|
العبادي و مطرقة الحشد الشيعي .
يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5678 - 2017 / 10 / 24 - 17:16
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
لم يتخذ الكرد طيلة نضالهم قراراً صائباً مثل قرارهم بإجراء الاستفتاء – و حسناً فعلوا – و كانت النتيجة أن فاقت التوقعات . فكيف لا ، و شعبٌ قتله عطش الحرية ، و ناهيك عن أنها إرادةٌ جماعيةٌ ، و توق الجميع للسيادة أسوةً بكل الخلق . و حسب المثل الشعبيِّ ( ما في حدا أحسن من حدا ) .
لم يبق أحدٌ قدماه يدب الأرض إلا و ساوم على قضية استفتاء الشعب الكرديِّ ، حتى البعض من ساسة الكرد ( و بدافع الكيدية الحزبية ، و المنافع الخاصة ) . فمن لم يتآمر غض الطرف عنها ، و من أعلن تأييده تراجع و أدار ظهره . الكل تحججوا بعدم إنضاج الوقت ، أو بذريعة أن طهران و أنقرة ستعترضان و بالفيتو العسكري لئلا ينتقل العدوى إليهما .
أكدوا جميعاً على وحدة الأراضي العراقية التي لم تكن موحدةً يوماً من الأيام و لن تكون . مع أن البعض من المعترضين صدر منهم تصريحاتٌ على أنه ( لم يعد هناك شيءٌ اسمه سوريا و العراق ) .
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يصر على بسط السيادة على على إقليم كردستان ، مع أن القاصي يعرف قبل الداني أن مسألة السيادة هذه ، ماهي إلا نكتةٌ سمجةٌ يضحك الموتى قبل الأحياء . فالمعممون كلهم مريدون لولاية الفقيه في قم و عبيدٌ لهم ، و أن الحاكم الفعلي للعراق هو الجنرال الأيراني الشيعي قاسمي سليماني .
و يستأنف العبادي في السرد لينكت من جديدٍ : بأنه يهدف من حملته العسكرية على إقليم كردستان لغرض القضاء على الفساد ، و توزيع الموارد المالية ، و عائدات النفط على الشعب الكردي داخل الإقليم . متناسياً أن رئيس هيئة النزاهة قال بلسانه : ( إن محاولتنا للقضاء على الفساد في العراق كمن يريد أن يفرغ البحر بالمغرفة ) .
نفوذٌ أيرانيٌ مغروسٌ في العراق يحرج العبادي . فالحشد الشيعيُّ ( داعش الشيعة ) المدعوم من أيران يبتلع العراق و جيشه الذي تخلى ثلثاه عن الخدمة بعد سقوط الموصل بيد داعش ، حسب قول وزير الدفاع العراقي السابق خالد العبيدي . و ها هو هادي العامري أمين عام منظمة بدر الشيعية يطلب من العبادي عدم استقبال وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون إثر هجومه على الحشود الشيعية ، واصفاً إياها بالإرهابية . و يشاطره رئيس عصائب أهل الحق الشيعية قيس الخزعلي الرأي ذاته .
الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً ما تكيل سياستها بمكيالين . فمن جهةٍ تنصب العداء لأيران ، واصفةً إياها بأكبر دولةٍ ترعى الإرهاب ، و تزحزح أمن العالم ، لكنها بالمقابل تتخلى عن الكرد لصالح عدوتها تلك ، فتقف في وجه تطلعاتهم نحو الاستقلال و الحرية .
السفير الفرنسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطرح مشروعاً يتضمن الحقوق المشروعة للشعب الكردي ، غير أن الضغوط أجهضته ، و حولته إلى حرص شديدٍ على وحدة العراق ( كذبة العصر ) . فلعل السفير كان يرمي إلى التكفير عن ذنبٍ ارتكبه سلفه ( فرانسوا جورج بيكو ) . بعكس الممثل البريطاني الذي أضاف ذنباً إلى إثم سلفه ( مارك سايكس ) ، و وقوفه بالضد ليثبت أن اتفاقية سايكس بيكو لازال مفعولها سارياً ، و لم يحن أوان بطلانها .
الجميع لطخوا أياديهم بدماء الشعب الكردي و البيشمركة ، بتحريض الحشد الشيعي ( داعش الشيعة ) . تلك الحشود التي اقترفت أبشع جرائم القتل و التهجير و الحرق بحق الآمنين قبل المسلحين ، دفاعاً عن ثاراتٍ وهميةٍ متكلسةٍ في عقولهم لا دخل للكرد فيه . يظن أفرادها أنهم ينصرون الحسين ، و يهدونه أي نصرٍ يحرزونه ، فما بالك إذا كان ضد السنة ( أحفاد يزيد بن معاوية ، لعنة الله عليه ) حسب زعمهم .
هجماتٌ منافيةٌ للقيم الإنسانية و الحرية و الديموقراطية و حقوق الإنسان . مع أن الكثيرين طالبوا بحقوق الحيوان منذ القدم و لا زالوا معتبرين أن هتك حقوق الحيوان يعد فساداً أخلاقياً و غير عادل . فكيف بالعبادي و إصراره على إلغاء نتائج الاستفتاء شرطاً لإجراء الحوار ، لا تأجيلها ؟ استفتاء الكرد موضع فخرٍ لهم ، و سيظل نور شمسه ساطعاً لن ينطفئ مهما حاولوا حجب الهواء عنه .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليلةٌ تنزف الرعب .
-
لا ضمير للسياسة .
-
المهم أننا سنصل .
-
كفاكم هرطقةً و سذاجةً .
-
سحقاً لك يا شرقُ .
-
هل الانتحار جبنٌ ، أم شجاعةٌ ؟
-
المعلم برسالته يخترق جدران كل الأزمنة .
-
النفوس اللئيمة تفتقد الوفاء .
-
يضعون الكرد دائماً في قفص الاتهام .
-
يومٌ ميمونٌ ليس كغيره من الأيام .
-
حينما بأمانيك يعبث الزمن ، بخلط أوراقك .
-
نكتةٌ حمقاءٌ سمجةٌ لمجلس الأمن الدوليِّ .
-
بعض الأحلام من خلف قضبان التمني تتحرر .
-
الذوبان في عالم الكتب ، خيرٌ من مجالس السوء .
-
لمن نستغيث ، لإطفاء جمرة المحسوبية البغيضة ؟!
-
المجازفة بكل شيءٍ ، من أجل المجهول .,
-
سماسرة النهب و السلب .
-
يعشق الجسد لا الروح .
-
كن نقي النفس ، أو الجم لسانك .
-
التمييز بين الموت الظالم و العادل .
المزيد.....
-
زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
-
دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما
...
-
الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
-
شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
-
اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا
...
-
بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس
...
-
إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
-
دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با
...
-
مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
-
هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|