أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان المفلح - صور أبو غريب وغوانتنامو ..بوش هل يستغني عن النفط ؟














المزيد.....

صور أبو غريب وغوانتنامو ..بوش هل يستغني عن النفط ؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 11:42
المحور: حقوق الانسان
    


بين المؤسسة والفرد / الإنسان مسافة خطيرة: لا يمكن ضبطها أبدا، هي التوتر بين الفرد والقانون، الفرد في كل وجوده التاريخي وتفاصيل هذا الوجود من ثقافة ورؤى مستقبلية ونوازع أيديولوجية..الخ لذا فالتأسيس هو الخيار الأكثر قدرة على ضبط هذه النوازع والثقافات المدمرة للكائن الإنساني، لم تأت المؤسسة نتيجة لخيار شخصي لهذا الزعيم أو ذاك أو هذا الحزب أو ذاك بل هي تجربة دفعت البشرية ثمنا رهيبا للوصول إليها، والتي وجدت ضالتها الأكثر إنسانية في ما يعرف بدولة القانون أو دولة المؤسسات والتي لم تعشها شعوبنا العربية بعد بل هي ربما في الطريق إليها..!! ولكنها ليست الأكثر نموذجية بالمعنى الإنساني / تبعا لمثال الخير والشر / بل الأكثر نموذجية بالمعنى التاريخي، رغم ذلك تبقى هنالك إشكالية في العلاقة بين الفرد والمؤسسة وهي في نزوعية الفرد المطلقة نحو التحرر / الواعي او غير الواعي / من ربقة هذه المؤسساتية. وكي لانبقى في الفراغ سأعطي مثالين:
الأول ـ الظاهرة النازية في الأحزاب الموجودة في الغرب مثلا: تجد تعبيراتها في أحيان قليلة في ممارسة العنف من قبل أعضاءها ضد المهاجرين. هل الدستور الألماني أو الفرنسي يسمح بذلك أو هل المؤسسات القانونية تسمح بذلك؟ بالتأكيد مستحيل. ولكن عندما تستعر ثقافة سياسية ما نتيجة لأزمة عارضة سياسية تجد أن هذه النزوعات تخترق فضاءها المؤسسي لتمارس العنف ضد المهاجرين الأجانب. هل هي سلوك عام أم هو سلوك مؤسسات الدولة الغربية؟ بالقطع: لا.. وتبقى المؤسسة سيدة الموقف والتي هي مؤسسة على أن الطرف الوحيد الذي من حقه استخدام القوة هو مؤسسات الدولة ووفق الدستور والقانون. وهذه النقطة مثلا ليست موجودة في سوريا ولم تكن موجودة أيام صدام حسين.
الثاني ـ مثال التعذيب في سجون أبو غريب وغوانتنامو التي يقوم بها الجنود الأمريكيين ضد المعتقلين الإسلاميين أو ضد الإرهابيين لافرق في حالتنا / من زاوية حق الإنسان.
هنا الأمر يختلف عن المثال النازي لأن القوانيين التي اشتقت بعد أحداث 11 أيلول هي قوانين تسمح بخلق مثل هذا الفضاء العدواني والسادي حتى!! كي يأخذ طريقه إلى ضحاياه بلا شديد حساب أو بلا حساب أحيانا. لهذا نجد أن الجنود الأمريكيين في العراق وفي سجن أبو غريب بالذات: لم يكن ينفذوا قانونا بل ينفذون روحية ثقافة بعض قادتهم في ترجمتهم لهذا القانون في حماية الأمن الوطني الأمريكي. ومع ذلك قامت المؤسسات الأمريكية بمحاسبة بعض هؤلاء باعتبار أن سلوكهم هو سلوك فردي!! ليس إلا.
ليس المهم أن التعذيب مورس ضد مسلمين أم غير مسلمين ولكن المهم أن التعذيب مورس ضد / الإنسان أولا ثم ضد المسلم ثانيا باعتباره أرهابيا!! وهنا لا بد من التوقف عند ثقافة الإدارة الحالية في العراق كي نستنتج بلا أي أدنى شك أن ثقافته / كأشخاص وأصحاب قرار بنفس الوقت هي من سمحت لهذا الاختراق المرعب لحقوق الإنسان في هذه المعتقلات ودون أن ننسى مسؤولية التيار البن لادني عن نشوء ردود أفعال لدى المواطن الغربي ضد المسلمين في حمولة متراكمة وعلى خلفية الصراع العربي الإسرائيلي كما على خلفية أن هذه الإدارة الرامسفلدية قد فرحت بوضع يدها كاملة على النفط العراقي، ونسيت كل شيء آخر حتى نشأ هذا العنف والعنف المضاد الدموي بكل ما تعني الكلمة من معنى والتعذيب في سجن أبوغريب لم يكن معزولا عن هذا السياق.. ولا تحطيم الدولة العراقية وترك مسألة أمن المواطن العراقي خارج الأولويات وهذه أيضا خلقت لدى الكثير من الجنود الأمريكان مسربا لخروج هذه النزوعات الدموية.
تمت محاسبة بعضهم هذا صحيح ولكن كان الأجدى بل المفروض برامسفيلد أن يستقيل على الأقل احتراما لصورة أمريكا أمام الرأي العام العالمي.
ولكي تبقى الرسالة الأمريكية في الديمقراطية حية بصورة مؤسسية ونزيهة بالحد الأدنى لأن هذه هي الصورة التي يريدها غالبية الشعب الأمريكي والتي عليها نراهن..
وهذا الأمر يجعلنا نسأل السيد جورج بوش متى سيحقق الاستقلالية الأمريكية عن النفط العربي والخليجي كما جاء في خطابه عن حالة الاتحاد الأمريكي قبل أقل من شهر، وكما دعاه السيد توماس فريدمان إلى هذه الاستقلالية. لأن الصورة الأمريكية في المنطقة ليست بحاجة إلى عسكر فقط!! بل بحاجة وبشكل أساسي إلى: النزاهة الإنسانية والتي ذهبت بها صور أبو غريب أدراج الرياح.. والنزاهة الإنسانية تقتضي أن يتحمل المسؤولية كحد أدنى وزير الدفاع الأمريكي وليس الجنود الأمريكيين فقط، ولهذا إن عدم استقالة رامسفيلد تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن هذه الإدارة هي المسؤولة عن خلق هذا الفضاء الذي سمح بظهور هذه السادية المرعبة والتي لم نجدها في دولة مؤسسات غربية منذ الحرب العالمية الثانية.
وكل محاولات أمريكا لاستدراك النتائج الخطيرة على هذه الصور تبوء بالفشل لأن النفط لازال على رأس قائمة أولويات هذه الإدارة في التعاطي مع شؤون المنطقة!! لأن غالبية رموزها بالفعل تمثل المركب النفطي العسكري في السياسة الأمريكية والتي نحن كشعوب مقهورة من أنظمتها بحاجة لصورة أمريكية ضاغطة سياسيا وأخلاقيا..يبدو أن هذه أمنية لن تقترب من الحد ألأدنى من الواقعية السياسية قبل رحيل هذا الجناح من الإدارة / خصوصا الجناح التشيني الرامسفليدي..لأننا نلمس الفارق بين التعاطي السياسي للسيدة كوندليسا وبين ذاك الاتجاه النفطي الذي لايريد تحقيق استقلال أمريكا عن النفط في هذه المنطقة قبل أن يتم تحويل صورة أمريكا في العالم إلى أكبر دولة يتم فيها خرق حقوق الإنسان بأبشع صوره في سجن أبو غريب وغوانتانامو وبعضا من السجون السرية الأخرى..



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساعدة المالية الأمريكية للمعارضة السورية
- الخيار الأمريكي في سوريا خيارا وطنيا أم خيارا سياسيا؟
- ولازالت المداهمات مستمرة في سوريا
- النظم الفاسدة النظام السوري نموذجا
- عودة للمسألة اليهودية في السياق الدنماركي
- السلطة العربية تحاور العالم :هل أسمعت لو ناديت حيا
- التحفة السورية في حرق السفارة الدنماركية
- العلمانية تحمي جميع الأديان في إطار الدولة اللادينية
- الإعلام العربي ..من أين؟
- الطائفية في لبنان مؤسسة وفي سورية ثقافة لم تتأسس بعد
- تعقيبا على مقال الياس خوري - من أجل تجاوز المأزق
- الدانمرك بريئة ..أبحثوا عن خاطفي الرهائن !!
- الإفراج عن معتقلي ربيع دمشق بداية تحول أم مناورة؟
- رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية القسم الثاني
- فلسطين ..إنها البداية
- رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية
- المحامون العرب يهتفون في دمشق
- نحو مؤتمر وطني عام
- السر السوري في لبنان
- نشكر أمريكا ام ننعي أنفسنا


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان المفلح - صور أبو غريب وغوانتنامو ..بوش هل يستغني عن النفط ؟