أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - مأوى الثُعبان والزمن الجميل














المزيد.....

مأوى الثُعبان والزمن الجميل


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 6314 - 2019 / 8 / 8 - 02:21
المحور: الادب والفن
    


مأوى الثُعبان والزمن الجميل
حيدر حسين سويري

يتبجح البعض بأن ما فات من زمان على العراقيين أبان حكومة الدكتاتور الهدام كان جميلاً، حتى غدو يدعونهُ بـ(الزمن الجميل)! أما نحنُ فلا نرى فيهِ أية لمسةٍ لجمال، إنما كان زمن قحط وكرب وبلاء، شواهدهُ مازالت واقعاً نعيشهُ ونكتشف منهُ مآسي جُدد.
كنتُ أتصفح الكتب في شارع المتنبي كالعادة، فوقعت عيني على رواية(مأوى الثُعبان) للروائي العراقي(حميد المختار) الذي نال منه(الزمن الجميل) ثمان سنوات قضاها في سجن(أبو غريب)، بسبب قلمهِ ونصرتهِ لشعبه؛ أشتريت الرواية وطفقتِ أخصف أوراقها، فإذا هي تنقل لي جانباً مهماً من مآسي(الزمن القبيح)، نعم... إنهُ أكثر من قبيحٍ ومقرف، بل توصلك الرواية إلى الأشمئزاز منهُ ومن شخصياته التي توارثت القذارة والدنائنة أباً عن جد... فقد بدأ الكاتب روايتهُ بكتابة "بعد هذا البلاء العظيم أي طقوس من الكلمات يمكن أن ترمم الخراب؟ _ سيلفيا بلاث _. وبالفعل هذا ما حصل في الزمن القبيح.
لقد إستطاع الكاتب أن يجعل هذا الأحساس يخترق شعور القارئ، حتى كأن القارئ يستغرب بعض أحداث الرواية وشخصياتها، خصوصاً إذا كان ممن لم يُعاصروا ذلك الزمن القبييح، فـ(طيرو) وأبنهُ(جسام) أبطال الرواية، كانا مثالاً لقذارة الجهاز القمعي(البعث والأجزة الأمنية) وبطشه، فهم يعتدون على كُل مواطن، فلا ينجو جار منهم ولا أقاربَ، حتى أهل بيتهم لم ينجووا من قذارتهم، فهم بلا مبادئ ولا قيم سوى طاعة صنمهم الأعلى وقائدهم الضرورة المُفدى...
أنا لستُ ناقداً أدبياً متخصصاً، لكني أكتب اليوم عن هذه الرواية ومجريات أحداثها، كقارئ أولاً وكاتب قاص ثانياً، ولذلك فأنا أنقل ما أحدثتهُ الرواية معي كقارئ محترف فقط وليس ناقداً، لذلك سوف أنتقل إلى نهاية الرواية وترك متعة القراءة للقراء الكرام.
يختم الكاتب روايتهُ بهذه الكلمات: "لذلك أطلب من قارئ هذه الرواية أن يخفيها بعيداً عن العيون المسعورة لأزلام جسام طيرو المرعوبين وليكن على حذر دائماً، إقرأ الرواية ثم تخلص منها وإلا فأنا غير مسؤول عما يحدث لك إن وجدوها في بيتك... الآن وبعد أن إنتهيت من كتابة آخر سطر أشعر بأنني حر تماما، فقد أزحت ركام الأثقال من على ظهري، ها انا بين أوراقي ودفاتري ماكث في مكمني، صامت، متوجس، أنتظر أمراً ما، ربما وقع الجزمات العسكرية على الأرض التي تئن تحت ثقلهم القادم من المجهول. 24/8/2001".
لقد عشت مع أحداث الرواية وشخصياتها، فكان وقعُ هذه المقطوعة الأخيرة، كبيراً ومرعباً جداً بالنسبةِ لي، فقد أعادتني للزمن القبيح، وما فيهِ من رعبٍ وقذارة، حتى أنني ظننتُ أن هذه المقطوعة ليست من ضمن الرواية بل للكاتب نفسه، مما جعلني أتصل بالكاتب واستعلم منهُ عن ذلك، فأخبرني أنها من ضمن الرواية، وكنت أود الكتابة عنها وإيصالها للناس، فشكرني على ذلك.
بقي شئ...
تحية لكل كُتاب الحرية، الأحرار في قلمهم، الباذلين لأرواحهم في سبيل كلمة الحق، وتباً لـ طيرو وأبنائهُ وأحفادهُ والذين لازال منهم من يعيش بيننا وينادي بـ(الزمن القبيح).
.................................................................................................
حيدر حسين سويري
كاتب وأديب وإعلامي



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزاب إسلامية زنكَلاديشية!
- العَلم الزنكَلاديشي
- لا تربية ولا تعليم راح نعيش عَ التنجيم
- صحافة(كلك)!
- إغتل وزيراً ولا تدفع ضابطاً! (دبابيس من حبر32)
- المعارضة الزنكَلاديشية
- الأجرب لا يُجرب
- الصبّات العامة والصبّات الخاصة
- مفارقات زنكَلاديشية
- التسيير والتخيير وحيرة الحمير
- العيد الزنكَلاديشي (دبابيس من حبر31)
- المولات وغسيل المالات
- أعد لهُ الميزان
- أريد أنتحر... (دبابيس من حبر30)
- روزبه في السينما العراقية
- عيش أبّخّت .. موت أبّختْ .ْ .. مگرود يلمالك بخت
- العولمة والأقلمة والأسلمة و...... (دبابيس من حبر29)
- مهرجان ربيع الشهادة، المحسوبيات والوساطة
- الذئب والنسر وعيون المدينة
- دعبول والشعب المسطول


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - مأوى الثُعبان والزمن الجميل