أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - أخطاء في العراق صفقة مع ليبيا إنني على خطأ














المزيد.....

أخطاء في العراق صفقة مع ليبيا إنني على خطأ


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1561 - 2006 / 5 / 25 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بدايات التسعينيات كانت السلطات السورية تتفاوض مع الأوروبيين للحصول على قرض مالي من الاتحاد الأوروبي، وعلمنا من سجننا حيث كنا نقبع عشرات الألآف من المعتقلين السياسيين في السجون السورية : أن الاتحاد الأوروبي اشترط على السلطة السورية شرطين لمنحها القرض :
الأول ـ إطلاق سراح معتقلي الرأي. والثاني ـ السماح للسوريين اليهود بمغادرة سوريا إن هم رغبوا.
أسعدتنا جدا تلك الشروط ووجدنا فيها جرعة أخلاقية تحتاجها السياسات الخارجية للدول الغربية..وفعلا بعد فترة نجا السوريين اليهود وغادروا البلاد وحصلت السلطات السورية على القرض الأوروبي وبقينا نحن في السجن عقد آخر..!
هذه ليست مبالغة كما أنها ليست من بنات خيالنا بل هي حقيقة واقعة يمكن لمن يريد العودة لتلك الحقبة السوداء من التاريخ السياسي العالمي في علاقته مع النظم الحارقة المارقة على شعوبها ولشعوبها ولأبجديات الحد الإنساني. والآن بدعوة توماس فريدمان الصحفي الأمريكي المشهور عربيا على الأقل في دعوته لاستقلال أمريكا عن النفط الشرق أوسطي تأتي تتمة الصفقة الأمريكية الليبية على حساب الشعب الليبي في عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإزالة اسم نظام العقيد القذافي من قائمة الإرهاب الأمريكية وتكرس لدى المواطن العربي المقموع أن لا أحد معه في هذا العالم المتكالب على الطاقة ـ وليعذرني الشعب الأمريكي من استخدام هكذا مفردة. أبهذه الطريقة تحقق أمريكا هذا الاستقلال عن الطاقة الشرق أوسطية الذي دعى إليه الرئيس جورج بوش أيضا؟
وهذا يذكرني أيضا بالموقف الروسي الآن الداعم للنظامين الإيراني والسوري في المحافل الدولية. عدنا لى نقطة البداية :
كيف تقنع المواطن العربي بصدق الدعوة الأمريكية والغربية إلى الديمقراطية في الشرق الأوسط؟! وهذا سؤال موجه للسيدة كوندليزا رايس ولكارين هيوز التي حملت ملف تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي..باتت نكتة سخيفة ودموية ولا أخلاقية تلك السياسات الغربية التي تخطأ وتدفع شعوب الشرق ثمن هذا الأخطاء. يبدو أن الجناح التشيني الرامسفيلدي قد عاد وأمسك بالقرار الأمريكي من جديد بعد أخطاءه القاتلة في العراق.بسبب شرهه النفطي؟
هل كنت فعلا على خطأ عندما راهنت على أن السياسة الأمريكية قد تخطت هذه العتبة اللا أخلاقية؟ سؤال وجدت نفسي أسأله البارحة وأنا أتابع الأخبار حول عودة الدفء للعلاقات الليبية الأمريكية وفتح السفارات والأطرف هو ما صرح به السيد مصطفى الزايدي أكبر مسؤول في اللجان الثورية الليبية وهي بمثابة الحزب الحاكم في ليبيا القذافية حيث قال :
انه يشجع الولايات المتحدة على المضي في طريق التعاون ويأمل ان يتعاون البلدان من خلال الحوار الثقافي في نشر الديمقراطية معا في انحاء العالم. انتهى قول المسؤول الليبي. السلطة الليبية تشجع الولايات المتحدة الأمريكية على المضي في التعاون بين البلدين من أجل نشر الديمقراطية معا في انحاء العالم !! إنها الكوميديا السوداء في هذا العالم الرامسفيلدي. ما الذي سيقوله المواطن العربي عموما والليبي خصوصا في هذا التصريح وفي هذه الصفقة؟ سيضحك وينزل قسم من المواطنين ليهتفوا بحياة العقيد القذافي لأن الغطاء الدولي عاد ليغطي النظام الليبي بالنفط والغار !! والسؤال الآن لو لم تخطأ أمريكا في العراق وتحل الجيش العراقي وتجتث البعث وتنهي الدولة الهشة …الخ من أخطاء على هامش تحريرها للعرق من صدام هل كانت هذه الصفقة الأمريكية الليبية ستتم؟ لا أجد عذرا للسياسة الأمريكية أبدا بل أحاول أن أستقصي الأمر من كافة جوانبه..تحتاج أمريكا الآن في أولوياتها أن تخوض معركتها في العراق وضد النووي في إيران وضد السلطة في سوريا إلى تحييد القذافي أو الاستفادة من هذه الصفقة بتعويض السوق النفطية الأمريكية وعلاقة ذلك بارتفاع أسعار النفط في العالم الغربي..كلها أسباب تضاف إلى التيار أسباب التيار النفطي الرامسفيلدي؟ أين ما يجري الآن من تصريحات كوندليسا رايس قبل أشهر أن الخطأ التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة هي في دعمها للنظم الاستبدادية وإن هذه السياسية ستتغير ولن يتم العودة إليها !! لم تقدم السياسة الأمريكية أي تبرير مقنع لعودة هذه العلاقات سوى أنها عفوا منكم ـ خوزقة المعارضة الليبية والتيار المناصر للدعم الأمريكي لقضية الديمقراطية في العالم العربي وأنا واحد من الذين ـ تخوزقوا ـ جراء هذه الخطوة. هذا في الحد الأخلاقي للسياسة الذي تتطلبه قضية الديمقراطية في العالم العربي من السياسية الغربية عموما والأمريكية خصوصا.. ولكن تعالوا الآن لنر اللوحة من جانبها البراغماتي :
هل تم احتواء النظام الليبي تماما وإننا سنشهد نظاما ليبيا مختلفا كليا عن نظام القمع والحزب الواحد الذي تعيشه ليبيا؟ هل سنشهد أصلاحات جدية في ليبيا الثورية وتتحول إلى دولة طبيعية؟
أم أن الاحتواء تم فقط باحتواء النفط الليبي وتكريس القذافي وعائلته ـ باعتباره ككل الحكام العرب يجهز ولده ليحكم ليبيا من بعده ـ حكاما لليبيا حتى الأبد !!؟ وغير النفط ماذا ستستفيد أمريكا والغرب من هذه الخطوة؟! وعادت لترن بإذني كلمات المستشرق الفرنسي جيل كيبيل في مداخلته أمامنا في معهد آسبن في باريس عندما قال سياسية البرميل النفطي هكذا تتحرك فلا تراهنوا كمعارضات عربية ديمقراطية عليها ويقصد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط..! وهل هذه الصفقة البوشية ـ القذافية هي اعتراف أمريكي بمأزقها في الشرق الأوسط عموما والعراق خصوصا؟
عنزة لو طارت :
هذا مثل عربي شعبي يفيد في حالتنا هذه حتى لو تمت الصفقة الليبية الأمريكية بلا أي تغيير داخلي ليبي على صعيد الحريات العامة والفردية فإننا سنبقى نراقب السياسة الأمريكية ونأمل ألا تعيد الكرة مع السلطة السورية لهذا هي سياسة تدعم الديمقراطية في الشرق الأوسط !! عنزة لو طارت هكذا لم يترك لنا نظام الاستبداد العربي أي خيار سوى التعلق بالوهم !! هل هذا وهم حقا فلننتظر قبل أن نتأكد أن الذي يطير أو طار هو طيرا ما وليس عنزة !!



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم التاريخ
- الديمقراطية والاستبدالية مأزق السلطة والمعارضة
- من ربيع دمشق إلى ربيع طهران قصص وحكايا
- اعتقالات بالجملة والمفرق
- حول مقالة ميشيل كيلو نعوات سورية
- ميشيل كيلو يغيب في السجن بعد أن نعى الوطن
- أعدموه وخلصونا من نقه!!
- إيران النظام العربي إسرائيل
- الغزو اللاثقافي إرهاب المرسل وديمقراطية المتلقي
- الأشقاء في لبنان عضوا على جراحكم
- زيارة وفد الإخوان المسلمين في سورية إلى لبنان: بداية مرحلة أ ...
- السلف وصي على الخلف
- إشكالية الحجاب المرأة المسلمة مغيبة بين جاهزيتين إلى الدكت ...
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير الجزء الرابع والأخير
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 3 من 4
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 2 من 3
- الليبرالية وعاء الفكر الديمقراطي
- الغطرسة مستمرة والاعتقال حكاية وطن
- كلما كثرت الرسائل الصوتية كلما انتظرتنا مصيبة
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 1 من 3


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - أخطاء في العراق صفقة مع ليبيا إنني على خطأ