أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - الكاتب بين الواقع والأدب














المزيد.....

الكاتب بين الواقع والأدب


رائد الحسْن

الحوار المتمدن-العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 21:36
المحور: الادب والفن
    


الكاتب بين الواقع والأدب
_____________________________________________
الكاتب هو إنسان يحمل فكرًا ويعتنق منهجًا ومبادئ معينة لازمتْه وبنَتْ شخصيته وأسّستْ وساهمتْ في دروبِ حياته وهو يمر بمحطاتها إلى أن وصل لمرحلة أصبح بها قادرًا على الكتابة لإيصال أفكاره ورسالته.
هو صاحب قضية وابن بيئته ومجتمعه ويشغل فكره تطلّعات وأمانٍ وآمال وأحلام مع هموم وكوابيس وأحزان ومآسٍ.
يجب أن يمتلك ثقافة واسعة متنوعة في كل مناحي الحياة ويتحلى بثقافة احترام الرأي والرأي الآخر والانفتاح على الجميع بكل إيجابية، يتقبّل كل الأفكار ويتفاعل مع كل الآراء والمفاهيم ويبتعد عن التعصّب والتقوقع والاعتداد بالرأي؛ يتحلّى بالتواضع وفن الإصغاء، وله القدرة على ممارسة فن الإقناع الذي يجب أن يكون مَبنيًا على أرضية صلبة مِن الحقائق الداعِمة لفكرته ورسالته، يتكلم بلغة مفهومة وحسب الفئة التي يوجّهها لهم، فان كانت للعامة أو النخبة فعليه أن يتماهى مع نوعية وثقافة ومستوى وفكر المُتلقي، ولا ييأس مِن عدم الفهم والتفهّم، بل يعاود ويكرّر محاولاته بغية تحقيق غايته وإيصال قضيته التي هي قضية مجتمع أو فئة مِن المجتمع سَعيًا نحو الوصول لحالة أفضل مِن الموجودة.
يختلف أسلوب الكاتب مِن واحد لآخر ويتغيّر حسب ما يتناوله مِن نوعية الرسالة المتوخاة والتي يريد بها إيصال فكرته للآخر، فهو ينتقي كلمات لها دلالاتها وإشاراتها ومعانيها الكافية والوافية.
الكاتب ليس ببعيد عن محيطه بل هو امتداد طبيعي حي يحمل وعيًا ورسالة وعقلًا يحتضن بصيرة وآفاقًا وقدرة على رؤية الأمور بمنظار يقرّب بها له كل شيء، مُستعينا بموهبته وإمكانياته، مُوظِّفًا كل خزينه المَعرفي ورصيده المَعلوماتي ويتمتع برؤية ثاقبة لِما يجري حوله مُستخدمًا حواسه وقدراته بشكل أمثل ليرى الأمور عَن قرب، فيقوم بعكسِ ما يراه وما يوّد إيصاله من أفكارٍ عبر فن أدبي معيّن يراه الأنسب وبطريقة سلسلة مفهومة واضحة.
الكاتب المبدع المبتكر، قادر على اقتناص الأفكار وهي تومض أمامه وتمر بسرعة البرق، يستوقفها يمسك بها، يتعمّق في تفاصيلها ويسبر غورها ليكتشف ما لم يكتشفه غيره.
ليس بالضرورة أن الكاتب يكتب دائمًا عما يجول بفكره وبخاطره ويسجّل تجربته، بل هو يكتب عن تجارب غيره يراها يسمعها ويحاول أن يزاوج ويدمج أكثر من فكرة أو يحذف ويغيّر أو يستنطق أحداثًا مِن قضية واحدة وقعت أو لم تقع أصلا، لكن بتمكّنه وخبرته وتراكم تجاربه يوظّف كل أدواته ورصيده ليستحضر أفكارًا جديدة تحمل بصمته لكنها ليست بالغريبة ليقدّمها كخلاصة تجارب ليستفاد ويعتبر منها القارئ.
هو لسان حال من لا لسان مؤثّر ولا قدرة - لهم - على إيصال أفكارهم، معاناتهم، أمانيهم، آمالهم وطموحاتهم بطريقة سلسة ومؤثرة وقادرة على تحريك الرأي العام أو اهتمام المسؤولين أو إيقاظ الضمائر.
على الكاتب أن يعبّر عن رأي الأغلبية ولا يتجاهل لرأي الأقلية مهما كان توجّه تلك الأقلية ويكتب بأمانة لمصلحة الوطن والمجتمع ولا يتحيّز إلّا لوطنه وشعبه ولا يتملّق السلطات أو يُجاري هواهم أو يبيع قلمه لهم.
الكاتب سيموت يومًا وستظل كتاباته خالدة؛ فعليه أن يَعي ما يكتب، فكلماته أما ستبقى وتنشر بعطرها لتملأ الآفاق أو ترتدّ إليه كرصاصات لتقض مضجعه.
____________________________________________
رائد الحسْن / العراق



#رائد_الحسْن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية للقصة القصيرة جدًا - ندم متأخر - للقاص مجيد الكف ...
- أصدقاء في العالم الأزرق
- قصص قصيرة جدًا/ زهرة
- قصص قصيرة جدًا/ طريقٌ آخرُ
- قصص قصيرة جدًا/ تَصريحٌ
- قصص قصيرة جدًا/ قلبان
- قراءة نقدية لومضة(فساد) للكاتب مفيد وسوف
- قراءة نقدية لقصة(صمت) للقاص علي غازي، بقلم الناقد: رائد الحس ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا
- قصص قصيرة جدًا/ مَشْهدٌ
- قصص قصيرة جدًا/ أريج الشوق
- قصص قصيرة جدًا/ قُبلَةٌ
- حديث عن النقد(بشكل عام)
- قصص قصيرة جدًا/ رَذاذُ المِسْكِ
- ربيعٌ - قصص قصيرة جدًا
- قراءة نقدية
- قصص قصيرة جدًا/ وفاء
- قصص قصيرة جدًا/ أصّمٌ
- صورة/ مجموعة قصص قصيرة جدًا
- ألوانٌ


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - الكاتب بين الواقع والأدب