أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد كشكولي - الكابيتلاسيون في صيغته العولمية














المزيد.....

الكابيتلاسيون في صيغته العولمية


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 13:35
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الكابيتيولاسيون
Capitulation
يعني استسلام الدول الخاسرة في الحرب لشروط المنتصر الظالمة ، وتنفيذ كل مطاليبه . أحيانا يكون للطرف المنتصر حق التصرف بمقاطعة معينة أو مقاطعات في الولة المغلوبة ، وأحيانا يفرض على الدولة المهزومة قانون الإستسلام ويتحول كل البلد إلى منطقة نفوذ للطرف أو الأطراف المنتصرة ، التي تمارس فيه كل سلطاتها و التصرف بثرواته وخيراته ، و تنصيب حكام وإن بشكل غير علني و غير رسمي.
طوال التاريخ كانت العلاقات الدولية قائمة على ان تكون الدول الأقوى هي المهيمنة على مقدرات البلدان الأضعف منها. عرفنا من التاريخ أن الدولة العباسية فرضت شروطا مجحفة على الأفرنج ، كما فرضت دول الحلفاء قانون الاستسلام على اليابان بعد هزيمته في الحرب العالمية الثانية .

و في القرن التاسع عشر فرضت القوى الإمبريالية هذا القانون على الدولة العثمانية وإيران ومصر، وكان يعنى به ضمان أمن وحياة التجار الأوروبيين ، وتميزهم بالحصانة ضد أيّة مساءلة عن أية جريمة يرتكبونها في البلدان المستسلمة.
وقد تحول التجار الغربيون والمتعانون معهم من المتنفذين المحليين بفضل هذا القانون الجائر إلى أداة فعالة ومؤثرة لتحقيق الأهداف الإمبريالية. كما شكل هذا القانون عاملا لممارسة سياسة عنصرية ، عنصرية ما يسمى بالعرق المتفوق والراقي ضد الشعوب الشرقية المغلوبة على نفسها وتحقيرها ، وفسح أوسع مجال للتدخل المستمر للدول الغربية في شؤون الشرق ، بما فيه إيصال القوى والعناصر العميلة إلى سدة الحكم ، ودعم الدكتاتوريات و سلطات الإستبداد ، والقوى الرجعية المتنوعة من دينية وعشائرية وطائفية وقومية.
ألغي قانون الكابيتلاسيون المفروض على الدولة العثمانية عام 1923 ، و ألغي على إيران ومصر عام 1937 .لكن اليوم تدل كل سياسات الهيمنة والغطرسة الإمبريالية على أن القوى الإمبريالية قد وضعت في أجندتها إعادة العمل بهذا القانون الظالم وفرضه من جديد في الشرق الأوسط.
وكم يشبه اليوم بالبارحة!

إن الضجة التي أثارها ولا يزال يثيرها مقتل رفيق الحريري ، و اتهام النظام السوري بقتله ، ومن ثم تكليف الأمم المتحدة بالتحقيق والإصرار على معاقبة سوريا في حالة اثبات تورط النظام السوري أو أصدقائه في لبنان في هذه الجريمة ، يراد من ورائها إحياء قانون الاستسلام ولو بأسماء أخرى.
إن جريمة قتل الحريري أو أي إنسان برئ غيلة عمل ارهابي جبان ومدان . والقوى الإمبريالية تغض الطرف عن مقتل الناس يوميا ، والسجون و التعذيب وانتهاكات سافرة لحقوق الإنسان في كثير من بقاع العالم، ويصر على التحقيق في مقتل شخص واحد ، ويجهد على توريط و معاقبة الجاني ، والعقاب على الأغلب سيكون فرض قانون الإستسلام بشكل او بآخر على سوريا.
إن كل القضية وما فيها لا تربطها أية صلة بمصالح الجماهير الواسعة ، ولا بسيادة واستقلال لبنان أو سوريا ، إذ أنها لا تتعدى أن تكون أكثر من صراع على السلطة والنفوذ والإمتيازات التجارية بين طرف ارتبط مصيره بمصالح أمريكا والعولمة والإرهاب الإمبريالي وطرف آخر دكتاتوري ومستبد يخشى على مصلحته من أن تبلعها الأسماك الكبيرة للعولمة والديمقراطية .
إن الإمبريالية الأمريكية و الغربية تمتلك وفرة من الأدوات والعملاء لتطبيق قانونها الإستعماري الجائر في الشرق الأوسط من كتّاب مرتزقة و رؤساء عشائر و عبدة المال السحت. و منذ سنوات تقوم على تربيتهم و دعمهم تحت ستار دعم الديمقراطية والمجتمع المدني وتطوير البلدان المتخلفة ومحاربة الإرهاب.
واليوم يأتي العدوان الإسرائيلي على الناس الأبرياء في فلسطين ولبنان ، و الأعمال الإرهابية لحماس وحزب الله ليسارع من وتيرة تنفيذ الأجندة الإمبريالية. والإعلام الاسرائيلي و الإمبريالي لا يخفي نيّات أمريكا وإسرائيل عن إقامة جيوب وشرائط في لبنان لحماية أمن إسرائيل. وبالتالي فرض الإعتراف على حكومة لبنان بتلك الجيوب والأشرطة الحاكمة ، ما يعني انتقاصا كبيرا من سيادة واستقلال لبنان .
هذا السيناريو الإستعماري الجائر سيجري العمل به في بلد تلو الآخر بدء بالشرق الأوسط ، و انتهاء بآسيا الوسطى . وحقا أنه منذ تشكلت الدول والإمبراطوريات قبل آلاف السنين لم يتغير جوهر علاقات الدول الأقوى بالأضعف رغم التطور الهائل تقنيا وفنيا .

2006- 07-18
مالمو-السويد



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آن لعينك أن تستريح
- رؤوس لضحايا معلومي الهوية الفدرالية والديمقراطية
- لتوصد بوابات الجحيم
- كأس العالم وتسليع مشاعر الجماهير
- الهوية الإنسانية بديل الشيوعيين عن الهويات القومية والطائفية ...
- !جعلت ِ من رفرفة الموتِ ترنيمة الأبدية ، يا أماه
- Good Kurds , Bad Kurds
- حرب أمريكا على إيران نعمة إلهية أخرى للنظام الإيراني
- بابلو نيرودا: سأوضح لكم بعض الأشياء
- السلاح السويدي وانتهاك حقوق الإنسان
- لماذا قمع حرية الفكاهة والأدب الساخر؟
- ولادة المسافات
- ذهول الشقائق في حنجرة الماء
- جراح حلبجة تلتهب
- محاكم ليست لإحقاق الحق وانصاف الضحايا
- إنهن لا بد ّ سيغيّرن العالم
- انتصار ديمقراطية بوش ورامسفيلد في العراق
- البنفسج المراق في عيون الانتظار - إلى ذكرى شاعرة اللانهايات ...
- حرية الرأي والعقب الحديدية لرأس المال
- عاشت اللجنة الشيوعية في المعمل


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد كشكولي - الكابيتلاسيون في صيغته العولمية