أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - ذكريات لاتمحوها الذاكرة !!














المزيد.....

ذكريات لاتمحوها الذاكرة !!


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 6050 - 2018 / 11 / 10 - 02:33
المحور: الادب والفن
    


لا أدري لما أخذتني الذكريات بعيدا ربما لاني كتبت قبل يومين موضوعا يخص التعليم وما ال إليه من تراجع وتداعيات ولعله كان السبب الذي عاد بي إلى الوراء يوم أن كنت طالبة في الرابع الإعدادي ...كانت لدينا مدرسة في اللغة العربية لا مثيل لها ابدا ...مدرسة متمكنة جدا و تتكلم اللغة العربية الفصحى حتى في أحاديثها العامة معنا ...ست حذام وما أدراك ما ست حذام شخصية قيادية حازمة وجميلة ..غير متزوجة رغم أنها تعدت الثلاثين..فيها من الحرص والمسؤولية ما يفوق الوصف حيث جعلت من درس الإنشاء مادة من أروع المواد..فتارة تجعل منه درسا تحريريا واخر شفهيا ليكون الموضوع الذي تختاره الطالبات من بين عدة مواضيع تكتب على السبورة ويجرى استفتاء له من قبل الطالبات لاختيار الأفضل فيكون هو موضوع النقاش...كنت وبلا مبالغة أو مباهات من أبرز الطالبات عندها أنا وزميلة لي اسمها فاطمة لاني كنت بحق أعشق اللغة العربية كثيرا وكذا الحال بالنسبة لفاطمة ..كان بيننا تنافس راقي وشريف لاسيما في درس الإنشاء هذا ...
يوم أن أعدم شقيقي الوحيد رحمه الله من قبل البعث الصدامي المجرم طبيعي جدا أن ننقطع أنا وأختي عن الدوام طيلة أيام الفاتحة وتزامن مجيء عيد الفطر بعد الفاتحة مباشرة فابتعدنا عن الدراسة طيلة سبعة أيام... بعد العيد مباشرة أستأنفنا الدوام كبقية الطالبات وكان جدول اللغة العربية لذاك اليوم قواعد وليس أنشاء ..لكن بما أننا جئنا حزانا وكنت أنا الطالبة المقربة جدا لست حذام كونها كانت تعرف أني أكتب الشعر والخواطر وكانت يومها لي مساهمات بسيطة في صفحة القراء في مجلة المتفرج ( مجلة كاريكاتيرية ) آنذاك فهي كانت متابعة جيدة لما اكتب ..كنت اتي كراسي الذي اكتب به تأخذه معها وتأتي به في اليوم الثاني وكانت كثيرا ما تشجعني على الكتابة وأذكر كم حزنت يوم أن اخترت العلمي دون الأدبي.وقالت كلمتها الشهيرة ...ستندمين كثيرا زهور لاختيارك العلمي ...وسترين !! وفعلا ندمت !!هكذا كانت تعامل وتتابع طالباتها ... ست حذام ( الله يذكرها بالخير حية كانت ام ميته )كانت تعشق الإنشاء بشكل رهيب وتولي له اهتماما أكثر من بقية مواد اللغة العربية لذلك ارتأت أن تكون المادة لذلك اليوم هو الإنشاء ...دخلنا الشعبة وكنت وشقيقتي متوشحين بالسواد واثار الحزن والتعب تبدو واضحة على ملامحنا ...ما أن دخلنا تقدمت نحونا معزية ...وذهبت مسرعة حيث السبورة وكتبت بالعنوان العريض موضوع المناقشة اليوم هو ( كيف قضيت العيد ) هي من اختارت الموضوع هذه المرة وكما هو معروف انها تطلب من الطالبات بعد اختيار الموضوع أن يغمضن أعينهم لمدة ثلاث دقائق فقط ليكون الفكرة وبعدها تنادي على إحداهن لتتكلم ولا تعتمد على رفع الأيدي في الإنشاء أبدا ..تترك الطالبة تتكلم عن الموضوع شرط أن تلتزم باللغة العربية السليمة من ناحية ضبط الحركات أو مخارج الحروف أو أو....هذه هي طريقتها .....
أعود لأصف ماحدث ذلك اليوم... اختارت الست الموضوع كما في كل مرة وطلبت من الجميع أن يجمعن أفكارهن قبل البدء....انتهت الثلاث دقائق ..بدأت تدعو الأسماء .. فلانة . فلانة ..بعدها نادت باسمي وقفت وقلت ست لا أستطيع وخانتي دموعي وبكيت..قالت لا أقبل ابدأ إلا أن تشاركين ..تجردت من اللغة العربية وباللهحة الدارجة أجبت وأنا أبكي ( ست والله ما أكدر) قالت زهور هذا الدرس بالذات راح يكون عليه درجات الفصل الثاني شنو رأيك .. صفر اذا متشاركين. التفتت إلى الطالبات واستطردت....بنات اسمعن ..المناقشة اليوم تمثل درجة الفصل الثاني ...والتفت الي ..اجلسي زهور أمامك دقيقة فقط ...تعرفين اني ما أجامل بالدرجات....جلست وانا لا ادري كيف ابتدأ بعد هذا الأصرار من قبل المدرسة وانا أعرفها حينما تصر على موضوع ما ...المهم مرت دقيقة فقط وصاحت يله زهور ..استمجعت قواي عنوة وبدأت ...ولا أنسى أبدا تلك الابيات التي انشدتها كمدخل للمحادثة لا أدري كيف تكونت بتلك البديهيه والسرعة في مخيلتي .....قلت
طرق العيد أبوابه على الناس إلا بابنا .....ياترى ماذا جنونا !؟
أناس ترقص وتلهو طربا......ونحن نناجي الله عله يحنو علينا!!
قلت الامال وقد قل صبرنا .....وكيف لا !! وقد ماااات أخونا !؟
وبعدها دخلت صلب الموضوع....(((بينما كنت انظر عبر النافذة والحزن يقتلني ..يمزقني فإذا الناس تعيش سعادة مابعدها سعادة ..نعم فهو العيد ..وفرح العيد غير و...و ......هكذا كانت بدايتي ...وقبل أن انتهي عم الضحيج والبكاء أركان الصف ..الكل أخذن يبكين وكان صوت نحيب شقيقتي يأتي إلى مسمعي كالسيف يمزق قلبي لأنها كانت أقربهم إليه ..ما أن سمعتها تبكي بتلك المرارة حتى خانني الصوت وتهدج لكن سبحان الله بكل ما امتلك من حزن وقهر لكتي استجمعت شجاعتي ولم أتوقف بل أن كانت الكلمات تنساب من بين لساني وشفتي وبصوت وبايقاع حزين ولا أريد له أن تتوقف....بينما كانت ست حذام تقف بعيدا كعادتها تنظر الي وتحبس الدموع التي خانتها أخيرا ..ما أن انتهيت أقبلت نحوي وصفقت بحرارة وصفق الجميع معها ولا أبالغ ابدا ان قلت أن الجميع كان حزينا ويبكي ..بعدها وبلغتها السليمة الفصحى قالت..ولن أنسى ماحييت كلماتها تلك ..((زهور أيتها الطالبة المبدعة أنت جبل كأخوك فلا تبتأسي ولا تحزني فلابد لها أن تنجلي والقادم من الأيام سبكون أفضل ...أمامك الكثير وانا متأكدة أن الحياة ستفتح ذراعيها إليك من جديد )) هذه كانت كلماتها احفظها عن ظهر قلب لأن الحدث كان أكبر من أن ينسى !! بعدها طلبت من الطالبات أن يردوا علي بكلمات رثاء..وطلبت من فاطمة أن تكون أول المشاركين وتكلمت زميلتي تخنقها العبرات وكانت بحق بمنتهى الأبداع في اختيار الجمل والكلمات .. ولم نخرج من ذاك الفصل الحزين وتلك الدراما الموجعة إلا بدقاااات الجرس ليعلن عن انتهااااء الدرس ......



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدارس الأهلية وتداعياتها على الأهل ...في العراااق
- ليلة ويوم ......
- مظفر ومحطة الأهوار. ....
- شِنهي.. شبيكُم !؟
- قصة من الأمس... زينب وماتحمله من أرث وجينات !!
- عندما تكون الانسانية سيدة المواقف.....!!
- لازال نصف الكأس مملوء !!!
- حوار قصير جدا ....
- قصة قصيرة في حوار .... .
- حوار أقرب من كونه قصة قصيرة ....
- ماذا سيكون شكل الحكومة القادمة !؟ وهل ستحقق حلم العراقيين با ...
- امرأة في كلمات ....بعيدا عن المدح والأنا
- لا راحة... بعد الذي رحل !!
- موقف الحكومة العراقية من قضية الساعة ( مقتل الخاشقجي )
- الطفولة الجميلة تبقى أبدا محفورة بالذاكرة !!!
- مرة أخرى ....صديقتي الراحلة
- صديقتي الراحلة .....
- الطفولة في ظل حكومة ديمقراطية !!!
- الصحبة النقية.....
- جدحَة من امل !!!


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - ذكريات لاتمحوها الذاكرة !!