أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الله أكبر... الفيل أبو زلّومة يعتنق الإسلام













المزيد.....

الله أكبر... الفيل أبو زلّومة يعتنق الإسلام


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 01:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله أكبر... الفيل أبو زلّومة يعتنق الإسلام
.
آلاف المشاهير في العالم الغربي يغيّرون أديانهم كلّ يوم، فقد تجد أحدهم قد أصبح اليوم بوذيّا ثمّ إعتنق الهندوسيّة أو أيّ دين آخر بعد أيّام. فالأمر عاديّ جدّا ولا يهمّ أحدًا على الإطلاق. مجرّد حرّيّة شخصيّة وتجارب يقوم بها النّاس بصفة عاديّة جدّا ولا تثير في أغلب الأحيان إهتمام أحدٍ حتّى تجعل منها وسائلُ الإعلام خبرًا تتداوله وتبحثُ في خفاياه وتملأ بتفاصيله صفحاتها ومساحات البثّ لديها.
.
هذا في الغرب، حيثُ الدّين شيء شخصيّ، لا يختلف عن الأكل والشّرب واللّباس. لكن في بلاد السّرطان الإسلامي، حيثُ العقليّات المتخلّفة والمتحجّرة، يُصبحُ الدّين أشبه بقضيّة رأي عام أو قضيّة أمن قومي، يهتمّ به المجتمع وتُذاعُ حوله الأخبار ويتقصّى النّاس تفاصيله ويُلاحقون صاحبه وتتدخّلُ فيه الدّولة بأجهزتها وأعوانها... فيكفي أن يُقال أنّ أحدهم ترك الإسلام، ولو دون دليل ودون شهادة واضحة منه هو شخصيّا، حتّى تقوم الدّنيا ولا تقعد، وقد يحوّلون حياته إلى جحيم، فترى الشّيوخ الجهلة في المساجد يتحدّثون عنه ويُكفّرونه وقد يصلُ الأمر إلى تدخّل أحد مغسولي الدّماغ لقتله "في سبيل الله" و"نُصرةً لدين الله" (هذا الله العاجز عن فعل أيّ شيء)، وفي أحسن الحالات قد تتدخّل الدّولة نفسها في المسألة فتسجن المعني بالأمر أو تحكم بجلده أو بقتله، كما هو الحال في دول كالمسلخة العربيّة السّعوديّة أو باكستان أو السّودان أو أفغانستان أو مصر.
.
وقد أثيرت ضجّة في الأيّام الأخيرة الماضية موضوعها "مغنية إيرلندية شهيرة تعتنق الإسلام"، وقد رأيتُ الخبر على مئات الصّفحات والمواقع وخصّصت بعض القنوات مساحات لنقل هذا الخبر وكأنّه خبر هامّ ومصيري وتعدّدت مقاطع الفيديو على اليوتيوب حول هذا الأمر. مغنّية إيرلنديّة تسمّى "شينيد أوكونور" (Sinéad O Connor)، عمرها 51 عامًا، تركت المسيحيّة الكاثوليكيّة وتحوّلت إلى الإسلام وغيّرت إسمها لتصبح "شُهداء دافيت" (Shuhada Davitt)...
.
وعلى سبيل المثال، هذا نصّ الخبر كما ورد على صفحات موقع "الجزيرة.نت" في مقال منشور بتاريخ 26 أكتوبر 2018:
"أعلنت المغنية العالمية الشهيرة الإيرلندية سينيد أوكونور مساء أمس الخميس، اعتناقها الدين الإسلامي وتغيير اسمها إلى "شهداء دافيد". وبحسب صحيفة "إيريش بوست" الإيرلندية، فإن أوكونور أعلنت عبر حسابها على تويتر تخليها عن المسيحية الكاثوليكية واعتناقها الإسلام. وقالت أوكونور في منشورها "أفخر باعتناقي الإسلام.. هذه النتيجة الطبيعية التي يمكن أن يتوصل إليها أي عالم بالأمور الدينية.. جميع الكتب المقدسة تقود إلى الإسلام الذي يجعل جميع الكتب المقدسة الأخرى غير ضرورية". وأكدت أوكونور (51 عاما) أنها ستغيّر اسمها عقب اعتناقها الإسلام إلى "شهداء دافيد"، ونشرت عبر حسابها الجديد الذي افتتحته باسمها الجديد "شهداء دافيد" (Shuhada Davitt) صورة لها وهي ترتدي الحجاب. ووضعت المغنية الإيرلندية مكان صورتها الشخصية في حسابها عبارة "فقط افعلها" (Just Do It) التي تستخدمها إحدى شركات الملابس الرياضية الأميركية الشهيرة، وفوقها عبارة "ارتدي الحجاب". ونشرت أوكونور صورتها مع الحجاب مرفقة بعبارة "سعيدة"، كما نشرت فيديو وهي تردد الأذان. تجدر الإشارة إلى أن أوكونور اعتنقت المسيحية الكاثوليكية في تسعينيات القرن الماضي، وغيرت اسمها إلى "مجدة دافيد"."
.
ولي في هذا الصّدد بعض الأسئلة:
- ما وزنُ هذه المغنّية أصلًا لتصنع أيّ فارق بإنتقالها من حظيرة أيّ دين إلى حظيرة الإسلام؟ أم أنّ المهمّ بالنّسبة للإسلام هو أعداد الملتحقين بمستنقعه، لأنّ المعتوه الأوّل قال لهم أنّه سيباهي بأعدادهم الأمم، ولا يهمّ أصلًا أن تكون لهؤلاء الأتباع قيمة أو أن يكون لهم نفعٌ؟ ثمّ أيّ نفعٍ يمكن أن يحصل لأيّ دين، حتّى لو إفترضنا أنّ ألبرت أينشتاين أو ستيفن هوكينغ هما اللذان إعتنقاه؟ الأديان، بكلّ أنواعها، معتقداتٌ خرافيّة متحجّرة ولا أدلّة عليها ولا تقبلُ التّطوير ولا التّحديث في أصولها العقائديّة، فما نفعُ أن يعتنقها شخصٌ نكرةٌ أو شخصٌ مشهورٌ أو حتّى ملكة بريطانيا؟
- ما الذي تعرفه هذه المغنّية عن الإسلام؟ هل قرأت القرآن وفهمته فعلًا؟ وكيف فهمته في حين أنّ مفسّري هذا الكتاب أنفسهم قضوا أربعة عشر قرنًا وهم يتخبّطون في تفسيره وتأويله حتّى أنّك تجدُ في تفسير الكثير من الآيات آراء متناقضة لا يمكن أن تلتقي إلّا في عقلٍ مختلٍّ؟ وكيف فهمته والمفسّرون مختلفون فيما بينهم وكلّ منهم يضربُ في إتّجاه ويعتقد أنّه أتى بما لم يأتِ به غيره؟ وإلى اليوم يتواصلُ التّخبّط والإختلاف.
- هل فهمت المغنّية معنى الجزية والسّبي وملك اليمين والإختلال في الحقوق بين الرّجل والمرأة وبين المسلم وغير المسلم؟ وهل توافق على كلّ تلك الإختلافات والإختلالات؟ هل فهمت عقيدة الولاء والبراء القرآنيّة؟ هل ستتبرّأ من عائلتها وجيرانها وأصدقائها غير المسلمين أم أنّها ستتبعُ نهج النّفاق الإسلامي في قول الشّيء وإضمار عكسه؟ وهل ستواصلُ العيش في دولة كافرة كإيرلندا أم أنّها ستتّجه إلى دولة مسلمة مثل مسلخة آل سعود لتنعم فيها بالإسلام بين أمثالها من المسلمين؟ قد فاتتها فرصة الإلتحاق بدولة الخلافة بعد تشتّت شمل صعاليك وإرهابيّي الدّولة الإسلاميّة المسمّاة داعش، لكن لا مشكلة، هناك أمثلة كثيرة قريبة منها ومن همجيّتها ويمكنها الإلتحاق بها بكلّ سهولة.
- وما الذي تعرفه عن أحكام الإسلام بخصوص الغناء والموسيقى؟ هل أعلموها أنّ الإسلام يكره الفنّ والغناء والموسيقى أم أنّهم أخفوا عنها هذا الأمر؟ وهل ستواصلُ الغناء أم ستعتزل؟ وهل أعلموها أنّ صوت المرأة عورة في الإسلام وأنّ رفعها لصوتها بالكلام فقط حرامٌ، فما بالك بأن ترفع عقيرتها لتُغنّي الأذان، كما رأيناها تفعلُ في المقطع الذي بثّتهُ قناة "أورينت" الفضائيّة؟ أليس ما فعلته في المقطع من غناء نداء الأذان حرامًا بكلّ مقاييس الإسلام؟ أم أنّها ستأخذ من الإسلام ما تريد وما يعجبها وترمي بالبقيّة في مزبلة التّاريخ، كأنّه غير موجود؟
- أمّا بخصوص من سيحدّثوننا من منطلق أنّ إعتناق هذه المغنّية للإسلام هو حرّيّة شخصيّة وسيهاجمونني قائلين أنّي متناقضٌ، أدافعُ عن الحرّيّة حين يتعلّق الأمر بالخروج من الإسلام وأنزع هذا الحقّ عمّن "إختار" أن يكون مسلمًا، فالأمر سهلٌ وبسيط. إذا كنتم "تؤمنون" فعلًا بالحرّيّة كاملة غير منقوصة، فيجب أن تُدافعوا عن حقّ أيّ شخصٍ في الخروج من حظيرة الإسلام وفي أن يكون مسيحيّا أو هندوسيّا أو حتّى ملحدًا. فهل أنتم "تؤمنون" بذلك وهل أنتم مستعدّون للدّفاع عن حقوق الملحدين؟ الحقّ حقّ والحرّيّة ككلّ المقاييس إمّا أن تنسحب على كلّ المجالات المرتبطة بها وإمّا أن تُسحب من الكلّ. وحديثكم كمسلمين عن الحريّة الشّخصيّة ليس سوى حجّة بليدة وتافهة تسعون من خلالها لإسكات الآخرين، خاصّة حين تكون معرفتهم عن الإسلام سطحيّة أو قدراتهم على التّحليل والتّفكيك والمقارنة محدودة... فلستُ أنا المتناقض بل أنتم المنافقون، لأنّكم لا تعترفون بحقّ وحرّيّة الإنسان في تغيير دينه إلّا في إتّجاه واحد، أمّا بقيّة الإتّجاهات فهي غير موجودة لديكم ولا تعترفون بها أصلًا. وأنتم، في داخل الحظيرة الإسلاميّة نفسها، لا تقبلون أن يتحوّل مسلمُ سنّي إلى المذهب الشّيعي أو أن ينتقل مسلمٌ شيعي إلى الجانب السّنّي، ولا تعترفون بحرّيّته في ذلك، رغم أنّه باقٍ في نفس الحظيرة، فلا تكذبوا علينا بخرافة تقبّلكم لحرّيّة الإنسان في تغيير دينه في المطلق.
.
أرجو من المطبّلين لمثل هذه الأخبار التّافهة أن يحاولوا التّفكير قليلًا في هذه الأسئلة ويُعطونا أجوبة مقنعة بخصوصها. هذا إذا إستطاعوا التّفكير أصلًا.
.
-----------------------------
الهوامش:
1.. الخبر على موقع "الجزيرة.نت":
https://goo.gl/W5fNPA
2.. مقطع فيديو عن الموضوع من قناة "أورينت" الفضائيّة:
https://goo.gl/rYUVaK
3.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://ahewar.over-blog.com
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
4.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
5.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهابُ أصلٌ من أصول الإسلام، شئتم أم أبيتم
- رماد الزّمن (رواية) - ج2
- رماد الزّمن (رواية) - ج1
- خواطر لمن يعقلون – ج134
- رسالةٌ إليها...
- سوقُ الآلهة
- إله نفسي
- خواطر لمن يعقلون – ج133
- خواطر لمن يعقلون – ج132
- قبل النّهاية
- عزيزي المسلم، كيف تحفظُ الإسلام من الإساءة والسّخرية؟
- عصفورة العشق
- إلى قاسم كافي: شيء جميل أن تزُور إسرائيل، والتّطبيع ليس جريم ...
- خواطر... خواطر...
- خواطر متفرّقة
- تحليل لمقال هويدا صالح -في كراهية خطابات الصهاينة العرب. يوس ...
- خواطر متفرّقة حول فلسطين وأشياء أخرى
- فلسطين: وتتواصلُ الخرافة وتتمدّد
- في الحديث عن خرافات فلسطين
- من الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق؟ اللورد بلفور أم الرئيس ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الله أكبر... الفيل أبو زلّومة يعتنق الإسلام