أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - أنا سوري ويانيالي :














المزيد.....

أنا سوري ويانيالي :


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 6336 - 2019 / 8 / 30 - 02:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنا سوري ويانيالي:ــ
هللنا لباب التواصل الاجتماعي وهرعنا نحوه ، لأننا عطشى للتعبير بحرية، لأننا لانعرف بعضنا، فوجدنا في هذه " الهبة التكنولوجية " هدية كبيرة ، وبدلاً من أن نتخذ منها باباً للمعرفة والتطور، باباً للتواصل بين أبناء البلد المشرذم والمحروم من الكلمة الصادقة منذ عقود خمسة ونيف، أن نفتح نوافذنا تجاه بعضنا ليعرف ابن الجزيرة ابن حوران وابن حلب يتعرف على ابن حمص وهكذا...
لكنني فوجئت وأفاجأ كل يوم بأن هذه الأبواب تحولت لمضافات لتبادل التهاني والتعازي، وتبادل المديح أو الذم والشتم والردح، يختلط فيها الغث بالثمين، ويتبارى البعض في مدح أصوله ومنطقته...ويفاخر بعشيرته ويتعصب لها كما يتعصب لمذهبه وهذا الأخير أشد وأبشع أنواع التعصب المَرضي الذي يفتك بمجتمعنا ويشكل خطورة عليه بالقدر نفسه لما يشكله الاستبداد السلطوي.
ناهيك عن التناحر العرقي والاثني، بين كرد وعرب وسريان وأكراد ، وأرمن وشركس !
وعندما يتصور البعض أنه وطني سوري لاغبار عليه، تجده يلعن الكون برمته ولا يسمح لأحد أن ينتقد أي سوري مهما كان ، ولا يرى في بشاعة السوري وتصرفاته وأمراضه الاجتماعية مايدعو للخوف ويبحث له عن تبريرات!، أي أنه أيضا يتعصب لسوريته بشكل أكثر مرضية من التعصب العرقي أو المذهبي.
هذه الأوبئة الاجتماعية الفتاكة كلها ناتجة عن ضعف في الوعي أولاَ وفي الانتماء الوطني السليم ثانياً، كما في المحاكمة العقلية والمنطقية ثالثاً
وكي لا أظلم فقط أطلب لمن لديه مستوى ثقافي محترم أن يجول ويتحدث لمجموعة من الشباب والفتيات السوريين سواء تواجد في الغربة أم في الوطن ويتحاور معهم، وأولهم من حملة الشهادات الجامعية، فسيجد أن الغالبية العظمى ــ وقد تصل النسبة المئوية لدرجة مخيفة ــ أميون في الثقافة والقراءة خارج مناهج المدارس والجامعات، فقد حرصوا فقط على حمل لقب "دكتور، مهندس، ومحام ...الخ" وهذا بالنسبة له قمة النجاح ...يفتح أمامه أبواب العمل وبناء أسرة ومستوى "اجتماعي مرموق "! ...حسب المقاييس المجتمعية القائمة على معايير نجاح مغلوط...والفتيات لايهمهن سوى من يوفر لهن بيتاً مريحاً ، ويؤمن لهن الرفاهية المادية ، وحتى الحب بالنسبة لهن مجرد وسيلة اصطياد للأفضل ،
الشكل قبل الجوهر...لأن الجوهر فارغ المحتوى عند الطرفين الشاب والفتاة....
وندرة من يخرج عن هذه المقاييس، وإجمالا فإن نجاحات الناجحين المثقفين فعلا ...تتركز عليهم شخصياً وعلى أعمالهم التي برزت بعد الثورة ...وإن بحثنا جيداً نجد أن معظمهم درس في الخارج أو ينتمي لأسرة مثقفة أو سياسية .
لا أحد يرى ماينتظر مجتمعنا فوق كل ماعاشه ورآه وما سيأتي وهو الأشد مرارة، أجيال من الأميين، ملايين بلا مدرسة، بلا معيل، بلا أسرة حقيقية، بلا حماية مجتمعية ــ قانونية خراب ودمار مادي وعلمي وثقافي وتردي في العلاقات الاجتماعية ، التي تغيرت بفعل سخط ثمانية أعوام من الحرب المدمرة للروح والجسد والبيت والمدرسة والمشفى، وعلاقات الجيرة والمحبة والتلاقي والتفاهم والتواصل القائم على المشاعر الوطنية والإنسانية ، مجتمع هش بلا ضوابط ، بلا روابط ...بلا دولة وبالتالي بلا وطن.
فهل سنظل نتواصل للتسلية والترفيه ، أو للبكاء والحنين؟ أم سنفتح قلوبنا وعقولنا وعيوننا ونجد مخرجاً ، نشكل نادياً ــ على أقل تقدير لتبادل الرأي في مواضيع حساسة تتطلب دراسات واعية تفيد المتداخل والكاتب والقاريء.
إنها صرخة صادقة من الأعماق أرجو ألا تذهب أدراج الرياح وكلي استعداد لتلقي آراءكم واقتراحاتكم.
فلورنس غزلان ــ باريس 29/08/2019



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقة العمياءبمشايخ وعلماء السلاطين تودي للهاوية
- غالباً ماتكون المرأة عدوة نفسها
- لن نسمح للفكر المظلم أن يسيطر على مجتمعاتنا
- لعيني ليلى الدمشقية
- بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ضد المرأة
- دمشق ....ومي سكاف
- سُلَم المواطنة:
- التطرف الإسلاموي يهدد حياتنا حتى في أوربا :
- لسيدة النساء - المرأة السورية-
- عنقاء كان اسمها- سوريا-
- متى نتخفف من إرث الضغينة؟
- للمرأة السورية في نهاية هذا العام :
- أين نقف من المرأة؟ وماهو لون غدنا؟
- وطنٌ يدفن :
- الاستفتاء الكردستاني :
- ماذا بعد داعش والأسد؟
- من تداعيات الانتخابات الحرة :
- ننتظر الحسم غداً :
- كش مات، جواب أسئلتي-
- المرأة في يومها العالمي :


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - أنا سوري ويانيالي :