أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهور العتابي - شارع الرشيد ....هل هو أهمال متعمد ...أم ماذا !؟















المزيد.....

شارع الرشيد ....هل هو أهمال متعمد ...أم ماذا !؟


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 23:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قادتني قدماي يوما إلى مديرية التقاعد العامة لتصحيح ماحصل من أخطاء في الراتب التقاعدي.. وبعد المراجعة تبين أني من ضمن المجموعة التي نقلت أضابيرها الى الفرع الجديد في شارع الوثبة لذا كان لزاما علي أن اعبر جسر الشهداء سيرا على الأقدام حيث منعت المركبات من السير على هذا الجسر رواحا ...عبرت الشارع ولدا وصولي الى الجانب الاخر هالني جدأ ما رأيت !! فوضى عارمة في كل مكان مع أني سبق وأن مررت بهذا المكان قبل سنتين وأكثر ولكني لم أره بهذا السوء والأهمال !! الأزبال تفوق حد الوصف مكدسة هنا وهناك بشكل رهيب وتراها أكثر للأسف الشديد عند قدمي ( تمثال الرصافي )وكأني به يستنجد ليقول ( أيها الناس..تذكروني واذكروا تاريخي وارحموني )...لا أبالغ ان قلت أن المكان ينقلك تماما الى العصور الوسطى وماقبلها ..الإهمال يفوق حتى التسمية ..فوضى فريدة من نوعها عربات تسير وفي كل الاتجاهات محملة بالبضائع المكتضة ولا أدري والله كيف للعامل أن يدفعها... وما أن تسير ماتلبث أن تصطدم بواحدة منها ...الأرصفة لايمكن للمارة السير فيها أبدا كونها تحولت الى مكان للباعة المتجولين وبمختلف البضائع ..وهنا الغريب بالموضوع... فما أن تسير تقتحم مسمعك عنوة تلك الأصوات التي تتعالى من هنا وهناك ولو كانت تلك الاصوات تأتيك على لسان أصحابها لكانت تهون ولكنها كانت تنبعث من تلك التسجيلات التي اعتمدها البائعون للترويج عن بضاعتهم والتي لا تهدأ أبدا لانها مسجلة بطريقة الاستمرارية !! والأدهى أنك ملزم أن تسمعها كلها وفي أن واحد فتحدث ضجيحا في اذنيك يفوق الوصف ويفوق قدرتك على التحمل ...تسجيلات لاتتوقف ....وبلارحمة تناااااديك .....
جواريب أربعة بالف ....جواريب أربعة بالف ..جوااا وتتتداخل هذه النغمة مع أخرى ..جدااحات عشرة بالف ...جداحات عشرة بالف ... عشرة بالف ..عشرة بالف جدااحات ..و....ولا أدري كيف ؟ وأي جدحات تلك التي عشرة بألف..!؟.ههههههه ...
ويأاتيك صوت أخر أقوى ...وأسرع
حاجة بالف... حاجة بالف حاجة بالف ..بلاش ..بلاش...حاجة بالف ... حاجة بالف ....حاااااا ....!!!!
وهكذا دواليك ...وحينما تنظر الى الباعة تراهم يجلسون بكل هدوء واسترخاء خلف (العرباين ) منهم من هو مشغول بالموبايل وآخر (يكرز حب) وعيونه تتفحص المارة .....هؤلاء الباعة (آخر زمان) لم يكلف أحدهم نفسه عناء الترويج لما يبيعه بل التسجيلات هي من تنوب عنه ولكثرة هذه التسجيبلات وعلوها لايمكن أن تتركك بسلام فتداخلها معا يحدث ضحيحا في أذنيك يشعرك بالقرف من نفسك ومن حولك و حتى من حياتك التي تعيشها فتهرع سريعا للهروب من هذا المكان ..فأنا والله لم اتمالك نفسي أبدا ..تألمت جدا وذقت ذرعا بما رأيت ..حتى بكيت ...نعم بكيت لحال هذا الشارع وانا على يقين أن من يراه بعد طول سنين سيذرف الدموع حزنا وأسفا لاسيما من عاصر وعاش عصره الذهبي يوم أن كان يزهو بحلته.. وبأهله ورواده ..هذا الشارع هو جزء لايتجزا من شارع الرشيد الذي يمتد من باب المعظم وحتى ساحة النصر كان من أقدم وأرقى شوارع بغداد بل هو قلب بغداد له تاريخه الكبير الذي طالما سار عليه الملوك والوزراء وكتب عنه بإسهاب الكثير من الكتاب والأدباء وتغنى به اشهرالشعراء...كان يزهو بالعوائل العراقية والتي كانت لاتفارقه الى ساعات متأخرة من الليل لما فيه من محال ومطاعم ومحلات ومقاهي بغدادية مميزة لها اسمها وتاريخها كمقهى الزهاوي ومقهى ام كلثوم ..وأجمل ماكان يميز هذا الشارع هو كثرة دور السينما كسينما بابل ..والنصر .غرناطة .روكسي .و.و....واذكر كم من مرة كان الوالد يسطحبنا لتك الدور ويحجز لنا ( لوج ) مخصصا للعوائل.. فبكل خطوة كنت أخطوها ذلك اليوم كانت تحضرني تلك الذكريات الجميلة التي كانت تجمعنا بهذا الشارع ...تذكرت كيف كنت وشقيقتي نأتي هذا المكان وشارع النهر لنشتري كل مانحتاجه من أغراض ولوازم الخياطة والتطريز وكل مايلزمنا من مشتريات ...كل شيء كان فيه رائع وجميل..الان تغير تماما .لم يعد كما هو..ترى مالذي حصل !؟ من المسؤول عن كل هذا الأهمال وتلك الفوضى !؟ صحيح أن التردي بالخدمات بات ظاهرة عامة بعد التغيير وشملت كل مرافق الحياة بالعراق وليست العاصمة فقط بل كل محافظات العراق لكن شارع الرشيد غير...قل نظيره بالأهمال !! حالة مزرية خاصة تفوق الوصف وليس لها شبيه ابدا فمناطق العراق الأخرى لايمكن أن تكون بهذا السوء والتردي والإهمال !! ترى أين دور الحكومة !؟ أين دور أمانة العاصمة !؟ فحال الرشيد (يبجي فعلا ) وهذا مما دعاني الوذ بنفسي من الألم وأهرب بعيدا فاخذت أول سيارة أجرة لاحت لي من بعيد واتجهت حيث شارع الوثبة ....وهناك أتممت المعاملة وبعدها خرجت وأخذت سيارة أجرة لأعود وبت انظر عبر النافذة لتلك الشوارع وذاك الزحام وتلك الفوضى ولسان حالي يقول...شارع الرشيد...أين أيام زمان وعصرك الذهبي أهكذا وصل الحال بك !؟ وأنا بتلك الحالة من التأمل والألم قفز إلى مخيلتي ذاك الحوار الذي دار بيني وبين صديقتي منذ سنين حينما كنا نتحدث عن الحال المزري للعراق ولشارع الرشيد حصرا ...قالت صديقتي التي تختلف معي بالمذهب ( وعذرا أقولها ) قالت لي مازحة حبيبتي أم فروتي حكومتكم متريد شارع الرشيد ينهض ...وداعتج هيه تتعمد يكون بهالصورة وهسة تشوفين راح يصير بعد أتعس ولو بيد الحكومة الا تحوله إلى مكب للنفايات تعرفين ليش لان اسم على اسم هارون الرشيد !!! الي همه يموتون منه وضحكت ..هههههههه. هكذا قالت فعارضتها وقتها ..وبشدة ..الان بعد ما رأيت ..تسائلت ..معقوووول !؟ هل يعقل أن حكومتنا تفكر هكذا ..أنا لازلت أشك في هذا !! أم ما قالته قد يكون صحيحا ..كيف !؟ و...وان كان هذا صحيحا وهو ما تفكر به حكوماتنا المتعاقبة حقا !! لما لاتغير اسمه...كأن تعيد له اسمه السابق ( خليل باشا جادة سي ) أو أن تستحدث له اسما جديدا فتجعله (شارع الديمقراطية ) مثلا وتأتي بكل ما في تلك الدول الديمقراطية المتحضرة من رجال أعمال وخبراء في مجال التراث المعماري لتعيد لهذا الشارع التاريخي الأصيل روحه ورونقه وبهحته كما تفعل كل الدول لمدنها التاريخية وشوارعها المهمة..التسمية لاتهم ..المهم أن نولي أهتماما كبيرا بهذا الشارع الذي يمثل جزء مهما من تاريخ وصروح العراق العظيم وننتشله من حالته المزرية هذه ..وإذا تقاعست الحكومة وتوانت بإحياء تاريخها وترددت في النهوض بأهم شوارعها كشارع الرشيد فلنقرأ عليها وعلى العراق وعلى الديمقراطية السلام ......!!!



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراح من العمر .....!!
- دعونا نعيش بسلام ...أيها المتطفلون !!!
- ظواهر قد تبدو بسيطة ...ولكنها تترك أثرا في النفوس !!!
- ظواهر سلبية تستحق وقفة وتأمل ...ثم حلووول
- مرض العصر ..مرض الأمان ..الفيس بوك !!
- قصة قصيرة ...موقف !!
- وسط الضغوط والتحديات ...المرأة العراقية أكثر تفائلا من الرجل ...
- ذكريات لاتمحوها الذاكرة !!
- المدارس الأهلية وتداعياتها على الأهل ...في العراااق
- ليلة ويوم ......
- مظفر ومحطة الأهوار. ....
- شِنهي.. شبيكُم !؟
- قصة من الأمس... زينب وماتحمله من أرث وجينات !!
- عندما تكون الانسانية سيدة المواقف.....!!
- لازال نصف الكأس مملوء !!!
- حوار قصير جدا ....
- قصة قصيرة في حوار .... .
- حوار أقرب من كونه قصة قصيرة ....
- ماذا سيكون شكل الحكومة القادمة !؟ وهل ستحقق حلم العراقيين با ...
- امرأة في كلمات ....بعيدا عن المدح والأنا


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهور العتابي - شارع الرشيد ....هل هو أهمال متعمد ...أم ماذا !؟