أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سالم جبران - أمة أقوى من الموت














المزيد.....

أمة أقوى من الموت


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 04:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الكاتب الصحفي ناحوم بارنيع, كبير المعلقين في جريدة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كتب مقالاً مثيراً في في الجريدة(31/7/2006) بعنوان "لجنة التحقيق التي لن تقوم". وتضمّن المقال تقييمات بالغة الأهمية منها قوله "إنّ نقطة الضعف الحقيقية عند عميربيرتس, وزير الدفاع, ليست خبرته الهزيلة في القضايا العسكرية وإنمّا انعدام الخبرة عنده حول محدودية القوة".
وألمح بارنيع إلى أنّ وزير الدفاع عمير بيرتس "أعطى الأوامر بضرورة القصف حتّى عندما يكون مدنيون عُزَّل قريبين جداً من المقاتلين".
وألمح كاتب المقال أيضاً,إلى أن القادة العسكريين, استعداداً للمستقبل, وللجان التحقيق, لم يقوموا بخطوة واحدة بدون الموافقة المُسْبقة من القيادة السياسية, وخصوصاً رئيس الحكومة ووزير الدفاع.
ناحوم بارنيع قال لنا, بهذا, إنّ جريمة الحرب في قرية قانا (جريمة للمرّة الثانية) تمّت على مسؤولية القيادة السياسية.
وقد اعترفت الصحف الإسرائيلية أنّه بينما في الأُسبوع الأول كان تعاطف في العالم مع الجنود الإسرائيليين المُختطفين, فإنّ الوحشية المتطرفة وموت الشعور والقصف المُكَثف على المدنيين وليس في قانا, فقط, بل في صور وصيدا وبعلبك وبيروت, جعل الحرب الإسرائيلية الراهنة في لبنان نسخة طبق الأصل عن الحروب الوحشية التي قامت بها القوات الأمريكية في فييتنام وفي أفغانستان وفي العراق, حيث كانت الأوامر: حتّى لو كان إلى جانب مقاتل الفياتكونغ الف مواطن أعزل, لا بأس أن تقتلوا رجل الفياتكونغمع الألف مواطن, وعملياً كل الشعب الفييتنامي هو فيياتكونغ!
يُخيّل إلينا أن الجيش الإسرائيلي, في صميم تفكيره إدراك بأن الشعب اللبناني, وليس في الجنوب فقط, هو مع المقاومة, المقاومة منه, وهو مع المقاومة, والصلة العُضوية بين المدنيين وبين المقاتلين هي الصلة العضوية الكلاسيكية بين الشعب وبين جيش الشعب في كل معارك المقاومة, عبر التاريخ. هكذا كان الأمر في الجزائر وهكذا كان الوضع في فييتنام, وهكذا كان في كل مكان.
ما يدعو إلى التفكير العميق هو اعتراف الإعلام الإسرائيلي بأن الجيش " القادر على كل شيء " يجد صعوبة في التقدم عدة أمتار. وبعد ثلاثة أيام من احتلال بنت جبيل, الموهوم, تبين أن المقاومة حيّة ونشيطة وتقاتل في قلب بنت جبيل.
تقول الصحافة الإسرائيلية, بلغة مُغَمْغَمَة وضبابية, إنّ مشكلة إسرائيل الآن هي مشكلة عويصة جداً, مشكلة نفسية وجودية. فإذا توقف القتال بدون حسم قاطع لصالح الجيش الإسرائيلي, فهذا سيعني الانهيار الكامل لقوة الردع التي للجيش الإسرائيلي التي تحولت إلى كابوس مفزع للجيوش العربية النظامية, وربما يتفرع عن هذا ما هو أهم: ضَعْف الجيوش العربية النظامية ليس نتيجة "الطبيعة العربية" التي "تصرخ كثيراً وتخاف كثيراً" ليس نتيجة انعدام الدافع للقتال عند الإنسان العربي. فها هي قوات غير نظامية تخوض حرب العصابات, تقاتل مستميتة, تستبسل في القتال. تقدم التضحيات وتقتل من الجيش المعادي أيضاً
إنّ هذا الأمر إذا برز نهائياً, استنتاجاً حقيقياً من الحرب بين جيش إسرائيل وحزب الله, فسوف يُعَمِّق بشكل حاد جداً أزمة الأنظمة العربية جميعاً, وأزمة الجيوش التي هي القاعدة الرئيسية للنظام العربي.
لست خبيراً عسكرياً, ولكن أعتقد إنه إذا انتهت الحرب في لبنان, بدون حسم لصالح الجيش الإسرائيلي, سيكون في حقيقة الأمر, حسماً لصالح المقاومة. إن الهيبة الأُسطورية للجيش "الذي لا يُقهر" سوف تتحطم تماماً. إنّ أُسطورة عمرها ما يقارب الستين سنة تتهاوى أمام عيوننا.
المحاولات الأمريكية والإسرائيلية (والعربية؟!) لتقسيم العرب إلى شيعة وسُنّة ودروز ومسيحيين, هي محاولات بائسة, لقد شاهدنا المتظاهرين في مصر يهتفون في ساحة جامع الأزهر (قلعة السُنّة) للشيخ حسن نصر الله, ويُعلنون أنّ حسن نصر الله هو "زعيم الأُمّة العربية من المحيط إلى الخليج"
على الرغم من التضحيات الجسيمة, رجالاً ونساءً وعجائز وأطفالاً, فإننا نعتقد (وهذه ليست نوايا ذاتية فقط) أن الأمة العربية لم تمت ولن تموت, وسوف تنتفض وتهب وتطلق إرادة الحياة والحرية, تُحميِ الذات القومية الحضارية وتحْميِ الأوطان العربية



#سالم_جبران (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكارثةالإنسانية في لبنان كشفت الوجه الحقيقي الشع لإسرائيل
- تساؤلات رافضة للحرب القذرة
- الهزة الأرضية قادمة
- الإعلام الإسرائيلي
- حرب شاملة لا مناوشات على الحدود
- أولمرت زعيم بالصدفة
- الاكاديميون يهربون من اسرائيل
- المرتكزات الاستراتيجية للسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ...
- المؤرخ اليهودي البريطاني آفي شلاين: إسرائيل لم تكن ترغب يوما ...
- جرح قديم.. وجراح جديدة محتملة!


المزيد.....




- تحليل: عليها شعار -الاتحاد السوفيتي-.. ما الرسالة التي يبعث ...
- باكستان: مقتل أكثر من 190 شخصا جراء الأمطار الغزيرة التي تضر ...
- -هل غيّر الاعتراف بدولة فلسطينية قواعد اللعبة في غزة؟- – جول ...
- نزع سلاح حزب الله: نعيم قاسم يحذر من -حرب أهلية-
- بن غفير يهدد مروان البرغوثي داخل زنزانته والسلطة الفلسطينية ...
- نيويورك تايمز: لماذا ترفض أوكرانيا التنازل عن دونباس رغم ضغو ...
- بعد اتفاق أرمينيا وأذربيجان.. هل تخسر روسيا جنوب القوقاز؟
- جيش نيجيريا يدافع عن عملياته العسكرية بوجه الانتقادات الحقوق ...
- 24 عاما على تأسيس -العدالة والتنمية- التركي.. إنجازات وتحديا ...
- مخطط -إي 1-.. خطة استيطانية للتغيير الديمغرافي في القدس


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سالم جبران - أمة أقوى من الموت