أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 2 من 3















المزيد.....

الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 2 من 3


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1541 - 2006 / 5 / 5 - 11:50
المحور: المجتمع المدني
    


إذن هذه هي معاييرنا الراهنة وهي معايير ما قبل سياسية لأنها معايير جهوية مهما حاولنا الاستشهاد بتجربة العراق أو بالكونفدرالية السويسرية أو االفدرالية الأمريكية ..الخ لأن هاتين الأخيرتين كانتا أصلا أقطاعات في سويسرا ومحميات مهاجرين خاصة بالنسبة لأمريكا .. هل الأمر بالنسبة لنا في سوريا كذلك ؟ لا أعتقد أبدا هكذا يقول التاريخ العثماني على الأقل دون أن نعود أكثر إلى الوراء . لم يكن هنالك حدود واضحة بين الولايات العثمانية وحيث أن كل ولاية كان فيها من كل السكان المتواجدين في المنطقة سواء كانوا عربا أم كردا مسلمين أم مسحيين سنة أم علوية ..الخ لهذا الاستشهادات مهما كثرت ومهما تعددت إسقاطاتها التاريخية لا تلامس كثيرا الواقع السوري . صلاح الدين الأيوبي والأسر ذات الأصول التركية و الكردية في مصر لم تأت مما يعرف اليوم بكردستان !! ومع ذلك كل هذه المعايير مخبوءة في طيات الثقافة الاستبدادية الرعوية وليست في ثقافة حقوق الإنسان . لهذا تجد منطق قسما من الحركة الكردية في سوريا يربط الحقوق السياسية والمطالبة بفدرالية أو حكم إداري بقضية الأرض وليس بقضية الإنسان !! لأنها بالضبط ثقافة نتجت من رحم هذا الاستبداد المترسخ في عمق وجداننا وعقولنا وثقافتنا وسلوكنا حتى لهذا يستطيع المرء رؤية أن كل معارض سوري سواء كان كرديا أم عربيا يرى نفسه راعي . وإلا ما سر هذه الشقاقات المخيفة داخل حركة المعارضة بشقيها العربي والكردي ؟
ومع ذلك تعالوا نأتي إلى تجربة سويسرا أو أمريكا والتي يستشهد فيها الكثيرون من قيادات ومثقفي الحركة الكردية :
من يعرف سويسرا يجد ببساطة متناهية أنك : لا تسمع بوجود الحزب الزويرخي أو الحزب الألماني نسبة للسكان الناطقين بالألمانية ـ نسبة لزيورخ ـ ولا الحزب الجنيفي نسبة لسكان جنيف الفرنسيين ..الخ
وأمريكا أظن الأمر نفسه هنالك حزبان رئيسيان الجمهوري والديمقراطي وأحزاب صغيرة ولكنك لاتجد الحزب النيويوركي أو الحزب الواشنطني ..الخ أمريكا فيها أكثر من ثلاثة عشر مليون من أصول بولندية أو إيرلندية لم أعد أذكر بالضبط ومع ذلك لاتجد أن هنالك حزبا اسمه الحزب الجمهوري الإيرلندي في أمريكا . لهذا إن هذه المقارنات لاتخدم مطلقا القضية الكردية لأنها ذات إسقاطات تاريخية سياسية وليست جهوية أو مناطقية .
مع ذلك وفقا لهذا الإسقاط المستخدم من قبل الحركة الكردية كيف يمكن للحركية الكردية / الجهوية قوميا أن تفرض مسؤولا سياديا أو في وزارة سيادية على أحزاب الأكثرية العربية في حال نجحت هذه الأحزاب في الانتخابات ؟ طالما أن الحكم والمعيار هو جهوي وهكذا سويسرا وأمريكا جنيف وسكان جنيف لايستطيعون فرض وزيرا يمثلهم في وزارة غالبية التمثيل فيها وفق هذا المعيار ستكون لغالبية السكان من الأصول الألمانية . ولكن المعيار الحزبي / السياسي هو الذي يفرض نفسه تلقائيا حسب الكفاءة ودون تمييز بين سياسي من الناطقين بالفرنسية أو بين سياسي من الناطقين بالألمانية . هذا إذا أردنا العيش في وطن واحد ديمقراطي . ونعود أيضا لتجربة العراق قليلا : لولا الانقسام المذهبي للعرب العراقيين بين شيعة وسنة وهنالك حزبا يمثل العرب العراقيين أو حزبين أو حتى ثلاثة بغض النظر عن مذهبهم سواء كان شيعيا أم سنيا فكيف للنواب وفق هذه المعيارية الجهوية أن ينتخبوا ممو جلال رئيسا لكل العراق وهو لا يمثل مع حزبه سوى جهة لا يتعدى نسبتها خمسة بالمائة 5% من سكان العراق . إنه مأزق المعيار العروبي الكوردي في التعاطي مع الشأن الوطني سياسيا في عدم البحث عن أرضية لانتاج أكثريات سياسية متحركة فيها من كل أطياف الشعب السوري . تأملنا خيرا في إعلان دمشق ولكن .. لهذا الحديث بحث آخر .
المعيار الآخر المستخدم :
وفق منطق الهوية القومية تريد الحركة الكردية في سوريا التي تمثل 15% كحد أعلى من الشعب السوري أن تفرض شكل هوية سورية على 80% من الشعب السوري وقبل أي استفتاء أو تصويت !! وتعالوا نسأل ما أسم أقليم شمال العراق أليس اسمه [ أقليم كردستان ] أم له اسم آخر ؟ وإذا أرتأى الشعب العربي في سوريا والذي يمثل 80% من الشعب السوري أن يبقى أسم سوريا هو الجمهورية العربية السورية فكيف يتم فرض إرادة 15% على إرادة 80% هذا لم أفهمه في الحقيقة ما رأيكم أن يفرضوا التركمان كونهم أقلية قومية وهم أيضا على أرضهم التاريخية هكذا هم يقولون : أسما آخر على أقليم كردستان في شمال العراق طالما القضية لا تخضع للتصويت ؟ وهل الاسم يمنع أن تسجل في هويتك مواطن كردي سوري !! وما علاقة ذلك بالاسم سواء كان الجمهورية العربية السورية أو الجمهورية السورية ؟ أو كل المواطنيين يسجلون باسم مواطن سوري ما الذي يمنع هل يسجل في هوية المواطن السويسري أنه جرماني أو فرنسي أو إيطالي ..الخ ؟
دعونا يا أصدقائي ورفاقي ندخل على مساحة حوارنا بوضوح وصراحة ورحابة صدر وبلا نوايا سيئة فنحن مهما اختلفنا ومهما تحاورنا سيكون بيننا وطنا مشتركا نسعى لبناءه حرا كريما وفق شرعة حقوق الإنسان بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وأنا إذا أنطلق من إيماني بحق تقرير المصير للشعب الكردي ليس لأنه على أرضه التاريخية بل لأنه شعب يريد حقوقه المهضومة ليس من قبل أكثرية عربية كما يحاول بعضهم في كتاباته أن يشحن النص الكردي بعبارات لا تثير سوى الفرقة , بل لأن من حق أي إنسان أن يتمتع بكامل حقوقه السياسية والثقافية ..الخ خصوصا أن هنالك استبداد يغتصب كامل حقوق الإنسان مهما كان انتمائه وهل العربي العراقي مثلا هو من كان يغتصب حقوق الأكراد في كردستان العراق ؟ فإني لا أربط هذه القضية بمخبوء استبدادي يمكن اللعب عليه واللعب فيه في النار . لدينا مساحة بلا حدود لنكون شركاء حقيقيين من أجل حرية سوريا وكرامة كافة أبنائها مهما كان انتمائهم العقائدي أو الديني أو القومي أو المذهبي ..الخ
وأظن وطنا ديمقراطيا لايعجز عن إيجاد كافة الحلول لأية حقوق مهضومة من أي طرف كان . ومرة أخرى من باب التذكير :
أظن أن الشعب السوري بكل أطيافه دفع ثمنا في ثلاثة عقود في سياق نضاله ضد الديكتاتورية لم يدفعه شعب من شعوب المنطقة ولا حتى الشعب العراقي .
وعندما نضع هدفا أننا شركاء وليس فرقاء قوميين أو قومجيين فإننا سنصل لصيغ مقبولة للجميع وبلا تشكيك ونوايا سيئة يحاول الاستبداد زرعها فينا وإن اختلفنا وهذا طبيعي فإن عزاءنا يكون بمتابعة الحوار والبحث عن قواسم ديمقراطية مشتركة وحقيقية وأعتقد أننا نستطيع الوصول إليها مهما كانت المصاعب



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية وعاء الفكر الديمقراطي
- الغطرسة مستمرة والاعتقال حكاية وطن
- كلما كثرت الرسائل الصوتية كلما انتظرتنا مصيبة
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 1 من 3
- حماس بين نارين حلفها الخارجي وفساد السلطة
- أمريكا في سوريا عثرة في وجه الاستبداد
- بن لادن ضد الصليبية
- الإخوان المسلمين والخيار الديمقراطي مناورة أم مسايرة الجزء ...
- الإخوان المسلمون في سوريا مناورة أم مسايرة
- البعد الطائفي في حوار المعارضة السورية
- المعارضة السورية تختلف تتطاحن لكنها موجودة
- النووي الإيراني والمظلة السورية
- السوريون يترقبون فقط
- العامل الخارجي وشرط الواقع السوري
- الثقافة المهترئة وغياب السياسة
- السياسة الإسرائيلية لازالت الوجه اللاأخلاقي للسياسة الأمريكي ...
- طريق دمشق عبر باريس
- دمشق تخون الماغوط
- المد الديني والمد الإرهابي في سوريا
- كسر احتكار السلطة


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 2 من 3