أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة مها ابولوح، تتبنى الحزن المُبرر ..!














المزيد.....

الشاعرة مها ابولوح، تتبنى الحزن المُبرر ..!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 28 - 20:40
المحور: الادب والفن
    


حينما قرأت كلمات الشاعرة مها ابولوح /سوريا، عشت واسرار الحزن المتسرب عبر الملامح، وهو يتكلم عن هموم وعن مواقف منها : ذاتية، واخرى موضوعية، وانا احاول تناول الحزن من باب تحقيق اهداف موضوعية، كما جاءت في كتابات الشاعرة ابولوح، فالحزن هو ألم نفسي يوصف بالشعور بالبؤس والعجز, غالباً يعتبر الحزن هو عكس الفرح، وهو شبيه بالهم، الأسى، الكآبة، اليأس. من المؤكد بأن هذه المشاعر بالعادة هي مشاعر سلبية عندما يشعر بها الإنسان فيصبح الشخص هادئاً، قليل النشاط, منفعلاً عاطفياً وانطوائياً، هذا من الناحية الذاتية، قد اجده في اشعار مها ابولوح، لكن ما يهمني ان الشاعرة تحمل هموما موضوعية اكبر من الذاتية، وهذا يعطينا انطباعا عن افقها الفكري الواسع، لذا فحزنها حزنين نوهنا عن الاول وهو الذاتي، اما الثاني فهو الشعور بعدم الرضى عمّا يحدث إما لمشاكل أو ظروف خارجة عن إرادة الإنسان تجعله تحت ضغط نفسي, فلا يشعر معه بالراحة ولا بالطمأنينة، كما يحدث لوطنها سوريا، فكانت ترسم موقفها الرافض من خلال الكلمات الشعرية، فالحزن عندها يعبر عن فقدان المعنى للحياة، او النظرة السلبية للنفس، او الإحباط واليأس، الرغبة في الانسحاب من الحياة، او واقع مخالف لرغبة الشخص ومقاييسه، او رفض الواقع وعدم تقبله، والحقيقة كانت رافضة لواقع مفروض على بلدها، وهذا الواقع شئنا ام أبينا له اثاره النفسية الاخرى، وكي نغني بحثنا، لابد ان نفرق بين الشاعر والعالم، فالشاعر يسعى الى التوحد بين الداخل والخارج بقدر ما يسعى العالم الى الفصل بينهما وبقدر ما يكون نجاح الشاعر في التوحيد بينهما بقدر ما يكون نجاح العالم في الفصل بينهما فالعالم والطبيب والمحقق والقاضي يسعى كل منهم الى إقصاء مشاعره وعواطفه وذاته عما يبحث فيه أو يحققه أو يعالجه، ولكن في الحالات كلها لا يمكن الفصل الكلي او المطلق ولابد في الذاتية قدر من الموضوعية ولو قليل ولابد في الموضوعية قدر من الذاتية ولو قليل، وشاعرتنا مها ابولوح تجعل الذات والموضوع بدائرتين يدخل جزء من احداهما في الأخرى بعض الدخول وليس كله فما هما بمتداخلتين كل التداخل ولا هما بمنفصلتين، وهذا صراع اخر يسبب لها حزنا معينا وقلقا، لذا تلجأ لعالم الشعر، كما في قصدتيها (أبدو غريبة كوطني)، و(سأشرب هذة الليلة/زجاجة حزني المعتق)، حيث حاولت بالاولى معالجة ماهو ذاتي بقولها :
(لن تسلبني الفرح
مازلت قادرة على الرقص
وعشق المطر
أحلم بذاكرة بعبق الحب
ونكهة النبيذ
لن تسلبني الحلم
أشتاق لروحي
لقلبي
لكل مسام في جلدي
مازال خافقي
في بساتين اللوز يتراقص)
وها هي تنفض عنها الحزن، وتنهض من جديد لاستقبال الحياة وخلق حالات الفرح والسعادة، وقد يكون خطابها موجها للاخر، الذي يشاركها حالاتها الرافضة لمسارات الفقدانات، التي يعيشانهما معا، او هي تعاتب الزمن من خلال الاخر، فتقول له : (لن تسلبني الفرح/مازلت قادرة على الرقص)، والرقص دلالة فرح وانشراح، لكن تزيد على هذا بعشقها للمطر عنوان النماء والحياة، فيعدّ المطر عظيم الأهمية، وله العديد من الإيجابيات والفوائد التي تعود بالنفع على المناطق التي يتساقط عليها، فبمجرّد نزول المطر تختفي الأمراض التي تصيب الناس. يزيد المطر من تسميد التربة وخصوبتها بسبب غنى الأمطار بمعادنَ مختلفةٍ، مثل: الحديد، والكالسيوم، والمغنيسيوم وغيرها من الفوائد الجمة ... وفي القصيدة الثانية تقول :
(سأثمل من سخرية القدر
و على شظايا الوطن
أتأمل من نافذتي
تلك الشجرة العارية
متمردة على عواصف الشتاء
لا تأبه لعريها
تدرك أن الريح ستمضي
وتبقى الحقيقة
لما نخجل من عرينا أمام المرآة
نحيا بزيفنا ونزفنا ولا نعترف
بركان دهشة يسكن عيوننا
حين تطاردنا الكوابيس
ونرى الذات عارية
ولا ندرك أننا خلقنا عراة و سندفن عراة
لا ثياب تزين خيباتنا
لن تدفن معنا
سنرحل بيدين فارغتين)
قد تركز على الحالة الموضوعية، ألا وهي الوطن بقولها : (سأثمل من سخرية القدر/وعلى شظايا الوطن/أتأمل من نافذتي)، لكننا حينما نخضع القصيدة للتحليل، نجد الشاعرة، قد جعلت الذات والموضوع بدائرتين يدخل جزء من احداهما في الأخرى، مما خلق لديها قلقا من اثار الحروب والعدوات التي ليس لها مبررات معقولة ..وبالتالي يوجد نوعين أساسيين من الصدمة الناجمة عن الحرب، واحد هو ضحية الصدمة : مثل التعذيب والاغتصاب والتشويه والضرب، أو صدم شخص بجروح يعاني منها، أو نشاهد أسوأ الفظائع التي يمكن أن يرتكبها البشر .. والآخر هو صدمة الجاني : مطلق النار، الجلاد، المغتصب، القاتل، وهو الذي يوقع الرعب على الضحايا .. وكل نوع من هذه الصدمة يحول الأساسي الكامل للبشرية في الوقت الراهن إلى شخص آخر، هذه الاثار انعكست على ذهنية الشعراء، فراحوا يعيشون صراعات الحرب، وهكذا فان الشاعرة مها ابولوح قد تبنت موقف رافض، لما يحدث في بلدها، اضاف لها مسحة من الحزن على مسحات حزنها التليدة .. فالشعر مساحة من الرفض في الرؤية الذاتية للشاعرة ..



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة ساناز داودزاده فر، تصنع حوارا شبه سري مع الاخر ..!!
- الشاعر رافد الجاسم، رومانسية بشكل كلاسيكي ورؤية حديثة ..!!
- الشاعرعبدالعزيز الحيدر ومحاولة ترويض اللاوعي للوعي ..!!
- الشاعر كريم الزيدي في كندا، مصطحبا الحزن العراقي معه..!!
- التشكيلية أفين كاكايى /رحلة البحث عن الوطن
- جنة عدنان .. موصلية ابداعها امتداد لحضارة بلدها
- الشاعرة حنين عمر/ورقصة الوهم
- الشاعر علاء احمد ، تتجلى معانيه بصور المفارقة
- الشاعرة رشيدة موني في صراع لاختراق المألوف
- افياء الاسدي : الشعر والحضور
- الشعر التلقائي والابتعاد عن الرقيب الاجتماعي في رؤية الشاعرة ...
- (حلمة الهذيان) في (تميمة قلب) للشاعر تحسين عباس
- شمس تبريزي ورباعيات مولانا صراع مرير مع القبح الأرضي
- صراعات فكرية ، تحملها قصيدة (ماهية السر)
- رواية (احببت حمارا) ، والسخرية الاحتجاجية
- الفنانة ندى عسكر ، سر الخلود يغويها بالبحث
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني ، لوحات الفنان اسعد ...
- الفنانة رؤيا رؤوف : امرأة ملطخة بالوان الالم
- الكاتب كاظم الحصيني : لازال صراعه مستمرا /رواية (الدوران في ...
- فاضل الغزي:يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية العز ...


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة مها ابولوح، تتبنى الحزن المُبرر ..!