نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب
(Nezar Hammoud)
الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 7 - 00:43
المحور:
المجتمع المدني
كابوس !
ويحدثُ ...
أن أطلقتُ النار َ
من بندقيتي المكسورة
وشممت رائحة البارود
وشاهدت عمود الدخان
اللامنتمي ... اللامكترث ...
متلويا ً ... خارجاً من فمها
ثم هممت بالخروج
من سوادي
راكضا ً نحوه ...
وكان ...
أن سمعت الصراخ َ
مستوحشاً
مضمخاً برائحة الهول
حولي
وبداخلي ...
وكان حتماً !
أم أنه محض حلم ؟
ربما
أن شاهدتُ
وسمعتُ
من يسقط أمامي
وبجانبي
وكان أن صرختُ
فخرج صوتي صامتاً
طنينا ً أجوف
ثم ...
وبعد دهر ونيفْ
أو ربما
بعد لحظة وجيزة
ثائرة على عقارب الساعة
وصلت !!!
أو هيئ لي أني وصلت ...
ربما !
ثم ... كان ...
أن شاهدته
في نفس تلك المساحة
المقهورة المكسورة
التي كنت أسدد عليها
وكان أن تفحصته
مضطجعا ً على كيس رمل
متكوراً في رحم الولادة
عيناه جامدتان ...
تنظران للهاوية
باحثاً عن روحه الهاربة
وبعد دهر آخر ...
غريب ...
كان أن تفحصتُ معالمه
وجهه ... يديه ...
أنفه ...
حدود شعره المدمى
ثم وبرعب
تجاوز حدود عقلي
فجأة ...
اكتشفت أنه يشبهني
حد التطابق ...
وكان وببساطة ...
أن استوعبت
أنه أنا ...
ذلك الذي قتلني برصاصي
الذي كنت قد أطلقته
قبل برهة
أو أبد عتيق ربما !
فجأة ... وبسرعة غير مفهومة
أقف عاجزاً أمام توصيفها
عرفت أنه أنا
وأنني هو !
فتمددت بهدوء
أو بصخبٍ هائل ربما !
بجانبه ...
لا بل ... ربما
كان ذلك بداخله !
وبدأت أبحث
عن روحي المتسربة
من بين عروقه
الممزقة ...
قرب الرأس ...
أو نحو الرقبة
ربما !
ثم ذهبنا للنوم معاً
سوريـيـَن ْ...
قاتلين ومقتولين
في حدث واحد
وعلى طرفي حاجز
عسكري ...
مهمل ...
#نزار_حمود (هاشتاغ)
Nezar_Hammoud#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟