أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعيد عيسى - قراءة متأنيّة في احتجاجات الشّارع اللبنانيّ














المزيد.....

قراءة متأنيّة في احتجاجات الشّارع اللبنانيّ


سعيد عيسى
كاتب - باحث

(Said Issa)


الحوار المتمدن-العدد: 6366 - 2019 / 10 / 1 - 00:06
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ما حصل البارحة في العاصمة بيروت، وفي مناطق متفرّقة من لبنان، مؤشّر واضح على حجم الانحدار الانحدار السياسيّ، والاجتماعيّ، والاقتصادي، الذي أوصلت إليه السلطة السياسيّة الناس في لبنان، بغضّ النّظر عن حجم المشاركين في الاحتجاجات، واحتساب اعدادهم، أو ميولهم الطائفية، أو السياسيّة، أو العقائديّة، ليبراليين كانوا أم محافظين، فسواء قلّوا أو كثروا احتجاجا، فلن يغيّر هذا من أنّ الهلع والخوف بات مسيطر ومتحكّم حتى عند أولئك الذين لم يقفوا يوما على زاوية شارع يتفرّجون على ما يحدث.

البحث عمّن حرّض للنّزول إلى الشارع، ومن يقف وراءه، وعن الغاية السياسيّة منه لن يفيد شيئا، ولن يزيل الأحمال التي باتت ثقيلة على النّاس، وحتى لو اخذنا بفرضيّة طرف ما يقف خلف كلّ ذلك، او عدّة أطراف، فهذا لا يعني ان الوضع ممتاز، والمتربّصين يسعون لتشويهه، بل هذا يعني أنّ الممسكين بالسلطة أكثر من غيرهم، عليهم ان يثبتوا جدارتهم، وتخفيف الاحمال، وصولا إلى إزالتها عن ظهور النّاس، حتى لا يأتي يوم، لا ينفع فيه ندم ولا عويل.

إن سعي السّلطة السياسيّة لإحالة الأزمة على حاكم مصرف لبنان باعتباره مسؤولا عن السياسة الماليّة، لهو مماثل لذرّ الرّماد في العيون، فهو (أي الحاكم) موظّف في النهاية، وإن يكن برتبة أعلى من نظرائه الموظّفين، والمسؤول عن الأوضاع برمّتها هي القوى السياسيّة الحاكمة، قبلَت ذلك أم رفضت، وعليها تقع التّبعات، والمسؤوليّات، حتى لو حاول بعضها التبرّأ من مسؤولياته، ناسبًا تبرّاه إلى حداثة عهده بالحكم، ونسب لغيره المشكلات التي وجدها امامه، فلطالما ارتضى لنفسه المشاركة في الحكم، وتنطّح لدور الريادة فيه، فهو إذن مسؤول بالتّضامن والتّكافل عن الحلّ وإلا فليعلن على الملأ استقالته، وليفسح لغيره المجال للمعالجة.

لا ينفع ذوي السّلطة السياسيّة تحميل وزر الوضع الحاصل لبعضهم البعض، فهذه لن تقدّم في الحلّ شيئا، ولن تؤخّر، فما هو حاصل يقع على مسؤوليّة الجميع، وتهديد بعضهم البعض بالشوارع لن يزيد الوضع إلا سوءا، ولن يكون هذا مهربا، بل مأزقا جديدًا يضيفونه إلى جملة مآزقهم الكثيرة وعندها يكون انفجار الشارع أسوأ بمرّات مما هو عليه اليوم.

بالتأكيد للخارج دور فيما يعتمل في لبنان، ولكن رمي المشكل بكامله عليه فيه من المبالغة الكثير، وهو هروب إلى الأمام، ولكنّه في نهاية الأمر هروب من الحلّ الذي هو داخليّ بامتياز، وكلّ الأدوات اللازمة موجودة، فما على اهل الحلّ والرّبط سوى استخدامها، ولكن قبل ذلك يجب ان يتحلّوا بالرؤية الواضحة لهذا الحلّ، وإلا تصبح الأمور احجية وتجريب، ولا متّسع من الوقت لذلك.

آن الوقت ليُدرك من في الحكم المسؤوليّة التي على عاتقهم، فتكاتفوا، وتضامنوا فيما بينكم على استنباط الحلول، لكن خذوا بعين الاعتبار هذه المرّة، وكلّ مرّة، انّها يجب ألا تكون على حساب النّاس، فاعتبروا قبل أن يدرككم السَيل.



#سعيد_عيسى (هاشتاغ)       Said_Issa#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدّين العام في لبنان بانتظار غودو!
- هل يتكرر سيناريو التسعينيات في لبنان؟
- المشكلة في النّظام اللبناني وليس بحرّاسه
- النّظام الضريبي اللبنانيّ، خادم أمين لعجز الموازنة
- ملاحظات أوّليّة على -الورقة الماليّة الاقتصاديّة الإنقاذيّة- ...
- ملاحظات أوّليّة على -الورقة الماليّة الاقتصاديّة الإنقاذيّة- ...
- لبنان اليوم، مجتمع الأعمال ومجتمع السياسة والأعمال
- لعنة الاستيراد


المزيد.....




- الصواريخ الإيرانية والإسرائيلية تلحق ضربة موجعة بأهم المصانع ...
- التجويع الإسرائيلي يجبر أهل غزة على العودة لمقايضة السلع
- مخاوف من أزمة كهرباء بالأردن بعد توقف حقل لفيتان الإسرائيلي ...
- معهد ستوكهولم يحذر: الترسانات النووية العالمية مرشحة للنمو
- ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية مع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط ...
- مبيعات التجزئة في الصين تنمو بأكثر من المتوقع في مايو
- قفزة تاريخية في سعر الذهب.. ومفاجأة في المشغولات الذهبية مع ...
- بعد آخر ارتفاع.. سعر الذهب اليوم في مصر وعيار 21 يسجل هذه ال ...
- البرلمان الايراني يمنح الثقة لوزير الاقتصاد الجديد
- الضفة الغربية.. اقتصاد في مهب الريح


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعيد عيسى - قراءة متأنيّة في احتجاجات الشّارع اللبنانيّ