أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سهيل أحمد بهجت - -علي الوردي- و المجتمع الكردي














المزيد.....

-علي الوردي- و المجتمع الكردي


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 10:54
المحور: القضية الكردية
    


من يدرس كتابات المرحوم "علي الوردي" و أبحاثه الممتدة من "وعاظ السلاطين" و "مهزلة العقل البشري" و "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث" و "شخصية الفرد العراقي" ، سنجد أن الوردي وضع يده على عناصر الضعف و القوة في العراقيين و هذا المركب العراقي العجيب "القبلي الديني الحداثي" ، و لكن منطقة شمال العراق أو ما يسمـــيه البعض "كردستان" ، للأسف بقيت بعيدة عن دراسة الوردي "العبقري الكبير" ، و قد اعتذر الوردي نفسه عن ذلك معللا ذلك بأسباب لسنا بصددها ، و ربما أكثرها لوجستية .
لكن خلال تعمقي و دراستي للوضع الكردي ، وجدت أنه قد لا يكون مختلفا كثيرا في احتواءه على ذات القوانين التي تؤثر في باقي أركان العراق ، لكن كما يقول الوردي نفسه فعلينا أن لا نحول أساسيات تحليله قوالب جاهزة لدراسة مناطق أخرى قد تتطابق أو تختلف مع تلك القوالب و بالتالي نخرج بنتائج غير واقعية أو غير مثمرة و نكرر أخطاء الفلسفة الماركسية التي وضعت مقاسا تقيس كل شيء به ، من ثم تحذف من الحقيقة و تضيف إليها لتتطابق مع هذا المقياس ، إن الإنسان الكردي أيضا يعاني من حالة شبيهة بما يعانيه العراقي عموما في أرجاء العراق الأخرى ، ألا و هو "ازدواج الشخصية".
إن العراقي الكردي يحمل أيضا في داخله نوعين من القيم ، قد تتحول مستقبلا إلى "تعدد الشخصية" و هو الأخطر ، فهناك صراع بين "الدين ـ كمفهوم أممي إنساني" و قيم "العشيرة" و "القبيلة" التي تدفع نحو مفاهيم التعصب و النخوة و السطوة ، بمعنى أن القوة دائما تكون هي الحل ، و ربما كانت الحرب الأهلية "الكردية ـ الكردية" مصداقا لهذا المنطق ، و المجتمع الكردي الحالي لا زال يقوم على سيقانه القديمة ، حين كان رجال الدين "و هم الطبقة المثقفة في القرون الوسطى" يتحكمون بقيم الشعب و مقابلهم تقف السلطة "الشبه علمانية" من شيوخ عشائر و ذوي الأملاك و قطاع الطرق "أعتقد أن الطبقة السياسية الكردية الحالية تنتمي في عقلها الباطن إلى تلك الفترة".
و من الطبيعي أن يكون وجود ثقافتين مختلفتين سببا في وجود صراع نفسي حقيقي ، و الصراع هنا لا يعني وجود مرض مثل
Schizophrenia
أو ما نصطلح عليه بـ"انفصام الشخصية".
رجل الدين الكردي ، مثلا ، كان يتعاطف مع "العثمانيين" على أساس المذهب أو الدين ، بينما كان شيخ العشيرة و الأمراء ، إذا أردنا توسيع الدائرة ، ينظر للعثماني على أساس "المصلحة" و كلما استفاد كان يتعاطف و كلما تضررت مصالحه كان يندفع نحو العداء ، و هذان الطرفان و لاختلاف مصالحهما كانا يدخلان في صراع يقسم المجتمع ، أو يتحالفان ، و المجتمع هو الضحية مرة أخرى.
إن المجتمع الكردي "في صفته العامة" هو مجتمع "عشائري" يقوم على أساس الولاء للقبيلة و شيخها و مساعديه من الملاية أو الأغوات ، و أحيانا كان زعيم القبيلة هو شيخها و رجل دينها في الوقت نفسه ، و طبيعي أن للمجتمع العشائري قوانينه و فهمه و أعرافه الخاصة التي تجعل منه مختلفا عن المجتمع المدني .
و من الطبيعي أن تكون المنطقة الكردية مقسمة بين الدول "فارس و الأمبراطورية الرومانية" قديما ، و "الدولة الصفوية و الإمبراطورية العثمانية" في القرون الوسطى ، و الدول الأربعة "العراق" و "تركيا" و "إيران" و "سوريا" حديثا ، لأن المجتمع العشائري لا يمكن أن يكون دولة على الطراز الحديث ، فالمجتمع العشائري متشبع بثقافة "النهب" و "السلب" و "الإغارة" على الغير ، لذلك نجد أن الأكراد كانوا دوما محكومين من قبل إمارتين أو ثلاث ، لذلك نجد أن كل محاولات الزعامات الكردية "العشائرية" ، هي محاولات فاشلة و من دون طائل و لا أستبعد تكرار مسألة "جمهورية مهاباد" مرة أخرى.
الحل الوحيد لإخراج الأكراد من هذه الوضعية هو الانصهار في البوتقة "العراقية" و إلغاء "الثقافة القومية" و حتى "الإسلامية" التي تشبعت بمفاهيم العشيرة و عيوبها ، خصوصا و أننا على أعتاب عراق قد يصبح من أقوى دول المنطقة ، و على حدود "تركيا الأوروبية" التي لن تكون مثل تركيا "القومية" في القرن العشرين.
E-mail: [email protected]
Website: http://www.sohel-writer.i8.com



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطات العراقية و مصطلحات -البعث-
- -البعث الكردي- .. و أقبح دكتاتورية في التاريخ !!.
- العراق .. ليس دولة عربية .. بل إنسانية
- سجن الصنم
- -الإرهاب- حاكما و معارضا
- صراع الهويات الكاذبة..
- -أكاذيب.. موروثة-
- التحالف الكردستاني و إدارة -المطاعم-!!
- إيران الوهابية مقنعة -بالتشيُّع-.
- مبادرة تكريم الوردي الكبير.. في المحطة الأخيرة
- من يشوّه مذهب -التشيُّع-؟!
- هُبل في كردستان .. كوميدي في بغداد-!!.
- الشيعة نائمون .. و الرئيس يحاور ..؟!!
- الشيخ الترابي و -غسلينا الوسخ-!!
- العراق و الحلف -القومي الدّيني- الشّرير..-
- اعتذار -للعفيف الأخضر- .. و لكن ؟!!
- ساجدة الريشاوي و -الرجال العين-!!
- -العفيف الأخضر-.. لكل حصان كبوة !!
- الهجوم على دور العبادة القبطية .. نتيجة -ثقافة-!!
- الحكيم .. و -السقيفة الثانية-!!


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سهيل أحمد بهجت - -علي الوردي- و المجتمع الكردي