أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - هل توجد سياسة اعلامية عربية؟















المزيد.....

هل توجد سياسة اعلامية عربية؟


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1627 - 2006 / 7 / 30 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



( الاعلام العربي داخل اسرائيل نموذجا )
تصدعات الجبهة الداخلية في اسرائيل اضحت ملموسة. هذا ليس استنتاجا سياسيا .. هذه حقيقة ، حتى الان اصوات المدافع اقوى ، واصوات الجنرالات المتقاعدين ترعد عبر الاثير وتلمع اعينهم امام شاشات التلفاز . اصواتهم الاعلى ، كيف لا وسجلاتهم الشخصية مليئة بالانتصارات على الجيوش العربية وتكسير عظامها وسبي الالاف من افرادها ، حتى بلا قتال , هذا عدا غزواتهم البطولية علىالقرى الحدودية ( في سنوات الخمسين والستين ) وتلقين سكانها درسا في الخوف والاستسلام ، والعودة منتصرين بلا خسارة حتى قطرة دم واحدة !!
" مرحى لفاتح قرية .." هكذا مدحهم شاعرنا محمود درويش .. " مرحى لسفاح الطفولة " .. نثر عليهم ما يستحقونة من نياشين البطولة .. ستة عقود مرت والهزائم العربية من ادنى الى اعلى من خلق مرارة بالنفس الى تمزق للملامح الانسانية والاستسلام للعار .
مساء الجمعة وعلى القناة الاسرائيلية العاشرة شاهدت جنرالة اسرائيلية ممكيجة تدغدغها السعادة وكأنها في ليلة الدخلة ، فهمت انها من جهاز الاعلام العسكري وتتحدث وتقهقه عن نجاح اعلام اسرائيل في ربط الدوافع الاسرائيلية للحرب التدميرية على لبنان بالعوامل التي بررت بها اسرائيل حربها مما يترك "تفهما" لدى الجمهور الاوروبي وتماثلا مع اسرائيل ، بل وحقق اعلام اسرائيل حسب فهمها توازنا مع الاعلام الذي يبث المناظر الفظيعة من لبنان ، وان معظم القتلى هم من حزب الله ، وان بعض المدنيين يسقطون حقا ، ولكن حزب الله لا ينشر عدد قتلاه .... وكان الضيف الاخر في نفس المقابلة مدير " شبكة سكاي" الاخبارية الاوروبية ، وظنها ان جمالها وجنراليتها " سيسحره ويقنعه ويخرسه " ، الم يحل الخرس على انظمة العرب ؟ حتى الطرش اصبح مرضا عربيا ، ويحق للجنرالة ان تبول على الاعلام العربي . ربما لم تنتبه باندفاعها الحماسي ان زميلها في البرنامج اعلاميا اوروبيا ، لا يتحدث بلغة السيوف الصدئة ، ولن يقبل السيوف لانها تلمع مثل ثغر الجنرالة ،ولا يدخل بالحماسة العربية في نقاش بين طرشان بصراخ " غير صحيح " و "كذب " انما بكل هدوء وبالتزام بالحقائق علمها درسا اعلاميا ، آمل ان يفيدها ويفيد من فوقها ( في الرتبة طبعا ) وبرز بوضوح ان مقدم البرناج لم يتوقع ان تنسف " حقائق " المتحدثة بلسان الجيش ، والتي تركت انطباعا متفائلا للمشاهدين بحيويتها وطلعتها وذكائها "باننا نقتل ونهدم ونحمل المسؤولية للآخرين " ، وكما بان بوضوح ، مقدم البرنامج ايضا صمت مضطرا ومستمعا الى حقائق لا تحبها الاذن الاسرائيلية المعبأة الى جانب الحرب ..و بذكاء انهى اللقاء قبل البهدلة .
ما قاله مدير شبكة سكاي بسيط في الوقت الضيق ، الذي حصل عليه ، قال انه من الصعب الحديث عن توازن في الصور التي تبث من لبنان واسرائيل .. الاسرائيليون في الملاجئ ، وهذا وضع صعب ، تسقط صواريخ وتحدث اضرارا وخسائرا .. هذا صحيح ومؤلم .. نحن ننقل هذه الحقائق ، ولكن لا يمكن مقارنتها مع الدمار المرعب في لبنان ومع ارقام القتلى الكبير من المدنيين ،ومئات الاف اللاجئين من الاطفال والنساء والشيوخ ...والسيارات المدنية التي تنقل الهاربين من الجنوب وتقصف من الجو موقعة عشرات القتلى ، هذه الصورة مرعبة اكثر ... فحاولت " الجميلة " ان توضح ان القتلى هم رجال حزب الله ، فسالها هل مئات الاطفال والنساء القتلى والمصابين هم من رجال حزب الله ايضا ؟..هل مئات الاف المشردين من جنوب لبنان هم من المتعاونين مع حزب الله ؟ وأنهي البرنامج ، قبل ان تختفي الابتسامة من الوجه العسكري القبيح !!
هذه الجنرالة تمثل الاتجاه في الاخلاق التي يعمل الجيش والاعلام الرسمي على جعلها اخلاقا للمجتمع الاسرائيلي .من الصعب تجاهل النجاح في تثقيف المجتمع الاسرائيلي على الاستهتار بدماء الاغيار . سقوط اكثر من 70 فلسطيني منهم عشرات الاطفال والنساء في مواجهة ( الاصح القول مجزرة ) في يوم واحد في غزة كان امرا عاديا للمجتمع الاسرائيلي ، وسقوط 400 قتيل في لبنان، امر عادي لم يثر مشاعر احد ... بالطبع ما عدا اصوات قليلة ترى الجريمة التي ترتكب ليس في غزة فقط او في لبنان ، انما ، وهذا الخطرفي نظر العقلانيين ، مجزرة للقيم الانسانية والاخلاقية للانسان اليهودي وللمجتمع اليهودي .. . يحولون الانسان في المجتمع الاسرائيلي الى آلة بلا مشاعر ، بعد الحرب ستبدأ التحليلات عن الانحرافات الاخلاقية التي تركتها الحرب على " مجتمعنا " ، عن مجتمع ينحدر نحو العنف ، بالطبع لن يتهم احد " المنطقة المحظورة " – اعني اخلاق الحرب الاسرائيلية وجنرالاتها في الخدمة او في التقاعد ..
لا استهتر بقدرة الاعلام الاسرائيلي الهائلة في تشكيل المواقف داخل المجتمع الاسرائيلي ، وهذه احدى عناصر القوة التي تجهز للجيش الاسرائيلي جبهة موحدة ، اما الاصوات المعارضة القوية فتطالب بالمزيد من الدماء والدمار ... لذا يبدو ما يرتكبة الجيش من قتل وتدمير ضد الفلسطينيين ، وضد لبنان والشعب اللبناني ، وضد القادم العربي بالدور اي كان ، كمحافظة على القيم الانسانية وطهارة السلاح ، وانها حرب "لا مفر منها " للدفاع عن البيت .
هذا ليس جديدا علينا ، يتكرر في كل حرب او غزوة عسكرية ، وما يفسخ الجبهة الداخلية ليس الجانب الاخلاقي ، انما الثمن الذي يدفعه " الاخلاقيون " ... عندها تثور الاسئلة .. ليس عن هدم لبنان وفلسطين ، وليس عن قتل المئات وربما الالاف ، انما لماذا دفعنا " نحن "هذا الثمن ؟ لماذا تورطنا ؟ لماذا لم ننه المشكلة كما في افلام اسرائيلية حربية سابقة ؟ لماذا لم نعرف ان العربي صار يقاتل بشراسة ولم نستعد له بالوقت المناسب ؟ لماذا لم نقض على عدد اكبر باضعاف مضاعفة من عدد قتلانا ؟ واسئلة كثيرة سخيفة اخرى لا علاقة لها باي حس انساني ، وباي اعتبار لمحاولة فهم دوافع الطرف الاخر ... وعلى الأغلب هم مجرد مخربون ، يكرهون اسرائيل ، لاساميين ، حيوانات تدب على اربعة ،كما قال بيغن في وقت ما ، او صراصير مسممة ، كما قال رئيس الاركان السابق رافول ، هكذا ولدتهم امهاتهم .. افاعي وعقارب ، ودور اسرائيل ان تسفك دمهم وتخلص المنطقة والعالم من شرهم ، خدمة للانسانية والحرية والدمقراطية ، وها هي الشهادة الامريكية جاهزة لا تتأخر.
ما استهجنه ان الاعلام العربي ، الذي حقق قفزات مثيرة في العقود الاخيرة ، ما زال عاجزا عن تقديم صورة متوازنة وعقلانية ،تعمق هذه التصدعات وتزيدها حدة ، العكس تماما يحدث ، اعلامنا يزيد التماسك ويبعد حتى بعض العقلانيين . واتهم بالاساس الاعلام العربي في اسرائيل ، الذي يسقط دائما بالحماسة ، وباللاعقلانية ، وبالمنافسة القومجية بين التيارات السياسية المختلفة .
يجب اولا قول الحقيقة مهما كانت مرة ، وليس الانضمام من الساعة الاولى وكأننا المخططين والمنفذين للمغامرة التي قادتها حركة حماس في غزة ، من وراء ظهر الشرعية الفلسطينية والتي قادها حزب الله في لبنان ايضا من وراء ظهر الشرعية اللبنانية . هل حقا لدى احزابنا العربية " الاسرائيلية " فهم صحيح للواقع الفلسطيني وللواقع اللبناني ؟ وهل اخذوا بحسابهم ردود الفعل الاسرائيلية في ظروف عالم عربي عاجز ومحبط ؟ وفي ظروف فلسطينية بالغة التعقيد وفي حصار وتجويع شبه دولي ، و ظروف لبنانية معقدة غير مستقرة ..
ان الاعلام الذي يفقد توازنة ، يصبح تهريجا ، ضرره كبير ومدمر . امامنا مهمات غير سهلة ، ان ننقل الحقائق للمجتمع الاسرائيلي ، ان نخاطب العقل وننبه للجريمة التي ترتكب باسمهم . عندما تصبح مواقفنا عبارة عن تشنجات وشعارات قومجية ومبايعة لقوى غير مسؤولة ، نصبح اشبه بالطابور الخامس . نحن نختار هذا الوضع بغباء قياداتنا السياسية ، حتى اليوم لم اسمع موقفا يربك آلة الحرب سياسيا على الاقل . لم اسمع خطابا عقلانيا يوجه للشارع اليهودي ، يشرح الحقائق التي لا تريد احزابنا ان تطرحها حتى لا نتهم بالتنازل القومي . لا شك ان مفهوم القومية في احزابنا اصبح يعاني من الانتكاس . . ويعاني من صراع المزايدة بين الفلق الحزبية ، والسباق على التطرف بغباء مشهود ، بل والتورط بمواقف لن نجني منها اي مكسب سياسي ، انما المزيد من الانعزال والاقصاء .
من الواضح اننا لسنا حياديين ودم شعبنا يسفك . لسنا حياديين امام الدمار واقتلاع الناس من بيوتها وتشريدها . لسنا حياديين امام قتل الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين . ولسنا مع اي انجاز عسكري يحققه العدوان الهمجي . ولسنا مع اي انجاز سياسي يفرضه العدوان .. ولكن سادتي القادة ، انتم مغامرون ، تتعاملون بالسياسة لرفع اسهمكم الساقطة بين جماهيركم ، حتى بثمن تضليلها ودفعها لمواقف انتم ادرى بمخاطرها . ان تجاهلكم للواقع الذي تعيشونه ، ولقدرتكم على دعم الاصوات العقلانية بالجانب الآخر داخل هذا الواقع ، عبر مواقف بعيدة عن التهريج ، بعيدة عن التهويش ، وبقول الحقيقة ، ونقلها بجرأة للمجتمع الاسرائيلي ، بالضبط كما فعل مدير شبكة سكاي ، هي افضل خدمة تقدمونها لشعبكم وللشعب اللبناني ولكل قضية الحقوق المشروعة والسلام القائم على العدل في الشرق الاوسط.
مهمتكم السياسية من داخل اسرائيل لها قيمة وطنية عربية عظمى اذا عرفتم فن ادارتها وفن شرحها وتقديمها . انتم لا تضيفون شيئا جديدا للتهريج العربي الاعلامي ، هل تتذكرون ما قاله لكم في حينه قبل سنوات محمود عباس ( ابو مازن ) ؟ قال لكم ما معناه لسنا بحاجة الى شعاراتكم .. عندنا الكثير من هذه البضاعة . استثمروا مواطنتكم الاسرائيلية لخدمة ذاتكم ومصالحكم والمساهمة من موقعكم في انجاز حقوق شعبنا الفلسطيني .
لا يبدو لي انكم استوعبتم تلك الدعوة !!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد اسبوعين من الحرب الهمجية - الى اين نتجه؟
- اسهال في النقد وتفاهة في المضمون
- كتب جديدة .......نادر ابو تامر و4 قصص مصورة للأطفال
- ماذا تبقى لكم؟
- موقف بلا عمود فقري، لا يخدم الشعب اللبناني - تعقيب على بيان ...
- بين الثقافة والفكر
- حتى لا نفقد الاتجاه من دروس مأساة لبنان
- الفيتوري : في هذا الزمن الساقط ، يسقط حتى الشعراء
- بصراحة مؤلمة : من يملك شرعية القرار في فلسطين ولبنان ؟
- الكاتب سامي ميخائيل العراقي الذي صار اسرائيليا
- كنت معها - قصة
- حتى لا يدفع الابرياء ثمن الجنون السياسي !!
- ذباب على موائد الادب
- خلفية الاجتياح الاسرائيلي للقطاع
- دراسة علمية رصينة حول اليهودية بقلم مفكر وناقد عربي
- رسالة الى وزير الامن عمير بيرتس / سقوط امنون دانكنر
- هل يتحول المجتمع العربي الى مجتمع لا ثقافي ؟
- صحافة بلا تفكير وبلا تنوير لا مستقبل لها
- الفجر يولد من جديد
- على بساط البحث من يخاف من المراكز الثقافية في البلدات العربي ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - هل توجد سياسة اعلامية عربية؟