أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - نثريات للحب / مقاطع















المزيد.....

نثريات للحب / مقاطع


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


1
صمتٌ يعلّقُ مصابيحه على ضفّتي مسائكِ
أغادر الكلامَ وأصنعُ كرسيّاً من هدأةٍ أجلس عليه
أفتت بين يدي الرغيفَ اليابس لأشواقي
يدهشني بيانكِ إذ تختصرين العتاب الرجيم إلى دمعةٍ
وأحزن لأن ما في حنجرتي من ملحٍ سيخنقني
وأنتِ تضيفين إلى المصابيح صمتاً آخر
هذا كل العالم تحت أهدابك خبئيه غماماً أبيضَ يلفّ القمر
هذا فتحي يؤرّقُ رأسي بعد فراغي منكِ
لا ثمر سأعثر عليه في مائدتكِ
ولا حلم سينثرُ قرنفله على سريري
كيف إذن أتجاوز هذا السورَ تجعلينه امتداداً ليديكِ
أيتها...
ألجمُ حصان القلبِ وأحمحمُ على صدرِ قتيلٍ يحمل هويّتي
أطأطىءُ رغبتي رأفة بجنون ما تبقّى من كلماتٍ في دفتر الجمرِ
كنتِ تفتحين دفتر الجمرِ وتزيدين عليه عنواناً
أرجعي هذا الحنين المهدورَ
يا متخفّيةً بين قنطرتين تغيبانِ في صمتِ المصابيحِ
فراشاتُ دمي تتراقصُ حولكِ ممعنةً في رقصة النهايةِ
يصدمني غبش النوافذ منذ اختفيتِ خلفها
لو طيرٌ سرّيٌّ قلبي يبلغ بساتين البيوتِ الدافئة
يهوي بريشاته الهشّةِ على شرشف نهديكِ الضّالعينِ في فضيلةِ العراءِ المعطّرِ بنداء الحبقِ
لو أكسر بمنقاره مصابيح الصمتِ لتسيلَ ربيعاً
تغرقُ أزواج النباتِ فيهِ
تمدّدي قربَ مرايا حكاياتك الكثيرة
أستضيفُ شفافية شفتيكِ إلى وليمةِ شبقي
قادرٌ على جلبِ حبّاتِ الجوزِ من حجرة الأسرارِ في الجنّةِ الضائعةِ
لكنني أتلاشى قبل أن أتشرّب قدح رحيلكِ
استمدّي موتكِ مني وارجعي
نحن هنا أنا وجمهرات الرغبة وأصداءُ القصائدِ
كنتُ أكتبها وأنتِ تحلمين بها
لمن ألدُ الآن توائم المجاز ومخيّلةَ الجحيمِ
لكِ عندي بساطٌ أخضرُ لا يشبه سجادةً ولا نقوشه مرّت ببال أساطير الحرير والذهب
تأهبي كشعبٍ يستعدّ للرجوع إلى أوله
حديقةُ أصابعي مظلمةٌ
شديدةٌ رياحُ الهروبِ
حرّاسُ الشوارعِ أخمدوا سلاحهم وباعوا قبّعاتهم لطيور الليل وتركوني منتشياً بحريّةِ المطاردةِ
قلتُ لهم أسمّي المصابيح باسمها
قهقه كبيرهم
وسمعتُ في تلك الساعة سقوطَ سماء من رعودٍ
غطّت أركان المكان بألواحٍ سميكةٍ تخفي عيونَ الأرضِ
لم ألمح غير يدكِ تعلّقُ مصباحاً جديداً
من أنتِ بعد الآن
هل بعد ارتطامي بأحذية المواكب الملكية أكتشفُ هولَ مقبرتي بعيداً عنكِ
لنقل أننا تكوّرنا ذات كرنفالٍ طينةَ ضوءٍ
أخذ ينفخُ فيها المستقبلُ ضحاياهُ
كم سنكون طعاماً لنملِ الأرض قبل أن تتهشّم مصابيح الصمتِ أبايعكِ أميرةَ الشرفات ونجمة الموسيقى
لأي هاويةٍ تقذفينني
بأي إيقاع انتحار تودّعينني
نحن الآن على شجرٍ نعلّقُ دفاترنا وأسماءَ قبائلنا
وتهبّ سيول الغبار علينا
خذيني سفينة مطمورةً برغوةِ الدمِ والبحارِ
هكذا نبتكر مشهد النهاية العظمى ونندب ذاكرتنا
أنا العاشق المتكوّمُ خيبةً في قفص الكتابة
وأنت تشقُّقُ الصخرة عن وردةٍ تعتقل ماضيها وغدها في ليلٍ ضامر
ننهزم وننعي للبحر زوارقنا المنخورة
نغطي العجز برمادٍ نتأمّلُ تجلّياتِ ولادته
وحدي أشمّ روائح الجثث القادمة من صحراء أبي
وحدي أتلمّسُ النّفقَ
وأنتِ
أما زلتِ مشغولةً بحراسة مصابيح الصمت ؟

2
مفتَتَحٌ مباركٌ نهاركَ يا صديقي العالم
أعقد مع غيوم تشرينكَ شجرَ عيوني
لعلّكَ أغفلتَ ذكْرَ شجَري في حضرة أرباب الرعدِ
نحن أوّلُ خلق يدمّر هيكله بيده
ونطلقُ جماعات الرمادِ على أسوارِ كلامنا
نغتابُ الأخضر واليابسَ
نعلّقُ ساق همومنا على مذبح التّشابهِ
وندعو جراداً ليفتك ببياضِ أيامنا
وكنا نستودعُ أسرارنا عند منعطفِ النفوسِ الهائمة على مراياها
نتقدّم إليك بأرحامِ جدّاتنا
كنّ يسعدنَ طيور الطفولةِ بلفائفِ الفجر واللوز
يقشّرن الأغاني ليعلّقها على صدورنا
تعالين يا جداتنا نتضرّع معاً لعالمٍ يحصدنا معاً
نغتنمُ الآن غفلة الثلوجِ
ونشرح للسماءِ ضعفَ أكتافنا عن حمل جثمان الأرضِ
لماذا تتلبّسُ الأرضُ قناعَ الربيع
ونحن أمس شاهدناها تتقيّأ دخان المصانع وأحذية مهترئة وعاشقاتٍ نائياتٍ
السماء تعربُ أفعالنا المضمرةَ
وتحدّدُ لنا حركة البيادقِ على حصيرةِ الجوعِ
طلبناها فألهمتنا سنوات العبورِ إلى غرب نتغرّبُ في قطاراتهِ وننسى وعدَ سيداتِ البخورِ والزهر الشاردِ في كؤوس السهرِ
أيتها السماءُ هل أقولُ نهايتنا أمامكِ
بأسماء الإشارة والتعجبِ والفصاحةِ المنكسرةِ أكتبُ مصيرنا
وحده السكونُ الزّاحفُ على صدورنا يتقن بياننا
لكنني معابد من يأسٍ وأحزانٌ من حرمانٍ لا أحد يلبّي عندما تعوي في ليل الهزيمةِ
لن أغلق نافذة تقود خلايا دماغي إلى مهرجان الهواء الجديد
لن أدّعي الشيب وأنا أواصلُ حديثي مع نهار العالم
حيث يذهب الذاهبون إلى دفاترهم
ويسقط الساقطون على أنوفهم
أنا متاعٌ إلى حينٍ
وفي ضميري حدائقُ لا تنفد ولو نفدت قيعان الكواكب الخضراء
أدعم حنين العناصرِ إلى مجالاتها الأولى وأطوي تحيّة القلبِ في القلبِ حتى يمرّ الموتُ
ويبقى العالم صديقي الذي أغويه بشجر عيوني
وأداوم على زيارته كلّما أخرجتِ النفسُ أثقالها
وأتخفّفُ عنده من ثقل العمر وغطاء الموت

3
كيف الليلُ يثمرُ
طريدةٌ هي النجومُ
ونافذة الجسد القريب ستائرها مغمضةٌ
فلأحتشد بما امتلكتْ أروقةُ روحي أمامَ هذا البياضِ
حتى متى أغزو البياض اللامنتهي
واحةٌ واحدة من نهدينِ قد تكفي لأموتَ دهراً من حرير
لكن منزل الكلام امتدّ سقفهُ حتّى وسِعَ السماءَ والأرضَ
منذا الذي يتآوى تحته وقد تشرّدتُ حتى عن منفايَ
منفاي فيكِ كان طرقاتٍ دائريةً وطواحين زرقةٍ تنقلُ دمي من أسفل اليأسِ إلى شجر الرمادِ فتشتعلُ قبّعاتُ الأرضِ بالربيعِ
لماذا غطّيتِ ركبة الليلِ الطويل بغيمةٍ شاحبةٍ
كم علّمتكِ التّمدّدَ على طولِ الأفقِ
من أيّ مخبأٍ نظرتُ اكتشفتُ لوناً من ألواحكِ
إنما أنتِ تواصلين قرع طبول المواكب المهاجرة
وذلك فرحي يلوي ذراعيه وتعضّ لحمه قطّةُ الموتِ
لستِ منزّهةً عن اقتلاع حشائش النّدامى من مائدة الآلهة التي تجمع أطراف الكواكب من المتاهة
هي آلهةٌ أفضت بأسرارها إلى نسلنا المتقدّم فالتقينا تحت سرادقها العالي
وسُقينا من كوثرٍ لا ينضب
وشققنا خشب الموائد حتى طلع القمر من مفاصل الصمت وانتشر الأخضر فينا
هل تستطيعين الإصغاء إلى ترتيلة الأخضر من غير أن ترتجف عيدان نفسك الذابلة
إذن هذه فضاءاتنا على المسافات الآتية
استوطني فيها أنثى جديدةً تعرّي صدرها للماء النازفِ من عيوننا
تقطع حبال الأسوار وتنزلُ في نهر الخلقِ
سأقولُ وحدكِ من تفضّ بكارة الريح
يا شجرة الرمان الشتائية ذات المناديل الغائمة
خذي بعض جفاف يدي وافرطي فيها نجوماً كاللؤلؤ
مشتهياتُ الموسمِ عند فخذيكِ
خصركِ ملتفّ بدفء الموسيقى
تتجمع تحت قدميك خيام العشاق
بين عينيكِ رحيلهم المفاجىء
نائمة فيكِ المدينة القديمةُ وهي تطوي مآذنها وأبراجها وقِلاعها
كفى...
هكذا الموت يكون
وأنتِ تداعبين قمر المساء
دعي ضياءه تتساقط على اليتامى وأبناء الحروبِ
أيقظتُ سياج جسدكِ بقبلاتي
استلمي مني دفق الليلِ
ليس طرفةً رحيلي الدفين إلى النهايات الشاملة
إنها أول المصالحة مع الرقص المذبوح
ها قد أدّيتُ رسالتي وتركتُ فيكِ ما لو تمسّكتِ به لن تضلّي أبداُ
شفتان تلملمان نثار الذهب في حلمتيكِ
وشِعرٌ يتمرّدُ على خالقه
أزيحي الستارة الحمراءَ إذن عن تمثال بحرنا
كل هذه الجموع بين عينيّ تستنفرُ مواكبها وإيقاعها
أطعمي طراوة الحلم لهذه الأحجار
نحن كما تعرفُ أسراركِ: أسرارٌ تغلقُ على أشباحها بئر الزمن
فكيف يثمر الليلُ
أصطاد ياقوت النجم الأكبر
أعلّقهُ أمامَ صمتي محرابَ لوعةٍ وإغراء
أتنوّرُ بأعماقي وأقتاد جمهورية الإشراقِ إذ تعلن هدوء التلقّي من عرش الحبّ
أحبّ وكلّه الكون آذانُ طينٍ يابسة
وجهكِ يحضرُ جنّا تقفزُ تحت فراشنا
أشرقي الآن أو بعد غدٍ
هذا الهذيانُ بلا آخر
حتى يتفتّتَ هيكل الحجر المشويّ تحت سطوع نوركِ
ها قد قرعت أودية الكون المسحورة بأجراسها
أفيض من هنا وهناك
وأنسجُ فضاء يليق بجسدكِ
والآن أتوجّه إلى كاملِ بهائكِ واضحاً
وأنتِ لو تتوجّهين إلى كامل بهائي واضحةً
لنغلّفَ هذا العشقَ بحرير الغموض



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرائق تحت لسان المغني
- الشاعر
- آدم ووقت للردة
- يوم من شعر، أبد من وجود
- ريش الطير قوتنا الأخيرة
- وجهة نظر في واقع اللغة العربية
- مكاشفات في أفق السهروردي
- البيان الإباحي
- إعلامولوجيا سورية
- قصتان قصيرتان
- فئران
- لوركا نموذج منسي للمقاومة : قراءة في مفهوم الروح المبدع
- غموض غير متعمد
- من عظام القصيدة أختار قلبي
- مرثية الأم الأولى
- في هجاء نفسي
- أفق للذاكرة المعتقلة
- على بابها الغارق في الياسمين
- مرثية لذاكرة القرن
- قراءة في كتاب البدايات


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - نثريات للحب / مقاطع