أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - الى متى تذهب صرخات دعاة السلام مع الريح؟















المزيد.....

الى متى تذهب صرخات دعاة السلام مع الريح؟


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 6411 - 2019 / 11 / 17 - 16:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تذهب صرخات الداعين الى السلام والفضائل العابقة المضمخة للنفوس والافكار والمشاعر الجميلة ومكارم الاخلاق في بلادنا الملوثة بنتن العنصرية ودوس كرامة الانسان خاصة الفقير بغض النظر عن انتمائه القومي والديني ولغته مع الريح, فمن يتتبع نتائج نشاط السلوك خاصة الرسمي, وتاثيره على الشعبي بناء على ذلك يشعر بالحاجة للعمل, فان كان ضارا يسعى لمنعه وتلافيه والحذر منه ومنع انتشاره وان كان مفيدا وجميلا يسعى لنشره وغرسه والاكثار منه, وعلى سبيل المثال, يصر حكام اسرائيل وباسم الامن على مطالبة الفلسطينيين باذعان مطلق لاهوائهم وما يفعلون في اراضيهم المحتلة خاصة بناء المستوطنات وتوسيعها واقتلاع اشجار الزيتون واقامة الجدار والحواجز واقتحام البيوت بشتى الحجج, وما عليهم الا السمع والطاعة والاذعان والاستسلام لقادة واوامر ونهج وسياسة ابناء شعب الله المختار ومعارضتهم لهم هي بمثابة كفر والحاد وحقوق الانسان الفلسطيني هنا وهناك بالنسبة لهم هي عبارة انشائية جميلة على الورق فقط, ومن الحقائق التي تقدمها لنا تجارب الانسان ان العنصرية في كل زمان ومكان هي مزرعة للرذائل ودوس الحقوق والتنكر لها ورفس الكرامات وبمثابة اعدام للحاسة الخلقية الجميلة لدى الحاكم وجماعته التي ينمي فيها العنصرية واحتقار الاخر وسلبه حقه الاولي في الحياة باحترام وكرامة وراحة بال واستقرار وطمانينة على الغد الجميل وليس كدمية او لعبة بلا مشاعر واحلام جميلة بناءة, والعنصرية هي مقوض للقيم الانسانية الجميلة البناءة وبالتالي فهي مقوض للاخلاق الجميلة الموطدة للوشائج الانسانية الاجمل وللتقارب بين بني البشر, وبناء على الواقع فقد هيأت الظروف للمجتمع الاسرائيلي اليهودي ان تهيمن على اعماله ومشاعره وسلوكياته وممارساته رذيلة العنصرية والاستهتار بالحياة والكرامة للانسان خاصة الرازح تحت الاحتلال والمعاني من العنصرية وسياستها ونهجها وبرامجها ونتائج ذلك التي يتحدث عنها الواقع والمجسدة بالمصادرة للارض والحقوق والكرامة وراحة البال, هنا وهناك, وهنا كذلك بشح الميزانيات, يهتمون بالعسكرة وبالتالي حرمان المجتمع من حق الحياة الاولي للعيش باحترام وكرامة وليس صدفة يوصفون غرف وصفوف المدارس بعلب السردين, بينما لو عمل الشعب لكي تهيمن على المجتمع اعمال الفضيلة وتوطيد الوشائج وقيم السلام والمحبة والاممية ونبذ الاحتلال والعمل على تحويل الانسان من ثكنة عسكرية الى حديقة عابقة ومن مستنقع للرذائل والاستعلاء والسموم العنصرية الى جنائن فيها الورود وبرك السباحة وكل ضمانات الرفاه والمحبة والسعادة والطمانينة والعطاء الجميل سياسيا وادبيا وفنيا وسلوكيا تكون النتائج اجمل, ورد الفعل المنطقي والواقعي والمطلوب على الطغيان هو رفضه ونبذه ومقاومته وحشد اكبر عدد ممكن من ضحاياه لمقاومته وظلمه الاشنع والابشع والافظع ولما كان غرض العنصري سيئا وضارا وشريرا فكل ما يصدر عنه لا بد ان يكون كذلك , فهو لا يفكر الا بالسوء والشر والمضر فلا يفعل الا السوء والمضر والشر والمدمر والمشوه للنفس الانسانية ومشاعرها, والذي ينشد دائما عمل الخير وينفذ عمل الصالحات وينبذ الشر ويبعد عنه ويعاقب من ينفذه فتكون النتائج جيدة ومفيدة ومشرقة بالمحبة وثمارها الطيبة عندما تكون جميلة وصادقة للسلام وحسن الجوار وللورود وليست للعنصرية والبارود والهدم والقتل واقتراف الجرائم في شتى المجالات, وكما ان مخالفات قوانين وتعاليم وضوابط السير تؤدي الى الاضرار والموت فان مخالفة والتنكر لضوابط ومتطلبات وشروط السلام العادل والشامل والراسخ والمثمر الطيب والجميل تاتيان بالحروب والموت والدمار والهدم والاحقاد والتوتر والضحايا, ومنع حوادث الطرق القاتلة يكون بالتحلي بالوعي والمسؤولية وقدسية حياة الانسان وحسن التصرف والمبالاة بحياة الاخرين وهكذا منع الحروب والخلافات يكون بالتحلي باحترام الحياة جميلة وسعيدة ومفعمة بالطيوب والرفاهية, فعلى سبيل المثال هناك وزارة الثقافة, فما المقصود من كلمة ثقافة, اليس الجهود والنشاطات والمواضيع والاعمال التي يبذلها الانسان لتحسين الانسان ذاته وبالتالي البيئة من حوله ليكون جميل العطاء دائما, وكيف سيكون الانسان الانسان كذلك ووزارة الثقافة, هنا عنصرية بكل معنى الكلمة, وفي عصر غزو الفضاء وانشطار الذرة والهاتف والجوال والانترنيت تعمل الحكومة على تقليص مليار شاقل من ميزانية التعليم وبالطبع تحويلها الى شراء وسائل القتل والدمار ولترسيخ الاحتلال وكل جرائمه على كافة الاصعدة, فللانسان بغض النظر عن دينه ولغته وقوميته وموقعه الاجتماعي حاسة خلقية, فما الذي يحميها ويعمقها ويجملها ويضمن لها الفوز على نقائضها البشعة الهدامة والفتاكة؟ ومن الذي يدمرها ويعدمها عنوة, وهل اقوال نتن ياهو وليبرمان ونفتالي بينت وموشيه كحلون وغيرهم تساهم ليس في نشر وترسيخ جمالية الفضائل الانسانية وفوائدها وانما في تدميرها وتشويهها فالعنف والعربدة واللصوصية والعنصرية والقمع والاضطهاد والطغيان وليس طغيان الحاكم وحسب وانما المجتمع والعادات والتقاليد ونوعية التربية, كل ذلك يشوه ويلوث ويلطخ الضمائر والمشاعر والافكار والنهج والبرامج والاهداف, خاصة على ضوء السلوك والتصريحات والممارسات على الارض والاستعداد للحروب حتى ضد ايران, ويفكرون باعداد الجيش لذلك, ومن يتوقع الخير والصالحات من ذلك كمن يتوقع قطف الشهد من لعاب الثعابين, وعندما تهيمن فضائل المحبة على سبيل المثال, مع قيم التعايش المشترك ويسعى المسؤولين لتعميقها فتنتشران بين افراد المجتمع من العائلة حتى الشعب بشكل عام, فتكون النتائج بالطبع اجمل وافيد وموطدة للعلاقات بين الناس, ولكن عندما تهيمن نزعة الانسانية العنصرية والاستغلال والاضطهاد والاستعلاء والحروب, والاحتقار للاخر خاصة بسبب قوميته ودينه تكون النتائج مدمرة, ففي اللد على سبيل المثال يرفضون السكن مع عرب وليبرمان دعا الى طردهم, وعندما على سبيل المثال تترقرق وتتغلغل الحياة والورع والمحبة والجمالية في الضمائر خاصة عند المسؤولين لا شك ان الاعمال تكون مفيدة وجميلة, ولكن عندما يخلد جمال الضمير والمشاعر والافكار الى السكون فانه يموت وبالتالي تكون الاعمال الهدامة, كهدم البيوت ومصادرة الارض والسلام والطمانينة ومكان العمل والعلم بحجج واهية خاصة الامنية وعندما يعلو صوت الشر والسوء والقتل والحرب والنهب والسلب في المسؤول فانه بذلك يقمع صوت الخير والمحبة والجمال والحق الاولي للانسان في العيش باحترام وفي العمل والعلم في كنف السلام الدافئ, وكيف سينمو الضمير الحي الجميل في مجتمع يفاخر بالعنصرية والحقد والحرب والاحتلال الذي هو مزرعة للرذائل والجرائم والفساد خاصة, للضمير الحي عندما تصيبه البطالة وتصيب الطبيعة الانسانية الجميلة, تكون النتائج السيئة فالناس يتصرفون غالبا وفق التعاليم السائدة في المجتمع, فمجتمع الانسانية يتصرف باحتقار لضحاياه, وكيف سيكون دخل الفرد من الفضائل ومكارم الاخلاق واحترام الانسان وصدق اللسان عاليا في مجتمع قائم على الطغيان والعنصرية والعنف تجاه الاخرين فهل يجتمع الماء واللهب في اناء واحد, فهكذا الفضائل والطغيان والعنصرية وحب الذات, ولمواجهة ذلك ليس للجماهير الا تقوية صوت دوف حنين ورفاقه ورفيقاته ونبذ وكبت صوت نتنياهو وزمرته.



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واجب الساعة وقف قرع طبول الحرب والاستيطان
- احب قريتي
- عانقت الرئيس الخالد ياسر عرفات في تونس
- وطني صافح الشمس والنجوم والقمر
- بي ظما الى المباهج
- عرس العودة
- الرد الفلسطيني على اضراب الاسرى هدية انهاء التشرذم
- ​السلام يناديكم فاستجيبوا للنداء
- ​الموت هو العدو والصديق للانسان
- جريدة الاتجاد يا نكهة التين
- ​الكلمة الطيبة كالشجرة لا تثمر الا الطيبات من الاعمال
- يا ايها الطغاة اخرجوا من المستنقع
- نسعى الى السلام
- الى متى يتعاملان مع العالم كانه وجد لخدمتهما؟
- مجزرة كفر قاسم دليل لا يدحض على وحشية الحكم
- ارفض املاءاتكم
- التلميذ يسير على خطى معلمه رغم فاشيته
- وجود تمثال ضحايا هيروشيما دليل على مدى اهمية السلام
- وينك يا جار شرفنا عالصبحية!
- سال الملاك الوحدة لماذا تبكين فقالت لقد طردني الفلسطيني


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - الى متى تذهب صرخات دعاة السلام مع الريح؟