أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يستمر الاسلام السياسي في حكم العراق















المزيد.....

هل يستمر الاسلام السياسي في حكم العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5477 - 2017 / 3 / 31 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنا لا يمكن ان نحدد الزمن لما يمكن ان تشوب الحسابات التي نريدها من المفاجئات او الافرازات الذاتية نتيجة تفاعل المعادلات الحالية و ما يبرز منها، و ما يمكن ان نعتمده لتحديد المدة من اجل تغييرات وفق السياق السياسي و العسكري لمسيرة الحكم في العراق و ما يمكن ان يعرقلنا جراء المفاجئات و العوامل الثانوية المؤثرة التي تنتجها الحالة الحالية الشاذة و ما يبرز من المخاض العسير جدا من اجل التاثيرعلى مسير السلطة في العراق بهدف النقلة النوعية من سلطة الاسلام السياسي الى العلمانية الواقعية، الا اننا امام خطين متوازيين لا يمكن ان يلتقيا و يحاول كل منهما السيطرة على الاخر،و ما نملك نتاح الارث الغني لتاريخ العراق الحضاري الثقافي، و هما الخط العلماني الناجم من ما يضمنه الشعب العراقي من النخبة و الارث العلماني الغني و الثقفة العامة و الوعي المشهود له في الماضي القريب ( لا اتكلم عن المرحلة التي حكمها الدكتاتور لمدة خمس و ثلاثن سنة) بل الفترة او يمكن ان نقول ماقبل تاسيس الدولة العراقية بيد الدولة الاستعمارية المحتلة . و الخط الديني الاجتماعي المتاثر بتاريخ العراق منذ الفتوحات الاسلامية و الغزوات التي شملت العراق و ما فيه ابان الامبراطوريات المتعاقبة التي كانت مسيطرة على المنطقة خلفت امور ايجابية يمكن العودة اليها و سلبية يمكن تهميشها لو كان زمام الامور بيد العقلاء . اي اننا نتلكم نتيجة قراءة الظروف الموضوعية العامة من جهة و الذاتية من جهة اخرى، و من كافة الجوانب الاجتماعية السياسية الثقافية و الفلسفية، و ما ورثناه نتيجة التقلبات و الانعطافات و التغييرات الكبيرة في مسارحكم السلطات في العراق خلال الحقبات السابقة بعمق كبير او في المراحل الحديثة .
ما يميز الشعب العراقي دون غيره هو نشاطه و عدم ياسه و اصراره الكبير على تحقيق ما يؤمن به و ان اخذ ما يؤمن و يهدف وقتا طويلا . فهنااليوم نلمس ما لدينا من صراع كبير بين ما حصل من بعد السقوط نتيجة انشراح الصدور نتيجة رفع الغم عن صدور العراقيين و عدم اعتراضهم لما مروا به من الشذوذ من التعامل معهم و حصرهم بين القهر و المذلة، و ما امنوا جاء لباب بيتهم بعد ان ذاقوا طعم الحرية و عادوا الى رشدهم و لازالوا في مرحلة النقاهة، و تتطلب عملية التغيير وقتا لازما للثبات على ارضية و شكل يلائم العقلية العاملة على العمل في امكان فرض استهلال الخطوة الاولى للسير الصحيح . و هذا ما نراه من توجهات العلمانية بعد التغيير المنتظر من نظرة الشعب الى ما يجب ان يكون عليه العراق بعيدا عن المؤثرات الخارجية التي لا تهدف غير مصالحها .
لو قارنا المرحلة الحالية بطول التاريخ و ما جرى، اننا نرى ان السير بهذا الاتجاه الموجود و بالالية و العقلية المتسلطة لم يكن لدينا شبه لها الا في مراحل قصيرة الامد خلال التاريخ الغابر و الحديث، اي، و ان سايرت هذه الشعوب و منها العراقية ما اروثوه بالقوة الخارجية و باليه الغزاة من افكار و عقائد و مذاهب خاصة الا انه لم يتمسك به كثيرا، اما تراجع و غطى على ما فُرض عليه بغطاءات مختلفة او ازاح عنه نهائيا و بشكل جذري ما لم يلائمه . اليوم نعيش في مرحلة سيطرت احزاب الاسلام السياسي على زمام الامور لاسباب معروفة سواء موضوعية او ذاتية . و لم يستقر الوضع نهائيا لحد الان على شكله النهائي، و لم تبنى حتى ارضية ملائمة للاستمرارية في النهج و الطريق الجديد، بل كل ما شاهدناه هو استمرار المرحلة على كونها انتقالية غير مستقرة على حالة نهائية، و ذلك نتيجة ما احتك به الواقع مع المثاليات التي انتجته المصالح المختلفة باسم العقيدة و الدين و المذهب و حتى العرق غير المنسجم مع الواقع و الارث و الثقافة و الوعي العام ( بعيدا عن الشذوذ التي ابرزتها السلطات الشاذة الدخيلة غير الاصيلة التي لم تلد من رحم تاريخه المشرق ) .
اي، ان سلطة الاسلام السياسي الموجودة الان ليس في حالتها المستقرة النهائية بقدر كونها تريد ان تلائم نفسها باي شكل كان كي تثبت على ما هي اقتنصته في غفلة من الزمن او نتيجة الخطوات الخاطئة للكثيرين او كرد فعل لما كان موجود فيه الشعب العراقي من الضيم وبشكل خيالي بعيدا عن الواقعية .
ربما ياخذ الموجود وقتا و لكنه لا يمكن ان يستمر بنغمته الحالية، لان العراق غير الدول المجاورة او حتى الشرق الاوسطية البعيدة عنها من حيث الكثير من الامور، لو حسبنا للحضارات التي تمتع بها و المراحل التاريخة الغنية من الفلسفة و العلم التي شهدها، اضافة الى ثراء ثقافته و امكانياته البشرية و العقلية و ان حاول البعض طمس كل ما لديه يصيبنا تفاؤل و لكن حذر بشكوك نجاح المصلحيين الخارجيين . نحن هنا نتكلم عن ما يتصف به اجتماعيا و ثقافيا الا ان ما حصل له طوال التاريخ و كيف اخذ مكانته الحالية هذا شان اخر، و ربما هو ايضا غدر بالاخرين و غدروا به طوال التاريخ او فترات منه ايضا، و حصلت فيه تغييرات جذرية كبيرة لا يمكن ان يعقلها المتابع الا اذا علم بما حصل بدون شك و بيقينية تامة ان ما حصل حقيقي و يمكن ان تثبت صحة ما نتلكم عنه بعض السمات التي بقيت لحد اليوم موجودة بين سلوك و اخلاقيات مكوناته .
من منطلق ما نعرفه عنه، فاننا على اعتقاد بان مرحلته الحالية لا يمكن ان تستمر مادام نلمس ما وجود و يتمتع به من امكانية و خصائص تركيبته البشرية و ما يتصف به تاريخه الغني . و عليه نعتقد بان هذه المرحلة المؤقتة ستمر و لا يمكن القاء بهذا الشكل تحت سيطرة سلطة الاسلام السياسي، و نعلم ان ما حدث نتيجة ما حدثله بشكل مفاجيء و طاريء، او يمكن ان نعتبره تغيير طبيعي كرد فعل لما كان مختنقا تحت ثقله من وجود غير طبيعي، فانه سيعود الى حاله و ينتعش بعدما يتمكن من ان يمر في فترة نقاهة تتطلبه حاله المتاثر بما حدث له بعد الفترة الشاذة التي مر بها . اي المتقلب المؤقت و السطحي الى ما هو عليه هو سلطة الاسلام السياسي و ما يمكن ان يثبت على ارضية العراق الصلدة التي بنيت خلال تاريخه المديدة هو العلمانية بمعناه و مضمونه الحقيقي الصحيح الملائم، لما يتعمتع به العراق ضمنا من السمات المستمدة لحياة حرة سعيدة مثمرة لا تقبل الخرافات و الاساطير التي مر عليها الزمن و اكل منها و شرب .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نرجسية اردوغان تفشل تركيا بعد نجاح نسبي
- هل رفع العلم الكوردستانی مفتاح لحل القضية الكوردية ؟
- مصلحة الشعب بين صراعات بغداد و اربيل
- هل تعيد حلبجة القادة الكورد الى رشدهم ؟
- تشويش اردوغان في المرحلة الانتقالية للمنطقة
- اردوغان و البارزاني يريدان ان يعيشا المستقبل في الماضي
- فشلت ذنبا لأوربا تريد راسا لآسيا
- التخبط في الوعي الفلسفي العراقي لما بعد السقوط
- لماذا كل هذا الغضب ؟
- المراة ضحية نفسها اولا
- المراة في كوردستان مالها و ما عليها
- صدام تركي ايراني بقوات كوردية
- هل بامكان داعش الهروب الى جبال كوردستان الوعرة ؟
- من حطم اخلاق مجتمعاتنا
- هل استقلال كوردستان هو افضل الخيارات ؟
- غيّر اردوغان من اهتماماته باخوان المسلمين ايضا
- غير اردوغان من اهتماماته باخوان المسلمين ايضا
- الاستقلال يوحد الكورد ام الوحدة الداخلية هي الأَولى ؟
- بماذا تفيد كوردستان ان تجعل اربيل وكرا لنشاطات البعثيين ؟
- ما يحمله اردوغان هو هوس امبريالي قومي تركي


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يستمر الاسلام السياسي في حكم العراق