أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فاهم - علوا على أيام صدام














المزيد.....

علوا على أيام صدام


علي فاهم

الحوار المتمدن-العدد: 5746 - 2018 / 1 / 3 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما كنت ادرس تلاميذ الصف السادس الابتدائي تطرقت الى حكم الطاغية المقبور صدام حسين فبرز أحد التلاميذ مردداً عبارة كثيراً ما تطرق سمعي هذه الايام (علوا على أيام صدام) !! وسانده تلاميذ أخرين في رأيه الذي صدمني لأن تلاميذ السادس الأبتدائي هم مواليد 2007 ولم يروا من أيام صدام لاحلوها ولا مرها ولكنهم يرددون ما يسمعوه من أهلهم ، قد نفهم حنق بعض أيتام البعث من جلاوزة النظام وأدواته ممن خسروا الكثير مما كانوا يتمتعون به في ظل حكمهم من سلطة ونفوذ ومال ووجاهة بينما شعبهم يعيش ضنك الحال والعوز والجور والظلم ولكن ما لايمكن فهمه بصورة واضحة هو موقف عامة العراقيين من الترحم على أيام صدام وتمني عودتها وهم ذاقوا الويل والفقر والجور الذي لايمكن أن يتمناه شخص عاقل ، ربما يمكن حصر الاسباب بأمور أهمها :
اولا : فساد من جاء بعد التغيير من حكام وأحزاب بشكل قل نظيره في العالم وعدم وطنيتهم وأحتكارهم وأتباعهم للسلطة والنفوذ والمال بينما تحمل الشعب وطأ وتبعات هذه السرقات التي أثرت على تقديم الخدمات والاعمار والبناء حتى خرج البلد بعد ما يقارب خمسة عشر سنة خالي الوفاض من مشاريع كبيرة أو بنى تحتية رغم الميزانيات الانفجارية فمن الطبيعي أن يصب المواطن جام غضبه على هذه الطغمة الحاكمة فينتقص منهم بمدح غريمهم أو عدوهم رغم عدم نزاهة صدام وهو من أسس للفساد في مؤسساته والذي كان يبني قصوره على قبور العراقيين وبسببه وبسبب حروبه الصبيانية وما تلاها من حصار تغيرت طبيعة المجتمع العراقي وتغلغل الفساد والرشوة والوساطة والسرقة في داخل المجتمع وأصبحت مبررة بسبب الفقر والحاجة فالموظف يرتشي بسبب قلة الراتب وأنعدمت القيم الاخلاقية وتدني حالة الالتزام الديني بعد حرب صدام وحزب البعث على الدين والمتدينين وإعدام كل عراقي له علاقة بالاسلام الملتزم تحت ذريعة الانتماء لحزب الدعوة حتى لم يبقى بيت الا وفيه نائحة ،
ثانياً : تأثير الماكنة الاعلامية الضخمة لللبعثيين المهزومين وهؤلاء ليسوا قليلين وإنما كانوا شريحة كبيرة في المجتمع العراقي
ثالثاً : الثراء الفاحش السريع الذي بان على المقربين من الاحزاب الحاكمة نتيجة الفساد والصفقات والرواتب الخيالية فكان الناس يحنقون على هؤلاء الذين لايملكون مؤهلات منطقية يستحقون بها هذه الثروات وزادت ثرواتهم كما زاد فقر وحاجة باقي الناس الذين لم يكونوا من المقربين .
رابعاً : أغلب شرائح المجتمع اليوم من الشباب لم يعيشوا أو يعاصروا مآسي الحكم الصدامي ولا يعرفوا عنه الصورة الحقيقية التي عانى منها الشعب العراقي وهنا تكمن المسؤولية على كل من عاش في ذلك الحكم الظالم أن يحكي لأبنائه صفحات من تلك الاحداث حتى لا يلفها النسيان وتمسح من الذاكرة العراقية فأحواض التيزاب التي ذابت بها أجساد الابرياء وثرامات اللحم التي كان العراقي يدفع رشوة للجلاد ليبدأ بثرمه من راسه لا من رجليه والسجون والمعتقلات والمقابر الجماعية والحروب العبثية التي أخذت خيرة شبابنا والحصار الذي جعل بعض العوائل تبيع حتى شرفها لتسد به رمق العيش وغيرها من المآسي التي مازالت تبعاتها مستمرة الى اليوم وما داعش وويلاته الا إحدى تلك التبعات حري بها أن يعرفها أبنائنا حتى لايترحموا على تلك الايام .



#علي_فاهم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربل
- كذبة علمانية
- ما زلتم لم تفهموا الدرس
- ابن العلقمي وأستقلال كردستان
- الحسين يقتل في كل محرم
- طابور الصمون وسياسينا
- المحرقة القادمة
- الانتحار الوافد الجديد
- طائر عراقي أخر يهوي في إيروزونا
- بخت الحكومة
- جريمة النجف من يتحمل مسؤوليتها
- الشباب العراقي بين مشروعين
- المرجعية تنفض عباءتها من الاحزاب الكبيرة فعلى ماذا يراهنون ؟
- حسين كامل والسيد الخوئي وأنا
- العراق يسقط بالضربة القاضية
- يجب إعادة الحياة للتصنيع العسكري
- منهج الاقطاب في العراق
- من حقق النصر في الموصل
- أبو الفقراء موسم المصائب
- من قتل كرار نوشي ؟


المزيد.....




- تسببوا بحرائق وأضرار بالغة.. تقاذف ألعاب نارية بين شباب يدفع ...
- فتيات -سبايس غيرلز-.. إطلالة العروس ميل بي وزميلتها إيما في ...
- أنور قرقاش: ماذا يمنع العالم العربي من النهوض من الأزمات وال ...
- -حملة عبر السفارات-.. باريس تتهم بكين بمحاولة تقويض سمعة مقا ...
- من أفغانستان إلى إيران.. تعرف على أطول مهمة قتالية نفذتها قا ...
- في ثالث عملية خلال أسبوع.. إسرائيل تقول إنها فككت خلية تابعة ...
- سيدة ألمانية أرادت زيارة قلعة سياحية دون إزعاج فوضعت كلبها د ...
- نتنياهو يرفض تعديلات حماس على مقترح الهدنة ويصفها بأنها -غير ...
- من سيخلف الدالاي لاما الزعيم الروحي لبوذيي التبت؟.. جدل حتى ...
- ترامب ينتقد خطوة ماسك السياسية ويصف تأسيسه حزبا جديدا -بالخط ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فاهم - علوا على أيام صدام