أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد عيسى - المجالات الهوياتية: الشباب يعيد تعريف المُشتَرَكات














المزيد.....

المجالات الهوياتية: الشباب يعيد تعريف المُشتَرَكات


سعيد عيسى
كاتب - باحث

(Said Issa)


الحوار المتمدن-العدد: 6411 - 2019 / 11 / 17 - 16:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تتعرّض ثوابت الهويّات في العالم كافة للزعزعة، والتفكّك، بفعل التأثيرات المعولمة، التي تذيب الفرد وخصوصياته، وتؤدي إلى انبثاق هويّات كان حتى الأمس القريب يُعتقد أنّها قد تلاشت، وتحوّل خطاب الخصوصيّة الثقافيّة، والهويّة، مدخلا أيديولوجيا تحتمي به الجماعات المهمّشة، لتحصين نفسها والدّفاع عن مصالحها، في مواجهة الآخر، وفي احايين كثيرة وسيلة تدافع بها عن ذواتها، خوفًا من التغيير، الذي قد يصيبها، وهي دَرَجَت على ما اعتادت عليه، عائشة ضمن مَعزِلها، راضية به وراضٍ هو بها.

أتاحت الانتفاضة اللبنانيّة، لجموع وافرة من اللبنانيين، التعبير عن خروج عام - وإن يكن متباطئا – من الهويّات الفرعية، الطّائفية، والمذهبيّة، والمناطقيّة، مترادفًا مع الخروج من الهويّات الإيديولوجيّة، ذات الطابع القوميّ، أو العروبي، نحو الهويّات الوطنيّة، في كسر للمعازل، التي تحكّمت طويلا في البنى المجتمعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة للجماعات اللبنانيّة؛ والخروج هذا، وإن كانت دوافعه موجودة، وكامنة، لكن محفّزاته وظروفه، لم تكن بعد متوافرة، وإن كانت تباشيره تلوح، بين فينة وأخرى، او حدث وآخر.

نجحت الهويّات المؤدلجة حينا، والمتمذهبة أحيانًا أخرى، لحقبات زمنيّة واسعة، من احتلال مساحات واسعة في وعي اللبنانيين، فاستطاعت تفكيك مساحة المُشترَكات، وشظّت الهوية الوطنيّة، ومعها الدّولة كمؤسّسة جامعة، وبنتها وفق منطقها، مستعينة بالمصالح الدوليّة، وتجاذباتها، وصراعاتها، موظّفة بكثافة عالية، المعطيات الدينيّة، والثقافيّة، والإيديولوجيّة، ومنطق الأقليّات، وخوفها من الآخر، لكنّها، رغم ذلك، لم تستطِع أن تقفز فوق بنية المصالح الاقتصاديّة للجماعات، الذي بقي مُشتَرَكًا أساسيًّا وحاكمًا لكلّ تلك الهويّات، في ظلّ تسيّد جيل من الشباب للاجتماع اللبنانيّ، منفضّ عن الهويّات الكلاسيكيّة، المتناقضة، والمتناحرة، ولديه هويته الخاصّة المتعدّية لكلّ سابق من الهويّات.

لن تقوَ الهويّات الجاهدة على إبقاء لبنان، على ما هو عليه، أو تلك السّاعية للتغيير عبر أدوات لم تألُ جهدا على اعتبارها صالحة لكلّ زمان ومكان، ويجب ان تعترف بضعف واضمحلال قدرتها على استيعاب جيل جديد من الشباب، وعيه متشكّل، ويتشكّل، على غير ما دَرَجت عليه الهويّات التي سبق ذكرها، السّاعية لضبطه، والسّاعي هو لنقضها، فنفيها؛ الوقت قد حان، للاعتراف بالشباب كقوّة تغيير لعالمه، الذي يراه على هيئته، وشكله، ومثاله، حان وقت استراحة الإيديولوجيّات، الزمن الآن للعقل الرّقميّ.



#سعيد_عيسى (هاشتاغ)       Said_Issa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب المنتفض : موقوفون بين الليبيراليّة والراديكاليّة.. وب ...
- انتفاضة الشباب اللبناني: لغة مغايرة وقطيعة إيديولوجيّة مع ال ...
- أبعد من سقوط حكومة في لبنان: سقوط القوى السياسية الحاكمة
- الفقراء يستعيدون وسط مدينة بيروت
- لا حاجة للحوار لدى السّلطة اللبنانيّة: هي تُضمر عكس ما تُبدي
- قراءة أوّليّة للإجراءات الإصلاحية التي أقرها مجلس الوزراء ال ...
- الهاشتاغ بين ضفتين (١)
- النماذج التنمويّة الفاشلة، الدور إذن للشباب
- تعميم مصرف لبنان بخصوص المشتقات النفطية والأدوية والقمح: الخ ...
- قراءة متأنيّة في احتجاجات الشّارع اللبنانيّ
- الدّين العام في لبنان بانتظار غودو!
- هل يتكرر سيناريو التسعينيات في لبنان؟
- المشكلة في النّظام اللبناني وليس بحرّاسه
- النّظام الضريبي اللبنانيّ، خادم أمين لعجز الموازنة
- ملاحظات أوّليّة على -الورقة الماليّة الاقتصاديّة الإنقاذيّة- ...
- ملاحظات أوّليّة على -الورقة الماليّة الاقتصاديّة الإنقاذيّة- ...
- لبنان اليوم، مجتمع الأعمال ومجتمع السياسة والأعمال
- لعنة الاستيراد


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد عيسى - المجالات الهوياتية: الشباب يعيد تعريف المُشتَرَكات