيني.
إن الانعطاف التاريخي في تفكير وممارسة الحركة الوطنية الفلسطينية في العقدين الأخيرين هو مكسب بالغ الأهمية مع أنه متأخر جداً. الفلسطينيون لا يخططون لقتل اليهود بل يحاولون إسقاط المؤامرة على الفلسطينيين. الفلسطينيون ليسوا قتلة بل مهددون بالقتل. على ضوء كل ذلك نرى بوضوح أكثر أهمية إسقاط الشعارات الحزبية العربية والفلسطينية ومخاطبة العصر بروح العصر. إن النضال الوطني الاستقلالي الفلسطيني هو نضال عادل، إنساني وديمقراطي. وكلما تعمقت الروح الوطنية الديمقراطية الإنسانية الفلسطينية أمكن تجنيد الرأي العام العالمي تأييداً للحق الفلسطيني.
والنقاش الذي ما زال جارياً، فلسطينياً وعربياً، يجب حسمه بانتصار الطريق الوطني الديمقراطي السليم الذي يخاطب العصر ويكسب تأييد العالم.




#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرح قديم.. وجراح جديدة محتملة!


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سالم جبران - المؤرخ اليهودي البريطاني آفي شلاين: إسرائيل لم تكن ترغب يوماً بالسلام.. والصراخ العربي الطائش ساعد إسرائيل