محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:58
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
إهداء
إلى كل الكونفيدراليين المخلصين للطبقة العاملة المغربية.
الى كل الأوفياء للحركة العمالية في كل مكان من العالم.
إلى قائد حزب الطبقة العاملة المغربية: حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الرفيق أحمد بنجلون.
إلى كل المدافعين عن حقوق الطبقة العاملة المغربية وفي مقدمتهم الرفيق عبد الرحمن بنعمرو.
من أجل عمل نقابي خال من الانتهازية.
من أجل مستقبل نظيف للنضال النقابي الصحيح، حتى لايبقى للانتهازية النقابية مكان في العمل النقابي.
من أجل وضع حد للعمالة الطبقية التي يمارسها بعض لقياديين النقابيين
.
*******************************
ج ـ تكريس حزبية النقابة، التي تسعى إلى تكريس التطابق بين العمل الحزبي, والعمل النقابي، وبين الحزب، والنقابة, لان النقابة، في هذه الحالة، ليست إلا منظمة
حزبية. وانطلاقا من هذا التطابق، فكل نقابي حزبي, وكل حزبي نقابي, ولا عبرة لشيء اسمه القطاعات النقابية, ولا شيء اسمه المبادئ النقابية. فلا ديمقراطية, ولا تقدمية، ولا جماهيرية, ولا استقلالية, فالأجهزة النقابية يتم تصنيفها من قبل الحزب, والنضال النقابي يتقرر في الإطارات الحزبية, والتصور التنظيمي للنقابة يضعه الحزب، والمطالب النقابية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافة، والمدنية، والسياسية، يتم وضعها في الإطارات الحزبية، انطلاقا من البرنامج الحزبي، الذي يصير متطابقا مع المطالب النقابية، والبرنامج الحزبي هو نفسه البرنامج النقابي, والمواقف النقابية هي نفسها المواقف الحزبية. وبالتالي: فالعمل النقابي الذي يخدم مصالح الشغيلة غير وارد؛ لأن خدمة الحزب في النقابة الحزبية يعتبر مسالة مركزية, وحزب من هذا النوع، هو حزب انتهازي, ومناضلوه هم مجرد انتهازيين, وقادة النقابة يمارسون الابتزاز على النقابة من جهة, وعلى الحزب من جهة أخرى، لخدمة مصالحهم الخاصة. والغاية هي وصول هؤلاء، كغيرهم من الحزبيين، إلى المؤسسات المنتخبة، التي يمكن اعتبارها أفضل وسيلة لتحقيق التطلعات البورجوازية: الانتهازية النقابية / الحزبية، على المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية, ومن أجل الوصول الى الحكومة، كتتويج للممارسة الانتهازية، حيث يتم استغلال المجتمع ككل، لخدمة المصالح الطبقية للانتهازيين، الذين يصيرون، كحزبيين, وكنقابيين في نفس الوقت، جزءا لا يتجزأ من الطبقات المستفيدة من الاستغلال المادي، والمعنوي للشغيلة.
والذي يميز النقابة الحزبية، هو الوضوح في الممارسة الحزبية داخل النقابة. والذي يعتبر ممارسة انتهازية، تحريفية، تكرس على أرض الواقع: التطابق الفعلي بين النقابة، والحزب، وإيهام كل من التحق بالنقابة أنه أصبح، بفعل ذلك، ملتحقا بالحزب في نفس الوقت, والواقع: أن هؤلاء النقابيين، من غير المسئولين المنصبين حزبيا، ليسوا إلا مجرد احتياط، يمكن اعتباره وسيلة لتحقيق تطلعات الانتهازيين الحزبيين / النقابيين.
وتحزيب النقابة، هو كالممارسة البيروقراطية، لا يمكن أن يكون إلا أكبر عملية تحريفية للنقابة, وللعمل النقابي على السواء، لأنه يشوش على الشغيلة، ويعمل على تفتيتها، وتضليلها, وإيهامها بأن لكل حزب نقابته, ولكل نقابة حزب يتحكم فيها, وهو ما ينشر وهم استحالة قيام نقابة قائمة على أساس الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والدفع في اتجاه أن يكون لكل حزب نقابته، كمساهمة من الأحزاب الرجعية، والمتخلفة، في تفتيت النقابة، والعمل النقابي، خدمة لمصالح الطبقات المستفيدة من الاستغلال.
د ـ تكريس اعتبار النقابة مجرد مجال للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين, لأن العناصر الانتهازية في النقابة، التي لا تستطيع توظيف الحزب لتحقيق تطلعاتها البورجوازية، تقطع فعلا مع تبعية النقابة للحزب, ولكن، في نفس الوقت، تسيطر على الأجهزة النقابية المحلية، والإقليمية، والوطنية: القطاعية، والمركزية, وتستغل تلك السيطرة من أجل فتح نقاش حول الإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب يحل محل التنظيم الحزبي السابق، حتى يصير وسيلة لتحقيق التطلعات البورجوازية الصغرى, خاصة، إذا كانت التنظيمات النقابية، لا تمثل إلا القطاعات ذات الطبيعة البورجوازية الصغرى, كالتعليم، والصحة, والبريد، والمالية، والجماعات المحلية, والفوسفات, والسكك الحديدية، والشباب، والعدل، وغيرها، مما يجعل المنتمين إلى تلك القطاعات، ينخدعون بخطاب البورجوازية الصغرى للقيادة النقابية، وينساقون وراء هوسها بالإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب تعتمده تلك القيادة في التعامل مع الطبقة الحاكمة، حتى تكون النقابة تابعة له، في ممارسة الضغط على تلك الطبقة، من أجل الرضوخ لتحقيق تطلعات أعضاء حزب القيادة النقابية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى يصير أولئك الأعضاء مستفيدين، بدورهم، من استغلال الطبقة العاملة، وحلفائها من شرائح الشغيلة, وسائر الكادحين.
وللوصول إلى تحقيق الهدف من استغلال النقابة، للإعداد والاستعداد لتأسيس حزب معين، تقوم القيادة النقابية بالتعطيل العملي لديمقراطية النقابة, ولتقدميتها، ولجماهيريتها، ولاستقلاليتها.
فالأجهزة النقابية تتشكل وفق المقاس الذي تحدده القيادة النقابية، والقادة النقابيون على المستوى المحلي، والإقليمي، والجهوي، والوطني: القطاعي، والمركزي, يكونون معروفين من قبل، بناء على إملاءات القائد النقابي، أومن ينوب عنه، لحضور الهيكلة, أو إعادة الهيكلة.
والمطالب القطاعية، والمركزية, والجهوية، والإقليمية، والمحلية، يتم تحديدها، بناء على المقاييس التي تضعها القيادة النقابية، انطلاقا من تصورها للمطالب الحزبية المستقبلية، حتى تكون المطالب النقابية في خدمة المطالب الحزبية.
والبرنامج النقابي يتم بناؤه انطلاقا من تصور البرنامج الحزبي، الذي تعتمده القيادة النقابية، في الإعداد، والاستعداد، لتأسيس حزب معين, والمواقف النقابية تصير مواقف للحزب المنتظر تأسيسه، انطلاقا من النقابة، حتى لا تجد القيادة المشاكل التي يمكن أن تعترضها في الإعداد، والاستعداد، لتأسيس حزب معين، حتى تسهل النقابة، والعمل النقابي، مسألة الاقتناع بتأسيس ذلك الحزب.
كما تقوم القيادة بتعطيل تقدمية النقابة على جميع المستويات التنظيمية، والمطلبية، والبرنامجية، والمواقفية، والتنفيذية، حتى لا يصير كل ذلك وسيلة لامتلاك الوعي النقابي الصحيح، والوعي الطبقي الحقيقي، مما يتعارض مع توجه النقابة، في الإعداد، والاستعداد، لتأسيس حزب معين, وبسبب غياب الديمقراطية. وبتعطيل التقدمية، تنحسر جماهيرية النقابة, ويصير المتعاملون معها قلة، لا تتجاوز المقتنعين بالعمل على الإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين, أو المقتنعين بطبيعة القيادة النقابية, أو المستفيدين استفادة معينة من النقابة, ومن التواجد في الأجهزة النقابية. كما تنتفي بسبب ذلك استقلالية النقابة، التي تصير تابعة للتوجه الذي تعمل على أساسه القيادة لنقابية، للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين. ومع ذلك، فالقيادة النقابية تدعي أنها منفتحة على التوجهات السياسية الأخرى، التي تعتبر تواجدها في النقابة بمثابة تواجد فسيفسائي، يكاد يكون منعدما، بالقياس إلى تأثير توجه القيادة النقابية, وهو ما يمكن اعتباره ممارسة تضليلية للجماهير الشعبية الكادحة، التي تعتبر أن النقابة تأخذ بالتعددية، وهي بالتالي نقابة مبدئية, بينما الواقع ليس كذلك، فما يريده توجه القيادة النقابية، هو الذي يبقى حاضرا. وبالتالي: فالمبادئ النقابية المرفوعة كشعارات، لا تحترم أبدا, والمطالب النقابية، والبرامج النقابية، والمواقف النقابية، يتم تجاوزها, وتعطيلها، إذا تعارضت مع توجه القيادة النقابية. وكل النقابيين الذين يدركون خطورة ما تمارسه القيادة النقابية في الإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، يتم تهميشهم تنظيميا، ومطلبيا، وبرنامجيا, ومواقفيا, وتنفيذيا، حتى ينحسر تأثيرهم في الممارسة النقابية، ويتراجع إلى الوراء. وانطلاقا مما رأينا، فإن جعل النقابة مجرد مجال للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين, لا يختلف عن ممارسة البيروقراطية وعن تبعية النقابة لجهة معينة, وعن حزبية النقابة، على مستوى الخطورة التي يشكلها على مسار النقابة، والعمل النقابي، كشكل من أشكال التحريف النقابي.
ه ـ تكريس التوجه الحزبوسلامي للنقابة، والعمل النقابي، القاضي باعتبار النقابة منظمة حزبوسلامية، تستمد توجهها من أدلجة الدين الإسلامي، التي تحاول أن تتبني التنظيم النقابي, وفق ما يراه مؤدلجو الدين الإسلامي، انطلاقا من أدبياتهم المؤدلجة للدين الإسلامي, حتى لا يتعارض التنظيم النقابي مع التنظيم الحزبوسلامي, وحتى تصير النقابة خاضعة لأمراء الحزبوسلاميين, ونفس الشيء بالنسبة للمطالب الحزبوسلامية في النقابة. فالملفات المطلبية النقابية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، هي ملفات مطلبية حزبوسلامية، لا رأي فيها لغير الحزبوسلاميين, والبرنامج النقابي تتم صياغته من منطلق البرنامج الحزبوسلامي, والمواقف النقابية هي مواقف حزبوسلامية، والأجرأة التنفيذية هي أجرأة حزبوسلامية.
والحزبوسلاميون في العمل النقابي يعادون الديمقراطية، والتقدمية، ويعتبرونهما من عمل الكفار. أما الجماهيرية فغير واردة عندهم؛ لأن كل ما يتعلق بالنقابة، وبالعمل النقابي، يقرره الأمراء الحزبوسلاميون. أما استقلالية النقابة فلا تذكر أبدا.
والعمل النقابي الحزبوسلامي يسعى إلى استغلال النقابة، والعمل النقابي، عن طريق توظيفهما لإشاعة أدلجة الدين الإسلامي في صفوف الشغيلة، حتى تصير الشغيلة منساقة وراء مؤدلجي الدين الإسلامي، في أفق الوصول إلى مراكز القرار في مختلف المؤسسات التمثيلية الجماعية، والتشريعية، التي يمكن أن تصير طريقا للوصول إلى السلطة التنفيذية، أو تصير وسيلة للانقضاض على السلطة من الأعلى حتى يكون وصولها إلى السلطة، في الحالتين معا وسيلة، لفرض أدلجة الدين الإسلامي، وبالقوة، على مجموع أفراد المجتمع، وبناء مؤسسات الدولة, والقوانين المختلفة، وفق ما يتصوره الحزبوسلاميون، من أجل تحقيق شعار الدولة الإسلامية، ومن أجل تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، من منطلق أن الإسلام دين، ودولة, وأن الدولة الإسلامية, لا تكون كذلك، إلا إذا كانت مطبقة للشريعة الإسلامية.
وبوصول الحزبوسلاميين إلى السلطة، تنتفي الحاجة إلى النقابة، والعمل النقابي. وما على الشغيلة إلا أن تقبل الوضع الذي توجد عليه، باعتباره قدرا من عند الله. والقدر لا مرد له. والحزب الوحيد الذي يحق له في ظل حكم أمراء الحزبوسلاميين هو الحزبوسلامي، باعتباره حزب الله، وما سواه يدخل في إطار أحزاب الشيطان، الذين يجب قتلهم، والتخلص منهم.
وبذلك نصل إلى أن أشكال التحريف التي تحزب النقابة، والعمل النقابي، تتلخص في الممارسة البيروقراطية، والتبعية، وحزبية النقابة, واعتبارها مجالا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين. وفي الممارسة الحزبوسلامية التي صارت موضة العصر.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
