أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه رشيد - الاحتفاء بالمسرح العربي














المزيد.....

الاحتفاء بالمسرح العربي


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6059 - 2018 / 11 / 20 - 17:49
المحور: الادب والفن
    


هجرة الكفاءات العربية لم تقتصر على الكوادر العلمية والأكاديمية فقط، بل تعدت ذلك لتشمل كفاءات ثقافية وفنية. وكانت أولى الهجرات الثقافية والادبية الجماعية من حصة العراق في مطلع ثمانينيات القرن الماضي بسبب السياسة التعسفية للنظام السابق! حيث اضطر المئات من رموز الثقافة العراقية للهروب من وطنهم والتواجد في مختلف البلدان، وفيهم من رحل عنا دون ان تتكحل عيونه بمرأى الوطن! الجواهري وشمران الياسري وبلند الحيدري ومنذر حلمي وخليل شوقي وعشرات غيرهم، وما زالت البقية تنشط في منافيها القسرية.
ولم تقتصر الهجرة، جماعية كانت أو فردية،على العراق فحسب بل شملت كل أرجاء الوطن العربي، كل حسب ظروفه ومنطلقاته.
وها هي المانيا تحتفي خلال الايام القادمة بالمسرح العربي وبالضبط يومي 20 و21 من هذا الشهر، وتحديدا في مدينة هانوفر من خلال التنسيق بين الهيئة العربية للمسرح ( الهيئة التي تُنظّم منذ 2008 مهرجانات مسرحية عربية في مختلف عواصم الوطن العربي) ومسرح " البافيون "، وهو مركز تقافي الماني يهتم بتقافات العالم  ومنها المسرح، والمسؤول عن النشاطات المسرحية في هذا المركز هو الفنان المغربي المغترب في المانيا " فتاح ديوري " الذي أجاب لنا عن سبب إقامة مثل هكذا عروض قائلا : " يهدف المنظمون ببرمجة العرض في إطار التعريف بالثقافة العربية في المانيا وخلق لقاء للجالية العربية المقيمة بالمانيا حول مائدة فنية عربية، 
كما سيتم توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين مسرح البافيون والهيئة العربية للمسرح".
أما الأعمال المسرحية التي سيجري الاحتفاء بها في هانوفر فاحداها لفنان فلسطييني منفي منذ أكثر من خمسة عقود! والعمل الآخر لفرقة مغربية حصدت الاعجاب والجوائز أينما حلت.

سأموت في المنفى!
عنوان مسرحي صادم لمنفي يتوق العودة لموطنه الأول، بل إنه يحلم بالعودة كل يوم وكل ساعة، ورغم ذلك يقول " سأموت في المنفى" التي خط كلماتها وحواراتها الكاتب والممثل والمخرج غنام غنام، الفنان الفلسطيني المولد والروح والذي أجبر على المنفى منذ عقود عديدة، ها هو يحاول العودة من خلال عمله المسرحي الذي تشم منه كل زوايا الوطن وما تحمله من ذكريات عبقة، ما زالت طرية في روح وقلب هذا المنفي!
الفنان غنام غنام مولع بمسرح "الجلسة" الذي نظر وقدم له مجموعة من الأعمال المسرحية حيث يشبه الراوي فيها "حكواتي" ايام زمان! أما المتفرج في هذه المسرحية فهو مشاهد إيجابي يساهم بالحدث ويتبادل الحوار مع البطل، حيث يجلس المتفرجون  في حلقة دائرية تحيط بالممثل الواحد - المتعدد! وقدم غنام  مجموعة من الأعمال المسرحية تصب في هذا المنحى، مسرح الجلسة.

وفي "ساموت في المنفى" يوضح غنام لجمهوره ما يلي: " العرض باختصار 2 D  ، يعني بعدين.. أنا و أنتم و الحكاية حكايتنا، صحيح أنها من السجل الشخصي، لكنها نموذج لحكايات فلسطينية كثيرة، و إن شعر أحدكم أنه يريد أن يغني معي إن غنيت، فليفعل دون حرج.. أنتم جزء أساس في العرض".
ورغم أن البطل فلسطيني الذاكرة إلا أن المسرحية يمكن أن يتفاعل معها اي منفي أو أي مغترب قسرا أو طوعا من اي بلد كان!  فها هو المؤلف يقتبس ،لمسرحيته، من الشاعر محمود درويش كلمات تؤطر المنفى بمعناه الكوني الشامل
"أنا من هناك. ولي ذكريات، ولدت كما تولد الناس، لي والدة وبيت كثير النوافذ، لي أخوة، أصدقاء، وسجن بنافذة واحدة.ولي موجة خطفتها النوارس. لي مشهدي الخاص، لي عشبة زائدة ولي قمر في أقاصي الكلام, ورزق الطيور, وزيتونة خالدة.
مررت على الارض قبل مرور السيوف على جسد حولوه الى مائدة، أنا من هناك.أعيد السماء الى أمها حين تبكي السماء على أمها. وأبكي لتعرفني غيمة عائدة.
تعلمت كل كلام يليق بمحكمة الدم كي أكسر القاعدة، تعلمت كل الكلام, وفككته كي أركب مفردة واحدة هي الوطن".
سأموت في المنفى عمل مسرحي بجهود فردية جدير بالاحتفاء والتكريم.

ليلة القدر مسرحيا
"ليلة القدر" واحدة من الروايات الشهيرة للكاتب طاهر بن جلون، وقد عكف على تعريبها واعدادها للمسرح الاستاذ محمد الشركي مطلقا عليها اسما جديدا "صولو" وتبنت إنتاج هذا العمل المسرحي فرقة " اكون " المغربية للثقافة والفنون، واسندت إخراج المسرحية للفنان محمد الحر، الذي أختار لبطولتها كل من: آمال بن جدو وسعيد الهراسي وجميلة الهوني وهدى زبيد ومحمد ابا صالح ومحمد عسيلة وصلاح مقرة.
تتناول المسرحية بشكل أساسي الحرية الشخصية باعتبارها حق مصون، وخاصة بالنسبة للمرأة، التي تعاني من اضطهاد مزدوج ومتعدد الاطراف، ففي الإرث لها نصف حق الذكر، وشهادتها لا تقبل في المحاكم، وتعامل كناقصة عقل، بينما أثبتت التجارب بأن تماسك للعائلة وبناء المجتمع يتوقف على المرأة، ولولاها لتحولت حياتنا إلى صحراء جدباء لا ينفع معها لا ماء ولا سماء!
وتتعرض المسرحية ( بلغة مباشرة تقترب من السهل الممتنع) لمشاكل الانثى اليومية ومنها ختان البنات المنتشر في المغرب وفي مصر. تميزت المسرحية بجراة طرح العديد من القضايا التي تعني المرأة كأنثى.
واستطاع المخرج توظيف كل المؤثرات المسرحية من ديكور وانارة وأزياء من اجل ان يدفع بالمسارات الدرامية إلى الطرح المباشر المبدع، ولكن دون السقوط بسطحية الطرح!
وعن سبب اختيار هذه المسرحية لعرضها في احتفالية المسرح العربي في هانوفر،أجاب الفنان ديوري "  المسرحية المغربية ” صولو ” فازت بمرتبة الأفضل في مهرجان المسرح العربي الذي أقامته الهيئة العربية للمسرح في تونس العام الماضي.هذا وقد سبق وان فازت هذه المسرحية بجائزتين في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج المسرحية وهي جائزة أفضل ممثلة لآمال بن جدو مناصفة مع الممثلة السورية نوار يوسف وجائزة أفضل ممثل لسعيد هراسي مناصفة مع الممثل السوري سامر عمران .
وحصدت هذه المسرحية أيضا مجمل الجوائز في الدورة الأخيرة لمهرجان المسرح الوطني بتطوان بالمغرب. ولأن موضوعها انساني وينتصر للمرأة بشكل صادق وحقيقي، لذلك وقع الاختيار عليها".



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توافق الكتل ومستقبل العراق!
- مهرجان الصحافة العراقية
- التخطيط لاستعادة ستراتيجية المسرح العربي
- الخصخصة تزيد القيظ لهيبا!
- احفاد 14 تموز!
- الرياضي العضوي والفنان الملتزم!
- احتراق الاقنعة!
- الماء والخضراء والكهرباء!
- جدوى ساحة التحرير)
- مع من سائرون؟!
- من ينتصر ل فلانة؟!
- الفساد مبكرا!
- نموذج المصالحة المجتمعية!
- حكومات تستحي!
- الشراكة وضرورة المعارضة!
- من يصلح ان يكون نقيبا؟!
- جواد الاسدي ودروسه الجديد!
- الفنان الكبير الراحل طه سالم
- على مشارف التسعين!
- مهرجان الأغنية الريفية واغاني الأصالة والهور والقصب


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه رشيد - الاحتفاء بالمسرح العربي