أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سيف - فقد الاحتمال مقدمة الاحتلال-3- احتلال العقل














المزيد.....

فقد الاحتمال مقدمة الاحتلال-3- احتلال العقل


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 7 - 17:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


احتلال العقل
تعد لغة العرب من أهم لغات العالم قدرة على إيصال الفكرة بالإيجاز، سواء ذلك الإيجاز صراحة أو ضمنا مجازيا. فالقول الصريح استخدمه العرب فى فهم الحياة على علتها الظاهرة فى مناقشة القضايا الفكرية، خلاف محاولات الفهم الأدبية المرجوحة بمجاز محمول على أحد أوجه المباشرة، كالشعر والسرد والحكي... وغيرهم من طرق التعبير الفنية. فقول محمد بن إدريس الشافعي " كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب " يعد من أهم ما قيل من مفاهيم عالمية حول فكرة قبول الرأي والرأي المناقض أو الضدي، فى حالة احتمالية جديرة بالدراسة، فقد وضع الشافعي رأيه على حد نردي من واحد إلى ما لا نهاية. يدفعه ذلك المسار إلى عدم القبول إجمالا أو الرفض إجمالا، بقدر ما هي دعوة لإعمال العقل، بالتفكير والدراسة والتحري. ربما جاء كتاب الحرية لجون ستوارت مل بعد قول الشافعي بمئات السنين، لكنه لم يخرج عن تلك الدائرة الاحتمالية، لم تكن لدى مل عبقرية الشافعي فى سرد فكرته بهذا الإيجاز المبهر. لكن رأي مل الاحتمالي، يوضع موضع التقدير. فالاحتمالات المتعددة حول قضية واحدة، يفتح أفق التفكير فى أكثر من اتجاه لإيجاد أكثر الحلول إيجابية، وقد درج المسلمون الأوائل على التفكير بذلك المنطق الاحتمالي، بدأ من معركة بدر التي اختار خلالها، القائد محمد، مكانا خاطئا لتمركز جيشه، فما كان من جنوده سوى السير على طرق الاحتمال ومناقشته فى تغيير الموقع، فلو أن الدين بالجبر والقهر والامتثال دون نقاش، فالاحتمال الأكبر، كان هزيمة المسلمين وانتهاء الدعوة بهزيمة تلك المعركة. ربما يعترض البعض على كلمة الاختيار الخاطئ للقائد المقاتل، وربما يغضب البعض ويتهم الكاتب بالكفر أيضا، لكنه إذا وضع الفكرة على الزهر وقلبها ببعض التفكير، لاسترجع سؤال الجندي الذي سأل النبي صل الله عليه وسلم: أمكان أنزلك الله إياه؟ أم هي الحرب والمكيدة؟ بطريقة أخرى: دين هذا أم سياسة؟ فكانت الإجابة : سياسة. فالذي اختار المكان الخاطئ محمد السياسي المقاتل، وليس محمد النبي الذي لا ينطق عن الهوى. أعتقد أنني يمكنني تقبل غضبك، إذا ما درجت أفكارا أخرى تثبت خطئي فى تلك القضية، التي نعود ونكرر خلالها، أن طريقة التفكير عبر الاحتمال، من أهم الطرق التي ترتقي بالأمم عبر تاريخها. فلا حقيقة جازمة ولا رأي صحيح على إطلاقه. هل تعتقد فى صحة ميكانيزماتك الحسية وقدرتها على التفسير الصائب بلا خلل؟ إن كانت الإجابة بنعم، فيمكنك مراجعة الحكاية التراثية عن زرقاء اليمامة، التي قيل أن ميكانزم الإبصار عندها كان مختلفا عن كل معاصريها، وإن كانت الإجابة بلا، فأنت محمول على الاحتمالات، ويمكنك أيضا مراجعة كهف أفلاطون، وقراءة تلك المقولة الرائعة لجعفر بن محمد " إذا بلغك عن أخيك الشئ تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه " مقولة زادت من حدود النرد إلى السبعين. تجعلك رهين التفكير والتعقل والاستفسار والتحري. الكارثة الكبرى فى العقل العربي، خمول التلقي من باب التقديس والخوف من الوقوع فى المحرمات، رغم أن أكبر الخطايا وأكثرها جرائمية، هو المثول لأفكار معلبة كمسلمات معرفية، دون وضعها على زهر الاحتمال. فإذا أتاك حديث عن النبي مثل أحد هذه الأحاديث الدموية " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .... " إلى آخر ذلك الحديث الشهير. فإن الآخر المتكاسل عقليا سيقرؤه على أنه بلطجة مقدسة، فى المقابل سيقرؤه المسلم المستسلم عقليا من باب التقديس، رغم أن الحديث مرتبط بمرحلة تاريخية انتهت تماما، وتفاسير لغوية مغايرة، تخرجه عن مسار فهمنا الكسول، ولأننا هنا لسنا بصدد مناقشة الحديث أو ما شابهه من أحاديث، بقدر ما نبحث عن طرق منفتحة لقراءة أي نص مقدس كان أو غير مقدس، كي لا نقع فى خطيئة التلقي الساذج، بعيدا عن جدل الاحتمالات الايجابية ، فالمسلمون السنة يكررون على سبيل المثال أن الشيعة أكثر خطرا على الإسلام من اليهود، وقد تلقى الرسالة المتكاسلون وراحوا يرددونها دون وعي بحجم الكارثة التي لا هي بالدين أو المقدس. بل مجرد صراع سياسي حول ثروات منطقة الشرق بين الدولة السعودية مدعومة من أمريكا والغرب، أصحاب المصالح التاريخية فى المنطقة، وإيران صاحبة المصلحة مع روسيا والصين، حتى تاريخ كتابة هذه الأوراق التي حتما ستتغير الترابطات بعد زمن من عرضها. ألم تسأل نفسك: من احتل فلسطين. إيران أم الكيان الإسرائيلي؟ من قتل آلاف المسلمين فى فلسطين. إيران أم الكيان؟ من حرق أشجار الزيتون وجرد الناس من ممتلكاتهم وهجرهم من أراضيهم. إيران أم الكيان؟ من الذي يدخل المسجد المقدس بالنعال. حتى الجنس لم يتورعوا أن يمارسوه بين جدرانه. من فعل ذلك إيران أم الكيان؟ من هاجم مصر وقتل المصريين فى 1956، 1967 ومن احتل سيناء ومن يضرب سوريا بالطائرات ومن احتل وقتل اللبنانيين. إيران أم الكيان؟ بالطبع ستأتي كل الإجابات بعيدة عن إيران، لكنه من باب الاستحمار والتكاسل وانعدام العقل، يردد المخبولون – إيران – ذات الخلل الذي جعل من سلمان وولده محمد حماة ديار الإسلام، فيدفعون الجزية لترمب عن يد وهم صاغرون. السؤال المهم الآن: هل يستطيع محمد بن سلمان أن يدافع عن مؤخرته إذا ما طلبها ترمب بالمثلية؟ لن أجيب عن هذا التساؤل ولنتركه لزهر النرد.. فالعقل الصفري الذي لا يقع على حد من حدود زهر الاحتمال، هو أكثر تلك العقول المغيبة القابلة للاحتلال.. نكمل رؤيتنا فى الأوراق القادمة بإذن الله



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقد الاحتمال مقدمة الاحتلال- 2 - تطبيق الشرع. علمنة الدولة
- فقد الاحتمال مقدمة الاحتلال
- شهرزاد الرواية العربية على فرس ايبرد الجامح
- الإعلام العربي - إكلينيكية الانتظار -
- - شيمان ديه دام - جماليات المعتاد و سطوة التجريب
- يا نعيش عيشه فل . يا نموت إحنا الكل
- كارثة وبالقانون . المتلاعبون بالعقول .. خبراء أم لصوص ؟
- لحظة عشق
- نواب - اللي يحب النبي يزق -
- البعبوص
- كتاب أمن الدولة
- تجديد الخطاب الدوني
- لا دولة ولا شبه دولة
- ربما يكون وطن
- النطاعة السياسية .. بزة لراقصة و عهر لرأس أجوف
- القصة اللبوسه و القصيدة - المبعترة -
- ثورة الحلبسة
- لا جنة ولا نار
- محمد عبد الله نصر - من التنوير إلى التلويش -
- محافظ الدقهلية - فس -


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سيف - فقد الاحتمال مقدمة الاحتلال-3- احتلال العقل