أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المرحلة لازالت تتطلب الكاريزما ام الخلل في الوعي العام ؟















المزيد.....

المرحلة لازالت تتطلب الكاريزما ام الخلل في الوعي العام ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5432 - 2017 / 2 / 14 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لازلنا نسمع يوميا العبارات الرنانة من مثيل، القائد المفدّى و الرفيق الاعلى و الرئيس القائد والزعيم الاوحد و المناضل العتيد في هذه المنطقة، هنا و هناك، و لكن ان تسمع كلمة ( سه رؤك ) بتوجيه حزبي و عدد من المرات من خلال مجرد تردد جملة او جملتين مكتوبة سلفا لك من خلال ما يمكن الن نعتبره فتاوى حزبية سياسية صادرة من غرف العمليات، فهذا امر محير، ولو لم نجد شيئا محيرا و شاذا عن المالوف الا و سمعناه في هذا الجو من الصراعات الحزبية الشخصية التي تستغل الاحزاب الكوردستانية كل ما يمكنها ان تفرض نفسها و ان كان على حساب المصلحة العليا و الهدف الاسمى للشعب .
المركزية المبنية على الشخص او العائلة فقط لها التاثير المباشر على الشعب بشكل عام، و بالخصوص ان اراد المؤمنون بها نقلها نصا و تطبيقا من الحزب الى المجتمع عنوة، اي من خلال استغلال الشعب ماديا و معنويا خوفا و قسرا من خلال اللعب على المصالح الضيقة للفرد و من ثم عن طريق الترغيب و الترهيب، كما هو الحال في اقليم كوردستان و من قبل الحزب المتنفذ، بحيث لم يمر يوم الا و نرى انه يكشف عن الكثير من اهدافه البعيدة المدى و من خلال طرق و وسائل متعددة منها فرض الراي و الموقف الموحد على الشعب و العمل على اضطرار الناس في ترديد ما لايؤمن به من جهة، اضافة الى شراء الذمم و الكوادر التابعة له من المدسوسين في الاحزاب ذات التاثير القوي، و الايعاز لهم في مرحلة معينة للعودة عن مكانهم الذي ساروا فيه منفذين لاوامرهم من جهة اخرى . و الاهم بعد ان تتياس الناس من الامر فانهم يطرحون المامورين على الشاشات لطرح المعاد و اول الامر هو تلفظهم و ترديديهم لكلمة ( سةرؤك ) من اجل ترويج ما لديهم من خلال هذه الكلمة الشاعرية السحرية التي تريد به هذه الاحزاب المتنفذة الدكتاتورية التوجه ان تجعلها مركز الثقل لتجميع الكوادر بعيدا عن الفكر و الفلسفة و المنهج و الايديولوجيا التي لها الاهمية الضرورية و و الحاسمة في جمع الاعضاء و البقاء على وحدة الحزب في اي مكان في العالم .
هناك مركزية دكتاتورية معتمدة على المركزية الحزبية و المركزية العشائرية و المركزية العائلية و المركزية الشخصية، فان الاخير يمكن ان يستند على الباقين في ترسيخ كل الوسائل لتثبيت الذات على المجتمع . و يكون السير بطرق و باشكال مختلفة : يمكن اهمال من لم يكن له تاثير مباشر و قوي على هذا التوجه بحيث لا يؤثر على ما يهمهم من جانب نجاح الخطوات المرسومة لهذه المركزية، و هؤلاء يمكن ان نصنفهم من شريحة المثقفين و المهمشين اصلا و ليس لهم التاثير المباشر القوي على المجتمع المتسم بنسبة دنيا من الثقافة العامة و الوعي المطلوب لردع هؤلاء . اما الشخصيات المؤثرة من الناحية الاجتماعية و المكانة، فيمكن التثير عليهم اما بشرائهم ماديا او سياسيا او ترهيبهم بالطرق الموجودة و يصل احيانا الى الاغتيال في اخر المطاف . و هناك ايضا من الوسائل المخابراتية المتاحة لديهم ليستخدموها في الوقت المناسب . خلال السنة المنصرمة شاهدنا تحركات كثيرة من قبل هذه المؤسسات المخابراتية الحزبية الخطرة من خلال الاغتيالات او كسب الكوادر المؤثرة من الاحزاب المنافسة و فرض التبعية عليهم بالشكل الذي لا يمكن ان يصدوا ما يواجهونه من الضغوطات مستغلين ضعف الاحزاب الداخلية و انعدام المركزية فيهم كما هو حال الحزب المتنفذ في اقليم كوردستان و ما يسير عليه و يتسم به و ما تفرضه طبيعة التنظيم فيه من اساسه و هي المبنية على تقديس الشخص .
الايعازات اليومية المتكررة في تكرار عمل سياسي معين من جهة، و ترديد كلمات مركزية نابعة من الفكر الضيق و التوجيه الشخصي المصلحي و استغلال اضعف الناس في تنفيذ الاوامر بشكل مقنع من جهة اخرى، خطوة سياسية ماهرة و هدف خبيث يفيد الحزب على حساب المجتمع و مستقبله .
اذن، كل المعطيات تدلنا على ان الحزب القائد يعتمد على ابراز الكاريزما بالقوة دون ان يكون حتى هناك صفات للشخصية التي يمكن ان تفرض نفسها ككاريزما، و انما المصلحة الشخصية و الحزبية هي التي تفرض تثبيت الكاريزما الصوري عليه عن طريق الانشاء و الاطراء، هذا ان ابعدنا الظروف الموضوعية التي تفرض نفسها، و يمكن ان نعتقد بانه في حالات تتطلب وجود الكاريزما الحقيقية لصالح الواقع الموجود من المستوى الثقافي و ما تفرضه عصارة الوعي العام، و بالاخص ماموجود الان و نعيشه في كوردستان بعد كل تلك الخلافات و الصراعات التي وقعت علة جساب المواطن و هم يريدون ان ينقذوا انفسهم و ان كانت الكاريزما و المركزية قشة يمكن ان يتشبثوا بها .
لو قيّمنا الواقع الكوردي من الناحية الاجتماعية، و الذي يتسم بالصفات و الخصائص التي اورثه ابا عن جد و عاش تحت نير الاحتلال و نهب منه ما يمكن ان يتقدم خطوات لينسلخ من العقلية المنافية للتقدمية التي فرض عليه، و اقصد بقاءه على ما هو عليه و عدم الخروج من دائرة الالتزام بالكاريزما في التفكير و التدبير، فانه بشكل عام عاش و لايزال في حالة يعتقد بان الاخر يمكن ان يكون افضل منه، نتيجة تاثيرات الارشادات الدينية التي فرضت نفسه عليه و على عقليته لمدة طويلة من جهة، و انعدام سيادة القانون، و ما تفرضه الصعوبات اليومية علي ان تكون الطريق امامه مسدودا الا من منفذ الاعتماد على الاخر القوي من جهة اخرى . هذا اضافة الى الواقع الجغرافي الذي فرض انعزاله كثيرا في العصور الماضية مما اكتسب سمة تقديس الكاريزما مهما كان نوعه الديني منه ام الاجتماعي ام السياسي ام السلطوي المادي . و هذا ما صعب الامر على المجتمع من بناء حزب يعتمد على المنهج و القانون و الاحترام للمباديء خارج الاستناد على الكاريزما، و شاهدنا نحن مستمرون عليه لحد الساعة، حتى الحزب لم يبتعد عن تعويد المنتمين على الاستناد على الكاريزما الذي يفرض نفسه عليهم بشكل قوي، اي انعكس الواقع الاجتماعي على الكيان الحزبي بدلا من ماهو المفروض ان يكون عكس ذلك، اي من الطبيعي ان يكون الحزب هو القدوة لتعليم المجتمع على ان يقتدوا به و يتخذوه معلما و موضحا لما هو الملائم له فكريا و عقليا . انني و من خلال ما اراه خلال السنين الماضية فقط من هذه الناحية، لازلت حائرا في بيان الامر و العوامل و الاسباب في اعتماد حتى من اعتبرتهم من النخبة المثقفة على الكاريزما في توجهاتهم و عقليتهم ، و عليه لا يمكن ان ابين ان السبب هو الواقع الثقافي و مستوى الوعي العام في كوردستان ايضا، ام يمكن ان نقول بان المرحلة الحالية تتطلب ذلك و ليس هذا خاص بها و المنطقة لازالت لم تخرج من هذا العرف الذي يلتصق به نتيجة العوامل العديدة التي اورثتها الشعوب منذ القدم . اما ان يستغل الحزب هذا و يريد ان يلصق الكاريزما باحدممن توارث السلطة فيه جينيا و ليس فيه من الصفات التي يمكن ان تكون شخصية كاريزمية من البعيد او القريب ولا يحمل ما يمكن ان نسميه سمات و صفات الكاريزما، و تريد ان ترفض اوامره و مصالحه على المجتمع، فهذا هو الخراب بعينه للمجتع بشكل عام .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب هو التفكير العقلاني للكورد في هذه المرحلة
- ما نهاية مائة عام من الاحبا ط ؟ ( 3 )
- ما نهاية مائة عام من الاحباط ؟ ( 2 )
- ما نهاية مائة عام من الاحباط (1 )
- ايهما ارهابي ملكك المعظم ام حزب العمال الكوردستاني ؟
- القادة اجهض حلم الكورد و ليس الشعب الكوردي
- الحلول الترقيعية باسم التسوية
- يكفي الكورد مافيه
- الكورد ما بين الابيض و الاسود في توجهات ترامب
- ماهو الهدف الاستراتيجي المشترك للقوى الكوردستانية
- عدم اعتذارهم من الشعب الكوردي
- موقع الكورد من المخططات المخابراتية الاقليمية و العالمية في ...
- لما نجعل من استقلال كوردستان بعبعا
- اثر الاسلام السياسي السلبي على فكر و فلسفة الناس
- هل سيسجل العبادي تاريخا ناصعا له في حل القضية الكوردية
- هل نحتاج لمرجع قومي او وطني لاقليم كوردستان ؟
- الازمات والفساد المستشري و عملية الاصلاح في اقليم كوردستان
- من تفوز في النهاية روسيا ام تركيا
- 2016 الكورد، هزيمة الارادة امام الظروف الموضوعية
- اختطاف افراح لخلط الاوراق


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المرحلة لازالت تتطلب الكاريزما ام الخلل في الوعي العام ؟