أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - على خطى يسوع- 18- القيامة














المزيد.....

على خطى يسوع- 18- القيامة


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 5832 - 2018 / 3 / 31 - 18:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انتهت الحكاية! مات المعلم مصلوبأ. تشتت التلاميذ كل الى مكانه. أخذ يوحنا مريم أم يسوع الى بيته. ذهبت مريم المجدلية الى القبر كي تبكي ذاك الذي انقذها من سلطان الموت. ذهبت لتنوح على من حررها وأخرج منها سبعة شياطين. ذهبت لتذرف الدمع على من أعطاها الحياة.

وصلت مريم الى القبر وهي تتساءل من ترى يزيح الحجر عن القبر. فهي لا تريد النوح خارجا، بل تريد الدخول الى حيث الجثة مسجاة. لم يثنها عن عزمها نتن الجسد وتحلله، بل كل ما تريده هي ان تكون قرب المخلص حتى لو كان جثة هامدة. نظرت مريم فإذا بالحجر قد دحرج والجسد قد اختفى. ذهلت، فلقد سرقوا السيد. عادت سريعا واخبرت بطرس ويوحنا، ثم عادت لتكمل البكاء. وفيما هي تبكي شاهدت رجلا. ظنته البستاني. قال لها "يا امرأة، لماذا تبكين؟" قالت له "إن كنت أنت من حمله، أرجوك أخبرني أين هو وأنا آخذه". نظر إليها يسوع وقال لها "مريم". فالتفتت وقالت "ربوني" ما معناه "يا معلم". قال لها يسوع "لا تلمسيني، لأني لم أصعد بعد الى أبي. ولكن إذهبي الى أخوتي وقولي لهم "إني أصعد الى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم".

ركضت مريم الى حيث كان التلاميذ مجتمعين. أرادت ان تخبرهم ان إرادة الحياة أقوى من الموت وأن الموت قد سحق. أرادت أن تخبرهم أن القبر ليس النهاية، بل هو الذي يفتح الابواب على مصراعيها على البداية. فالحياة قبل المعلم شيء وبعده شيء أخر. قبل يسوع كان قلب مريم مرتعا للشياطين وبعده صار مذبحا للبر. قبله كانت تموت كل يوم ومع يسوع صارت تحيا الحب والفرح والحرية. أرادت مريم ان تخبر التلاميذ ان الموت لم يستطع ان يمسك ملك الحياة، لا بل هوذا يسوع قد عاد من الموت حاملا راية الحرية وقد وطأ الموت بالموت. عاد منتصرا واكليل الشوك تاجه، والحربة التي طعنت صدره صولجانه.

كان التلاميذ مجتمعين والابواب مغلقة خوفا من اليهود. جاء يسوع ووقف في الوسط. قال لهم "سلام لكم". أراهم يديه وجنبه. فرحوا وخروا على وجوههم. أذهلهم سلامه. أذاب الخوف من قلوبهم. أعطاهم فرحا. في لحظة انقلب الكل رأسا على عقب. حفنة من الرجال الخائفين الجبناء جهروا الصليب في وجه العالم، فيما عظماء اليهود ورؤساء كهنتهم في ورطة. الجسد قد اختفى والتبرير ان التلاميذ سرقوه ليلا. غريبة هي هذه الحجة: حفنة من التلاميذ الضعفاء الذين فروا من البستان ولم يحضر أحدهم صلب السيد باستثناء يوحنا، يتحولون فجأة أسودا، يقومون بعملية عسكرية، يكسرون ختم الشمع الروماني عن القبر ويأخذون المعلم ويخبأونه في مكان ما ليعنلوا قيامته فيما بعد! سخيفة هي حجة اليهود، إذ لو كان التلاميذ قد سرقوا يسوع حقا، لكان أجدر برؤساء الكهنة عندها ان يتتبعوهم ويقضوا عليهم واحدا واحدا كيما يقوضوا أركان هذه الاشاعة، خاصة ان المصلوب كان قد تنبأ قبلا عن موته وقيامته.

ذهب التلاميذ الى الجليل كما قال لهم يسوع. هناك على الجبل كان يريد ان يكون آخر لقاء بينه وبينهم. كان يريد ان يروه مقاما، منتصرا على الموت. كان يريد ان يروه صاعدا الى السماء على السحاب كيما يعد لهم مكانا. صعد يسوع وكانت كلماته اليهم "قد دفع الي كلم سلطان في السماء وعلى الارض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها أنا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر."



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على خطى يسوع- 17- -يا يهوذا، أبقبلة تسلّم ابن الانسان-؟
- على خطى يسوع- 16- ساعة الحقيقة
- على خطى يسوع- 15- لن تغسل رجلي أبدا
- على خطى يسوع- 14-دعوا الأطفال يأتون إلي ولا تمنعوهم
- على خطى يسوع- 13-الموت والحياة
- من وحي عيد الميلاد
- الخرافة المسيحية والعقل
- على خطى يسوع-12- الأعمى
- على خطى يسوع-11- من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر أولا
- شبهة وردود 3- المسيح الارهابي
- على خطى يسوع-10- الرغيف
- على خطى يسوع-9- أسكت أيها البحر، إهدئي أيتها ا لريح
- سارق الحساء
- شحاذ سجائر
- على خطى يسوع-8- إنه سبت آخر
- على خطى يسوع-7- هل يصير الحجر خبزا؟
- على خطى يسوع-6- نؤمن أن لا إله إلا السبت
- عذرا أيها الحب
- على خطى يسوع-5- الابرص
- على خطى يسوع-4- أبانا الذي في السماوات


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - على خطى يسوع- 18- القيامة