أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - المضحك المبكي ..















المزيد.....

المضحك المبكي ..


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1555 - 2006 / 5 / 19 - 11:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المضحك المبكي أن مصر هي التعريف العملي للعلمانية ورغم ذلك نجد بعض المصريين يعتبرون أن العلمانية هي نوع من السبة يتم وصم أي كاتب ليبرالي مصري بها..رغم أن الدين في مصر هو في الحقيقة اختيار فردي والقوانين فيها هي قوانين مدنية مشتقة اساسا من القانون المدني الفرنسي .. الا فيما يخص الأحوال الشخصية ..
بها قضاء مدني .. ونظام حكم رغم كل عيوبه نظام مدني .. يفصل بين الدين والدولة .. وهو نظام سيتحول تلقائيا مهما قاوم الي نظام مدني كامل مثل أي دولة أوروبية ..لأن هذا هو التقدم الحقيقي ..
لاالأزهر ولاالمفتي ولا البابا شنودة .. يستطيع أن يفرض أي أمر دنيوي خارج القانون المدني ومن ضمنه قانون الأحوال الشخصية .. وحرية العقيدة يمارسها المصريون رغم أنف الجميع منذ عشرات السنين .. فمصر بها كل أنواع المذاهب الاسلامية وكل أنواع المذاهب المسيحية .. ولا يحتاج أصحاب أي مذهب أو طريقة صوفية مثلا تصريحا من شيخ الأزهر لممارسة شعائر مذهبه .. أو عدم ممارسة شعائر أي دين حتي لو كانت خانة البطاقة تقول أن هذا الشخص مسلم أو مسيحي .. المصريون في الحقيقة يعتبرون هذه الخانة خاصة فقط بقوانين الزواج والوراثة ..
العلمانية لا تحتاج أن يكون لها خانة في البطاقة لأنها ليست دينا أو عقيدة .. ولا تعادي اي دين أو عقيدة .. والأهم أنها واقع ..
مصر .. كمجتمع ونظام هي دولة علمانية حتي النخاع .. الدين فيها هو دين .. والدولة فيها هي دولة .. والإنسان فيها حر في اختياراته .. يستطيع أن يذهب الي المسجد بحرية ... لا أحد يستطيع أن يجبره ولا أحد يمنعه .. ويستطيع أن يتبرك بمساجد أولياء الله ويتمسح في جدرانها .. لا يستطيع أحد أن يمنعه .. ويستطيع أيضا أن يشرب الشيشة ويلعب القهوة بجوار مسجد الحسين والميكروفون يعلن إقامة الصلاة حاضرة .. لا يستطيع أحد أن يجبره عن التوقف ..
المجتمع المصري ومنذ عشرات السنين بل ومئات السنين هو مجتمع علماني بالسليقة والفطرة دون أن يتعب نفسه في تعريفها.. في الريف والحضر ... يمارس بتلقائية الاختلاط بين الجنسين والمرأة فيه سافرة في القرية قبل المدينة .. ويمارس بتلقائية شديدة الحرية الدينية قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقبل الدستور .. موسي نبي ... عيسي نبي .. محمد نبي .. وكل من له نبي يصلي عليه ..
تجد في كل قرية أو مدينة مسجدا وكنيسة وقهوة .. من يريد أن يذهب الي أي منهم .. لا يستطيع أحد منعه .. في اي وقت .. الحرية متروكة للإنسان المصري بتلقائية شديدة .. اين يحب أن يتواجد ..
في مصر .. كانت دائما هناك الموالد الشعبية لمن يعتبرهم الشعب المصري أولياء الله الصالحين .. مسلمين كانوا هؤلاء الأولياء أو مسيحيين .. وفي هذه الموالد .. كان وسيظل المصريون يمارسون الحرية الكاملة .. يصلون ويرقصون ويلعبون الثلاث ورقات .. تمتزج في هذه الموالد أصوات الأدعية الدينية والصلوات .. واصوات الموسيقي والغناء والرقص .. هل هناك حرية دينية وفصل بين الدين والدنيا أكثر من ذلك ... في نفس المكان ونفس المناسبة .. التي قد تكون مناسبة دينية او سياسية ..
الشعب المصري كله تقريبا .. يحتفل بالمولد النبوي ويحتفل بالكريسماس .. ورأس السنة الميلادية الجديدة .. يحتفل بشم النسيم وهو احتفال فرعوني .. ويحتفل بعيد الغطاس وخاصة في الريف .. مسلمين ومسيحيين ..
المضحك المبكي .. أن الشعب المصري في الواقع هو شعب علماني حتي النخاع .. ثم نجد من يعتبر العلمانية سبة ..
والمضحك المبكي أنه كلما كتب أي منا في السياسة والثقافة مطالبا بالحرية وإعمال العقل وتأكيد حقوق الانسان تكالبت عليه جوقة من نصبوا انفسهم متحدثين رسميين باسم الله دون وجه حق متهمين إياه اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان ومشككين في دينه ووطنيته رغم أن ما يكتبه ليس له علاقة إطلاقا بأي أصل من أصول الاسلام ولم يحلل فيه حراما ولم يحرم فيه حلالا .. ولكن ما يكتبه قد يمس من قريب أو بعيد مفهوم البعض منا للدين وعلاقته بالسياسة رغم أن هذا المفهوم ليس بالضرورة هو صحيح الدين .. ..
وكل هذا يحدث نتيجة لحالة غريبة تفشت في مجتمعاتنا منذ عقدين أو ثلاثة .. ولم تكن أبدا موجودة في مصر .. أصبحنا نضع فيها يافطة الاسلام عل كل شيء ..علي المستوطفات الطبية ومحلات الجزارة بل وبعض المنتجات بعينها ,وشركات توظيف الاموال والبنوك وقنوات التليفزيون وبرامجه والأهم الكتب والمجلات والمقالات وشرائط الكاسيت .. لنكسب قلوب العامة الذين يحبون الله والاسلام والرسول .. وهذه الظاهرة هي في الحقيقة لا تسعي لنصرة الاسلام كما يحاول البعض الإيحاء ولكنها في الأساس طمعا في الدنيا ومكاسبها .. وهي ظاهرة مستوردة حديثا ..فهذه اليافطة تمنع الانسان العادي من التساؤل عن جودة المنتج والخدمة وهل التعامل المصرفي سليم اقتصاديا أم لا وهل الكتاب او المجله او المقال يحتوي فكرا حقيقيا أم مجرد رص لآيات قرآنية وبعض الاحاديث يستطيع اي طفل في العاشرة من عمره ان يأتي بها من علي الشبكات الاسلامية المنتشرة علي الانترنت أو أي مسلم مهما كانت درجة ثقافته أن يأتي بها من الذاكرة..
والمفاجأة لهم جميعا ..لكل من نصبوا أنفسهم امتحدثين رسميين باسم الله واسم الإسلام ... أنهم هم من يريدون أن يضعوا قيدا من حديد علي عقول البشر باسم الدين والثوابت .. وهم فعلا من يؤخرون نهضة هذه الأمة .. وهم من يصبون في النهايه في مصلحة الاستعمار والصهيونية ..الحجة الثانية لتكميم افواهنا ومنعنا من التفكير للخروج من نفق التخلف المزمن وهم لا يفقهون أن المشروع الذي ننادي به هو الامل الوحيد للخروج من الهيمنة الاجنبية الي الابد ..لأن المشروع الذي ننادي به هو السبيل للأستقلال الحقيقي ..الاستقلال الاقتصادي والحضاري .

أما الشيء المضحك المبكي في نفس الوقت فهو اتهام كل من يحاول الدعوة الي الدولة المدنية والي الديمقراطية أنه مؤيد لامريكا واحتلالها للعراق وتأييدها لأسرائيل وهي فريه ومحاولة ساذجة يلجأ اليها كل من لا يملك الحجة .. لا يا سادة ليست هذه الحقيقة .. معظمنا إن لم يكن كلنا ليس مؤيدا لاحتلال أمريكا للعراق وهو معارض لتأييد أمريكا علي طول الخط لإسرائيل .. وهو يدعو الي حل القضية الفلسطينية حلا عادلا ونهائيا يحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه العادلة وأهمها حقه في دولته المستقلة القابلة للحياة والازدهار .. اعتمادا علي القرارات الدولية و المبادرات العربية .. ولكننا في نفس الوقت ضد أن تملأ جثث العراقيين الغلابة المقابر الجماعية و ضد أن يتحولوا الي أشلاء بالسيارات المفخخة كما يحدث كل يوم والمصداقية هي أن ندين جميع أنواع الارهاب وخاصة الارهاب الذي تستغله اسرائيل حجة لممارسة أرهابها علينا .. مقاومة حنود الاحتلال هو حق مشروع في كل القوانين الدولية والشرائع السماوية ولا تستطيع حتي أمريكا نفسها إدانته ولكن المقاومة هي لجنود الاحتلال وليس قتل الغلابة من المدنيين وليس قطع رؤوسهم وليس الاعتداء علي وخطف وقتل عمال الإغاثة الدولية والدبلوماسيين وليس قتل الشرطة العراقية المنوط بهم حفظ الأمن وليس بخطف الصحفيين وقتلهم وليس بقتل المدنيين في أي مكان ..
في العراق أو أفغانستان .. في اسرائيل أو غزة .. في السعودية في الرياض أو مصر في طابا ودهب وشرم الشيخ .. قتل المدنيين هو ارهاب سواء حدث في نيويورك أو مصر .. في بغداد أو تل أبيب .. فهل نعي ما هو الحلال والحرام وما هي المقاومة المشروعة وكيف تكون .. هل نعي ما هي الديمقراطية والليبرالية .. وما هو الدين .. وما هي الدولة .. الفرق بين البشر .. وبين الله .. بين الاسلام وبين من يدعون بدون وجه حق أنهم الممثلين له والمتحدثين الرسميين ..
أما المضحك المبكي فعلا فهو اعتبار العلمانية تهمة وخاصة في مصر .. رغم أن مصر هي دولة علمانية حتي النخاع ..
لنا الله



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يوجد في مصر أهل ذمة ؟ أو في أي مكان آخر !!
- الدين والسياسة والعقد الأجتماعي - 2
- لماذا لا يتحالف الإخوان مع إيران وطز في مصر ؟!!!
- هل يحق لجماعة الإخوان معارضة الرئيس ؟
- هل هناك حل آخر؟!! ..
- إرث قابيل
- هل هناك أي أمل ؟
- فتاوي القهاوي وضررها البالغ ..
- سؤال مشروع .. من الذي يثير الفتنة؟
- بدون تعليق
- قراءة مختلفة لاجتياح سجن أريحا
- أين مصر من الإخوان و أين الأقباط ؟
- صائد العملاء ووهم الحرب علي الاسلام
- كم نحتاجك أبا ذر هذه الأيام ..
- ثقافة القطيع و الرسوم الكاريكاتيرية
- مقال احتجاجي حنجوري
- ثقافة الكيل بمكيالين !!!
- ثقافة العبيد وشعوب لا تستحق الحياة..
- حقوق المواطنة ..كلمة للاستهلاك المحلي
- عزرائيل ... ألا من نهاية


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - المضحك المبكي ..