أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن حاتم المذكور - زرعوا الثقة ويحصدون الريبة














المزيد.....

زرعوا الثقة ويحصدون الريبة


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 09:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في 15 / 12 / 2005 , خرج العراقيون بكامل همتهم وشيمتهم معتصمين بحبل ارادتهم وافاق مستقبلهم وفي حالة من التحدي لكل الأحتالات السيئة والمخاطر المتربصـة وصلوا الى صناديق الأقتـــراع ووضعوا اصواتهم وثقتهم امانة في اعناق من اعتقدوهم ممثلين لهم ’ وعادوا الى بيوتهم فخورين مبتهجين بما انجزوه من خطوة هامة على طريق الحريات الديموقراطية والمستقبل الموعود ’ وتركوا الأنجاز الأسهل على ذمة الطبقة السياسية المتصدرة وفي المقدمة تشكيل الحكومة .
بعد الأعلان عن عن النتائج غير النهائية للأنتخابات’ عرف البعض ان ارادة الجماهير لا تجري بما تشتهي مخيلتهم في الحصول على الأغلبية الساحقة داخل المجلس الوطني ’ انقلبوا على ذاتهم ( على البطانة ) وتنكروا لأدعاءاتهم بالألتزام في الديموقراطية وحكم صناديق الأقتراع’ وبهوس منفلت افتعلوا ضجة تزوير الأنتخابات ’ طبلوا وهرجوا واستنجدوا كالعادة بالدول والمنظمات العربيــــة والأسلامية والدولية’ واستدعوا هيئة للتدقيق وتقصي الحقائق ’ وكان ذلك البداية الأسواء للأزمة’ وبعد هدوء العاصفة وهبوط بالون الضغوط والأبتزاز ومحاولة تشويه العملية الأنتخابية ’استبشر الناس خيراً ومن دون ان يعلموا ان هناك عاصفة اكثر شراسة تدور داخل اروقة الأئتلاف الموحد وصراعات مريرة حول من يستحوذ على كرسي رئاسة الوزراء .
كان الدكتور ابراهيم الجعفري ماسكاً به بأستماتة مصراً على ان يدخل التاريخ رمزاً جديداً حتى ولو من ابوابه الخلفية وعلى اكتاف ملثمي التيار الصدري ’ وبعد ان افرجها الله عليه بنسبة هزيلة وعبر الناس عن تفائلهم الحذر تفجرت زوبعة الرئيس مام جلال هجينة بأغبرة منظمة مرام وقذارات الواجهات البعثية الأخرى’ مام جلال يطالب بصلاحيات اضافية يتجاوز فيها على الدستور والأعراف الديموقراطية’ يلعب في اوراق غيره ويطمح بما لا يستوعبه حجمه محاولاً اختزال العراق الى اقليم تحت ابطــه’ الواجهات البعثية لعبت بدهاء على حبال تناقضات معارضي الأمس وسارقي سلطتها ’ رئيس جمهورية اقليم كردستان الصديقة دخل على خط الأزمة فوضع ستارها على الأستحقاق الأنتخابي وخنق تحته الأنجازات المتواضعة للتوجه الديموقراطي فطرح على على سطح الأزمة وبقوة مشروعة للحل والعقد والأستحقاق الوطني ثم مجلس الأمن الوطني , ثم .. ثم والحبل على الجرار ’ واصبحت مفردات احترام الحق الأنتخابي والألتزام بالدستور واولويات الديموقراطية متهمة بالتآمر على مشروع حكومة الوحدة الوطنية ومهددة للأمن والأستقرار وسبباً لأستمرار النزيف العراقي .
مرام والواجهات البعثية ومنظمات الموت اليومي تواصل العمل لرفع الحواجز النفسية والقانونية وردود افعال الضحايا واوجاع الذاكرة عن طريق عودة جمهورية البعث الثالثة مستنفرة تحت عنف شعار ( لو احنه .. لو موش انتم ) .
اختلطت الأوراق ببعضها واصبحت عصية على الفرز ’ ارتفعت الأوراق الحمراء طائفية وقومية وعنصرية ’ اسلامية وعلمانية’ بعثية ويسارية ديموقراطية’ محلية ومستوردة تلغي بعضها الآخر وجميعها دون استثناء مصبوغة بالدم العراقي المهدور بلا ثمن والمقتول بلا متهم .
اقتنع الشعب العراقي على ان ثقته وضعت في غير محلها واصواته فقدت قيمتها ومعناها ’ وهو الآن يدفع ضريبة غلطته ويعلم : حتى ولو تشكلت حكومة ما من داخل تلك الأجواء الموبؤة والنوايا الملثمة ستكون بالتأكيد مشوهة عاجزة مصابة بعاهات الدوافع المشبوهة’ او تولد غير قابلة على الحياة .
شعب مظلوم .. يدفع دمه وحاضره ومستقبله ثمناً لجريمة الخداع والتجهيل والأستغفال الشامل’ يزرع ثقته في سباخ العملية السياسية البائسة وينتظر .
ــ هل امل من الذين سرقوا اصواته واستهتروا بثقته والتفوا على انجازات ديموقراطيته الفتية وهربوا ثرواته والشحيح المتبقي من ارزاقه ... ؟
ــ هل ثمة امل من اولائك الذين تكدسوا في سفينة نجاة المنطقة الخضراء يتفرجون على اعادة قتل الشهداء عندما صافحوا جلادي الأمس وتصالحوا معهم وتسامروا على وسادة المآساة العراقية ... ؟
ــ وهل من امل تبقى للناس بعد ان حصدوا الريبة والخيبة والدمار الشامل للأنتكاسة ... ؟
ــ هل من بقايا امل ... ؟
اسألة موجعة عابثة محيرة لا يملك الناس غيرها بعد ان فقدوا صبرهم وخيوط مستقبلهم ولم يتبقى عندهم سواها .. رصاصات آخيرة يطلقونها بأتجاه الريبة القاتلة داخل المنطقة الخضراء ’ من دون ان يتنتظروا اجوبة ممن لا يمتلكونها .
ايها الوطن الجميل .. اعطيت ما تملك ويسرقون منك القليل المتبقي ... لا يوجد من يستحق دموعك وحزنك’ توقف عن زراعة الثقة في سباخ المخصيين ثم حصاد الريبة والخيبة والندم العقيم .
26/ 03 / 2006 [email protected]




#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأي والرأي الآخر في غرفة البرلمان العراقي
- من اسواء من ... ؟
- الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .
- حلبجة : شهيدة المدن العراقية
- بين بؤس الواقع وانتظار البديل
- انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
- الحالة العراقية : الى اين ... ؟
- لا تموتو من اجل الفطائس .
- لا ... لاتقاتلو الوطن..
- متى سنقول للقتلة .. كش مات .
- العراقيون : حزن ثقيل وخواطر مكسورة
- اللعبة القادمة
- في بيتكم ملثم ...
- يعينك الله يا عراق
- عبد الكريم كل القلوب تهواك
- ديموقراطية بيان رقم 1
- الحزب الشيوعي العراقي: نصيحة ومودةٌ.
- الفيحاء : نجمة في ليل محنتنا
- اعترافات عراقيي الخارج
- حصار الأحتلال والموت والقوائم الفائزة


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي بعد إعلان إحباط مؤامرة ...
- الرئيس الصيني يعتبر زيارة المجر فرصة لنقل الشراكة الاستراتيج ...
- جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة -الفصل العنصري الإ ...
- الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس
- بعد اكتشاف بقايا فئران.. سحب 100 ألف علبة من شرائح الخبز في ...
- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن حاتم المذكور - زرعوا الثقة ويحصدون الريبة