أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - حول ظاهرة جلد الذات عند العرب ؟














المزيد.....

حول ظاهرة جلد الذات عند العرب ؟


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6256 - 2019 / 6 / 10 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




بداية اعتقد انها ظاهرة انسانية مرت بها و تمر بها كل الشعوب التى تتمنى او ترغب التقدم .و لهذا السبب لا اتفق مع البعض الذين يعتبرونها ظاهرة سلبية .على العكس من ذلك اعتبرها ظاهرة صحية بامتياز .و كان من الممكن ان اقلق لو لم توجد لان معناها غياب الحس النقدى عند العرب .و الحقيقة انى لمست هذه النزعة بوضوح فى النروج فى بداية قدومى فى بدايات الثمانينات .ففى تلك الاوقات كانت النروج فى بداية نهضه كبيرة .ففى السبعينيات كانت الخدمات العامة من سكن الى مواصلات سيئة او ضعيفة فى النروج .و انا عاصرت مرحلة كان فيها المعلم يصنع الكتاب و يطبعه او يطبع بعض اجزاءه و يوزعها على التلاميذ.اما الان فالنروج اغنى دولة على الكرة الارضية .

مثلما المس هذه الظاهرة فى بلاد اوروبا الشرقية حيث من النادر ان لا يتم نقد ذاتى فى الاحاديث اليومية للناس للنظام السياسى و لقضايا تتناول الحقل العام .
لكن ما لا اجده صحيا فى الجلد الذاتى عند العرب هو طريقة السخرية المحبطة و التى تخلو من نقد يحدد الاشكالات الموجودة .و هذا النمط التعميمى يساهم فى نشر ثقافة عدم الوضوح فى المجتمعات العربية مثلما يقوى من الاحساس بالنقص و هو شعور مزعج .و مشكلة عدم الوضوح كما اعتقد سببت نمو عقلية او انماط تفكير اجد صعوبة فى تعريفها .منها مثلا علاقة الحب و الكره .اى ان العرب يحبون اوطانهم و يتغنون بها و فى الوقت نفسه يشعرون انهم اقل من الاخرين خاصة الغرب .و المشكلة هنا ان العرب (يضعون راسهم ) دوما فى راس اوروبا و امريكا و هى بلاد تقدمت باشواط عن بلادنا .و هذا الامر يخلق الاحساس بالاحباط بطبيعة الحال اكثر مما يحفز عل التقدم .
عاصر جيلى مرحلة الانقلابات العسكرية التى كان اول اعلان فيها يقول ان كل شىء كان سيئا فى السابق , و انهم سيحولون البلاد الى جنة.و كانت الناس تصدق ثم لم تعد.و الطريف انه فى كل مرة يتم فيها انتشار ايديولوجية ما يتم الاعتقاد ان كل شىء سيتغير فورا بمجرد تطبيق هذه الايديولوجية او الايمان بها .هذا النمط غذى من الثقافة ذات الطبيعة الانشائية و اضعف فى اعتقادى العامل الاهم فى التغيير الا و هو العمل فى الواقع .لو تم بناء سكة حديد بين بغداد و دمشق و بيروت و عمان لكان لها تاثير على الواقع من كل النواحى افضل من اطنان الكلام الذى كان يقال عن الوحدة و الاخوة العربية .كل ايديولوجيات العالم لا تغير واقعا, و قديما قال كارل ماركس لقد فسرالمفكرون العالم و الان نحتاج الى تغييره . لا يمكن احداث تقدم فعلى فى مجتمعات تسود فيها الثقافة الماضوية فى غضون جيل واحد.لقد قامت الانظمة السابقة رغم كل عللها بخطوات مهمة فى التعليم .لكن بحكم احتكارها للسلطه و خشيتها من فقدانها لم يتم توظيف للتعليم كما ينبغى فى مؤسسات القطاع العام الذى بقى على تخلفه .و ادى النقص الفادح فى الحريات العامة الى ضعف طاقات الابداع التى بدات تهاجر لتستفيد من طاقاتها بلاد اخرى لم تدفع قرشا واحدا فى تعليمهم .

الخلاصة ان استمرار النقد الذاتى امر مهم لا يجب ان يتوقف.لكننا ايضا بحاجة لنقاشات مثمرة لتحديد ما يمكن عمله فى كل مرحلة ضمن القدرات الممكنة للمجتمعات العربية .لا بد من الخلاص من الثقافة الانشائية و ثقافة كل شىء او لا شىء. ان المشاكل و التحديات لا تتوقف بغض النظر عن النظام السياسى و لا يمكن ان تتوقف الحياة بانتظار ظهور نظام سياسى رائع .و لا بد الاشتغال على امور محددة فى قطاع المواصلات و الكهرباء و المياه و التعليم و الصحية و رعاية الاطفال و الكبار لتحسين اداءها .لان تحسن قطاعات الحياة يبلور احساسا ايجابيا بقدرة الذات و يحفز تدريجيا على تطوير و تنمية الثقافة العامة نحو الحرية و العدالة واحترام التعددية و هى عوامل مهمة جدا فى استقرار المجتمعات



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى ذكرى استشهاد الشاعر على فودة
- عدنا لمرحلة الملل و امان امان !
- 2011
- فى نفس الطريق
- بابلو يقود تاكسى اجرة فى شوارع بومباى !
- نبات ينمو بعيدا عن الشمس!
- لكى تنتهى من الحب من طرف واحد !
- لبير قصيرى و فلسفة الكسل او الصوفيه الجديدة!
- دعوا الاطفال يلعبون .دعوهم اطفالا!
- ايسلاندا وضعت فلسطين على خارطة اليووفيجن!
- ورد ما بعد الموت !
- صناعة الكتابة
- لا عودة الى الوراء !
- يا له من صباح ممطر !
- شبح يحوم فوقهم !
- التمرد و الثورة!
- لقاء الاصدقاء و الكتب و عن القطيعة المعرفيه بين المشرق و الم ...
- علينا ان لا نسمح لهؤلاء من تجريدنا من انسانييتنا
- فى ذكرى النكبة
- الطريق الى النكبة الجزء السادس


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - حول ظاهرة جلد الذات عند العرب ؟