|
لازال نصف الكأس مملوء !!!
زهور العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 6037 - 2018 / 10 / 28 - 18:32
المحور:
الادب والفن
أجمل شيء أن يمتلك الأنسان شيئا من أمل وتفائل .. هي صفة جميلة يفتقدها الكثيرون ....هناك عدد لايستهان به من الناس لاسيما هنا في العراق من ينظر للأناء بنصفه الفارغ !!! فتراه دوما غير راض عن وضعه حتى وإن كان ناجحا ..مميزا ..متألقا...تجده بكل ما يمتلك من نجاح يشعر وكأنه لم يحقق شيئا من أحلامه وأن هناك من خدمتهم الظروف أكثر منه أو أنه يتمنى أن يعيش في وسط أو مناخ اوبلد غير الذي يعيش...لذا تراه اغلب الأحيان يشعر بالألم .يثور ويتعصب لأبسط الامور.متعكر المزاج...هو لا يشكو معاناته بقدر ما يعيش تلك المعاناة وينسى تماما كل ما يحيط به من الق ونجاح وحضور...مثل هؤلاء لايمكن أن نوجه لهم أي نقد أو نقلل من شانهم ...أبدأ ..لان هذه الصفة مكتسبة ..موجودة عنده..ليست لها تاثير على الغير بل تأثيرها عليه هو دون سواه...ولايمكن أن نعلق مسبباتها ونرمها على خانة الظروف حتى وان كانت تلك الظروف جزء من سبب ..فالحياة وما فيها من مصاعب موجودة وعامة تشمل الجميع و يعيشها اغلب الناس !! بل على العكس أحيانا الظروف القاهرة تسقل شخصية المرء فتجعل منه أكثر صلابة وقدرة على التحمل وتكون له بمثابة مصل يقيه من عاديات الدهر فيكون اكثر صبرا وثباتا وقدرة على التحمل فيعيش دوما على أمل ... إذن ليست الظروف هي السبب ...لكن وللامانة اقولها وعن تجربة ان هؤلاء المتشائمين أكثر الناس صدقا مع الآخرين ..هم لا يعرفون اللف والدوران ولا يكتمون مافي دواخلهم ابدا وهم وطنيون حد النخاع ويمتلكون قلوبا من ذهب كما الطفال فيها من الطيبة والحب والعفوية الكثير الكثير ...وترى لهم حضورا كبيرا وتأثيرا لدى الاخرين وينعمون بصداقات كثيرة و(رفقتهم)غالبا ماتكون حلوة..لاتنسى..ولكننا نرى أن النظرة للحياة بنصف كأسها الفارغ تترك بصمتها الواضحة على هؤلاء ...فلو نظرت إليهم ترى أن (السيكارة) لاتفارقهم أيديهم ..وآثار السنين تبدو واضحة عليهم أكثر من أقرانهم ومن هم بنفس أعمارهم لأنهم شديدوا الحساسية والانفعال لأبسط الأمور. .هم في توتر دائم وحرقة دم وأعصاب مشدودة ..وهم أشد الما من غيرهم للواقع المزري الذي من حولهم ( أقصد الوضع العام للبلد ) وهنا في العراق تبدو هذه النظرة التشاؤمية أكثر شيوعا من بقية البلدان لأن العراق كان ومازال رهين التحديات والظروف القاسية...فهو واعني العراق يعيش في مخاض دائم مع قسوة تلك الظروف واستمراريتها لاسيما في السنوات الأخيرة حيث الحروب والصراعات الطويلة الأمد والاحتلال وافرازاته والديمقراطية الفتية المزيفة وما صاحبها من حكومات عرفت بالفساد وفشلت في أدارة البلاد ..والكل يعرف ان تلك الظروف عادة ما تكون ارضا خصبة لتنامي الخيبة والأحباط..أن (لا خلاص .. لا أمل ..لا راحة .. لا أمان ..لا ..لا ).فتتنامى بذالك تلك النظرة التشاؤمية أكثر فترى حياة هؤلاء فيها من القلق والتعب والالم الكثير نقيض الطرف الآخر الذي ممكن أن يخطو خطوة واحدة وناجحة تجعله سعيدا وتكون له بمثابة طوق نجاة يستند عليها ليسير قدما الى الأمام غير مبالي بما يجري حوله ليس لانه عديم الأحساس أو الشعور بالمسؤولية أو انه مجرد من الحس الوطتي والانتماء.. لا...بل لانه متسلح من الداخل بايمان قوي ( ليس المقصود هنا دافع الدين فحسب ) لا بل انه يؤمن إيمان كلي انه مهما تأثر وتالم فإنه لن يغير من الواقع شيئا....ربما يحاول او يسعى جاهدا للتغير شأنه شأن الآخرين لكن ان لم يحدث هذا ليست النهاية عنده فتراه سرعان ما ينتفض ويمارس حياته بشكل طبيعي تاركا وراء ظهره كثرة التفكير والترقب والقهر....انا بالتأكيد لست متبحرة بهذا المجال .فأصحاب الشأن وذوو الاختصاص بعلم الاجتماع هم من لهم اليد الطولى في التحدث بهذه الامور وتوضبحها أكثر ....لكنه رأيي الشخصي أطرحه من خلال تجربتي المتواضعة ومعايشتي لمن حولي...وليس بالضرورة أن يكون صحيحا...لكني بصدق أتمنى أن يتحرر الجميع من التشاؤم مع اني اتحفظ ولست اشك في سرعة تحقيق هذا والسبب هو العالم الذي نعيشه من حولنا والمزدحم أبدا بل الملغوم بكثرة المشاكل والتحديات حيث أصبح يومنا الذي يمر أشد ثقلا من قبله وبالتالي لايمكن وفق هذه المعطيات أن يتحرر الإنسان من الأحباط إلا بتغير هذا الواقع المزي الذي نحن عليه .. وهذا لا يحدث بين ليلة وضحاها فهناك المزيد من الوقت...إذن لابد ...بل صار لزاما على أصحاب هذه الرؤيا أن يتعاملوا مع الواقع كما هو وينظروا الى نصف الكاس المملوء أيضا ..ولنبدأ بتغير نظرتنا للامور من محاولات بسبطة أولها الإيمان بالأمر الواقع والتعايش معه بكل ما فيه من متناقضات.... ربما البداية صعبة لكن الثبات والعزيمة والإصرار كل هذه العوامل تجعلنا نؤمن جميعا أن الحياة بما فيها من المر فيها الحلو ايضا ...وربما الحلو اكثر ...ومهما بها من سيئات وحواجز ومطبات لابد أن يكون هناك شيء من الق وجمال و بصيص من أمل ...نور قد ينبعث من بين الركام يستطيع من خلاله المرء أن يعبر النفق ويواصل السير قدما إلى الأمام ليصل ضالته الا وهي الراحة والرضا والسعادة والأمااان ... فبغير الأمل لا ...ولن يحيى الإنساااان !!
#زهور_العتابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار قصير جدا ....
-
قصة قصيرة في حوار .... .
-
حوار أقرب من كونه قصة قصيرة ....
-
ماذا سيكون شكل الحكومة القادمة !؟ وهل ستحقق حلم العراقيين با
...
-
امرأة في كلمات ....بعيدا عن المدح والأنا
-
لا راحة... بعد الذي رحل !!
-
موقف الحكومة العراقية من قضية الساعة ( مقتل الخاشقجي )
-
الطفولة الجميلة تبقى أبدا محفورة بالذاكرة !!!
-
مرة أخرى ....صديقتي الراحلة
-
صديقتي الراحلة .....
-
الطفولة في ظل حكومة ديمقراطية !!!
-
الصحبة النقية.....
-
جدحَة من امل !!!
-
يَدنيا.....ليش !؟
-
ياله من شَجن !!!
-
شكرا للصُدفة !!
-
ااااسف ....!!
-
انشودة الصدفة !!!
-
متى ينتهي الوَجع ؟
-
ومِن الآراءِ مايُحبِط !!!
المزيد.....
-
ثبتها الــــآن .. تردد قناة ناشونال جيوجرفيك لأعظم الأفلام ا
...
-
الفائزة بنوبل للآداب هان كانغ: لن أحتفل والناس يقتلون كل يوم
...
-
علاء عبد الفتاح: الناشط المصري يتقاسم جائزة -بن بنتر- الأدبي
...
-
اعلان 1 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 167 مترجمة Kurulu? Osma
...
-
-مندوب الليل- يحصد جائزة الوهر الذهبي واحتفاء بالسينما الفلس
...
-
عفيف: من المؤسف ان بعض وسائل الاعلام في لبنان تصدق الرواية ا
...
-
روسيا تسلم سوريا قطعا أثرية اكتشفها الجيش الروسي في تدمر
-
الإمارات العربية إلى جانب 6 دول أخرى تشارك في مهرجان -أسبوع
...
-
دور قبائل شرق ليبيا في الحرب العالمية الثانية
-
الاستشراق البدوي.. الأساطير المؤسسة لرؤية الغرب للشرق
المزيد.....
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
-
الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال
...
/ السيد حافظ
-
والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
المزيد.....
|