أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شمخي جبر - الثقافة العراقية جدل الوطنية والهويات الفرعية















المزيد.....

الثقافة العراقية جدل الوطنية والهويات الفرعية


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1685 - 2006 / 9 / 26 - 09:55
المحور: المجتمع المدني
    


ان التنوع القومي والديني لم يكن حكرا على العراق ، بل هناك الكثير من الدول التي تعيش هذا التنوع وتتعايش معه لانها نظمته فاستفادت منه فلم يشكل عبئا على هويتها او على ثقافتها بل كان عنصر دفع ودعم للهوية والوطنية في تلك الدول ، فهل ان دول التنوع تلك ( امريكا ، الهند ، فرنسا .........الخ )لاتملك ثقافة ؟ اليس هناك ثقافة هندية واخرى امريكية وغيرها فرنسية .
الا اننا في العراق مورس ضد هذا التنوع الكثير من الاقصاء والتهميش ، فغمطنا الثقافة المندائية مثلا حقها وهي ام الثقافة العراقية ، وغيبنا الثقافة السريانية والكلدانية ، ونحن نعلم ان عراقيتها لايمكن ان يزايد احد عليها . حدث هذا التغييب والاهمال المقصود لاسباب دينية او قومية شوفينية
ان اختلاف الثقافات الانسانية مرجعيته اختلاف المعاني والغايات التي يتصورها العقل الجمعي الانساني في ازمنته وامكنته المختلفة وتفاعله واستجاباته المتعددة ولان الواقع متنوع فلابد ان تكون استجابات الانسان وردود افعاله اتجاه هذا الواقع وتفاعله وادراكه له مختلف من انسان الى اخر تبعا لظروف هذا الانسان او المؤثرات التي اثرت فيه فتكون طريقة تفكيره وتحديد غاياته وسلوكه ، خاصة به وبمجموعته الانسانية التي يعيش في كنفها ولان الانسان كائن يتشبث بشبكة المعاني التي ينسجها كما يقول (ماكس فيبر) هذا التمسك يقده الى منح هذه المعاني نوعا من القدسية والسمو ناسيا انها حصيلة تفاعله مع الواقع ، ولان هذا الواقع دائم التغيير والتحول فان هذا ينفي الجمود عن أي ثقافة . ويقود هذا الى التنوع والاختلاف بين الثقافات الذي تلعب دورا في صيرورته ظروف كثيرة اهمها البيئة ووسائل الانتاج والمعتقدات الدينية والتعرض للوافد الثقافي .
اذا كانت الثقافة هي مرجعية السلوك واطاره ،وان أي سلوك فردي او او جماعي لابد ان ينطلق من نسق ثقفي ياطر ذلك السلوك ،ولانالثقافة بمعناها الواسع المحرك للتاريخ فالثقافة تلعب دورا في الحركات الاجتماعية والسياسية ، وتساهم في خلق الظاهرة الاجتماعية كما يقول مالك ابن نبي ، فان الفاعلين السياسيين عمدو في الكثير من الاحيان الى تاطير الثقافة باطار ايديولوجي افقدها مجتمعيتها فحولها الى خطاب تعبوي ينحى نحو التزييف والتسليع الثقافي .
هكذا تعاملت النخب السياسية مع الثقافة ان كانت داخل السلطة او خارجها فتحول المثقف الى بوق بيد هؤلاء او اولئك ينش عنهم خصومهم ،فارتبط مصيره بهم بنجاحهم او فشلهم بانتصارهم او هزيمتهم ، ففقد هويته الحقيقية ،حدث هذا فيكل المراحل التاريخية وفي ظل كل التوجهات الايديولوجية ( ماركسية ، قومية ، اسلامية ) .
ان الاجواء التي سبقت تاسيس الدولة العراقية كانت موبوءة بالتخلف وتفشي الخرافة وانتشار الطرقية ( الطرق الصوفية ) فكانت نسبة المتعلمين تشكل مامقداره (1% ) من سكان العراق حين انتهاء الحرب العالمية الاولى ، شحدث في مصر مثلا في عهد ( محمد علي ) والذي كانت له اثارا كبيرة على الشخصية والثقافة المصرية لاحقا ،ولم يكن هناك فضاء للتحديث كالذي حدث في بلاد الشام ، واذا كانت هناك اصلاحات للوالي (مدحت باشا ) فانها كانت ذات تاثي بسيط لايمكن مقارنتها بما حدث في مصر في عهد( محمد علي) الوفي سياق تناول الثقافة العراقية فاننا لابد ان نؤشر علامات بارزة كان يمكن لها ان تكون مشروعا عراقيا مهما ، لو قيض لها النضوج والاكتمال ، كمشروع عبد الفتاح ابراهيم ( جمعية الاهالي ) ( الديمقراطية الشعبية ) التي اكلها السياسيون والعسكريون فقوضوا هذا المشروع من خلال اشتراكهم بانقلاب بكر صدقي (1936) . ومشروع الدكتور علي الوردي الذي قدما جهدا رائدا ومهما في مجال الدراسة السسيولوجية والسسيوتاريخية ، فضلا عن المشروع الفني الكبير والاصيل والذي يحمل روحا ودما عراقيا وهو مشروع جواد سليم . ولايمكن تجاهل مشروع ( فيصل الاول) الذي اهتم كثيرا بالفكر والثقافة والتعليم والذي لم يكتمل لوفاته (1933) .
ان احتكار الفضاء الثقافي لمجموعة دون اخرى يعني خسارة لهذا الفضاء وافقار له ، فماذا يعني اختصار الثقافة العراقية بالعروبة او بالاسلام ؟ هذا يعني اخراج كل ماهو غير مسلم او غير عربي من هذا النسق ،فاين نضع انستاس ماري الكرملي او مير بصري او مصطفى جواد او جميل جرجيس ،او الاباء الدومينيكان الذين لايمكن انكار اسهاماتهم الكبيرة في الثقافة العراقية .
ومنذ التأسيس الأول للدولة العراقية في مطلع العشرينات من القرن الماضي ؛ لم يكن هناك وعيا حقيقيا يحتضن كل مكونات الأمة العراقية فيعبر عن مصالحها مجتمعة ؛ وليس العمل لتأسيس ايديولوجيا تفتت الأمة او تزرع الفرقة والتشتت.
فبقت الأمة مشدوة الى واقع غير واقعها ؛ مرة يقع في زمن مضى؛ وأخرى في جغرافيا وتاريخ او ثقافة أخرى نقلت من هناك.هذه الايديولوجيات شكلت تشويها لوعي الأمة؛ هذا وغيره شكل شرخا كبيرا في وطنية الفرد وفي ارتباطه بأرضه ووطنه فاصبح غريبا بلا هوية ؛ حين ضاع بين الهويات ؛ او تجاذبته الهويات من كل حدب وصوب فمرة الهوية الإسلامية وأخرى الهوية العربية ؛ اما هويته الوطنية الهوية العراقية ؛ فقد سمي من يتسمى بها قطريا او إقليميا وأحيانا يسمى شعوبيا واعتبر من اعداء الوحدة العربية ؛ على اساس ان من يلتزم او يتبنى الهوية الوطنية يشكل ما يسمونه( القومنه القطرية).
ان الهويات الفرعية حقيقة سوسيولوجية موضوعية لا يمكن التنكر لها بل يجب احترامها واخذ هذه الحقيقة بنظر الاعتبار وهي مصدر قوة وغنى للهوية العراقية واصالة هذه الهويات وعراقتها وكثافة مضامينها المعرفية تجعلها مصدرا لاستقراء خطط التنمية والتطوير المستقبلي ان ما تمر به الأمة العراقية من ظرف حساس وعصيب على كل المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية يحتم على مكونات هذه الأمة ان تتخلص من الخطاب الموبوء بالضيق الاجتماعي والجهوي والطائفي والعرقي،حتى تصبح بالشكل الذي يجعل من هذه المكونات مصادر وروافد للتنوع والازدهار والمنافسة في ظل سيادة الأمن الاجتماعي واحترام الاختلاف بين هذه المكونات .
وفي النظام الديمقراطي التعددي المطروح لابد من الاعتراف بمشروعية الاختلاف والتنوع ألاثني وتأكيد هذه المشروعية دستوريا ومؤسسيا واحترام حرية العقيدة والدين وطقوسه وممارساته وأماكن العبادة ورعاية والحفاظ على اللغات والثقافة والتراث لكل المكونات العراقية .
( واحتفاظ كل جماعة بخصوصيتها الثقافية مع المساواة في الحقوق السياسية والمدنية ورفض الذوبان والاندماجية القسرية والانفصالية السياسية والاستعلائية في آن واحد ، من اجل أغناء الهوية الوطنية للأمة العراقية .
ولان الثقافة العراقية بقيت ادبية او شعرية تحديدا فانها اهملت النتاج الفكري غير الادبي والذي كان يمكن ان يكون له تاثيرا كبيرا وحضا وفيرا في تشكيل مشروع ثقافي عراقي ،نقول هذا لان الرصافي مثلا اهتمت به المؤسسات المختصة كشاعر وتم تجاهل وغض الطرف عن نتاجه الفكري الاخر على الر غم من اهميته ،ودرجت الثقافة العراقية في الكثير من الاحيان على هذا المنوال .



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يشكل الراي العام في العراق؟
- قراءة أولية في ثقافة العنف ومرجعياته
- صباح العزاوي آخر العنقود
- حول اغلاق مركز اوجلان للبحوث والدراسات
- هل تطيرالديمقراطية العراقية بأجنحة أمريكية؟
- الإسلام والغرب ....الصدام والحوار
- المصالحة الوطنية ... المشروع الوطني العراقي ؟
- السياسيون يقلدون عبد الملك بن مروان ،فمن يقلد عمر بن الخطاب؟
- الطوائف المنصورة والوطن المذبوح
- أنا فرح أيها الإخوة ........... الساسة يقرأون
- الهوية القتيلة... الهوية القاتلة
- حكومة المالكي بين الاستحقاقات الوطنية والتجاذبات الفئوية
- الطفل والتسلط التربوي - الجزء الثاني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
- الاكثر من نصف
- تأبين العمامة
- لعن الله من أيقظها، وماذا بعد ؟
- مكونات الأمة العراقية و إعادة إنتاج الهوية
- المثقف والسياسي من يقود من ؟
- جاسم الصغير ، وليد المسعودي .........سلاما ايها المبدعون


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شمخي جبر - الثقافة العراقية جدل الوطنية والهويات الفرعية