أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الفرصة مؤاتية ان كانت نوايا اردوغان صادقة















المزيد.....

الفرصة مؤاتية ان كانت نوايا اردوغان صادقة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5502 - 2017 / 4 / 25 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد جرّب اردوغان كما غيره ممن سبقوه كل الوسائل لضرب الحركة الكوردية ليس في بلاده فقط و انما في اي جزء, حين يراها تسير لغير صالحه و تؤثر بشكل او اخر على كوردستان الشمالية حتى و ان كان بشكل غير مباشر، و نتيجة ما يعتبرها حسابات بعيدة المدى و وفق نظرته الى الواقع الموجود في بلاده و من فكره النابع من مجموعة من الطموحات و العقائد و الافكار الجديدة على الساحة التركية و تتبعها سياسات مغايرة و ان كانت تبان لكل من يدققه بشكل صعب جدا . لقد تغيرت الموازين و رافقه تغيير توجهات اردوغان كبوصلة ملازمة لما دارت او مالت من عوامل تلك الموازين سياسيا داخليا كانت ام اقليميا او عالميا نحو جهة يعتقد بانه ليس لصالحه، و ما تغير من ثقل و موقع الكورد معه في مدار و مسار المعادلات السياسة و الستراتيجيات العالمية في هذه المنطقة .
المنحنيات السياسية الداخلية التركية ترتفع و تنخفض لحد كبير و متفاوت في مسيرها, نتيجة المتغيرات و الافعال التي تصر عليها السلطة التركية المتمثلة بحزب العدالة و التنمية باعتبار ما يهمها هو التغيير و ايجاد الحلول للقضايا الملحة و المؤثرة بشكل كبير على كافة جوانب الحياة العامة للشعب التركي، و قي مقدمتها القضية الكوردية، و ياتي هذا بعد مراحل من الاهمال و المحاربة من قبل السلطات السابقة منذ انبثاق الدولة التركية بعد انهيار العثمانية و اعتلاء اتاتورك السلطة و حيله المعلومة للجميع في هذا الاطار .
اردوغان امام مفترق طرق في هذه القضية، لقد سار بشكل بطيء سابقا و الى حدما بحذر من القوى المعرقلة في المصالحة التي استهلها بشيء من العلنية لاول مرة مع من يعتبره لحد اليوم معاديا لدولته و ينعته بالارهاب و المتمثل بالحزب العمال الكوردستاني . سارت العملية بانحناءات و ميلانات مختلفة الشكل و التوجه، متاثرا بالمواقف الداخلية و العراقيل التي صنعتها الجهات المختلفة من الاحزاب العرقية المتطرفة و الصقور في الجيش امامه قبل الانقلاب المزعوم و المحاربين القدامى .
اما اليوم و بعد ان راوغ و تحايل و تكتك اردوغان في هذا الامر، الا انه بعد نجاحه اخيرا في الاستفتاء قد اتسعت الطريق امامه دون اي عراقيل كبيرة محتملة كما كانت تبرز اماه في السابق، نتيجة اوضاعه الداخلية المغايرة وتغيير ثقل و موقع المنافسين المصارعين له طوال سنوات حكمه السابقة تدرييا لحين الوصول الى ملحمة الاستفتاء السياسية . اليوم لقد ازاح هو بكل ما لديه او ازيحت المعارضة القوية من لدن الجيش و بقايا الاتاتوركيين الذين كانوا مسيطرين على زمام العسكر، اضافة الى ما ادعاه بالغولنيين الذين نسجوا له المؤآمرات و صنعوا له المعوقات على طريق مسيرته السياسية و خططه لتطبيق ستراتيجياته البعيدة المدى و منها توجهاته لايجاد الحلول العادلة للقضية الكوردية في بلاده . هذا من جهة، اما من جهة اخرى فانه صرخ دوما و تباكى كثيرا على عدم امكانه السير في خطواته المرسومة نتيجة ما يصفد ايديه من الصلاحيات التي لم يتحه الدستور و بنوده له في اتخاذ القرارات الصعبة، و الا فانه يحول البلاد الى ممكلة التعايش السلمي و الاخاء و السلام . و بالتغييرات التي وافق عليه الشعب التركي في استفتاءه، لم يدع حجة لادعاءات مستندة على ضيق صلاحياته بعد، لقد انفكت يديه من الاغلال و فتحت على مصراعيها بعد، و بالتغييرات تكون له القدرة وما تتيح له الامكانية على السير وفق ما ينويه دون اي حاجز يُذكر .
و عليه، لم يبق امام اردوغان الا ما ينويه و يحمله في داخله هو ان كان صادقا في ادعاءاته، و له القدرة في اجتياز كل العراقيل الصغيرة السهلة التي يعتقد بانها لازالت امامه . القضية الكبرى التي يعتقد بانه يقف حجر عثرة امام تقدمه و يجب عليه حلها هي القضية الكوردية و الحقوق التي يجب ان تمنج لهم و الذي يدع الخطوات تسير بسهولة و سلاسة نحو السلام الدائم .
اننا سمعنا اشارات واضحة نحو هذا التوجه خلال الاستفتاء و انما بشكل خجول، و اعتقد بان هذا ما ادى الى ازدياد نسبة التصويت بنعم للتغيرات في الاستفتاء في في كوردستان الشمالية و المحافظات ذات الاغلبية الكوردية . و ربما لا ينسى الكورد بعض من الانجازات التي حصلوا عليها في عهد اردوغان دون اي احد اخر من قبله، و به يمكن ان ياملوا او يعتقدوا بانه ربما يخرج من تحت تاثير القوى المحافظة المتحالفة معه بعد النجاح من عملية الاستفتاء و يتخذ خطى واسعة نابعة من ايمانه العميق بها في قرارة نفسه، و يتخذ اجراءات صحيحة لازمة لرفع المظلومية التي عانى منها الكورد لعهود طويلة، ان كان يؤمن بمستقبل امن و متقدم لتركيا .
ان كان اردوغان يعتقد و يؤمن بان حل القضية الكوردية مسارا استراتيجيا له و لتركيا و لا غنى لها عنه و هي تفرض نفسها عليه و على اهدافه و معتقداته، و كما يعلن دائما، و بحجج كثيرة و منها لابعاد الايدي الخارجية التي تريد التلاعب بمصير امته عن طريق استغلال محنتهم من جهة و ما يشهده الاقليم و المنطقة بشكل عام من تفاعلات حارة و ما تشهده المرحلة الانتقالية و تبرز منها علامات بارزة لصالح الكورد في المنطقة، و ليس من المعقول ان لا تكون لها اي لهذه المعادلات و التغييرات من الالتي افرزات تؤثر على دولته بشكل مباشرو بالضرورة، فعليه ان يتمعن و يدقق كثيرا في خطواته الاتية في هذا المسار الحيوي المستقبلي لضمان نجاحه استراتيجيا في خطته التي يوميء بانه رسمها بشكل يوافق القوى المختلفة في بلاده و لا يمكن ان تكون مجزئة .
انها فرصة سانحة و بكل المسهلات و الوسائل و باقل نسبة مقدرة من العوائق امام اردوغان الذي لا يمكن ان يصدقه الكورد نتيجة تقلباته الكثيرة الا من خلال الخطوات العملية التي عليه اتخاذها في هذا الوقت المناسب دون تملص او اي كلك و ملل . و ان كان يفكر صحيحا فعليه ان يتسهل ما يرنو اليه من تحقيق نواياه الخاصة ايضا, و من خلال مسار حل القضية الكوردية بعيدا عن كل العنصرية و تراكمات التاريخ التي عليه ان يزيحها بما يقول بانه يؤمن به من الانسانية من اسلاميته المعتدلة كوسيلة لنجاحه . و ان فعل فانه يدخل التاريخ من اوسع ابوابه و ان فشل فانه سيبقى كما كان من سبقه من القيادات العادية المسلكية منذ تاسيس دولته و التي لم تشهد تركيا على ايديهم اية انتقالة تُذكر و لم يبق ذكرهم خالدا و حتى لم يقدموا للدولة التركية شيء يُذكر ايضا، الا انه، ان نجح في هذا، سيدخل مصافي العظام في تاريخ العالم، و لننتظر و نرى ما يكن في داخله و سيبين نواياه في الخطواتت التالية له، و ان كانت الفترة الحالية اي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة مرحلة حرجة و انه يحسب لما يمكن ان يفوز بها و ربما تكون الطريق التي امامه لها حدودمعينة وغير سالكة بشكل سلس جدا او لا يمكنه ان يسير بخطى كبيرة كما يعتقد البعض .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الشرعية الثورية تبرر بقاء النخبة الكوردستانية في السلطة ؟
- هل من الضروري تفعيل البرلمان الكوردستاني قبل الاستفتاء ؟
- يتصرف و لا يعلم بانه ينكأ جرحا طريا
- راي حول مابعد نعم تركيا في الاستفتاء
- ضياع الشعب الكوردي بين التطبيل و التضليل
- في ذكرى عمليات الانفال السيئة الصيت .... لماذا لا تعتذر الدو ...
- فقدان الشعب العراقي لقائد تاريخي منذ تاسيس دولته
- الثقافة الكوردية المتميزة من مقومات بناء الكيان الخاص به
- من هو المراقب الرئيسي و المساعد في القضية الكوردية ؟
- هل المفروض هو الاستناد علی الدستور العراقی ف ...
- العراق بحاجة الى معركة ثقافية قبل العسكرية
- كيف يمكن حل مشكلة كركوك ؟
- هل يستمر الاسلام السياسي في حكم العراق
- نرجسية اردوغان تفشل تركيا بعد نجاح نسبي
- هل رفع العلم الكوردستانی مفتاح لحل القضية الكوردية ؟
- مصلحة الشعب بين صراعات بغداد و اربيل
- هل تعيد حلبجة القادة الكورد الى رشدهم ؟
- تشويش اردوغان في المرحلة الانتقالية للمنطقة
- اردوغان و البارزاني يريدان ان يعيشا المستقبل في الماضي
- فشلت ذنبا لأوربا تريد راسا لآسيا


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الفرصة مؤاتية ان كانت نوايا اردوغان صادقة