أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - عراق الفوضى الدموية















المزيد.....

عراق الفوضى الدموية


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عقود، إن لم يكن منذ قرون، يتواجد في العراق خلاف أو نزاع طائفي.. لكن القتل الطائفي وعصابات الجريمة، ظهرت فقط عندما جاء الغازي المحتل للبلاد، وأطاح بقيادته السياسية ليحل محلها حكومة دُمية، أثبتت على طول الخط فشلها في التعامل مع معضلة الأمن في العراق.
تصاعد (العنف الطائفي) في البلاد منذ تفجيرات سامراء (22 شباط/ فبراير) لتتحول الأوضاع إلى (الثأر الطائفي).
ونقلاً عن وسائل الإعلام، بلغ عدد القتلى في العراق 3000 شهرياً وبمعدل مائة قتيل يومياً!
يقول محمد جاسم- 45 عاماً- معلم- الفلوجة:
"إن تكاليف المعيشة العالية تُشكل مشكلة كبيرة لعائلتي منذ عودتنا إلى الفلوجة بتاريخ 25 ك1/ ديسمبر هذا العام، بعد أن قررت القوات الأمريكية السماح لنا بالعودة إلى بيوتنا.
"راتبي بحدود 300 ألف دينار شهرياً (200 دولار أمريكي: 107 جنية بريطاني)، لا يكفي لتوفير الحاجات الأساسية لعائلتي. أعيل 11 فرداً.
"إن سعر سليندر/ قنينة الغاز يساوي 17 ألف دينار، في حين أن سعر 20 لتراً من النفط- الكمية المطلوبة لتشغيل مولدات المنازل- في المتوسط- لمدة شهر، نظراً لانقطاع التيار الكهربائي، هو 115 ألف دينار.
"تَصَوَّرْ كيف هي الحياة في منزل يضم عائلة كبيرة عندما لا تكون الطاقة الكهربائية متاحة، خاصة عندما تزداد درجة الحرارة في الصيف." وما يجعل الأمور أكثر سوءاً، تضم هذه العائلة أطفالاً وطلاب مدارس يتهيئون للتحضير لأداء امتحاناتهم القادمة.
"إن مياه الشرب سيئة جداً، أنها لا تناسب حتى الحيوانات. ومع ذلك تصلنا إمدادات الكهرباء والماء من ساعة إلى ساعتين فقط يومياً.
" كذلك فإن حالة الرعاية الصحية متدهورة في الفلوجة. إن مستشفى المدينة تفتقر إلى مادة التخدير. اضطر طبيب أن يطلب من مريضه الذهاب إلى بغداد لشرائها.
"وقلما تكون وسائل الاتصالات في الخدمة. أضطر أحياناً السفر لمسافة ساعتين تقريباً لإجراء اتصال هاتفي... كما أن ترك الفلوجة والعودة إليها يتطلب تصريحاً رسمياً خاصاً.
"بشكل عام، نحن نفتقر إلى الشعور بالسلامة والأمن. وأشعر أن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ في كافة المجالات.
"أنا على يقين من أن قوات الاحتلال تحاول تدمير شعب العراق وبمساعدة قوى محلية معينة. أرى أن الحل يقبع في حلّ الجيش العراقي وقوات الأمن وإجبار القوات الأمريكية الانسحاب من مدينتي.
وفي سياق هذه المقابلات الشخصية التي أجرتها بي بي سي.. تقول إشراق شاكر محمدي- 35 عاماً- مُدَرِّسة قديمة- كذلك في الفلوجة:
"الوضع في مدرستي كارثة على نحو فظيع. الطالبات والمدرسات يواجهن صعوبة كبيرة للوصول إلى المدرسة، وذلك في ضوء استمرار العمليات العسكرية والهجمات المتفرقة. ومما يجعل الأمور أكثر سوءاً أن بعض المدرسات و/ أو الطالبات تعرضن للاعتقال أو القتل.
"توقفت بعض العائلات عن إرسال بناتها إلى المدرسة في ظروف الفوضى التي تعيشها الفلوجة وغياب الأمن.
"والمدرسة تفتقر إلى الأدوات والمعدات الأساسية، والأكثر إيلاماً أن بعض الطالبات يفتقرن إلى القوة الشرائية حتى لشراء دفتر مدرسي! بالطبع أن هذه الأوضاع تؤثر سلباً على قدرة الطالبة على الاستيعاب... على أي حال باعتباري مُدَرِّسة أتفهم ظروفهن.
"إن الشعور بالخوف بين أطفالي الخمسة أخذ بالتلاشي تدريجياً، فمع نموهم واستمرار أصوات الانفجارات.. اعتادوا على هذه الحياة. ومع ذلك لا يجرئون الخروج من المنزل بعد العودة من المدرسة.
"لا استطيع أن أنسى الجرائم الأمريكية عندما فجروا مدينتي. إن عائلة كاملة مكونة من 18 فرداً كانت تعيش بجوارنا قد تم قتلهم عن بكرة أبيهم.
"المقاومة الوطنية لا زالت مستمرة وتحاول طرد القوات المحتلة من مدينتنا. لكن هناك بعض المتطفلين عليها ممن يحاولون الإساءة للمقاومة عن طريق خلق المزيد من الفوضى وإحداث المزيد من الخراب وقتل الناس الأبرياء.
"على العراقيين أن يتفقوا ويتوحدوا، وعند ذاك يستطيعون طرد القوات المحتلة من العراق.
روى عبدالخالق- 25 عاماً- ربة بيت- سامراء- عبَّرت عن مشاعر مماثلة:
"أصبح الوضع في سامراء متفجراً بعد الهجمات على المراقد المقدسة منذ شباط/ فبراير الماضي.
"قد تشهد المدينة هدوءاً يوماً واحداً ثم تعود إلى حالتها من الفوضى في اليوم التالي.
"تتواجد نقاط تفتيش في كل مكان. وقد تحدث تفجيرات في أية لحظة، في حين تقوم القوات الأمريكية بحملاتها في المدينة بصورة مستمرة.
"الأسوأ هنا هو فرض منع التجول لأيام عديدة. في الشهر الماضي، فرضت القوات الأمريكية والقوات العراقية منع التجول ثلاث مرات.
"في إحدى الحالات، تم فرض التجول المستمر لمدة أسبوع كامل! ولهذا السبب هاجر الكثير من التجار ورجال الإعمال إلى أجزاء أخرى من العراق.
"ونتيجة لهذه الإجراءات، لا يستطيع المقيمون شراء ما يحتاجونه من الطعام، ويُجبَرون على استهلاك ما متاح في منازلهم (إن وجدت).
"يعمل والدي في شركة أدوية. يُعيل سبعة أنفار. وعندما يُفرض علينا منع التجول لا يستطيع الذهاب إلى عمله... وعلى نفس المنوال، لا يستطيع أخوتي وأخواتي الذهاب إلى مدارسهم وجامعاتهم.
"لا نشعر بأي قدر من الأمان. إذا كنت في مركز المدينة مثلاً قد تتعرض لانفجار لغم دون سابق إنذار طبعاً.
وليد خالد- 36 عاماً- تاجر قديم- سامراء، يقول أن تجارته توقفت بسبب الأوضاع المتدهورة في المدينة.
"رغم أن سامراء بلد زراعي، في الغالب، إلا أن الفلاحين لا يستطيعون نقل محاصيلهم إلى بغداد لبيعها.
"عليه، فإن عددا غير قليل من المقيمين تركوا المدينة، لكنهم لم يستطيعوا الهجرة إلى بغداد، خشية تحميلهم وزر انفجارات سامراء.
"لا نخاف من العنف الطائفي كما تُصَوَّر وتُقدم إلينا من قبل وسائل الإعلام.. لكننا قلقون من استمرار ظروف الحياة الصعبة التي نعيشها.. لقد عاشت هذه المدينة بطائفتيها الإسلاميتين علاقات طيبة مدى العصور.
"كما إن العتبات المقدسة التي فجروها في سامراء قائمة منذ 1200 سنة! لماذا تم تفجير هذه العتبات الآن؟ ولماذا أخذت المشاكل الطائفية تظهر إلى السطح الآن فقط؟
"أرى أن القوى الإقليمية والأجنبية حاولت الضغط على زناد الحرب الطائفية في العراق.
"لن تتحسن الأوضاع في المستقبل المنظور، ولا توجد إمكانات آنية لذلك.
على عكس التصريحات الصادرة عن موظفي إدارة بوش بشأن الأوضاع العراقية، يقول السيناتور الديمقراطي عن ولاية ماساشوتس: جون كيري في مقابلة مع أي بي سي في برنامج هذا الأسبوع "العراق في حالة حرب أهلية... من الواضح أن العراق يعاني أساساً من العنف (الطائفي). لقد قالها جنرالاتنا أثناء جلسات الاستماع في الكونغرس قبل أسابيع قليلة مضت. إن إهمال إدارة بوش هذه الوقائع والحقائق باستمرار، مسألة بعيدة عن فهمي."
إن موجة العنف (الطائفي) الواضحة في العراق، تبرهن ما حذّر منه الخبراء منذ وقت طويل: عدم كفاءة حكومة الاحتلال في العراق.
من المتوقع أن يستمر الصراع (الطائفي) في العراق بالتصاعد، رغم الحملة الأخيرة لحكومة الاحتلال فرض سلطتها على (المتمردين) ونشر قوات احتلال إضافية في العاصمة. لكن المسؤولين في الحكومة الأمريكية وحكومة الاحتلال في العراق يصرّون على تقليل أهمية التحذيرات الصادرة بشأن انزلاق البلاد نحو حرب أهلية.
مممممممممممممممممممممممممممممممممـ
* Iraq: A Bloody Mess, Aljazeera.com, 22 August, 2006.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إراقة الدماء العراقية تتحدى المزاعم الأمريكية *
- هل يمكن الوثوق بالعزف المشترك ل: بوش- بلير؟ *
- *كشف تفاصيل مجزرة حديثة
- بوش محبط بشأن الحرب في العراق *
- الهزيمة المريرة لإسرائيل في لبنان * - مع 2 ملحق
- قادة إسرائيل يلومون بوش لإيقاعه ب اولمرت في أتون هذه الحرب *
- *نص قرار مجلس الأمن الدولي 1701
- الدبلوماسية المحفوفة بالمخاطر 1
- العنف في العراق من سيء إلى أسوأ 1
- وصف مُرعِب لجريمة مُرًوعة *
- التحول الديقراطي في العراق: المواريث التاريخية والأسس الثقاف ...
- أنهوا -الصمت الجبان- تجاه الممارسات الإسرائيلية الشنيعة 1
- بغداد، مدينة -الأشباح-
- شرق أوسط جديد !؟ 1
- الولايات المتحدة الأمريكية تُدمَِّر الكنوز العراقية *
- كيف يرى العراقيون العلم الأمريكي؟ *
- الحرب المنسية في غزة *
- إسرائيل تستخدم القنابل العنقودية، والأسلحة الكيمياوية في لبن ...
- ماذا وراء خطة بوش- مالكي 1
- لا مزيد من تعزيز -الديمقراطية- في العراق ! 1


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - عراق الفوضى الدموية