أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - مدخل لقراءة ديوان العبرة في الحواس للشاعر خلف علي الخلف














المزيد.....

مدخل لقراءة ديوان العبرة في الحواس للشاعر خلف علي الخلف


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 6418 - 2019 / 11 / 24 - 14:38
المحور: الادب والفن
    


تقديم سريع:
شرح ابن المعتز في كتابه (كتاب البديع) فقال، والالتفات هو "انصراف المتكلم عن المخاطبة إلى الإخبار، وعن الإخبار إلى المخاطبة..."، وجعل لك تحت عنوان محاسن الكلام. الحقيقة أن دارسي البلاغة العربية يقولون ببراعة المبدع حين يستخدم سياقات الالتفات في نصه، وهو ما قدمه مجموع النصوص التي قدمها ديوان (العبرة في الحواس) للشاعر السوري الخلف علي الخلف (المختار)، في مجموعة فريدة من نصوص قصيدة النثر، والتي -في ظني، وحسب ذائقتي- أجدها مثالا واضحا من خلاله يمكن للمحافظين والثائرين ضد قصيدة النثر العربية، أن يقتربوا كثيرا من روح قصيدة النثر، وما يمكن أن تقدمه من بلاغة وتفرد، وهنا الإنصاف أيضا أقر بأن أكبر التباس يحدث مع قصيدة النثر هو أزمة التلقي، وأكرر بأن هذا الديوان، ومثله كتابات الشاعر منتصر عبد الموجود من مصر، وغيرهما (الخلف ومنتصر) نموذج هام للتسويق لجماليات قصيدة النثر بعيدا عن السخافات النقدية المدرسية العقيمة البالية، وهو ما أوضحته سوزان برنار، ولم ينتبه له مهاجمو قصيدة النثر، حين أوضحت أن هناك نصين متمايزين ومتماسين هما النثر الشعري وقصيدة النثر، وهما مجالان شعريان مختلفان، يسبق فيه النثر الشعري زمانيا، وتسبق فيه قصيدة النثر جماليا.

مفتتح الديوان، وتصديراته:
يفتتح الشاعر الخلف علي الخلف، ديوانه متكئا على نص من نصوص نشيد الإنشاد؛ (قامتك هذه شبيهة بالنخل وثدياك بالعناقيد... [•••] أنا لحبيبي وإلى اشتياقه)، وما أن تفتح روحك وحواسك مع (العبرة في الحواس) حتى تكتشف سر هذا التصدير، والذي يتكرر الاتكاء عليه من سفر الإنشاد قبل نصوص تالية في صدر الديوان، إذ عبر النص الأول المهدى إلى صديق الشاعر صخر حاج حسين، نكتشف سر هذا التصدير، وكأنه يريد الشاعر أن نبدأ في رسم صورنا الذهنية عن معنى مثل الذي تثيره مفردة (اللذة)، متنقلا ما بين الخطاب، والتقرير، ومعتمدا على بلاغة التفات، يجدها القاريء للديوان واحد من أعصاب هذا الديوان، بل قل عمودا فقريا في جل نصوص الديوان.

في متن الديوان:
ينتقل بنا الشاعر عبر مائة نص (وربما أقل أو أكثر)، حاملا لنا تجربته الحياتية خلال سنوات كتابة الديوان كما يتضح في تذييل التأريخ في القصائد، وكما قلت فإن الديوان عصبه الالتفات الذي نكتشفه من خلال غلبة الضمائر المستخدمة عبر النصوص، والانتقال بين صيغ الأفعال من الأمر إلى الماضي وتكرار ذلك عبر مختلف النصوص، ولا ينسى الصيغة المضارعة التي نجدها كثيرا، لتحمل التفاتا آخر عبر التنقل بين صيغ الخطاب، والتقرير، والتساؤل أحيانا. (، تدريبات شاقة ومؤبدة ٩٢، وتدريب مستمر على ارتكاب الخطأ ص ٩٨ نموذجا) وتأتي مجموعة قصائد تدريبات مملة لتعتاد الحواس الصبر والتي تبدأ ص ٨٩ .
لا أقول أن الشاعر جازف باستخدامه الضمائر عبر نصوص ديوانه، إذ يظل طوال النصوص في حبك لعبة نفسية يبدو أنه يعرف نتيجتها، والمحسومة له في نهاية الأمر، حين نجد أنفسنا تورطنا، ليس عبر الصور الذهنية المتلاحقة، ولا عبر كثافة النص، إنما عبر فيوض من المشاعر الثقيلة، التي لا تسمح لك بغير التورط كرد فعل مباشر للقراءة. سامحك الله يا رجل.

كل هذا الانكسار:
خلال القراءة تظهر صورة هذا البطل التراجيدي المنكسر عبر نصوص كثيرة تصرح بهذا الانكسار دون أن تفقد جمالها الشعري، وعبر المواربة والإشارة أحيانا، راسما لنا أسبابه المنطقية في هذا العالم الذي صار الحب فيه واحدة من أكبر صعوبات الإنسان المعاصر في زمن سيطرت فيه الأنانية والمصلحة الفردية عنوانا واضحا، يمكن فيه أن يتم التضحية بالحب نفسه في سبيل التحقق من وجود الذات، حتى أنه يقسم أنه سيبحث عن قبر المرأة التي أحب، وحين يجده، سيبول عليه... الرجل تخلص حتى من الشوق:
(لم يطلب الشوق من أحد
ولم يتذكره أحد
مضى مثل ظل)
فهو يعترف بأنه غادر المرأة التي أحب للأبد (رجل مبكر قبل رحيل طويل ص ٨٥). وذلك على الرغم من تقديمه محاولة بسيطة لشرح مفهوم الحب (ص ٧٧).
تظل تملأ صورة هذا البطل تفاصيل الديوان، دون أن تترك لنا فرصة لالتقاط الأنفاس، ليحولنا إلى حالة من التلبس المتعمد، فنضبط أنفسنا تحت سيطرة هذه المشاعر وتلك الخيبات في الحياة عبر الوطن والخبيبة.
لا أريد الحديث أكثر، فظني أن قصيدة النثر، قصيدة مقروءة لا محكية، وما دمت هنا أكتب بشكل ما عن ذائقتي الشخصية، وليس من خلال أحكام النقد، لذلك فأنصح بشدة بقراءة هذا الديوان في لحظات المساء وإلى خلفك موسيقى هادئة تتلاحم مع عزف الخلف عبر نصوص الديوان.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال لأبي.
- لا تكن إسفنجة!!
- نص عن الحب لأجل حبيبتي
- حمالة الصدر
- أنا وأنتِ
- تحرر
- إعادة تدوير
- وائل غنيم، عرابي العائد من المنفى.
- تحقيق فيدرالي
- رسالة إلى أميمة
- رسالة إلى إيمان.
- جارة الولي
- أحبك... أنت طالق (لماذا يا لمياء وياسر؟! لكني أتفهم جيدًا)
- أنت نائمة؟
- الرجل المحظوظ الملعون
- من يحملُ الآن عني؟
- عضو ذكري جديد
- رسائل المشترى
- رسائل المشترى: الرسالة الثانية
- رسائل المشترى: الرسالة الأولى


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - مدخل لقراءة ديوان العبرة في الحواس للشاعر خلف علي الخلف