أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين الرواني - جلستي السرية في بيت جلادي 3














المزيد.....

جلستي السرية في بيت جلادي 3


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 5838 - 2018 / 4 / 7 - 02:08
المحور: سيرة ذاتية
    



كلما ذكرته لكم حتى الان، هو قضايا عنف حدثت بين فترة وأخرى، أي أنها لا تحمل طابعا يوميا، دوريا، بشكل متكرر، ورغم أنها تخضع لأسلوب سوء المعاملة الممنهج، أي الذي يمارس عن سابق نية وتخطيط، إلا انها ليست دورية، اما ما سأقصه عليكم الان، فهو عنف يومي، دوري، كان يحدث معي كما تحدث معي دروسي في المدرسة، وبقية الاشياء يومية الحصول.
كيف فعل جلادي معي كل هذا، هل هي انفعالات آنية لشخص سريع الغضب فحسب، أم هي تطبيق لأفكار في دماغه، لنتعرف في السطور التالية على بعض افكاره التي باح بها امامي، غافلا عن أنها سقطات تكشف لي عن مدى سقم شخصيته، ونفسيته البعثية المخربة.
في احدى المرات، كنا ذاهبين نحن الثلاثة، جلادي، وابن اخته حاتم ابن موزة، وأنا، في سيارة حاتم، في الطريق شكا حاتم إلى خاله من سوء معاملة ابيه له ولزوجته، واعترض حاتم على كون ابيه طيبا مع الناس بينما هو سيء الخلق مع عياله، وقال: خالي ترضاهة هوة وية العالم زين، وويانة بالبيت شاد حتى وية الجهال. امشوفنة الله بعونية، جبيرنة وزغيرنة.
انظروا الى الجواب الذي يكشف عن اي نموذج من البشر المخرب هذا، قال جلادي لحاتم مهدئا: لا خالي لا تحكم هيجي، مو لازم ايكون ابن ادم زين وعياله، اهم شي وية العالم برة بيته خوش ادمي، عسة ما يصير وية عيالة خنزير.
موقف آخر، يشي بشيء آخر من افكار جلادي السامة، بين فترة وأخرى كان يعرض على التلفاز وثائقي عن قضية محاولة اغتيال عدي، وكان التلفاز يقول في كل مرة ان حزب الدعوة هو المسؤول عن العملية، وكان جلادي يعيد في كل مرة التعليق نفسه، يسخر اولا، ثم يقول: ايباخ، هوة حزب الدعوة ضربوه ؟ ابوه كسره، ابوه، الجبير لازم يندگر حتة الباقين ايتذيرون.
يندگر، معناه يتم قمعه، ايتذيرون، معنا يخشون ويخافون، وهي الفاظ بدوية غالبا ما كان يستعملها الضباط التكارته في الجيش، وبقية اجهزة الامن، فإذا قلت لك: اريد اذير زيد، فهذا يتطلب وفق السنن البعثية، ان انفذ عملية تعذيب بحق عبيد، لكي يصل الخبر الى زيد فتصبح لديه خشية مني وخوف ورعب.
جميل، الابن الكبير يجب ان يقمع ويعذب ويهان وتسحق كرامته على مرأى ومسمع الاخرين، لكي يصبح عبرة لاخوته الاصغر منه.
جرائم العنف الاسري التي مورست بحقي تتصف بوصفين قانونيين، هما أنها جرائم مستمرة، بمعنى انها لا تقع في دقيقة واحدة، وينتهي الموضوع، مثل قتل شخص برصاصة، بل جريمة مستمرة مثل حفلة تعذيب تستمر نصف ساعة، كما حدث معي في كوخ الطين المسمى مطبخا، وقد تستغرق وقتا اطول مثل جريمة جلدي وانا اسير حافيا من المشتل الى شارع سبعين في منطقة الكمالية، وأنا أعرف ان هذه المسافة لا يمكن قطعها بأقل من ثلاثة ارباع الساعة، ولدي خبرة في السير على الاقدام على هذا الطريق، طويلة، فلطالما سرت على هذا الطريق مشيا ذاهبا الى اعدادية بشار بن برد في منطقة الرئاسة، وعائدا منها. لعدم امتلاكي اجرة السيارة.
لي عمان، لكل منهما ولد معاق، ابن الاول معاق ولاديا، والثاني عوقه ابوه، رماه بحجارة في عينه اليمنى فتعرضت الشبكية والبؤبؤ والشرايين لتلف بنسبة 80%، تمت ازالة العين وترقيعها بجلد اقتطعه الطبيب من فخذ الولد.
كان جلادي يصرخ بي في كل ليلة، في كل حفلة تعذيب : ( جبار عنده ابن الله امعوقة، وفالح عنده ابن هوة عوقه، واني الا اصگطك).
معنى التهديد بالعربية: ( كل من اخوي لديه ولد معاق، الاول من الولادة، والثاني أبوه، وأنا أيضا سأسبب لك اعاقة).



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنولوج الاول
- جلستي السرية في بيت جلادي 2
- اربع قصائد ليلية
- جلستي السرية.. في المقاومة
- جلستي السرية في بيت جلادي
- جلستي السرية في العَمَّالة
- مؤامرة ضريبة الدخل الاميركية
- المليون اليتيم
- آدم سميث: نعم، الإنسان آلة
- آدم سميث: ثروة الأمم بعمالها
- حوار في نهاية الطريق
- ما مقدار تخلفنا الاقتصادي ؟
- الايات الاباحية
- العراق .. قضيب العرب
- ما غاب عن العازفين
- انتميلكم
- زعلة خير من تطفل
- 3 تحالفات في 3 عقود
- من المفكرين.. إلى الأرواح المسلحة
- لا ندم لبوش.. ولا قلق لأوباما


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين الرواني - جلستي السرية في بيت جلادي 3