أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - تعطيل قانون حظر التدخين, لماذا؟















المزيد.....

تعطيل قانون حظر التدخين, لماذا؟


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5883 - 2018 / 5 / 25 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعطيل قانون حظر التدخين, لماذا؟

الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

كلما ذكر التدخين تذكرنا معاناة الناس المستمرة وبشكل يومي, بفعل السلوك الوقح للبعض, عبر التدخين في الأماكن العامة, وخصوصا داخل الباص, في زمن مات فيه الضمير! واضمحلت فيه القيم الأخلاقية, ومع غياب الردع! فالفعل عبارة عن تجاوز على حق الآخرين, وقد تم تشريع قانون يحظر التدخين في الأماكن العامة, لكن ولد هذا القانون ميتاَ, لتواجد حكومة فاسدة وضعيفة, تقوم بتفعيل فقط القوانين التي تهمها وتدر عليها الربح, إما القوانين التي لا تنفعها وتكون موجه بالكامل لمصلحة المواطنين فلا تهتم بتطبيقها, وتتساهل مع الجناة.
بعد أن شاهدت الرفض الجماهيري للطبقة السياسية, عمدت لتشريع قوانين تهم الناس, في حملة الحكومة لزرع الثقة مع الناس, فأصدرت الحكومة العراقية قانون منع التدخين في الأماكن العامة, لكنها فشلت في تطبيقه بسبب فساد أجهزتها وضعف إرادتها, وعدم قدرتها على وضع واقعية للتطبيق, بل والاهم عدم جديتها في تنفيذه, مما جعلها أضحوكة للعالم, فهي تطبق القوانين التي تضغط على الشعب العراقي فقط! مثل قانون الاستقطاع من رواتب الموظفين, حيث طبق بسرعة كبيرة, إما قانون يسهم في حفظ كرامة العراقي فلا تهتم الحكومة العزيزة بتطبيقه! ببساطة لأنها لا تهتم لكرامة العراقي.
عندما يعود الناس من زيارة المراقد الدينية في إيران, يحدثونا بتعجب عن تطور مجتمع إيران والدولة هناك, نتيجة التطبيق الصارم للقوانين, ومنها حظر التدخين في الأماكن العامة, حتى يجعلنا نعتقد إن إيران لا يوجد فيها مدخنين, وكذلك الأردن ولبنان ودول الخليج, كلها تطبق القوانين لتحفظ كرامة المواطن, فقط في العراق تتمسك الحكومة بالخطيئة, بل البعض يعتبر التدخين مكمل للرجولة, في نظرة مريضة ومقلوبة لمعنى الرجولة.
التقيت ببعض المواطنين, ودار الحديث حول قضية التدخين في الأماكن العامة, وأسباب استمرار المشكلة, مع إن الدولة شرعت قانون عرف ب" قانون حظر التدخين في الأماكن العامة", فكان حديث طويل ومحزن, وكانت هذه الآراء:

● محنتنا مع دخان المدخنين لا تنتهي
يقول المواطن أزهر العبادي (طالب جامعي): كل يوم عندما اصعد الكية متجها نحو الباب المعظم نجد بعض الركاب يدخنون, وإذا طلبنا منهم التوقف لأنه يزعجنا, فان بعضهم يرفض ويصر, لا بل إن الآخرين يساندوه ويشجبون طلبنا, فعلينا إن نملئ جوفنا من دخان المدخنين, وكثيرا ما تشاجرنا, والى إن مللنا وأصبحنا نتقبل الواقع, لأنه لا يتغير, فالحكومة جبانة وتخاف تطبيق قانونها, لأنها اضعف من إن تمنع مدخن, فكيف نتصور أنها قادرة على حل أزمات البلد, وهذا دليل فاضح على كذب كل وعود الطبقة الحاكمة.

● التدخين سببه ضعف الدولة
أما المواطن عبد الحميد ألبياتي (من سكنة منطقة بغداد الجديدة) فيقول: التدخين في الأماكن العامة حالة اختفت في اغلب دول الجوار فقط نجدها باقية في العراق والسبب ضعف السلطة التنفيذية المسؤولة عن تنفيذ القوانين, لذلك مازال العراقيون يعانون من تجاوزات المدخنين خصوصا في وسائل النقل, وتزداد المحنة في شهر رمضان, الحقيقة نتمنى إن تنتبه الحكومة الى أهمية هذه القوانين, التي تحفظ حقوق المواطنين من التجاوز عليها, فالسكوت الحكومي هو نوع من المشاركة بالتجاوز على حقوق المواطن.

● لم توضع إلية لفرض القانون
والتقينا بالست فريدة.ث (وهي موظفة حكومية), وسألناها عن موضوع التدخين فقالت: دخان المدخنين اكبر همومنا اليومية, ففي الوظيفة اغلب الموظفين مدخنين, وحتى المراجعين, وعندما نطلب منهم الكف عن التدخين يضحكون ويستهزئون, وحتى عندما نقدم طلب للإدارة لتفعيل قانون منع التدخين في الدوائر بحسب كتاب سابق من رئاسة الوزراء فيضحكون ولا يهتمون, لقد وضع القانون ولم توضع إلية لفرضه! مما جعل التجاوزات من قبل المدخنين مستمرة والى اليوم.

● السلطة الحالية وتطبيق منهج صدام بالحكم
وحول الموضوع سئلنا الأستاذ فاضل الكناني عن رأيه فقال: الحكومات المتعاقبة هي السبب في كل ما يحصل في المجتمع من فوضى, فهل عمدت بشكل مستمر على تغييب قانون العقوبات والذي ينظم حياة المجتمع, كي تسيطر على المجتمع لأنه يصبح مشغولا في البحث عن الاستقرار نتيجة غياب القانون, ومن هذه القوانين حضر التدخين في الأماكن العامة, والذي ولد ميتا, نتيجة غياب الإلية التي تضمن تطبيقه, لذلك تم ركن الكتب الرسمية التي تطالب بتطبيقه, اليوم حياتنا بأمس الحاجة إن تنفذ فيها قوانين تحفظ حقوق الناس ومنها "قانون حظر التدخين بالأماكن العامة", وهو احد قوانين العقوبات التي عمدت السلطة على إماتتها, لان تنفيذها لا يخدم الطبقة السياسية, كما كان الطاغية صدام في أساس منهجه بالحكم, قد أزال قانون العقوبات, كذلك فعلت الطبقة السياسية بعهد الديمقراطية! على الأخذ بسيرة صدام بالحكم, لان خطواته في إماتة قانون العقوبات يجعل المجتمع غارق في المشاكل, وبالتالي يصبح تأثير المجتمع ضعيف لان جهد يتجه نحو مشاكله, ويترك السلطة تفعل كل ما يحلوا لها, وهذا مراد الطبقة السياسية الفاسدة في العراق.


● فوائد تطبيق المادة 17 من قانون حظر التدخين
تقول المادة (المادة ـ 17 ـ يعاقب من يدخن في الأماكن العامة المحددة في المادة (4) من هذا القانون بغرامة قدرها (10000) عشرة آلاف دينار. ), فتخيل معي لو تم تطبيق هذه المادة من القانون ماذا يحصل:
اولا: تعود هيبة الدولة بعد إن أضاعها دواعر السياسية ممن أوصلتهم الصدفة لكرسي الحكم.
ثانيا: تضمن تحصيل إيرادات للدولة ترفد بها الخزينة.
ثالثا: تؤسس لقيمة احترام الأخر, فالخوف من العقوبة يربي على الاحترام.
رابعا: يسهل في منح فرص توظيف, فتطبيق القانون يحتاج لكوادر متخصصة في فرض منع التدخين.
خامسا: يسهم في التقليل من ظاهرة التدخين السلبية, وبذلك تنخفض معدلات الإمراض.
سادسا: يرتفع وعي المجتمع.
سابعا: يتقلص دور العشائر والقبيلة ونتحول لمجتمع القانون, ويرتفع وعي الأمة.

● في الختام
هل ستدرك الحكومة هذه الجوانب الايجابية, في تطبيق قانون فرض حظر التدخين في الأماكن العامة, أو ستبقى دائمة للفوضى كي تستمر مكاسب الطبقة السياسية, الحقيقة نحن نتمنى أن تتجه الحكومة لتفعيل قانون العقوبات, ومنها حظر التدخين في الأماكن العامة, لتحفظ حقوق الناس, وليمثل تحول في سلوك الطبقة الحاكمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
العراق – بغداد
[email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة طبع الكتب في العراق
- أفكاري لحل أزمة السكن
- لغز الانتخابات العراقية
- الديمقراطية لمن تنتصر؟
- مترفون متنعمون وفقراء بلا عون
- العمال في زمن الديمقراطية العراقية
- عادة التقديس لماذا ؟
- البرامج الانتخابية وغياب حلول أزمة السكن
- علل الطلاق بالعراق
- متى نحصل على بيت للسكن؟
- لا تنتخبوا هؤلاء
- وسائل الفساد السياسي في العراق
- لماذا ماتت الحصة التموينية ؟
- نتائج الفساد السياسي في العراق
- انتخابات الحكمة, لا جديد !
- شاهد عيان: جريمة في المقهى
- لماذا الفاسدون يفوزون بالانتخابات؟
- من الممكن إنهاء أزمة السكن العراقية بزمن قياسي ...........حو ...
- الدولة القوية والإيرادات المتنوعة
- المدارس الحكومية – ظاهرة العنف -


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - تعطيل قانون حظر التدخين, لماذا؟