أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 2














المزيد.....

حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 2


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 10:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تعمل المؤسسة التعليمية على خلق الظروف الفكرية والنفسية والمادية للشحن الإيديولوجي للتلاميذ تبعا لعاملين أساسيين هما :
1 ـ عامل المناهج التربوية : وأخص بالذكر هنا مقررات مادة التربية الإسلامية التي كان من المفروض في واضعيها أن يستلهموا ثقافة المجتمع المغربي المتشبعة بقيم التسامح والاعتدال والتعايش ، ومن ثم إشاعتها عبر مضامين المقررات بين التلاميذ حتى تصير عناصر مركزية توجه تفكيره وتضبط سلوكه . ونورد هنا مثالا على سبيل الذكر والإيضاح كيف حدد مقرر التربية الإسلامية للسنة الثانية الثانوية ( من 1995 إلى حين تغيير المقرر ) مفهوم الردة والعقوبة المترتبة عنه ، إذ جاء فيه ( تعريف الردة : هي رجوع المسلم المكلف عن الإسلام طوعا . إما بالتصريح بالكفر ، وإما بلفظ يقتضيه ، أو بفعل يتضمنه . فالرجوع عن الإسلام بالفعل ، يحدث بإتيان أي فعل يحرمه الإسلام إذا استباح الفاعل إتيانه .. ويعتبر خارجا عن الإسلام أيضا من صدر منه قول هو كفر بطبيعته ). وبناء على هذا التعريف ستضيق الزاوية التي ينظر التلميذ من خلالها إلى أفراد المجتمع وإلى الدولة نفسها ، بحيث يحكم بالردة والكفر على كل من أتى سلوكا أو حمل فكرة لا يستقيمان مع مفهوم الإسلام كما استبطنه التلميذ وترسخ لديه . وهذا مكمن الخطر ، أي الاستعداد الذهني والنفسي للتلميذ لتكفير أفراد المجتمع ومعاداتهم ، بله محاربتهم وإنزال بهم عقوبة القتل التي يقدمها له الكتاب المدرسي على أنها " حكم شرعي" كما في الفقرة التالية ( تعاقب الشريعة على الردة بالقتل .. ولا شك أن عقوبة القتل أقدر العقوبات على صرف الناس عن الجريمة .. إن المارق من الدين الإسلامي يحكم على نفسه بالخسران ، فإذا استتيب ولم يتب ، فإن كل صلة أو رابطة تربطه بالمسلمين تنقطع فيستحق ، والحالة هذه ، أن يُنفذ فيه حكم الله فيقتل كفرا وبئس المصير ) . يتضح ، إذن ، أن المدرسة تهيؤ ذهنية التلميذ ونفسيته لتقبل عقائد التكفير وثقافة الكراهية وفتاوى القتل والتدمير التي تصدر عن فقهاء الإرهاب وأمراء الدم . والذين يتعاملون مع التلاميذ ، خاصة في مرحلتي الإعدادي والثانوي يدركون جيدا نوع الميولات التكفيرية ودرجة الاستعداد لتقبل تنفيذها ضد من ينطبق عليهم مفهوم " الردة" . قبل ثمانينيات القرن الماضي لم يكن الفصل الدراسي ساحة تكفير الخصوم ، بل كان مجال الاختلاف الفكري الذي لا يعرف خطوطا حمرا ولا مجالا مقدسا. وإذا كانت المدرسة ، قبل ثمانينيات القرن العشرين (20) لا تفرخ متطرفين وإرهابيين ، فإنها ، فيما بعد ، أصبحت مجالا خصبا لإشاعة ثقافة الكراهية وفقه التكفير بسبب العامل التالي :
2 ـ عامل المدرسين : وأقصد بهم الفئة التي تنتمي إلى الجماعات الأصولية على اختلاف مشاربها . جميعهم يوهمون التلاميذ بأن المجتمع ضال وأكثرهم يحكم عليه بالكفر والجاهلية . ولم يعد يتميز أساتذة مادة التربية الإسلامية عن مدرسي باقي المواد بما فيها العلمية والتقنية . كلهم صاروا فقهاء يفتون فيما ليس لهم به علم . فيفتون بتحريم تعلم اللغات الأجنبية ، وكذا تدريس عدد من المواد ( الفلسفة ، الاجتماعيات ، الطبيعيات ، الموسيقى ، الرقص الخ) وتكفير مدرسيها . لتتسع دائرة التحريم والتكفير لتشمل البقية الباقية على نمط لباسها ولم تخضع لدعوات / أوامر الالتزام بما يسمونه " الزي الشرعي" . لأجل كل هذا سلك هؤلاء المدرسون مسالك شتى بدءا بالترغيب ومنح العلامات الأولى للطيعين وانتهاء بالانتقام والترهيب من كل رافض أو منتقد . المؤسف أن تلك الممارسات وأنشطة الاستقطاب تجري أمام أنظار وتحت سمع الإدارة التربوية وهيئة الإشراف التربوي . لقد تحولت المدرسة ، بفعل هذا التواطؤ المكشوف ، إلى مقرات للتأطير واستقطاب الأتباع لصالح الجماعات الأصولية . إن هؤلاء المدرسين لا يلتزمون بمضامين المقررات على علاتها ، بل يوزعون على التلاميذ كتيبات ذات مضامين خرافية وتكفيرية تحرض ضد المجتمع وتحكم على الدولة والحكام بالكفر . أمام هذه الوضعية ، وسواء انقطع التلميذ عن الدراسة أو واصلها ، فإنه غدا تربة خصبة لاستنبات التطرف واعتناق أطروحات التكفيريين والاستعداد لتنفيذها . شخصيا أفاجأ كل سنة بتزايد أعداد التلاميذ ضحايا ثقافة الكراهية والتكفير. ولننتظر وضعا أسوأ خلال السنوات القليلة القادمة لما يتغلغل فكر التطرف في صفوف تلاميذ التعليم الأولي وقطاعي الأمن والجيش . لأن المنخرطين الجدد في صفوف هذين القطاعين هم كانوا تلاميذ وتسر بت إلى بعضهم عقائد التكفيريين وثقافتهم . وليس من شك أن الجنود الذين انضموا إلى "جماعة أنصار المهدي" الإرهابية لم يولدوا متطرفين ، ولكن ما ترسب في نفوسهم وفكرهم مما تشربوه من عقائد التكفير على يد بعض مدرسيهم جعلهم أكثر استعدادا للانخراط في هذه الجماعة التخريبية . ولعل السبب في ذلك يعود أساسا إلى أن المجهود الذي تبذله الدولة على المستوى الأمني لا يوازيه المجهود المطلوب على باقي المستويات التعليمية والإعلامية والدينية . طبعا هناك أسباب أخرى وراء انتشار ثقافة العنف والتطرف والإرهاب سنرى بعضها في المناسبة القادمة بحول الله .




#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 1
- بعد ست سنوات من الحكم ، الملك يبادر والحكومة تصادر 2
- لبنان مجال للحرب بالنيابة
- بعد سبع سنوات من الحكم ، الملك يبادر والحكومة تصادر -1
- هيئات حقوق الإنسان واختلال الموازين
- الإصلاح الشامل للدستور بحاجة إلى تأهيل بنيات المجتمع ثقافيا ...
- لهذه الأسباب سيتأجل الإصلاح الشامل للدستور
- الإصلاح الشامل والجذري للدستور مطلب لم تنضج بعد شروطه
- أية نكسة هذه لما توجه حماس صواريخها ضد الفلسطينيين؟
- موسم هرولة الإسلاميين لاسترضاء الأمريكيين 2
- موسم هرولة الإسلاميين لاسترضاء الأمريكيين - 1
- مواجهة الإرهاب مسئولية الجميع
- بعد ثلاث سنوات أين المغرب من خطر الإرهاب ؟
- هل يمكن تعميم المنهج السعودي في مواجهة الإرهاب الإسلاموي ؟
- الشيخ ياسين يجعل من الخرافة فُلك النبي نوح
- هل يفلح الحوار المتوسطي في تفعيل الحوار المغاربي ؟
- هؤلاء هم أعداؤك يا وطني
- رسالة إلى الدكتور شاكر النابلسي
- القرارات السياسية تتغذى على الأعراف وتوظفها لتهميش المرأة وإ ...
- الفقه شرعنة للعرف وتشريع للتمييز ضد المرأة


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 2