أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - اصيبت تركيا ازاء سياسة امريكا بهستريا قوية














المزيد.....

اصيبت تركيا ازاء سياسة امريكا بهستريا قوية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 28 - 17:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان ما اصابت تركيا بعد التاكد من سياسة امريكا الشبه الثابتة ازاء ما يجري في سوريا و كوردستان الجنوبية، و بعد ان عاد اردوغان من امريكا خالي الوفاض و بخفي حنين، لم نر الا سياسات تتكرر و توجهات تدفع اكثر الى ابتعاد امريكا عنها و اضطرارها في ان تفضل الكورد في سوريا عن شريكتها الاستراتيجية في امور ملحة تفرضه المرحلة . لقد خسرت تركيا بزيارة اردوغان الى امريكا و حركاته البهلوانية اكثر من حال لو امتنعت عن الزيارة اصلا، و بها قطع الخيط الرفيع في تجاوب امريكا معها في همومها الخاصة بالكورد الذي شغل اكبر مساحة في تفكير السلطة التركية . و على العكس اندفع الراي العام الامريكي الى الضغط على سياسييها لاتخاذ موقف صارم ضد تركيا التي يعتبرها الشعب الامريكي بانها خرقت الخط الاحمر و داست على سيادة و قيم امريكا الثابتة التي تفتخر بها في العالم .
نرى التفات اردوغان الى روسيا بعد الزيارة اكثر من المعهود، و نرى تنازلات كبيرة له تعنتا و عملا بضغينة تحملها لامريكا كرد فعل نابع عن شخصيته النرجسية و ما اصابته من الخزي و الفشل المتلاحق نتيجة خطواته السياسية و تحركاته الداخلية والذي لا يمكنه ان يتحمله دون خطا اخر يزيده غوصا في الوحل . ازدادت تحركاته اكثر نحو روسيا و ما يهمها متاملا في سحب البساط من تحت ارجل التحالف المبني على الارض في سوريا على غير مصلحته، و محاولا بشتى الطرق ضرب الحال دون ان يعمل بما اضطر بها من قبل ازاء اقليم كوردستان و فشل في النهاية و خضع للامر الواقع في النهاية مضطرا، و انه يعتقد بانه يمكنه ان يغير شيئا لصالحه قبل ان يتبع سياسة التعامل مع الواقع الذي لا يمكنه ان يغيره مهما فعل و حاول و ناور هنا و هناك .
من اكثر الاشارات الى تعرض تركيا و اردوغان لهستريا قوية يبينها للجميع هو سياساته و ادعاءاته و تخبطاته و تقيمه الخاطيء للوضع و المرحلة، هو توجهه الى اعادة الانظار الى تاريخ العثمانية و ما فعلوه ابان امبراطوريتهم ضد قوات امريكا في المناطق التي استولوا عليها . فها يذكرون اليوم ما فعله واليهم في طرابلس( ليبيا ) بالقوات البحرية الامريكية في حينه و انتصر عليهم و فرض عليهم الانسحاب و غير ذلك من الادعاءات و التشدق و التبجح في هذه اللحظات التي يفور الراي العام الامريكي ضد تركيا .
انهم حقا يتعاملون مع النار و الوضع الموضوعي دفع الى ان تكون المواقف كلها لصالح الكورد في نهاية الامر، و لم يتوفر هذا من قبل في اية مرحلة تاريخية، و لم يشهد هذه المنطقة من المعادلات التي تتضارب فيها المصالح المتنوعة حتى بين المتحالفين و الذي يقع لصالح تقدم الوضع السياسي الكوردي و تقربهم من تحقيق امانيهم، لولا الاخطاء الداخلية في اقليم كوردستان و ما اضروا بما يدفعهم الانانية و المصالح الضيقة الى وضع العراقيل امام تحقيق اهداف الشعب الكوردستاني لكان كرودستان الجنوبية في حال افضل و اسلم و ائمن من الان .
هل يمكن ان تمر ادعاء تركيا بان الخلافة العثمانية اذلت امريكا في حينه مرور الكرام عليها في هذه اللحظة التي تعيد نقاط السود من تاريخ امريكا الى ذاكرتها . في الوقت الذي نرى ابتعاد امريكا خطوات عنها و ضمن حدود تبقى الاستراتيجية المهمة التي تفرض منع الوصال نهائيا فقط . انها تضع يوسف قرة مانلي والي طرابلس في حينه امام ترامب و تذكره بانه هزم اجداده، معتقدة انه يمكن ان يتعض منه غير مفكرة بان امريكا اليوم الاقوى عسكريا في العالم و تتصرف سياسيا وفق ما تهمها بدلا من الصراعات العسكرية و انها يمكنها ان تعزل تركيا لو ارادت بحركات و سياسات و تكتيكات كثيرة متوفرة لديها و من خلال الموجود على ارض منطقة الشرق الاوسط فقط . المضحك ان تعتبر تركيا ان ما تفعله امريكا هو من اجل اخذ الثار من المنطقة التي كانت تحت امرة الامبراطورية العثمانية من تلك المذلة التي لحقتها على ايديهم بامرة واليهم العثماني يوسف قرة مانلي . يمكننا ان نسال هل ما تسير عليه تركيا هو الجمودية في الفكر و السذاجة في العقلية، ام محاولة خدع المسلمين و العرب على انها كانت على راسهم و اذلت امريكا و اليوم تريد امريكا ان تاخذ الثار من الشعوب التي دعمت والي العثماني في حينه، و يريد ان يضرب بهذا التوجه عصفورين بحجر واحد؛ اولا يمكن ان تتوقع تركيا بانها قد تفرض على امريكا موقفا تضطر على تغيير سياساتها الانية بتذكرها التاريخ، ثانيا ان تقول للعرب و المسلمين بانها يمكن ان تدافع عنهم كما فعله واليها العثماني امام امريكا . و يبدو ان تركيا قد اصابتها الهستريا نتيجة فشلها في خطواتها و تريد ان تفعل ما بوسعها من اجل وقف تقدم الوضع الكوردي في سوريا باي ثمن كان، و لا تعلم بانها الخاسر الاول، و على الكورد ان يشكروا اردوغان قبل غيره نتيجة اخطاءه المتكررة وهي ما تقع لصالحهم حقا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورات كوردستان مابعد رحيل القائد نوشيروان مصطفى
- خسرنا قائدا كوردستانيا متواضعا
- علی اردوغان ان یخضع للامر الواقع
- هل النداء من اجل صهر اليسار حقا ؟
- هل تتراجع امریكا عن قرارها بتزوید الاتحاد الد ...
- هل بامكان الیسار ان یؤدی دوره الحقیق ...
- تلجأ تركیا حتی لاستخدام رفات سلیمان شاه كس ...
- كوردستان التي نريد ان نراها هكذا
- اردوغان و حالة القلق الدائم
- لا نتعجب من موقف الاخوان اینما كانوا
- نضوج الواقع الكوردستاني يفرض الكلام عن الاستقلال و لكن.... !
- كيف يُدعم بناء الاطار العام للقوى اليسارية
- عوامل اختيارهذا الوقت من قبل تركيا لقصف سنجار
- سيصل ارهاب السعودية عن طريق بناء مئات المساجد الى بنغلادش
- هل يتحقق التعايش الانساني في العراق ؟
- الفرصة مؤاتية ان كانت نوايا اردوغان صادقة
- هل الشرعية الثورية تبرر بقاء النخبة الكوردستانية في السلطة ؟
- هل من الضروري تفعيل البرلمان الكوردستاني قبل الاستفتاء ؟
- يتصرف و لا يعلم بانه ينكأ جرحا طريا
- راي حول مابعد نعم تركيا في الاستفتاء


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - اصيبت تركيا ازاء سياسة امريكا بهستريا قوية