أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حجج اطراف النزاع حول الصحراء الغربية















المزيد.....


حجج اطراف النزاع حول الصحراء الغربية


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6562 - 2020 / 5 / 12 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولا هل نزاع الصحراء الغربية بدأ مع سنة 1975 ، تاريخ دخول المغرب الى الصحراء ، وتاريخ بدأ العمليات العسكرية الجزائرية ضد الجيش المغربي ، ام ان النزاع يعود الى فترة لم تكن فيها الدولة الجزائرية قد تكونت ، وبالضبط الى ما قبل سنة 1960 التي صدر فيها القرار 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، والذي كان المغرب وراءه ، لان طرفي النزاع كانا اثنين لا ثلاث وهما المغرب المحتل واسبانيا المحتلة ، وهو القرار الذي نص على الاستفتاء لوضع نهاية للاستعمار الاسباني ، وهنا السؤال : كيف للجزائر التي كانت لا تزال محتلة من طرف الاستعمار الفرنسي ، ولم تكن الدولة الجزائرية قد تأسست بعد ، والتي لزمت الحياد من النزاع طيلة الفترة الممتدة من سنة 1962 تاريخ استقلالها ، وبقدرة قادر ستصبح طرفا رئيسيا فيه ابتداء من سنة 1975 ؟ فهل الجزائر طيلة تلك الفترة كانت تجهل شيئا اسمه الشعب الصحراوي والاستفتاء وتقرير المصير ، ام ان هاذين الحقين المنصوص عليهما في ميثاق الأمم المتحدة ، لم تستدركهما الجزائر الا عندما دخل المغرب الى الصحراء التي هي صحراءه ؟ طبعا هذا شيء لا يمكن فهمه وفهم مراميه ، ان نحن لم نربط بين دور الامبريالية الامريكية ( هنري كيسنجر ) في اذكاء الصراع بالمنطقة ، لإبقائها متخلفة ، ولإلهائها عن الانضمام لنصرة الأنظمة العربية المواجهة لإسرائيل ، وبين ما اسفر عنه الصراع في الشرق الأوسط والذي انتهى بالضربة القاضية للقضية الفلسطينية .
فعندما دخل المغرب الى الصحراء ، فهو استند على الحجج المادية التي ترتبط بالجغرافية ، والتاريخ ، والمواثيق التي ارتبطت بالقرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في 16 أكتوبر 1975 ، وهو القرار الذي ايد مغربية الصحراء ، من خلا اعترافه بالروابط القانونية بين النظام الاميري الامامي المغربي ، وبين المواطنين سكان الصحراء ، وهنا لا ننسى اعتراف قرار المحكمة بالبيعة التي كانت منسوجة بين بعض القبائل وبين السلطان المغربي على راس نظام اثوقراطي وثيوقراطي يمزج في ممارسة الحكم بين الدين والدنيا ، لان الدولة الاميرية السلطانية المغربية ليست دولة علمانية ، ولو كان الامر كذلك لقلنا ان الراي الاستشاري للمحكمة لم يعترف بمغربية الصحراء الذي نص القرار على استفتاء السكان ليحددوا مصيرهم بأنفسهم . لكن طبيعة النظام الاميري المغربي جعل الصحراء من خلال اعتراف المحكمة بالعلاقات القانونية وبالبيعة ، مغربية خالصة ، وان اتهام سيطرة المغرب على الصحراء كاستعمار يبقى اتهاما سياسيا ، وليس اتهاما قانونيا الذي يركز على الحجج ، ولا يركز على إرضاء اطراف النزاع ، ولو كان قضاة المحكمة يدركون طبيعة النظام السياسي الاميري الامامي الحاكم في المغرب ، هل كان لهم ان يصدروا قرارا متناقضا، من جهة ترضية النظام المغربي بكون الصحراء مغربية بسبب العلاقات القانونية وعقد البيعة ، ومن جهة ترضية النظام الجزائر حين نص القرار على الاستفتاء كحل لتحديد جنسية الإقليم ؟ . فالقرار الاستشاري الذي صدر في 16 أكتوبر 1975 كان قرارا سياسيا ، وكان قرار ترضية لجميع اطراف النزاع ، بهدف المخطط الذي كان يُنظّر له من قبل الامبريالية ، الذي هو جرجرت النزاع أطول مدة ، وصلت اليوم الى خمسة وأربعين سنة ، والمشكل لا يزال عالقا في مخيلة الجزائر التي لا تزال تراهن على شيء ابطله قرار الإحاطة الأخير لمجلس الامن .
ولو رجعنا كذلك الى كل قرارات مجلس الامن التي عالجت النزاع المفتعل ، سنجد انها مثل القرار الاستشاري لمحكمة العدل الاوربية ، هي قرارات ارضائية لأطراف النزاع ، وليست قرارات قطعية للفصل فيه بصفة نهائية . فحين ينص القرار على ربط أي حل بموافقة وبقبول اطراف النزاع ، فالقرار هنا يرضي الطرف المغربي ، لكن حين ينص القرار على ان أي حل يجب ان يؤدي الى الاستفتاء ودون ذكر اسم الشعب الصحراوي ، فهنا القرار يرضي الجزائر ، والهدف من كل هذا ، أي من القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ، وقرارات مجلس الامن هي الجرجرة للنزاع لأطول مدة ممكنة . وان ما يفسر هذه الحقيقة ان لا القرار الاستشاري ولا قرارات مجلس الامن ، قد نجحا في انهاء المشكل الذي مرت عليه الى اليوم خمسة وأربعين سنة ، منها ستة عشر سنة كانت كلها حربا ، وكادت ان تقلب المعادلات بالمنطقة لولا اتفاق / مقلب 1991 الذي عطل كل شيء ، وحول طرفا كان بالأمس يصول ويجول في الصحراء ، الى طرف اكثر من ضعيف يستجدي من تلاعب به ، الأمم المتحدة ، ومجلس الامن ان ينوبا عنه في تطبيق بنود اتفاق 1991 . بل لو رجعنا لتحليل القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 16 أكتوبر 1975 سنكتشف بسهولة هدف الجرجرة من وراء القرار ، فحين يقول الحكم على ان علاقة البيعة كانت قائمة بين بعض القبائل ، وبين النظام المغربي الاميري ، ولم ينص القرار وبالواضح على اسم القبائل التي كانت تدين بالبيعة ، والقبائل التي لم تكن تبايع ، كما لم يحدد القرار المجال الجغرافي والحيز الترابي التي كانت فيه القبائل المبايعة ، والمجال الجغرافي والحيز الترابي للقبائل التي لم تكن مبايعة ، سيما وان المجتمع الصحراوي هو مجتمع رحل ، مما يعني ان تكون بعض القبائل المبايعة اليوم في المجال الجغرافي للقبائل الغير مبايعة ، وغدا سيكون العكس عندما تكون القبائل الغير مبايعة تتواجد بالحيز الترابي للقبائل المبايعة ، وهنا لو كانت إرادة ونية قضاء محكمة العدل الدولية بريئة لماذا لم ينصصوا في نص القرار على سلطة البيعة وسلطة القانون للإقليم ، دون ذكر الجملة المتناقضة " بعض القبائل " ؟ فمن اجبر المحكمة على عدم التعامل مع النزاع بشكل عام وبحكم قطعي وليس بنص يحمل تناقضات غير مقبولة ؟
وبالرجوع الى جميع القرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة في موضوع الصحراء ، وحتى سنة 1977 ، سنجد انها كانت تصف الصحراويين مرة بسكان الصحراء ، ومرة تصفهم بالقبائل ، ومرة بالصحراويين ، ولم يسبق ابدا ان استعملت مصطلح الشعب الصحراوي الذي سيظهر فجأة في سنة 1975/1976 ، بسبب تلكء واخطاء النظام المغربي عند معالجته النزاع ، لأنه لم يركز على نظام القبيلة ، وركز على الاشخاص التي تتبدل حسب المصالح ، ولان الجزائر وليبيا زادا الامر استفحالا عندما انشئا الجمهورية الصحراوية في سنة 1976 ، والسؤال هنا ، فرغم تأسيس الجبهة في 10 مايو 1973 من طرف طلبة مغاربة صحراويين ، لماذا انتظار سنة 1976 لإثبات وجود شيء يسمى بالشعب الصحراوي الذي اعترف به النظام المغربي ، واعترف بجمهوريته عندما صوت على القانون الأساسي للاتحاد الافريقي في سنة 2016 ، بل اعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار ؟
وهنا ومن بين الحجج المغربية ، كيف نفسر قيام محمد الخامس بزيارة تاريخية لمحاميد الغزلان على الحدود ، ليذكر ، وليطالب بمغربية الصحراء ؟ وكيف نفسر ان المغرب عندما احرز على الاستقلال المنقوص في سنة 1956 ، فان جيش التحرير بالجنوب رفض استقلال ايكس ليبان ، وواصل عملياته المسلحة التي تعرضت للخيانة في واقعة " إيكوفون / المكنسة " على ايدي التحالف الثلاثي ، فرنسا ، واسبانيا ، والنظام المغربي ؟ وكيف نفسر ثورة الثائرالصحراوي احمد الهيبة ماء العينين ضد السلطان الحفيظي في فاس الذي كان وراء توقيع اتفاقية " الحماية " الخيانة في سنة 1912 ، عندما نصب نفسه على مراكش ورفع مطلب الجهاد لتحرير ليس فقط الصحراء ، بل لتحرير كل المغرب من الاستعمارين الفرنسي والاسباني ؟ ثم اين نضع وثيقة أساسية وقعتها قيادات تاريخية من حركة المقاومة المغربية وجيش التحرير المغربي تطالب باسترجاع الصحراء الى المغرب ، وتؤكد على مغربيتها التي لا يشك فيها احد ؟
وحتى نعطي للقارء الكريم الحجة ، والاذلة الساطعة التي تؤكد مغربية الصحراء ، وتدحض حجج المعارضين والمغرضين ، وتفضح بالملموس المخطط الخطير الذي يشتغل عليه النظام الجزائري ، والذي هو تطريق المغرب ، بقصد إضعافه ، وإذلاله ، وبهدلته ، لضرب تاريخه العريق الذي تشهد عليه الامبراطوريات التي حكمته ، وهو التاريخ الذي يشكل ازمة النفسية الجزائرية سننشر وثيقة من الأهمية بمكان وموقع عليها من قبل المؤسسين للمعارضة المغربية التي كانت تنشد بناء الجمهورية المغربية . وهذه الوثيقة / البيان الصادر عن المقاومة المغربية ، وجيش التحرير المغربي :
" تأتي أهمية هذا البيان ، ( يقول احد قادة جيش التحرير بالجنوب المغربي محمد بنسعيد ) ، الذي وقعه منتسبون للمقاومة ولجيش التحرير المغربي ، من أنهم شاركوا في تأسيس المقاومة المدينية ، وجيش التحرير بالبوادي والجبال ، ومنهم من ساهم مساهمة فعالة في الثورة الجزائرية ، ومنهم من وضعوا اللبنة الأولى لتأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، واغلبهم من الذين شنوا الكفاح المسلح عمليا ، ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني ، وحُكِمَ على كثير منهم بالإعدام في فترة الاستعمار ، كما واصلوا مسيرة النضال ضد النظام الملكي في المغرب ، وحُكِمَ على بعضهم بالإعدام ابيضا في عهد الاستقلال . ان الموقعين على بيان مايو ، شكلوا ذاك الرعيل الأول من المواطنين الذين ربطوا في نضالهم بين المعركتين : المعركة الوطنية والمعركة الطبقية .
ان المواقف التي تم العبير عنها في بيان فاتح مايو 1976 ، هي المواقف الجذرية التي تجسد الوفاء ، والتزام حركة المقاومة وجيش التحرير، للأهداف التي استشهد من اجلها الآلاف من المناضلين ، والالتزام بقضية الجماهير الشعبية في التحرير الفعلي من الاستعمار وعملاءه .
وإذا كانت هناك محاولات جارية من طرف الحكم الرجعي لإظهار حركة المقاومة على غير وجهها الحقيقي ، وتوظيف سمعتها الوطنية في تبييض وجهه ، وتحويل خياناته الى انتصار وتحرير ، فإنني أوجه النداء صادقا لكل المقاومة وجيش التحرير ، بان يُغلبوا مصلحة الجماهير ، ويضعوها فوق كل اعتبار ، وان يعززوا كفاحها المستميت ضد كافة أشكال الاستعمار الجديد وتلوناته .
في الفاتح من مايو 1976 ، أصدرت مجموعة من مناضلي المقاومة وجيش التحرير المغربي ، بيانا حددوا فيه موقفهم من قضية الصحراء المغربية ، بحيث أدانوا كل محاولات إقامة دويلة مصطنعة في الصحراء ، ونددوا بالاتفاقية الثلاثية ، بين المغرب ، وموريتانيا ، واسبانيا ، وربطوا بين النضال الديمقراطي ، والنضال الوطني ، لتحرير كل الأراضي المغربية المحتلة . وتأتي أهمية هذا البيان ، من ان الموقعين عليه ، هم من المساهمين الأساسيين في الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني في إطار المقاومة وجيش التحرير ، كما تابعوا ، وما زالوا ، نضالهم ضد الحكم الرجعي القائم ، لإعطاء الاستقلال مضمونه الحقيقي ، وذلك في أطار الحركة التقدمية والثورية ، حيث كانوا من المؤسسين للجامعات الوطنية ، والاتحاد الوطني للقوات الشعبية فيما بعد ، مجسدين بذلك الاستمرارية النضالية لشعبنا ، لتحقيق مطامحه العميقة في التحرر ، والديمقراطية ، والاشتراكية . وقد خلف البيان ، صدى واسعا لدى المناضلين والجماهير، والرأي العام ، وذلك بالرغم من محاولات بعض الصحف الوطنية الصادرة في المغرب تشويه مضمونه . وفيما يلي نص البيان :
" نحن أعضاء جيش التحرير والمقاومة المغربية الموقعين على هذا البيان ، اعتبارا للمضاعفات التي آلت وتؤول إليها قضية الصحراء المغربية ، ونظرا لتطورات المشكل عبر مراحل وملابسات لا بد من التذكير بها ، لفضح مساعي النظام الملكي الإقطاعي ، العامل من اجل تطويق الكفاحات الجماهيرية ، وإجهاضها ، وتفتيت نضالات الكادحين على طريق الديمقراطية والاشتراكية . نصدر هذا البيان :
فغداة الاستقلال الشكلي ، وجدت فصائل جيش التحرير ، والمقاومة ، وجماهير الشعب المغربي الواعية ، نفسها أمام مناورات القصر الملكي ، ابتداء من قبول الاستقلال الناقص ، الذي لم يشمل كل الأراضي المغربية المستعمرة ، الى التّناور ِ مع الاستعمار لتثبيت نظامه الفردي .
وكان البديل الثوري ، أنْ تعمل قوات الشعب الحية ، وفي طليعتها جيش التحرير المغربي في الجنوب ، على خوض المعارك المسلحة ، بهدف تتميم الاستقلال ، ووحدة التراب الوطني .
وقد تجلت في هذه الفترة التاريخية ، ومن خلال الكفاح المسلح ، النظرة الثورية والوحدوية على صعيد المغرب العربي ، الشيء الذي أثار حفيظة الاستعمارين الفرنسي والاسباني ، ودفع بهما إلى التحالف المسلح ، لقمع هذا التيار التحرري وتوقيفه .
وفي هذه الفترة أيضا ، برزت مناورات القصر ، لتشتيت صفوف المقاومة وجيش التحرير ، وحرمان القوات المقاتلة من الذخيرة ، واصطناع " المؤامرة ضد ولي العهد " ، لتبرير عمليات اعتقال قادة المقاومة ، والرمي بهم في السجون ، وحل جيش التحرير ، والاتصال بالقوات الاستعمارية المحتلة ، لتعطيل كل تنازل في موضوع الصحراء ، من شأنه ان يكون لحساب العناصر التقدمية آنذاك في أجهزة الدولة . ( حكومة عبدالله ابراهيم ) التشديد من عندي .
وقد ظل النظام الملكي طيلة العشرين سنة الماضية ، متواطئا مع الاستعمار الاسباني ، فيما يتعلق بالصحراء المغربية ، وبقية المدن المحتلة في الشمال . وقد تميزت هذه الفترة بتصفية جيش التحرير في الجنوب ( المكنسة او ايكوفيون ) – التشديد من عندي -- ، وتصفية ومطاردة العناصر الثورية داخل الحركة التقدمية المغربية ، وقمع كل التحركات الشعبية .
ثم كان أنْ قام النظام العميل ، بمبادرة تحريك موضوع الصحراء ، بهدف تجاوز مشاكله ، اعتمادا على استعداد الجماهير للتعبئة والتضحية من جهة ، والمتاجرة بالسيادة والخيرات الطبيعية مع الحلفاء الاستعماريين من جهة ثانية .
ان رجال المقاومة وجيش التحرير الموقعين أسفله ، في الوقت الذي يسجلون فيه تراجع الامبريالية عن مشروع تكوين دويلة مصطنعة في الصحراء ، نتيجة تناقضاتها الداخلية ، ونتيجة تدخل الجماهير المغربية في الصراع ، ينددون بالمساومة التي أقدم عليها النظام الرجعي من خلال اتفاقية مدريد ، والتي نتج عنها :
1 ) تكريس احتلال اسبانيا لمدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية .
2 ) تقسيم الصحراء المغربية وتفتيت الشعب المغربي .
3 ) اقتسام خيرات البلاد الطبيعية مع القوات الاستعمارية والرجعية .
4 ) استمرار وتثبيت القواعد العسكرية الأجنبية فوق تراب الوطن .
إننا إذ ندين سياسة الاستمرار في الارتماء بين أحضان الامبريالية ، ندين أيضا كل المساعي الرامية إلى إقامة دويلة مصطنعة في الصحراء ، لان ذلك يتنافى مع المصالح الحقيقية لمجموع شعوب المنطقة .
كما ندين كل حرب بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري ، هذه الحرب التي من شأنها ، تحطيم آمال شعوب المغرب العربي في التحرر والوحدة .
إننا نتوجه بالنداء ، الى كافة التقدميين والوطنيين في المغرب ، للعمل على فضح المخطط الامبريالي الرجعي ، الساعي الى ضرب الأهداف النبيلة ، التي ناضلت من اجلها الحركة التقدمية المغربية منذ فترة الاستعمار حتى الآن ، والتمسك بالاختيارات الجذرية ، التي تَميّز بها النضال ضد الاستعمار والاستعمار الجديد ، ومضاعفة النضال في الظرف الراهن ، من اجل انتزاع الحقوق الديمقراطية ، الاجتماعية ، والسياسية ، للجماهير الشعبية ، وفرض إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ، من مدنيين وعسكريين .
ونوجه النداء أيضا ، لكافة الوطنيين والتقدميين في المغرب العربي ، لمساندة حق الشعب المغربي في تحرير كافة أجزاءه المحتلة ، ودعم نضاله ضد الحكم الرجعي القائم ، وليكن ذلك نقطة معاودة الانطلاق لتوحيد كل الجهود ، من اجل تحرير المغرب العربي واشتراكيته ووحدته . --- فاتح مايو 1976 -- .
الموقعون على البيان :
الفقيه محمد البصري . محمد بن سعيد آيت إيدر . عبدالفتاح سباطة . بوزاليم كجاج محمد . الحسين الخضار . باهي محمد . أومدة محمد . ناصر عمر صالح ( الفرشي ) . المالكي احمد ( جحا ) . محمد بن الحسين ( أزلماط ) . صابر عبدالحميد ( حمدون ) . رشيد سكيرج . مولاي عبدالله الفيلالي. احمد الفقيه الدكالي . ممحمد الجعواني بن محمد . نعيم محمد بن الاشقر . الدكالي عبدالله . ساهر العربي الفيكيكي . المنتصر حسن لعتابي . المعلم بوشعيب . الملازم مخلص محمد . رزقي محمد بن موحا ( المعلم احمد ) . الميداوي احمد . محمد عبروق . ناجي زايد بن موحا آيت مبارك . الداودي العربي . ساعة محمد عبدالحق . سعيد بن يخلف نايت الديح . مرزوق حسن . بورحيم محمد . بنسعيد الصغير . الناهري محمد الحداد . اويدير موح وعلي . العربي بن ناجم . ملحاوي عبدالرحمان . الطاهر محمد الورطاسي . عمرو العطاوي . تراغة الحسين ( الحسين الصغير ) ."
تعليق : يلاحظ ان البيان ، " بيان مايو 1976 " ، جاء سنة بعد انقلاب الصورة ، عند تأسيس جبهة البوليساريو سنة 1973 . فبعد ان كان هدف المؤسسين ، هو استرجاع الصحراء إلى أصلها المغرب ، سنجد انه بعد أن تدخلت الجزائر كطرف محرض ، ومعرقل ، وبتوجيه من الصهيوني هنري كيسينجر ، الذي أوحى للهواري بومدين ، بأخذ نصيبه من الصحراء يُمَكِّنُهُ من الصول الى المحيط الأطلسي ، وبسبب الأخطاء التي ارتكبها ما يسمى بزعماء الأحزاب ، الذين اعتبروا قضية الصحراء ، هي قضية القصر ، وليس قضيتهم ، ولا قضية الشعب ، أصبح الهدف ، هو الانفصال ، وتأسيس جمهورية وهمية ، أي كما سماها البيان " الدويلة " . وهذا يعني ، توسيع دائرة الصراع ، بدخول الجزائر كطرف رئيسي لم يتوانى من دخول امغالا لفرض الأمر الواقع ، كما أوحى لهم بذلك الصهيوني كيسنجر .
الجهاز الذي اصدر البيان ، " بيان مايو 1976 " ، كانوا يتمركزون في الجزائر ، وفي فرنسا ، وبلجيكا ، وبدمشق ، ومدريد ، كلاجئين سياسيين . فمنهم من غادر على اثر أحداث 16 يوليوز ،1963 ومنهم من غادر اثر أحداث 3 مارس 1973 . لذا فمشروعية البيان ، تأتي من انتماء بعضهم إلى المقاومة المدينية ، وانتماء البعض الأخر الى جيش التحرير ، وانتماء الجميع إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، خاصة ذراعه المسلح .
عندما يصدر بيان من قبل المقاومة وجيش التحرير ، ومن قبل الحركة التقدمية المغربية ، التي كان تبحث عن توظيف إنشاء جبهة البوليساريو ، كقوة متعارضة مع النظام ، وربط النضال المسلح ضد الأسبان ، بالنضال المسلح في الداخل في 3 مارس 1973 المسلحة ، تبطل كل دعاوى الانفصال ، كما تفند كل الشعارات التي تشكك لأسباب سياسية بمغربية الصحراء .
ومن خلال الشخصيات الموقعة على البيان ، وانتماءها الى جيش التحرير في الجنوب ، الذي واصل حربه التحريرية ضد الأسبان ، فان الانتماء القانوني ، والجغرافي ، والبشري للصحراء هو المغرب ، ومن ثم يكون الصراع المفتعل بالمنطقة ، هو صراع بين الجزائر وبين المغرب ، اي انه صراع حدود ، وصراع نفوذ ، وصراع هيمنة ، وصراع جيو – استراتيجي ، و جيو – بوليتيكي . ومن ثم فان جميع دعوات الانفصال ، والدعوة إلى الاستفتاء ، تصبح لا غية ، وعديمة المشروعية .
بعد صدور هذا البيان القومي والوطني ، تحركت العسكرتارية الجزائرية ، وأجهزة المخابرات ، لتضغط على المناضلين الموجودين فوق ترابها ، وتعتدي على بعضهم بحرمانهم من الامتيازات التي كانوا يتوصلون بها ، كلاجئين سياسيين . كما انها لم تتوانى ، ولم تخجل في حربها العدوانية ، من طرد آلاف المغاربة من الجزائر ، ومصادرة ممتلكاتهم ، وتفريق عائلاتهم بشكل هستيري وجنوني ، ينم عن الحقد والكراهية التي تكنها الجزائر إلى المغرب . أمام هذا الهجوم الانتقامي اضطر المقاومون وأعضاء جيش التحرير المتمركزون بالجزائر الى مغادرتها صوب فرنسا باريس .
وبما ان المسألة الديمقراطية عند القوى الثورية كانت هي الحكم ، وليس اقتسامه او المشاركة في الحكومة ، فقد اعتبروا قضية الصحراء عاملا في فرز العدو الأساسي من العدو الثانوي . وبما ان كل السلالات التي حكمت المغرب جاءت من الصحراء وسقطت من الصحراء ، فإنهم آمنوا بالبؤرة الثورية ، اي اعتبار الصحراء بؤرة ثورية تنطلق منها الثورة لإسقاط الحكم ، فالمغرب في حاجة الى من سيحرره من النظام ، وليس النظام من سيحرر الصحراء من الأسبان . وهنا إضافة الى أطروحة الجناح المسلح لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، سارت منظمة الى الأمام ، في نفس الخط ، فاعتبرت الصحراء بدورها بؤرة ثورية لإسقاط النظام . وعندما أصبحت الجزائر طرفا رئيسيا في الصراع ، بادرت القوى الوطنية والتقدمية في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، لتدارك الخطر المحدق بوحدة المغرب ، في حين استمرت منظمة الى الأمام تتبنى نفس الأطروحة من الصحراء ، اي الانفصال والاعتراف ب ( الشعب الصحراوي وبالجمهورية الصحراوية ) . وللإشارة ، فقط استعملت منظمة الى الأمام في وصف سكان الصحراء ، تعابير وأوصاف مختلفة ، بدءا بالجماهير المغربية في الصحراء ، الى الشعب العربي في الصحراء ، الى إيمانها إيمان العجائز بالشعب الصحراوي الذي اكتشفوه في أواخر سنة 1977 ، رغم ان الجبهة تم تأسيسها في سنة 1973 تزامنا مع أحداث 3 مارس 1973 ، وتم إنشاء جمهورية تندوف من قبل الهواري بومدين ومعمر القدافي في سنة 1976 ، وهي السنة التي صدر فيها بيان فاتح مايو 1976 .
يمكن لكل مغربي ان يعارض النظام ، ويمكنه ان يطالب بإسقاطه ( ملكية برلمانية ) ، كما يمكنه ان يطالب بإسقاط الدولة ( الجمهورية ) ، لكن ليس من حقه ان يطالب بفصل ترابه وشعبه . ان النظام إذا ذهب ، يمكن ان يعوضه نظام آخر ، والدولة إذا ذهبت ، يمكن تعويضها بدولة أخرى . لكن إذا ذهب الإقليم ، واي إقليم يستحيل له العودة . فلا تخلطوا بين النظام والصحراء ، وتتخذوا قرارات ستندمون عليها مستقبلا . الصحراء مغربية تاريخا ، وقانونيا، وبشريا . والعديد من المناضلين الأوائل لجبهة البوليساريو يؤمنون بهذا ، لكن تدخل الجزائر اخلط الأوراق وعمق الأزمة المفتعلة .
قال احد قادة البوليساريو وهو مصطفى بوهْ الملقب ب ( البرزاني ) ، أنه عندما التقى أول مرة عام 1973 في موريتانيا الوالي مصطفى السيد مؤسس الجبهة ، والذي قتل في الثامن والعشرين من العمر على أبواب نواكشوط ، لم تكن فكرة الاستقلال مطروحة في رؤيته ، وأن أدبيات البوليساريو حتى عام 1975 تخلو من أية إشارة الى كلمة الاستقلال او الانفصال ، مضيفا ان النزعة الانفصالية عند أعضاء جبهة البوليساريو ، لم تظهر إلاّ بعدما دخلت الجزائر على الخط عام 1976 .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي ال ...
- هل يصنع الجياع ثورة ؟
- الجزائر
- حين يكشف الرئيس الجزائري عن وجهه بدون خجل وبدون حياء
- توتر العلاقات بين النظام المغربي ، وبين النظامين السعودي و ا ...
- المثقف / الحزب / السلطة
- اَلْمَغَرْبي دِيمَ فِينْ مَا مْشَ مَغْبُونْ وْ مَحْگورْ / مَ ...
- حركة - صحراويون من اجل السلام -
- الشيخ عبدالكريم مطيع اللاّجئ السياسي ببريطانيا العظمى
- الديمقراطيات التحتية الشعْبوية خطرٌ على الانظمة الديمقراطية ...
- مجلس الامن واجتماع الاحاطة حول نزاع الصحراء الغربية
- الشبيبة المغربية صانعة الحدث في الماضي
- ياسر العبادي
- العفو الملكي
- الاسلام السياسي
- البربر
- جايْحت كرونا ونزاع الصحراء
- ماذا بعد كورونا / فيروس
- منذ متى كان قرار وزير الداخلية قرارا ملكيا صرفا ؟
- جايْحتْ كورونا


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حجج اطراف النزاع حول الصحراء الغربية