أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل استقلال كوردستان هو افضل الخيارات ؟















المزيد.....

هل استقلال كوردستان هو افضل الخيارات ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5441 - 2017 / 2 / 23 - 18:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نتكلم و ندعو ما يؤمن به الشعب و يتمناه، ليس تعصبا او ايمانا بالشوفينية او العزلة و الانفصال عن الاخرين، بل الوصول الى استقلال و انبثاق دولة لمن يستحقه،و ليس ايمانا ببناء معتقل كبير و ايجاد الفواصل و وضع الحواجز بين مكونات البلد الواحد الذي ولد منذ اكثر من قرن وفق اتفاقات من قبل اناس و من ليس له الحق في تحديد مصير شعوب هذه المنطقة . ما ندعوه ليس حقدا او حتى ثارا عن الظلم الذي تلقيناه نحن الكورد من قبل السلطات المركزية، و ان وصلت الاعتداءات الى استخدام افتك الاسلحة، و ما تم هو الابادة البشرية بنصها و فعلها، لان من اقدم عليها خلع و تولى و ذهب الى مصيره المحتوم، و الشعب الكوردستاني اثبت انه مسامح و كريم للجيمع . ان ما نؤمن و نصر عليه ليس كرها بالقومية العربية او الفارسية او التركية، و لا باي دين و مذهب و عرق اخر على وجه الارض و لا تطرفا نريد ان نستخدم الدولة بناءا على تطبيق ما نحمله ربما من الافكار الاصولية مهما كانت نوعها، و ليس عملا على التسيد و الاعتلاء و تحقيق الاهداف المرحلية للتشفي بمن اذانا قبل ابدا، و ليس ايمانا بان الدولة الكوردستانية المستقلة يمكن امن تحقق العدالة الاجتماعية او المساواة و التوجهات و المباديء الانسانية بمن يمكن ان يسيطر عليها من السلطات الحالية في لحظة من الزمن، و لا يمكن ان نعتقد بان الحكومة الكوردستانية للدولة المستقلة ستكون اكثر تقدمية و حضارية و علمانية من غيرها من الموجودات في دول المنطقة، و لا يمكن ان نؤمن بان من يولي امر البلاد يمكنه بسهولة ان يعبرها الى شاطيء الامان في لمحة بصر او لمدة طويلة، و ان لم يكن الشعب نشطا و واعيا و متمكنا من تغييرهم في وقت قياسي، و لا يمكن ان نكون الى هذا الحد من السذاجة ان نعتقد بان دولة كوردستان بمثل السلطة الحالية يمكنها ان تصل الى مصافي البلاد المتقدمة و ان تجاري و تنافس الاخرين علما وحضارة و معرفة و عقلية . و لا يمكن ان نكون على الايمان بان الانعزال و الابتعاد عن الاخرين داخليا او اقليميا او عالميا يفيدنا بشيء، بل يعتقد الشعب بان اعادة التنظيم للذات من الانطلاق نحو الثقافات العصرية الصالحة الراسخة المفيدة للانسانية هو الهدف الاسمى المصيري الذي من الواجب النصال من اجله بكل السبل بعد الاستقلال .
اذن لماذا ندعو الى الاستقلال . انه هدف لابد منه ، لانه تيقنا منا و من خلال ما تلقيناه و عانينا منه بيد السلطات المركزية المتعاقبة و تاكدنا بانهم يريدون صهرنا و ليس حكمنا بعدالة او انصافنا باي نسبة كانت، و هذا ما رسخ لنا الايمان القاطع بان الاستقلال اكثر اهمية و خطوة الى الامام و اكثر استفادة من البقاء على ما كنا عليه طوال العقود الماضية و لازلنا عليه حتى الان و لم نرسي على شاطي الامان بل نعيش في قلق دائم و في ظل الخوف و على ارضية عدم الاستقرار . لاننا لم نتفائل ولو لحظة باننا يمكن ان نتجه نحو التغيير الممكن في وقت قصير في ظل هذه العقليات المتسلطة المتنفذة من جهة و ما تفرضه المعادلات الداخلية من ما ابرزه سقوط الدكتاتورية و ما طفا الى السطح من العقليات الحاكمة والتدخلات الاقليمية السياسية والعوامل الاقتصادية التي تفرض المركزية و الموالاة للسطة المركزية بعيدا عن العدالة الاجتماعية و المساواة المنشودة من قبل جميع المكونات العراقية . اننا نريد ان نسير على طريق الاستقلال ليقيننا بان السلطةالمركزية بهذه التركيبة الموجودة و ما افرزتها الظروف الموضوعية و الذاتية العراقية و مهما كان بديلها في المستقبل القريب او البعيج فانها لا يمكن ان تسير بالبلاد الى الضفة الاخرى و لا يمكنها ان تحقق ما يهدف اليه الشعوب من العدالة الاجتماعية و لا يمكنها ان تبتعد عن السلبيات التي تتميز بها من التعصب القومي الديني المذهبي و بهذه العقليات التي تحكم و ما ابرزتها اللحظة المؤآتية و الفرصة و الصدفة خلال مدة معينة . و ما نصر عليه و لا مناص منه ان اردنا ان نضمن مستقبل اجيالنا، لايماننا الراسخ بان السلطات المركزية مصلحية متعصبة غير حضارية و بعيدة عن القيم الانسانية و هي تستند على المصالح الحزبية الدينية المذهبية العقيدية الشخصية الضيقة و مستندة على الاسس الايديولوجية و السياسية القاصرة . لان المركز لازال على حاله و لم يخرج من تسلط و توجه و فكر و اعتقادات العقود الماضية، و هو مؤمن في قرارة نفسه دون ان يعلن عنه و لكنه ما يسير عليه هو ايمانه المخفي بالمركزية و الاستبداد و ربما المتنير او الدكتاتورية و ربما ما تعقتده بانها العادلة و يريد فرض امر الواقع رغما عن اقتناع الشعوبالعراقية باي امر كان و دون اي المام او اهتمام بحرية و عقيدة الفرد و خصوصياته . لان السلطة لا تنظر الى الجميع باعين على الاقل تكون ذات نظرة متساوية لحد بسيط ايضا، و انما تفكر و تؤمن و تعمل الى الاهتمام بالمركز و مهمشة الاطراف و الاقاليم ، و لانها لازالت على مسار الحكم ذاته الذي ظلو و ضلوا فيه الحكام السابقين و انحرفوا و غدروا على نسبة كبيرة من الشعب . و لان التجارب اثبتت بانه حتى في حالة التغيير الممكن، يمكن ان تعاد الكرّة لما كانت عليه السلطة من قبل و ان ترسخت السلطة الجديدة على ادعاءات و ما تسميها مباديء السلطة الجديدة و الحكم البديل . و لايمان شعوب العراق و بالاخص الشعب الكوردستاني بان السلطة المركزية ستبقيه بنسبة و اخرى تحت سيطرة و نفوذ القوى الاقليمية و العالمية التي لها المصلحة في بقاء المركزية في العراق و دون ان تقدر على ان تنفلت منهم و ان امنت بغير ما يُفرض عليها، و به ستكون خاضعة و غير مستقرة و لا مستقلة بمعنى الكلمة و لا يمكن ان ننتنظر منها العدالة في جو هزيل و هزاز من مثل هذه الحالة .
و عليه، اننا عندما نقارن بين البقاء و الاستقلال، فاننا نجد الايجابيات و السلبيات من الحالتين، و بناءا على العوامل و الدوافع العامة التي تدفعنا ان نختار اهون الشرين لمدة معينة من اجل ازالة الشر الدائم، على امل ان نزيل اسباب الشر الاهون داخليا قبل ان يستفحل، و نسعى الى التغيير الشامل باسرع وقت ممكن، ويمكن ان يبدا بتغيير السلطة جذريا فكرا و ايديولوجيا و تركيبا و واقعا . و الا، فان الشعب الكوردي نشط و لا يمكنه ان يبق مسترخيا و خاضعا و خانعا في ظل السلطة العشائرية التخلفية و يمكن ان ينتفض بوجه ما تسيطر عليه الحزبية و الحلقة العشايرية القبلية و التكتلات الضيقة، و الجميع على يقين بان قساوة السلطة الذاتية ستكون اقسى و اكثر تخلفا من المركز لو تسلطت اكثر على رقاب الشعوب رغما عنهم في ظل دولة مستقلة .
و به يمكن ان تبنى و تبرز الدوافع و الاسباب الموجبة الضرورية لبناء مقومات التغيير الجذري للاسس التي بنيت عليها السلطة، في حال الاستقلال، و هو الاقرب و الاكثر احتمالا من البقاء في كنف السلطة المركزية وفي ظل العمق الراسخ لدولة انبثقت قبل اكثر من قرن و نيف .
ان النضال من اجل التغيير الشامل في ظل دولة مستقلة يمكن ان يشارك فيه المجتمع برمته و بان يقتنعوا به اكثر في ظل اللادولة التي يعتقد الكثيرون بان اية حركة في حالها ستؤدي الى العودة الى المربع الاول والى الوضع الذي يمكن ان يكون في مرتبة الصفر في سلسلة التقدم لنضالاتنا المتعاقبة من جهة، و اعتقدا الاخرين بان الدولة قد ازالت العدو الدائم التي يتربص لينهش الجسد الكوردي، و يمكن ان يعتقد في قرارة نفسه بان النضال من اجل السير نحو دولة المواطنة و المساواة و العدالة الاجتماعية لجميع مكونات و الاديان و المذاهب للشعب الكوردستاني في ظل خيمة الدولة الكوردستانية المستقلة المتعايشة بسلام و امان مع الاخرين من الدول الاقليمية قد لا يعود الى البداية .
الشعب الكوردستاني في الوقت الذي يرفض ان يكون الاستقلال شعارا حزبيا او شخصيا مرحليا يرفعه هذا و ذاك من اجل تسجيل ما يطمح اليه شخصيا او حزبيا او عائليا او قبليا من الامجاد ظُلما بالهدف ذاته و بالشعار و الشعب معا، فانه شعب لا يمكن ان يرتضي بان يكون الاستقلال ضحية التحزب و الطمع و الصراعات الشخصية الحزبية الانانية و ان يقع نتائج الادعاءات سلبا عليه، اي لا يمكن ان تبقى كوردستان المستقلة راقدة تحت اثر عنفوان الايدي الفاسدة التي اهلكت الشعب و ابادت الحرث و النسل خلال هذه الفترة من ماقبل انبثاق الدولة و هي القوى الداخلية الحاكمة قبل الخارجية .
كان كلامنا هذا عن ما يفيد الاستقلال الشعب الكوردستاني فقط، و من جانب اخر يمكننا ان نعد النقاط من ايجابية الاستقلال للمركز اكثر من كوردستان في نواحي كثيرة، ليس هنا مكان ذكرها بالتفصيل، و لكن يمكن القول، قد يمكن الاستقلال الكوردستاني العراق ان يقدم نحو دولة ترسي على قاعدة الاستقرار او يتجه نحو الامان الدائمي في نهاية الامر، هذا ان تعمقنا في ما سار عليه و الاسباب التي ادت الى الفوضى و عدم الاستقرار و الحروب المتتالية و الانتكاسات التي اصابت العراق خلال القرن المنصرم .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيّر اردوغان من اهتماماته باخوان المسلمين ايضا
- غير اردوغان من اهتماماته باخوان المسلمين ايضا
- الاستقلال يوحد الكورد ام الوحدة الداخلية هي الأَولى ؟
- بماذا تفيد كوردستان ان تجعل اربيل وكرا لنشاطات البعثيين ؟
- ما يحمله اردوغان هو هوس امبريالي قومي تركي
- المرحلة لازالت تتطلب الكاريزما ام الخلل في الوعي العام ؟
- المطلوب هو التفكير العقلاني للكورد في هذه المرحلة
- ما نهاية مائة عام من الاحبا ط ؟ ( 3 )
- ما نهاية مائة عام من الاحباط ؟ ( 2 )
- ما نهاية مائة عام من الاحباط (1 )
- ايهما ارهابي ملكك المعظم ام حزب العمال الكوردستاني ؟
- القادة اجهض حلم الكورد و ليس الشعب الكوردي
- الحلول الترقيعية باسم التسوية
- يكفي الكورد مافيه
- الكورد ما بين الابيض و الاسود في توجهات ترامب
- ماهو الهدف الاستراتيجي المشترك للقوى الكوردستانية
- عدم اعتذارهم من الشعب الكوردي
- موقع الكورد من المخططات المخابراتية الاقليمية و العالمية في ...
- لما نجعل من استقلال كوردستان بعبعا
- اثر الاسلام السياسي السلبي على فكر و فلسفة الناس


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل استقلال كوردستان هو افضل الخيارات ؟