أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - موسى فرج - من يجرؤ ليقضي بين أشياخ القضاء العراقي...؟















المزيد.....

من يجرؤ ليقضي بين أشياخ القضاء العراقي...؟


موسى فرج

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 14 - 02:40
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


منذ أشهر والخلاف مستعر بين أكبر رأسين في السلطة القضائية في العراق أعني رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس المحكمة الاتحادية حتى ان رئيس مجلس القضاء الأعلى وصف بكتابه الموجه الى رئيس الجمهورية بتاريخ 23/ 1/ 2020 رئيس المحكمة الاتحادية بـ"اتخاذ قرارات شخصية ومخالفة الدستور والتجاوز تكراراً على الدستور والقانون والسعي لسلب مجلس القضاء صلاحياته"..
-تفجر هذا الخلاف بعد إن رشح رئيس المحكمة الاتحادية أحد القضاة المتقاعدين لعضوية قضاة المحكمة الاتحادية وصدر مرسوم جمهوري بتعيينه...في حين يرى السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى أن الترشيح لعضوية المحكمة الاتحادية يجب ان يكون من خلال مجلس القضاء الأعلى وليس من قبل المحكمة الاتحادية لأن المادة 91/ثانياً من الدستور تقول إن مجلس القضاء الأعلى هو من يرشح رئيس وأعضاء محكمة التمييز الاتحادية وعرضها على مجلس النواب للموافقة عليهم ومادام تعيين القاضي المذكور مخالف للدستور ولأن قانون المحكمة الاتحادية يقول بأن جلساتها تكون بكامل أعضاءها بالتالي فإن عدم دستورية تعيين أحد أعضاءها يخل بتحقق شرط اكتمال أعضاءها والذي يجعل من قرارتها معدومة وغير قانونية وغير دستورية ..
-ولم يكتف رئيس مجلس القضاء بعرض الموضوع على رئيس الجمهورية بل وبادر في نفس الكتاب بالتعميم على كافة المحاكم بعدم التعامل مع قرارات المحكمة الاتحادية التي تصدر بمشاركة العضو المشار اليه في حين ان حضوره حتمي لأن جلساتها مالم تكن بكامل أعضاءها التسعه -وهو من ضمنهم- غير قانونيه.
-رئيس مجلس القضاء الأعلى نبه أيضاً رئيس الجمهورية الى ان نتائج الانتخابات القادمة لن تكون دستورية لعدم وجود محكمة اتحادية مكتملة النصاب تصادق على نتائجها بحسب الدستور.
طبعاً للسيد رئيس المحكمة الاتحادية مبرراته أيضاً ولكن من بينها أنه ضمَّن قرار المحكمة الاتحادية المرقم 38/ اتحادية/ 2019 عبارة تقول: "واشعار مجلس النواب لتشريع مادة بديلة لها ضمن قانون المحكمة الاتحادية المنظور..." لكن لا مجلس النواب أنجز المنظور ولا السيد المحمود اسعفته درايته القانونية وممارسته للمهنة منذ عام 1959 لينتظر تحول المنظور الى سمسم، فوقع في المحظور.
كلمة لابد من الإشارة إليها: المشكلة بالقضاء أن الاعتراض على قرارته من قبل العامة لا يكون الا من خلاله هو أي القضاء عن طريق الاعتراض على الأحكام القضائية امام المحاكم الأعلى... وحتى الشكوى من سلوك القاضي لا تكون الا من خلال القضاء نفسه " هيئة الاشراف العدلي" ومع ان التبجيل للقضاء والقاضي حق مستحق تمليه ضرورة استقرار المجتمع لكن النقد للسلطة القضائية لا يعد حق مستحق للمواطن فقط بل واجب ينبغي ممارسته للارتقاء بالقضاء والقاضي ولا ينبغي للمواطن التنازل عن هذا الحق أو التقاعس في واجب القيام به من منطلق التحسب لتعسف القاضي في احد الأيام أو في موقف يكون به المواطن أمام القاضي منتظراً الحكم عليه ... فإنك إذا اردت تحاشي الوقوف أمام القاضي فالأولى ان لا ترتكب فعلاً يحاسب عليه القانون وإذا أردت تحاشي تعسف القاضي فعليك ألا تتوانى في نقده نقداً مهذبا يرتقي به مهنياً أو سلوكاً... أنا قبل عدة سنوات كتبت ما مفاده أن الحكم العادل لا يكون الا باستقلال القاضي وهذا لا يصنعه النص الدستوري باستقلال القضاء ولا النص في القانون القائل بأن القضاء مستقل ولا سلطان عليه الا للقانون وانما تصنعه بالدرجة الأساس مواصفات القاضي وسجاياه الشخصية وعمق التزامه بقيم الشرف واستقلاله في احكامه عن نوازعه وأهواءه الشخصية...
هذا الخلاف بين رأسي القضاء كشف لنا ولأول مره أنه يمكن وصف قمة القضاء العراقي بـ :"التجاوز على الدستور ومخالفة القانون واتخاذ القرارات بدافع شخصي "...بل ذهب أحد الكتاب ابعد من ذلك فكتب يقول: " يعتبر العراق من أكثر بلدان العالم خرقاً وانتهاكاً للدستور والقوانين سواء من قبل السلطة التنفيذية أو التشريعية أو القضائية، ويمكن تحديد أهم أسباب تلك الخروقات والانتهاكات هو انه يتم التوافق عليها سياسياً فيصبح واقعاً عملياً، وان كل ما يثار بصدد وجود خرق دستوري او قانوني من عدمه فانه يثار بسبب خلاف سياسي او شخصي، فاذا حسم الخلاف تم السكوت عن الخرق الدستوري وكـأنه لم يكن، أما اذا استفحل الخلاف فان المحكمة الاتحادية تفصل فيه بعدة طرق، الاولى ان تمسك العصا من الوسط وكأنها جهة تحكيم عشائري تريد ارضاء الجميع، اما الطريقة الثانية فهي ان تدقق في موازين القوى فتحكم لمن هو أكثر قوة وسطوة وتأثيراً، او تحكم وفق السياقات الدستورية والقانونية حسب اطراف الدعوى والموضوع"...
الله يرحم سيد حسن …
ايام زمان وفي أحد الأيام كنت حاضر في مجلس حسيني وبعد نزول سيد حسن –القارئ-الله يرحمه من المنبر تحولت طبيعة المجلس من حسيني الى ديوان وفي هذه الأثناء دخل متخاصمان بلغت حدة الخلاف بينهما حد التلويح بالتواثي وطفقا يعرضان كل منهما وجهة نظره وحقيقة الخلاف بينهما على الديوان بحثاً عن حل وكان المتخاصمين لكل منهما توجه معروف لنا فأحدهما علماني والآخر متدين والسيد الله يرحمه بعد انتهائه لم يغادر انما جلس بجانب المنبر واتخذ منه متكئاً.
وبينما انشغل الديوان كل اثنين او ثلاثة منهم يتدارسون القضية لاستنباط حل معقول أمسك السيد بمقبض المنبر وصعد ثانية وسط استغراب الجالسين "لأننا لم نألف سابقاً أن يكرر القارئ صعود المنبر مرتين كما لا توجد مما يعرف بالـ بريك في المجالس الحسينية " لكن سيد حسن الله يرحمه فعلها وصعد المنبر ثانية وصاح: صلوا على محمد وآل محمد... انقطعت النقاشات الجانبية في الحال وصاح الناس اللهم صلي على محمد وآل محمد ،صاح: ثانية يرحمكم الله فتم تكرار الصلاة على محمد وآل محمد، ثالثة على حب الزهراء فتم ذلك أيضاً بعدها مباشرة ركز نظره على المتدين وقال له : الحكَ ألك والتفت على العلماني وقال له: أنت ما ألك حكَ ونزل من المنبر والعلماني يدردم شنو هاي شنو هاي...؟ تحول الديوان الى ضحك عاصف بسبب تكرار صعود السيد على المنبر ولأن السيد استشرف أن رأيه وهو جالس على المنبر مثل قرارات المحكمة الاتحادية بات وملزم للجميع... هسا منين نجيب سيد حسن الله يرحمه حتى يقضي بين مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية حتى تمشّي الانتخابات المنتظره على رسلها...؟
قبل يومين انتقدت موضوع التقديس وطبعاً آنا أعرف أنه في خضم الأوضاع الحالية في العراق ممكن تنتقد الأنبياء والرسل وحتى الذات الإلهية لكن موضوع تنتقد تقديس الحشد وتقول ببطلان دعوات تقديسه ...هذا موضوع دونه خرط القتاد ولكن مع ذلك فعلتها ليس لأني أنكر تضحيات أبنائنا من الحشد الشعبي او استصغاراً لشأنهم أبداً ولكن لوضع الأمور في نصابها الصحيح وعندما انتقد القضاء ورجاله في العراق أنطلق من ذات المبدأ ...وضع الأمور في نصابها الصحيح ....



#موسى_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق من محنة الى أخرى في وقت عزَّ فيه الناصر...
- الاتفاق الصيني بين فقاء عبد المهدي وضجة رفيقات منال يونس...
- . الاتفاق الصيني ورفيقات منال يونس... (2)
- الاتفاق الصيني ورفيقات منال يونس...
- قانون الانتخابات وضياع الرؤية في لجة التفاصيل ...
- حال البرلماني الفائز وفق الدوائر المتعددة...
- رداً على رسالة الأستاذ الفاضل حامد الحمداني...*
- بعد إن قدم صدام رأس العراق للأمريكان على طبق من ذهب...هل يعي ...
- الساسة إذا دخلوا مظاهرة أفسدوها ونزعوا الشوك من دبابيرها ...
- عادل عبد المهدي ...ماذا حقق وأين أخفق...؟
- للمطالبين بإقليم البصرة... الدستور مصمم للانفصال وليس الأقال ...
- موازنة العراق تفوق مجموع موازنات 8 دول ... . عدد سكانها 10أ ...
- مجلس مكافحة الفساد ...
- مكافحة الفساد في عهد عادل عبد المهدي ...
- خندق واحد أم خندقان.. النتيجه واحده...
- مصرف الرافدين الحكومي انت ترتكب الفاحشه..ردها إليَّ إن استطع ...
- ضياع المنهاج في زحمة المناصب....
- ملاحظات حول المنهاج الوزاري لحكومة السيد عادل عبد المهدي:
- فرص الإصلاح فيما لو ....
- كل العراقيين الرافضين للفساد مندسون وإن لم يعلموا...


المزيد.....




- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال
- الأمم المتحدة: مقتل نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - موسى فرج - من يجرؤ ليقضي بين أشياخ القضاء العراقي...؟