أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين ديبان - وفاء سلطان والعالم الإسلامي..















المزيد.....

وفاء سلطان والعالم الإسلامي..


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 1491 - 2006 / 3 / 16 - 12:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد هدوء زوبعة الرسومات الكاريكاتيرية بهزيمة المسلمين كالعادة وتأكد العالم أن ماتم نشره من رسوم كاريكاتيرية في الصحيفة الدنماركية إياها ماهو إلا جزء بسيط من حقيقة هذا الدين ونبيه، وبعد أن تجاوزت الدنمارك الهجمة الشرسة بموقف ثابت وجريء وبقوة إرادة يُحسد عليها الدنماركيون وبعد أن أخطأ المسلمون الحسابات كعادتهم حين توهموا ضعف الدنمارك وحكومتها وشعبها حيال جنونهم وهمجيتهم فكانت صدمة العالم الإسلامي بهذا الموقف الدنماركي الرائع الذي يسجل للدنمارك حكومة وشعباً حين أكد رئيس وزرائها أن حرية التعبير أهم من الإقتصاد الذي لن يؤثر عليه بالتأكيد مقاطعة المسلمون لبعض المنتجات. بعد هذه الهزيمة الكبرى التي وصفتها بأم الهزائم في مقال سابق كان لابد للمسلمون من البحث عن هدف آخر ليصوبوا تجاهه سهام حقدهم ودمويتهم وليعوضوا به الخسارة الكبيرة التي لحقت بهم وبأفكارهم السوداء، فتخيلوا أن الفرصة قد لاحت لهم بعد برنامج قناة الجزيرة "الإتجاه المعاكس" الذي إستضاف فيه الدكتور فيصل قاسم الدكتورة وفاء سلطان إلى جانب واحد من فقهاء الحيض والنفاس والتقية المدعو إبراهيم الخولي أحد أساتذة التخلف والهمجية في تجمع الأزهر الغوغائي.

ماإن إنتهت الحلقة حتى بدأت التهديدات بالقتل والشتائم البذيئة والسوقية والتي تعبر عنهم خير تعبير فكل إناء بما فيه ينضح والإناء الإسلامي لايوجد فيه إلا الدم والقتل والبذاءة والفحش والإقصاء والإلغاء تنهال على بريد الدكتورة وفاء وهواتفها ظناً منهم أنهم بهذه الطرق الوحشية سيثنوا الدكتورة عن إكمال مشوارها العظيم في الكشف عن حقائق هذا الدين والأفعال التدميرية والدموية والجرائم التي ارتكبت تحت لواء نصوصه وبمباركة من أهل الحل والعقد فيه من الشيوخ الأفاقين والدجالين والقتلة الذين طاب لهم ممارسة التقية كما فعل الخولي عندما لم يجد مايقوله أمام الأحداث الدموية التي ذكرتها الدكتورة وفاء والتي كان سببها الإسلام وفرسانها المسلمون إلا آيات منسوخة لايعتد ولايؤخذ بها فقهياً.

هل من الممكن لك ولغيرك ياخولي أن تلتزم بنص يقول ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى أم بالنص الذي نسخ هذا النص وهو إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فإجتنبوه؟

إذا كان جوابكم بأنكم تلتزمون النص الأول فلا بأس ولكن عليكم أن تلغوا النص الثاني وبقية النصوص التي أدت إلى تحريم الخمر حسب فقهكم. أما إذا كان جوابكم بأنكم تلتزمون النص الثاني الذي حرم الخمر بشكل قطعي وهو مافسره شيوخ تفسيركم حين إعتبروا الإجتناب هو أشد حالات التحريم فعليه أن تتوقف أنت وغيرك عن الكذب العلني والدجل الرسمي والإستغباء العقلي والنفاق التقوي والتفذلك اللغوي. لأن كل ماإنتقيته من نصوص سمحاء أردت بها التدليل على سماحة الإسلام حاله كحال ذلك النص الأول الخاص بالخمر الذي لو إلتزمت وغيرك به وتجاهلتم النص الثاني تعتبروا كافرين ومارقين لأنكم لم تعملوا بما هو معلوم من الدين بالضرورة وأنا أحاكمكم هنا بنصوصكم ومن فمكم أدينكم..

لم تقل وفاء سلطان إلا الحقيقة كما هي بدون تجميل وبدون رتوش. أيزعجكم أنها قالت مايحدث ليس صراع حضارات ولكنه صراع بين زمنين، بين العصور الوسطى والقرن الواحد والعشرون وصراع الحضارة والعلم مع الهمجية والتخلف وصراع بين حرية المرأة وإنسانيتها وبين إستعباد هذا المخلوق البشري الجميل وتشبيهه بالحيوانات..

لاشيئ مما قالته وفاء سلطان إلا الحقيقة وأنتم من يعبر عن ماقالت بجرائمكم الدموية وأفعالكم الهمجية التي عانى منها كل من وقع في قبضتكم وحيث وصلت الأجساد العفنة المفخخة. لستم أسياد العالم معرفة وعلماً حتى يزعجكم وصفها لكم بالمتخلفين، فأنتم عالة على البشرية تعيشون على ماينتج الغير الذي تكفرونه وتنتظروا منه كل لوازم حياتكم حتى العمامات لاتلبسوها إن لم تكن "جوخا إنكليزيا"

آسف فقد نسيت أن كل ماوصل إليه الغرب الكافر من علم ومعرفة وَرُقِيْ قد أخذه من قرآنكم وسنة نبيكم هكذا تقولون وهكذا يكرر على مسامعي يومياً شخص أعرفه وحين سألته لماذا لا يقوم المسلمون بهذه المهمة وهم أكثر معرفة بنصوصهم من غيرهم ويبادروا إلى إستنباط العلوم من بين دفتي القرآن والسنة النبوية؟

أجاب: لايمكن ذلك لأننا غير ملتزمون بتعاليم قرآننا وسنة نبينا.
قلت: هذا ينطبق على عوام المسلمون أمثالك ولكن مارأيك بعلماؤكم الأفاضل القرضاوي والطنطاوي والغنوشي والبوطي وآل الشيخ وغيرهم من كبار علماؤكم أليسوا ملتزمون بالقرآن وسنة النبي؟
قال: نعم
قلت: لو جمعنا كل هؤلاء العلماء ومع كل واحد منهم نسخة من أفخر نسخ القرآن ونسخة من سيرة النبي وكذا من صحيح البخاري ووضعناهم في مصنع إلكتروني مع كل التسهيلات الممكنة فهل سيكونوا قادرين على تصنيع مجرد شريحة هاتف نقال
SIM CARD
أصابته الدهشة والتلعثم ووفرت عليه عناء وصعوبة نطق الجواب بالنسبة له وتركته مغادرا.

أيزعجكم قولها أن اليهود قد إستفادوا من الهولوكست والجرائم الوحشية التي تعرضوا لها ليثبتوا وجودهم من خلال علمهم ومعارفهم وأفادوا أنفسهم وعموم البشرية معهم والدليل يسري في أجسادكم وهو لقاح شلل الأطفال الذي صنعه عالم وطبيب يهودي. إن ماوصل إليه اليهود اليوم وفي أقل من ستون عاما لم يصله المسلمون في ألف وأربعمائة عام ولن يستطيعوا الوصول إليه في ألف وأربعمائة عام أخرى إذا لم يخرجوا من شرنقة كتابهم وسنة نبيهم التي حشروا أنفسهم وعقولهم بها..

أليس صحيحاً أن مافعله شارون لدولة إسرائيل وشعبها من إنجازات في بضع سنوات لم يستطع فعله حكام العرب والمسلمون في مئات السنين.

لقد كانت الدكتورة وفاء سلطان سلطانة حقا بمنطقها وسلطانة بجرأتها وسلطانة بإرادتها وهي التي فقدت شقيقتها حيث توفيت قبل بث البرنامج بساعات ومع ذلك أصرت وفاء سلطان على أن تكون موجودة لتؤكد للخولي ولأمثاله أن سياسة الإقصاء والإلغاء لم يعد لها مكانا في عالم اليوم وأن الجرائم التي يرتكبها هؤلاء سترتد على نحورهم طال الزمان أم قصر، وأن المرأة ليست ناقصة عقل أو عشر عورات فإن تزوجت فقد ستر الزوج عورة واحدة وإن ماتت ستر القبر باقي عوراتها..

من نال شرف التعرف شخصيا على الدكتورة وفاء سلطان يعلم كم هذه السيدة مزيج من العقل والوعي والحنان والمحبة، فهي سيدة العقل في ميدان العقل ومنتهى الحنان الإنساني في ميدانه وهي أم عظيمة في ميدان الأمومة، و في كل ذلك كان الى جانبها رجلا يحمل من معاني الرجولة الحقيقية مالم أراه في كثير من أشباه الرجال في الجغرافيا العربية والإسلامية..

امضي أيتها السيدة حيث الحقيقة التي لا يمكن أن يحجبها ظلام ولا أن يلغيها سيف ولا أن تـُزورها فتوى ولا تقية..امضي والكثيرون من الباحثين عن الحقيقة وعن مستقبل أفضل وغد آمن وحياة كريمة معك يحيون فيك جرأتك ويقفون إلى جانبك. ذلك لأنهم وجدوا أخيرا عنوانهم الذي كانوا عنه يبحثون..



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحاكم من يا آل مهدي؟
- أم الهزائم الكاريكاتيرية
- الإسلام والمطالبة بإحترام الأديان
- الإسلام وإرهاب المقاطعة
- أقباط مصر ومجزرة جديدة بحقهم
- يالها من جنة على جثث الضعفاء
- حزب الله وحماس وإرتهان الأوطان
- لماذا يطلبون الله في الملمات؟
- لماذا كل هذه الإتهامات لمؤتمر الأقباط؟
- نعم.. ثمة مشاكل في الإسلام
- إغتيال رأي..
- الإسلام هو الحل..ولكن لِمَن؟
- من ماأحلى النصر بعون الله الى سوريا الله حاميها
- عبد الكريم سليمان في ذمة جند الله
- الى متى هذا الغباء الفلسطيني؟
- مؤتمر واشنطن...عدالة قضية وهشاشة نظام
- المنصور وصدام والمثقفين العرب
- محاكمة صدام...والعرب
- بشار الأسد وفلسفة الصبيان
- من قتل غازي كنعان؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين ديبان - وفاء سلطان والعالم الإسلامي..