أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - إستبدال الدين بالتكنلوجيا














المزيد.....

إستبدال الدين بالتكنلوجيا


حمزة الكرعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اليوم الاول من عام 2020 ، خطرت على بالي فكرة إستبدال الدين بالتكنلوجيا ، بعد أن إستمعت إلى برنامج يستعرض التكنلوجيا الجديدة التي ستحل محل الجيل القديم والحالي منها ، وهي عملية تحديث مذهلة رائعة جدا ، تتسابق فيها جيوش المبدعين من الأمم والشعوب لتقديم الجديد للناس ، إبتداء من الطاقة النظيفة البديلة للنفط ، وصداقتها مع البيئة ، سيارات كهربائية ، صممت لها بطاريات شخن تمكنها من قطع 700 كم ، وتشحن مرة أخرى بأقل من نصف ساعة ، ومرورا بالجيل الخامس من الانترينت ، التي تمكن الاطباء من إجراء عمليات جراحية في أقصى الشرق أو الغرب وهم في أماكنهم ، وإنتهاء بخدمات رهيبة ، ستدخل بيوت الناس ، طاولات فيها كل ما يحتاجه الانسان ، والسباق مستمر حتى يتم تحديث كل شيء لصالح الانسان ، ولم يعد النفط ومصادر الطاقة القديمة لها قيمة في العالم .
إذن أمم وشعوب تتقدم ، وترتقي وتتسابق في صناعة وتحديث متطلبات الحياة ، وأمم لازالت متمسكة بخيار ثقافة المقبرة ، التي هي الاديان والمذاهب ، ولا أقصد في ذلك الاديان السماوية ، لانها إما معتقلة أو مشوهة ومحرفة ، أو وظفت لخدمة الطغاة ، ولسجن الفقراء في سجون رجال الدين .
سؤال طرحته ، ولازلت أطرحه : ماهي فائدة الدين في حياة الناس ، وأنا منهم ، وفرعه سؤال آخر : ماهي فائدة رجل الدين في حياة الناس وأنا منهم ، عدا التجهيل والخرافة ، والقتل والسطو على ثروات الفقراء ، والتصفيات الجسدية ؟.
هل من المعقول في هذا الزمان ( التكنلوجيا ) نبقى في الشرق المتخلف أسرى لخرافات وأديان حتى ولو كانت سليمة ، فهي لا تصلح لزماننا هذا ؟.
هل من المعقول أن نعتقل من قبل رجال دين ، يدعوننا إلى الله والعقيدة ، وهم يخالفون ما دعونا إليه ، ويتنعمون بكل شيء ، ونحرم نحن ونقتل ؟.
هناك فرق بين الجيل القديم الذي لايستطيع أن يتخلص من الترسبات الدينية التي تعتقله ، وتعطل عقله وفكره ، وتمنعه من التحرر والتقدم ، وهو يتمسك بالموروث والمحمول الديني والعشائري القديم ( طبعا منه يعيش في الغرب الذي أعطاه الحياة والانسانية والكرامة والحقوق ولازال يتمسك بخيار هرب منه ) ، وبين الجيل الجديد الذي تربى وعاش مع التكنلوجيا ، والذي لعبت في صناعته وتحديث عقله مواقع التواصل الاجتماعي .
الخطاب الديني والاعلامي المشوه ، حاول ويحاول أن يصور لنا ، أن لاحل لمشكلتنا في الشرق الاوسط والعراق خصوصا ، وليس لنا إلا الدين ورجالاته ، ويسوق الادلة والبراهين من الماضي على صحة ما يذهب إليه ( إنا الله لايغير ما بقوم حتى .... ) والموضوع لاعلاقة له بالله .
لكن المعجزة حدثت ، وهي صناعة ثورة من قبل شباب لم تتجاوز أعمارهم العشرين سنة ، فقدموا لنا إنسانا آخر ، غير الذي صوره لنا رجل الدين ، إنسان مشوه ، تابع ذليل ، شباب قدموا لنا ثورة مذهلة ، والسبب يعود إلى أن هذا الجيل الذي سكن مواقع التواصل والانترينت ، خرج عن عباءة رجل الدين ، والاخير لاخيار له في مواجهة التقدم والتكنلوجيا ، فهو يفقد أوداته التي تديم مملكته التي عمادها الجهل والتخلف ، فهو أي رجل الدين ، يعيش حالة صدمة وذهول من التغيير الذي أحدثته التكنلوجيا ، والذي جعله في حالة إفلاس شعبي غير مسبوق .
وليس فقط رجل الدين في حال لايحسد عليه ، بل القوى الدولية التي وظفته وعقيدته لصالح مشاريعها المشبوهة ، هي الاخرى وقفت في حيرة أمام جيل جيد في العراق ، لايعرف إلا الحياة والجمال ، والقفز من مركب رجل الدين ومغادرة ثقافة المقبرة .
ودعوتي هذه ( إستبدال الدين بالتكنلوجيا ) ليست أمنيات لعابث ، بل هي الواقع بعينه ، الذي لايريد رجال الدين ومن يستخدمهم من القوى الدولية ، أن يروه ، ويعترفوا به ، وهو تغيير حتمي يرتقي إلى المعجزة التي لم يتوقعها أحد .
إستبدال الدين بالتطور والحداثة ، تحصيل حاصل ، وعجلة التكنلوجيا تتطور وتتسارع بشكل مذهل ، ولم تفلح دعوات رجال الدين التي تصور أن الذي يشتغل على تطوير التكنلوجيا لايؤمن بالله ، وذهب هو الاخر ، ليستخدم ما يقدمه ذلك الملحد الذي يشتمه ليل نهار .
العالم اليوم يتقدم بسرعة مذهلة ، والعراق لازال معتقلا في سجون رجال الدين ، الذين يستقوون باليمين الغربي المتطرف الذي خرج بعد سقوط سلطة الدين في أوربا ، وعاد متلبسا بعناوين وهمية ( نشر الديمقراطية ) وعنوانه الحقيقي هو الشركات العابرة للقارات التي تنهب ثروات الشعوب ، وعنوان آخر أخطر وهو صندوق النقد الدولي .
التعويل هو على شبابنا الجيل الجديد ، الذي سيتخلص من رجال الدين ، ونتعايش كبشر بعدهم ، خياراتنا الانسانية والوطنية ، وعيب ما بعده عيب عندما تغادر شعوب الارض إلى خيار الانسانية ، ونحن نبقى في مستنقع الطائفية والقومية ، هذا يريد ( حق تقرير المصير ، وذاك يريد أن يحكم المذهب ، وثالث يريد دولة الخلافة ) ؟.



#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي والثقافة
- البصرة المنكوبة
- معركة الدجاجة ( المقدسة ) في القادسية
- خصخصة المظاهرات في العراق
- جامعة الكفيل وتفريس العراق
- تشريعات برلمان النكاح
- مقتدى الصدر و إصلاح الاحتلال
- النزاعات العشائرية في العراق
- متى يتحرر العقل العراقي ؟
- الترحم على الحصة التموينية
- بشراء الاصوات والذمم سقطت الدولة العراقية
- ظاهرة دونالد ترامب
- ثورة السحل في العراق قادمة
- إعلان ولاية فقيه في العراق
- من القدس إلى النجف هدم المنازل
- نهاية زمن الدولة الوطنية
- خطورة حكم رجال الدين على الانسانية
- حلم أحفاد كسرى في العراق
- حج كربلاء محو لذنوب الساسة
- إنقراض الدولة العراقية


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - إستبدال الدين بالتكنلوجيا